تجربة اسمها الموت،،وحفريات كريم عاشور
في تقاويم تبحث لها عن تواريخ ،،وخرائط تمتلك مفاتيح،،ولكن لا ارض ،،بالإمكان المقايسة معها،،الا في عالم كريم عاشور،،وعالمه ليس غريباً عنا قط،،وإنما هو يراه من بؤر ،،عدساته التي لايملكها احد اخر ،،بقدر بساطة الكلمات الا انه يثقلها بحمولات ،،لا نقوى على فك اسرارها،،ليس لانها أحجية ،،بل لانه يقف في المركز وفي كل الأطراف والإرجاء ،،في اللحظة عينها،،إفصاح ،،اليم،،ولحظات صدق،،تحتوي الوجود،،نظرة للحياة،،من حيّز الموت،،اركيولوجي ،،للوجود من منطقة... النفي،،والعدم،،يجعل من الموت شاهداً على الحياة ،،،وليس العكس،،الصورة بالمقلوب،،عبث الحياة ،،مقابل صرامة الوعي في منطقة الموت،،،الأموات شهود على خطل الحياة،،وفعالية واعية على اللاجدوى،،يعيد الاعتبار للحل الابدي،،ازاء منفى الحياة العبثي،،في هذا التقابل،،تكون منطقة الموت هي الخلاص ،،امام تعاسة معيشة،،هو اشبه،،بالمتنقل او المتحول،،من جهة الحياة هو نبي منبوذ،،ومن جهة الموت اله مسلوب الخلود،،عالق في البرزخ،،ولكنه برزخ زجاجي يطل على الجنبين،،يمارس علينا الخديعة ببساطة كلماته،،ويلقي خلف ظهورنا اسفاراً ثقيلة،،اشبه بطريقة عمل ادفارد مونش،،التعبيرية،،بساطة في الرمز واللون ،،وعمق لانهاية له للفجيعة الانسانية،،
كل عمل إبداعي ،،يبحث له عن مساحة للتمثل،،في عقل المتلقي،،وان لم يجدها،،فان العمل معطوب،،بوسائله،،وإعلان عن الفشل،،والمدهش في كريم عاشور،،يزودك بالمساحات الشاسعة،،حتى لتظن،،انه لامساحة هناك،،انها آفاق أوسع من مداركنا النسبية،،في عنوان أخاذ للكاتب تينسي وليامز لمسرحيته الذائعة الصيت،،عربة اسمها الرغبة،،،عند كريم عاشور رغبة اسمها الموت،،،او موت اسمه الرغبة،،،ومفاتيح خرائطه في منتهى الدقة،،هو يذهب الى سوق البالات،،ليعلن عن اللاجديد بالإمكان استخدامه،،الحياة مستنفذة لدرجة التكرار،،وسوق البالات تعبير عن التاريخ المحنط،،،الفاقد للفعالية ،،،
القميص وهو ما يغطي اعلى الجسم حتى الرقبة اي صندوق الجسم الذي يحتوي القلب،،لعاشق ميت،،،وهو رمز عن موت القلب والحب فيه،،موت مشاعر الانسان على العموم،،،اما البنطال،،والذي يغطي عضو التكاثر،،،يرمز للعقم ،،،والقبعة يتناظر،،فيها مع صموئيل بيكت،،للتعبير عن فقدان العقل والحكمة في الحروب الطائفية،،،اما الحذاء المتروك،،هو عبثية الحروب التي قوضت كل معالم الحياة ،،،ويتصاعد اخيراً،،الى قرار شنق نفسه،،في غمرة اللاجدوى واللامعنى ،،،والسأم،،،،،والتحريض على الانتحار
وأخيراً دعوة من عالم المنفى ،،الموت،،لمراجعة جريمة الحياة،،،وعبثها،،،
ماذا أقول سيدي،،لم تترك لي قدرة ،،على امكانية التعبير في إيفاء حقك،،،أخذتني ،،لمديات بعيدة في العمق،،والوجود،،في تجربتك الفريدة ،،اتمنى ان يدرسها اي شاعر ،،او مشتغل بالأدب ،،وكيف تحمل الكلمات وتشحن طاقتها ببساطة ومنهجية،،
كل عمل إبداعي ،،يبحث له عن مساحة للتمثل،،في عقل المتلقي،،وان لم يجدها،،فان العمل معطوب،،بوسائله،،وإعلان عن الفشل،،والمدهش في كريم عاشور،،يزودك بالمساحات الشاسعة،،حتى لتظن،،انه لامساحة هناك،،انها آفاق أوسع من مداركنا النسبية،،في عنوان أخاذ للكاتب تينسي وليامز لمسرحيته الذائعة الصيت،،عربة اسمها الرغبة،،،عند كريم عاشور رغبة اسمها الموت،،،او موت اسمه الرغبة،،،ومفاتيح خرائطه في منتهى الدقة،،هو يذهب الى سوق البالات،،ليعلن عن اللاجديد بالإمكان استخدامه،،الحياة مستنفذة لدرجة التكرار،،وسوق البالات تعبير عن التاريخ المحنط،،،الفاقد للفعالية ،،،
القميص وهو ما يغطي اعلى الجسم حتى الرقبة اي صندوق الجسم الذي يحتوي القلب،،لعاشق ميت،،،وهو رمز عن موت القلب والحب فيه،،موت مشاعر الانسان على العموم،،،اما البنطال،،والذي يغطي عضو التكاثر،،،يرمز للعقم ،،،والقبعة يتناظر،،فيها مع صموئيل بيكت،،للتعبير عن فقدان العقل والحكمة في الحروب الطائفية،،،اما الحذاء المتروك،،هو عبثية الحروب التي قوضت كل معالم الحياة ،،،ويتصاعد اخيراً،،الى قرار شنق نفسه،،في غمرة اللاجدوى واللامعنى ،،،والسأم،،،،،والتحريض على الانتحار
وأخيراً دعوة من عالم المنفى ،،الموت،،لمراجعة جريمة الحياة،،،وعبثها،،،
ماذا أقول سيدي،،لم تترك لي قدرة ،،على امكانية التعبير في إيفاء حقك،،،أخذتني ،،لمديات بعيدة في العمق،،والوجود،،في تجربتك الفريدة ،،اتمنى ان يدرسها اي شاعر ،،او مشتغل بالأدب ،،وكيف تحمل الكلمات وتشحن طاقتها ببساطة ومنهجية،،
رائحةُ الموت
..............
اقتنيتُ ملابس مستعملة
من سوق ( البالات)
(قميص ،بنطال ، قيعة ، حذاء ، ربطة عنق )
ثم جلسنا سوياَ من اجل التعارف
كان القميص
لعاشقٍ مات من الحب
أما البنطال فلرجلٍ ثري لم ينجبْ أطفالا
وقضى كمدا
القبعة قطع رأس صاحبها
لأسبابٍ طائفية
الحذاء تركه جندي ذهب الى الحرب
ولم يعدْ
ربطة العنق صارت مشنقةً لرجل
كان يعاني من الضجر
.
.
احتضنتها وبكينا معا
ثم قررتُ ان ألبسها جميعا
في عيد ميلادي القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق