الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

الكتابة لغة أو فكرا؟ بقلم الناقدة/ نائلة طاهر


الكتابة لغة أو فكرا؟
:::
 
ضمن تحليله لقصيدة كريم عاشور أورد الناقد جمال القيسي اعتذارا للشاعر و لندى الأدب .الاعتذار بالنسبة لي ليس سوى هو فتح  لمسار آخر للحوار قدمه الناقد القدير بأدب وتواضع أوجد شرعية للحديث عن فرع متصل بالموضوع المتناول .ألا وهو اللغة .طبعا جمال القيسي كناقد يستند إلى أرضية صلبة تتصل بالفلسفة ،وهو ما يضع كل كتاباته في خانة علمية لا مجال لاستسهال الرد عليها لكني سأوجز واترك لباقي النقاد حرية الخوض في هذا الموضوع وتقريب المفاهيم لقراء آفاق نقدية .
الموضوع هو اللغة في الكتابة وهي القضية التي كانت قد أثارت جدلا واسعا بين الفلاسفة قديمهم وحديثهم وهو السؤال الذي ينبني عليه أي جدل فكري : هل اللغة تسبق الفكر أم العكس ؟هذا هو الموضوع الذي أردته محورا للرد لإثراء الحوار أو بمعنى أدق أخذته من بين موضوعات مختلفة تفضل الناقد القدير بالإشارة اليها وتحليل بعضها .
الكاتب عامة- بنظري' لا تعنيه الدلالة اللغوية للغة وإنما خدمة لاغراضه الأدبية لابد من أن يكون على دراية بالدلالة الفلسفية لها . والطرح الفلسفي اختلف في تحديد المرتبة التي نضع بها الفكر واللغة .لكن أكبر الفلاسفة مثل "لالاند " و"هيجل" قدما طرحا يؤكد أن اللغة أداة تعبير عن الفكر .وقد ذهب ديكارت إلى أكثر من ذلك حين أخذ مثالا عن الصم والبكم وقدرتهم على التعبير عن أفكارهم رغم افتقارهم للغة ، واعتبر أن الفكر جوهر روحي واللغة جوهر ممتد .هنا أصل إلى غاية مقالي وهو مشروعية اللغة أو الفكر في قصيدة النثر وكان الناقد القيسي في تحليل له لقصيدة الشاعرة وسام الأحمد أشار إلى نقطة هامة وهي ضرورة توفر الصور الشعرية وعدم الاعتماد على اللغة فقط لخلق نص جدير باهتمام فكري .والناقد على حق اذا ما نظر لأي نص نثري كمتذوق وحتى كناقد، فهو يستند إلى تجربة فكرية واضحة المعالم تعطي تحليله طابع المفاهيم لكن إذا اعتبرنا اللغة رموزا فإننا بالرمز نجد الفكر وباللغة نفسها علينا أن نحدد ملامح الفكر المذكور ،فالرمز حامل للفكر كما للغة .والصورة كما قال "رولان بارت ":دائما ما تكون غامضة فهي ليست كما نراها فعلا" هنا الصورة ينقلها العقل أم اللغة ؟حتما اللغة ، وهنا تتأتى لكاتب قصيدة النثر مشروعية يستمدها من حرية الفكر وبالتالي تحرره من قوالب اللغة الجامدة .و يقول" بارت " بنفس السياق -(اللغة ليست زادا من المواد بقدر ما هي أفق) هذا الأفق الذي تسبح فيه الحداثة نفسها ، وبما اني انتصر لقصيدة النثر فقط واعتبرها الزاد المعرفي الحاضر والقادم فإني أذهب إلى مدى أوسع وهو أن شاعر قصيدة النثر هو نفسه ذاك الأفق اللامحدود هو الفكر المغلف باللغة .لهذا يجوز له من الحرية ما لا يجوز لأحد وحده، يجرح اللغة ويسيل دمها ليعيد حقنه بالفكر والعكس ، شاعر قصيدة النثر هسهسة الفكر واللغة معا . فما الحل إذن وشاعر النثر بات ك نبي مجهول مريدوه قلة والمهاجمين كثر ؟
نحن بحاجة إلى جيل جديد من النقاد جيل ينسى ارتباطه السيسولوجي والنفسي بالخيمة والجمل نحتاج جيلا من النقاد يأخذ الأدب على أنه مادة علمية . وهذه الدعوة قديمة أثيرت من بدايات اشتغال أشهر كتاب قصيدة النثر بالرد على معارضيهم لكن للأسف النظريات المؤطرة للأدب الحديث قليلة ولازالت الحداثة مصطلحا محرضا على الهجوم فقط فمن أطلق على بودلير صفة *الشاعر الرجيم * لم يعترف إلى الآن بمحمود درويش أو بأدونيس كشاعر يمثل الإطار التاريخي للأدب العربي ، حتى مناهجنا التعليمية لازالت تصر على قيس وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي كمحاور هامة رغم اهترائها وعدم توافقها مع العصر أو حتى الأخلاقية فما معنى أن نلزم الطالب بالقراءة عن الخمريات أو الغزل؟ أليس هذا تغييب صريح للعقل ؟
الكتابة لغة العقل الخالص و حتى ان اختلفت النظريات المحيطة بها فالاختلاف هالة ضرورية للتطور .


تعقيب الناقد / شاكر آل هيت
 

Shakir Al Hit الاستاذة ندى الادب المحترمة،
في البدء كان العنوان هل الكتابة لغة او فكر ؟
وقد سعدت جدا بالعنوان والمقدمة وكنت اتمنى متى انتهي لكي اثني على ما اقترحه قلمك النبيل، وما جاء من ادلة وطرح موضوعي مهم اعادنا الى سبعينات القرن الماضي وتجولنا بين الفلاسفة والا
دباء والعلماء حيث كانت الحياة عبارة عن قراءة واطلاع ثم كتابة وابداع كأنعكاس موضوعي لما تم استلهامه وتناوله من أمهات الكتب على اختلاف مواضيعها ومفاهيمها، وكم كان بودي ان استمر بالتأمل والاغتراف من معينك الذي لا ينضب وانت تطرقين موضوعا غاية في جماليات النقاش والحوار وهو فلسفي ادبي علمي في آن واحد ( هل اللغة تسبق الفكر أم العكس)، وقد زادني شوقا تأكيدك سيدتي على ان اللغة هي (( اداة تعبيرية عن الفكر)) كما قال القدماء وأكبر الفلاسفة مثل "لالاند " و"هيجل" بعد عناء كبير من التفكير، وهذا الراي يقينا انا معه واتفق بعد طول متابعة استمرت لسنين، وقد بدأت قريحتي المتواضعة وحافظتي تتهيأ لكي تكون معك واحدة من أدوات الحوار ونجاحه،،
لكنني فوجئت بعد هذا بتحول وجهة الموضوع الى منحى آخر جعلني اتوقف كثيرا امامه وهو قضية توفر الصورة الشعرية فيما يسمى ( قصيدة نثر) واستغرب ايما استغراب ان نطرح موضوعا يحمل وجهين أساسيين متناقضين لا يلتقيان الأول هو بهرج الشعر واساس الابداع فيه وهو ( الصورة الشعرية) وأهمية توافرها لكي يكون المكتوب شعرا، وهذه الصورة بدونها سيرتبك مشهد القصيدة او هيكل الشكل الشعري وهذا منحى مهم جدا وهو صحيح وايجابي التواجد بل ضروري الوجود،
لكن الامر حمل منحى آخر وهو ( قصيدة نثر) والتي لا أساس بنيوي لها ولا ارتباط بالصورة الشعرية اطلاقا، على اعتبار ما بني على خطأ فهو خطأ، والخطأ هنا هو التناقض الشديد في التسمية ( قصيدة نثر) والتي لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل مالم يوضع حل مناسب ومتفق عليه بالاقناع والعلمية وليس بالتهويل الإعلامي لموضوع لازال الامر مختلف فيه ولم يتم التوافق او الاتفاق عليه ، وما استرعى انتبهاي ماجاء في النص: ((ضرورة توفر الصور الشعرية وعدم الاعتماد على اللغة فقط لخلق نص جدير باهتمام فكري)) وهنا اقول كيف يمكن توفر الصورة الشعرية بدون الاعتماد على اللغة، او بماذا ساكتب هذه الصورة الشعرية وكيف سيتم التعبير عنها، انا الان مربك جدا من هذا الطرح ولم اجد مخرجا منطقيا له على رغم محاولتي ايجاد ولو مسوغ او منفذ مهما كانت ضآلته وكان حجمه لكي استمر بالحوار حول جوهر هذا الطرح الذي اشم فيه خطورة بالغة اذا لم يعاد النظر فيه ثانية من وجهة نظري، وربما اكون مخطئا، لم لا ؟ ولعل من دواعي سروري وابتهاجي تصحيح ذلك الخطأ بجهدكم والاخرين لا بأس...
ثم تذهبين سيدتي الى اختلاف في الطرح بين ليس اكثر من نصف سطر وبعد تأكيدك على مايسمى ( قصيدة نثر) تثمنين وجهة نظر الاستاذ الناقد جمال القيسي في ماتقولين (والناقد على حق اذا ما نظر لأي نص نثري كمتذوق وحتى كناقد) وهنا اثبت مالم تنتبهي اليه اساسا، وهو ( النص النثري) ولماذا لانلتزم بهذا المصطلح المنطقي والمقبول والذي فرض نفسه عليك وعلى دواخلك بقوة دون ان تستطيعي ابعاده او الغاءه والذي لاغبار عليه؟؟ ولو كنت مقتنعة بان مايسمى ( قصيدة نثر) ذا تأثير عالي وكبير في نفسك لما ذكرت ( النص النثري) وهذا مايؤيد كلامي ان تلك التسمية لم تستند على اساس علمي، وانا هنا وفي معرض احتجاجي الكبير والمعروف والواضح للكل وليس الان انما منذ ان ظهرت هذه التسمية العرجاء والى هذه اللحظة وسأبقى ماحييت على هذه القناعة الراسخة اتحدى من يسند لي بالدليل هذه التسمية الى اي من لغات العالم تستطيع تحمل هذا التناقض غير المبرر في المصطلح المفروض قسرا، وعندما اقول كل لغات العالم فلي من الحجة مايدحض من يخالفني لكنني انتظر هنا من يأتيني بمصدر اجنبي واحد ومن اي مشرب كان يؤكد ان في لغات العالم مصطلح كهذا، عند ذاك سارفع يدي واستسلم دون نقاش،،
انظري سيدتي الى ماكتبت حضرتكم وتمعني فيه جيدا (فالرمز حامل للفكر كما للغة .والصورة كما قال "رولان بارت ":دائما ما تكون غامضة فهي ليست كما نراها فعلا" هنا الصورة ينقلها العقل أم اللغة ؟حتما اللغة ، وهنا تتأتى لكاتب قصيدة النثر مشروعية يستمدها من حرية الفكر وبالتالي تحرره من قوالب اللغة الجامدة)
ممكن اتعرف على قوالب اللغة الجامدة؟؟ وكيف يمكن لما يسمى (قصيدة نثر) ان تكتب واللغة جامدة؟؟ لا ادري هل العربية التي حملت ارقى موروث خالد عرفه الانسان الى يوم الدين ( القرآن الكريم) بجامدة؟؟ ام ان ( قصيدة النثر) يجب كتابتها بالطلاسم والرموز او لغة اخرى بعد ان الغينا لغتنا الجامدة؟؟

 وفي محطة اخرى ليست بعيدة عن سابقتها اقرا مايجب تفسيره لانه يحمل خللا فكريا خطرا ينبغي التوضيح بقولك (وبما اني انتصر لقصيدة النثر فقط واعتبرها الزاد المعرفي الحاضر والقادم فإني أذهب إلى مدى أوسع وهو أن شاعر قصيدة النثر هو نفسه ذاك الأفق اللامحدود هو الفكر المغلف باللغة .لهذا يجوز له من الحرية ما لا يجوز لأحد وحده، يجرح اللغة ويسيل دمها ليعيد حقنه بالفكر والعكس ، شاعر قصيدة النثر هسهسة الفكر واللغة معا . فما الحل إذن وشاعر النثر بات ك نبي مجهول مريدوه قلة والمهاجمين كثر ؟)
كيف تطالبين بالغاء اللغة وهي ليست مهمة في الصورة الشعرية بالنسبة للشاعر وتعودين في نفس السطر الى انه الفكر المغلف باللغة؟؟ هذا يحتاج الى تفسير واضح،
سؤال مهم قبل ان انتقل الى ماتبقى من نصكم وهو كيف استساغت اذنك (شاعر النثر)؟ لا اعرف اي تناقض هذا في التسمية، الم يكن الاجدر بمن دعوا لهذا الموضوع ان يجدوا تسمية تليق بطرحهم تتوافق والعقل البشري العربي بالخصوص لان الموضوع لايشمل اية امة سوانا؟؟
الكل يعرف من هو واضع علم العروض، ومن هو او من هم رواد الشعر الحر، لكنني لا اعرف من هو صاحب هذا المصطلح، واتمنى ان اعرفه لكي استطيع اعادة النظر فيما كتبت وربما اصل الى مصادر تزيدني خبرة واطلاعا الى فطحل الادب وجهبذ الشعر الحديث..
المقطع الأخير (نحن بحاجة إلى جيل جديد من النقاد جيل ينسى ارتباطه السيسولوجي والنفسي بالخيمة والجمل نحتاج جيلا من النقاد يأخذ الأدب على أنه مادة علمية . وهذه الدعوة قديمة أثيرت من بدايات اشتغال أشهر كتاب قصيدة النثر بالرد على معارضيهم لكن للأسف النظريات المؤطرة للأدب الحديث قليلة ولازالت الحداثة مصطلحا محرضا على الهجوم فقط فمن أطلق على بودلير صفة *الشاعر الرجيم * لم يعترف إلى الآن بمحمود درويش أو بأدونيس كشاعر يمثل الإطار التاريخي للأدب العربي ، حتى مناهجنا التعليمية لازالت تصر على قيس وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي كمحاور هامة رغم اهترائها وعدم توافقها مع العصر أو حتى الأخلاقية فما معنى أن نلزم الطالب بالقراءة عن الخمريات أو الغزل؟ أليس هذا تغييب صريح للعقل ؟)
كيف سمح قلمك المهذب هذا القول؟؟
الجيل الجديد الذي نحتاجه من النقاد هم من يحملون روح الماضي المشرق للأدب العربي الرائع، وليس جيلا ينسى ارتباطه بالخيمة والجمل، فهما اصل ومن ينسى اصله لا مستقبل له...
ليست هناك أي علاقة بما تفضلت به فالحداثة لا تكتمل الا بدرويش ومن سار على نهجهم، والرجاء عدم التزمت والقاء التهم جزافا دون اثبات، فمن يتفق معك ان محمود درويش لا يمثل الاطار التاريخي للأدب العربي؟، ومن اين جئت بهذا الفرض الذي لا وجود له؟، ،
وهل يجوز هذه الإهانة بحق المتنبي وعمر بن ابي ربيعة ؟ وكيف يصح هذا الكلام سيدتي الفاضلة ان ما جاء به المتنبي والمناهج التي ندرسها متهرئة، هل يجوز هذا؟؟؟ انا اشك في هذا النص جملة وتفصيلا، واعلن احتجاجي ومعارضتي له برمته، وارجو اعادة النظر فيما كتب لأنه خطير جدا..
وانا هنا اصر واجدد اصراري على عدم الاعتراف باي نوع او شكل من اشكال الشعر عدا ( العمود والشعر الحر) ولا شعر غيرهما..
وانا اصر على ان المتنبي وغيرهم من ( المتهرئة) مناهجهم على حد قول الكاتبة هم افضل ممن يدعي التطور والحداثة كذبا لا دليل ولا برهان على ما ادعى...
 
رد الناقدة / نائلة طاهر
 

 أستاذي الذي علمني:
كان سبب مقالي ورود اعتذار من الناقد القدير جمال القيسي حيث اختلفنا على تقييم قصيدة وسام الأحمد حيث قال إنه قرأها كمتذوق لا كناقد وأشار إلى افتقارها إلى الصور الشعرية و وجود إيقاع موسيقي جميل وطبعا الاختلاف كان على استعمال مفردات قلت انه قصيدة النثر تجيزها مثلا كتف القصيدة مع كل التضاد الذي بالمفردة وغيرها مما ورد بالقصيدة له بفكر الشاعرة ما يعذرها هذا باختصار .فرديت من حيث أهمية اللغة لشاعر النثر وسألت سؤال فلسفي قديم اللغة أو الفكر أهم ؟
بإيجاز حاولت امرر كم فكرة وطلبت تدخلكم أن امكن للاستفاضة.
مرة يا أستاذي اضافوني لمجموعة محترمة جدا من حيث إمكانيات أعضاءها الأدبية اول ما دخلت وجدت دعوة تكفير لشاعر جزائري انتصر لدرويش و مما أذكره جيدا قولة أديب مهم منهم أن ***قصيدة النثر باااطل باطل*** ودعوة لطرد الشاعر وغيره. واعلم أن أدونيس وبعض شعراء قصيدة النثر لا يعترفون بهم كشعراء.
بالنسبة للغة أشرت إلى أن اللغة كدلالة لغوية لا تعني كاتب النثر وإنما كدلالة فلسفية واستشهدت ب رولان بارت حين قال إنها أفق أي أنها أوسع من أن تضع في قالب دلالي ما وفي أمثلة عديدة حتى في استعمالات الحروف فما يعني هنا لا يعني هناك حين تتغير الحركات أو موقع الحروف .و أشرت بالآخر أن الكتابة فكر مغلف باللغة أو العكس و قلت أن الأمر يشبه الدورة الدموية يضخ القلب الدم بالجسد ثم يعود إليه .اللغة والفكرة جوهر متصل واحدة جوهر روحي والآخر مادي كما قال ديكارت.
خطئي عدم الاشتغال على الرد كمقالة كاملة لا بد من تفسير وتحليل كل الجوانب المحيطة بالموضوع وعزائي أنها رد على القيسي لكن بمقام علمي كمجموعتنا كان الواجب التروي .(حتى بهذه اللحظة انا ارد دون تركيز كبير لأنه ليل و جلوسي ع النت قليل بالليل لكن مستحيل اترك الرد على أستاذي للغد).
حين انتصر لقصيدة فهذا أمر يخص ذائقتي فقط وليس نكرانا لموروثنا الشعري العربي من عصر الجاهلية إلى الآن وربما هذا بسبب دراستي للأدب المقارن الغربي منه فقط .وبحكم عملي رأيت مناهج الدراسة بالثانية ثانوي عندنا منها باب للخمريات والغزل واعتبرت حسب رأيي الشخصي فقط أن هناك خطأ حين ندرس مراهق بهذه السن هذه المواضيع .في حين لاوجود ابدا لشعراء قصيدة النثر في كتبنا التعليمية .
هناك اجحاف كبير مني حين قلت ننسى ارتباطنا السيسيولوجي بالموروث الثقافي (الخيمة والجمل )كان الأصح اني أدعو إلى إيجاد مكانة للحداثة وللشعر الحديث كرديف للشعر الجاهلي بمناهجنا.
خلاصة الموضوع أستاذي لا جدال أن اللغة حاملة للفكر و لا ننكر أن كاتب النثر غير معترف به عند الكثير كشاعر
أعلم أن حجتي ضعيفة وكان من الواجب التأني بردي حتى افسر جيدا مقاصدي لكن ضيق الوقت حائل
لك احترامي دائما فكرا وشخصا.
 
تعقيب الناقد / غازي أحمد ابوطبيخ
 

آفاق نقديه اعلم روعة ادبك وجمال تهذيبك أ.ندى الأدب الموقره..
وتعلمين قبل غيرك ما لهذا الرجل وأعني الاستاذ شاكر الهيتي من اثر كبير في الساحة الثقافيه.. فضلا عما قدمه هنا من عطاءات ثرة أراك ذاكرة لها وفية لمفادها ،وهذا ما عهدناه فيك مذ عرفناك..
أما ما تم التطرق
اليه من المحاور الاساسية ،فلا أظن أن فيها ما يبعث على الاستغراب ،حتى أن الاستاذ شاكر لم يكن مستغربا ايضا ،وقد لاحظته يحاور بلغة المربي الكبير والمثقف الراسخ والناقد الجهبذ ،لأنك لم تقولي امرا جديدا على مجريات الحوار في هذه الموضوعة التي طال الحوار حولها منذ عصر النهضة وبدايات حركة الترجمة حتى هذه اللحظة الراهنه..
ولكنك وبحسب ردك الأخير وقعت في خطأ فكري ولغوي معا بأستخدامك لمفردة ..مهترئ.. او إهتراء.. ذلك لان هذه المفردة يا سيدتي لا تنحصر بالخلل اللغوي وانما تنسحب على عقيدتك الفكرية الأدبية والنقديه..
طبعا لا أنكر أن مثل هذا التعبير موجود هو الآخر في الساحة ،ومبعثه عقائد فكرية سياسية في الاصل..ولكنه ترسب في أذهان كثير من المبدعين للاسف الشديد..وبالاجمال ان معظم اصحاب هذا التعبير ،ولا أقول الرؤية ،لأنها لا ترقى مطلقا ،هم ممن يعجزون اساسا عن كتابة الشعر المموسق بطرازاته المختلفه ،وهذا يعني انهم لا يملكون اذنا موسيقية ابدا،رغم محاولاتهم المتكرره،وفشلهم المتكرر.. فيرتدون عاجزين ناكصين على أعقابهم ،مرددين مثل هكذا تعابير غير علمية اطلاقا..
ولايخص هذا التأشير من يمتلكون القدرة علي ممارسة الامرين معا..
ولقد اثبت السياب قدرته على كتابة العمود ،اثباتا لقدرته ،ودفعا لٱحتمالية
اتهامه بالعجز،وهذا ماحصل فعلا
..انما اسكت جميع المتقولين بكتابة العمود وبقوة كبيره. ،
فمن يمتلك القدرة على كتابة الموزون من كتاب النص النثري ،اقوى موقفا حتى في الدفاع عن منجزهم الإبداعي النثري..وهم غير مقصودين بالاشارات اعلاه..
و لكن كل هذا الحوار لا يقلل من قيمة واعتبار مقالك ،وعلى العكس من ذلك تماما ،فلولا اهمية هذا المقال وجدية المحاور التي اثارها ،لما اخذ منا جميعا كل هذه الاطالة في الحديث..
ولكن مثلك ياسيدتي اعلى مقاما وارسخ ابداعا من الاضطرار الى هذه المفردة العاجزه.. فما قدمت من اعمال ابداعية راقية وعميقة يدل على علو كعبك ،ورفعة ابداعك وخصب موهبتك،ثم ان تجاربك العمودية الناجحة وتجاربك الحرة الناجحة مازالت في ذاكرتنا حية تحظى بتقديرنا العالي..
كما وأن تعليقاتك الإيجابية الراقية على نصوص العمود الشعري كلها شهادات لصالح رؤيتك الدقيقة وأخرها قصيدة الشاعر المميز أ.جبرائيل السامر..
من هنا فإن الموقف من التراث الأدبي والمعرفي عموما لا يخضع عندنا الى مبدأ التقديس الاعمى ،وكأننا امام حضارة طوطمية ،كلا،انما هذا الموقف ينبع من عظمة الموروث وقوة تأثيره على عموم الأدب العالمي.. وتكفينا عبارة المستشرق الفرنسي المنصف الشهير جاك بيرك التي يقول فيها( لو أقمنا برجا للادب العالمي لتربع ابو الطيب المتنبي على قمة هذا البرج)..
انما يكفينا ايضاحك ،ولطف ادبك ،وجميل تخلقك ونبيل تذكرك ،فأنت المبدعة الرائعة التي نعرف..ونقدر..
اما الجزء المتعلق بٱصطلاح (قصيدة النثر)او( الشعر المنثور)او (شاعر النثر)فهذه مادة للحوار لا اظن نهاية قريبة لها لاختلاف زوايا النظر اليها.. لكن الواضح إن وجهة نظر الاستاذ شاكر تتلخص فيما يأتي:
(الناقد شاكر الهيتي لا يتقاطع مع النص النثري كجنس ادبي ابدا،ولكنه يتقاطع مع اصطلاح (قصيدة النثر)واصطلاح( شعر النثر)واصطلاح( شاعر النثر)..لٱعتقاده ان مثل هذه الاصطلاحات تحدث ارباكا وتناقضا،فالنص الذي تحت النظر ..مثلا.. اما ان يكون نثرا او يكون شعرا..انطلاقا من المتعارف عليه في الاصل الاتفاقي.. كونه.. ومعه تاريخ طويل.. ،يعتقد جازما ان الشعر مرتبط بالموسيقى حصرا.. وإن اي كلام غير موزون فهو نثر بلا شك عنده..كما و يتساءل عن سر اصرار الناثر على تسمية ما يكتبه شعرا،ويطلب بكل أريحية اجابة مقنعة على هذا السؤال الذي ما فتئ يطرحه منذ عرفته?
ولا ارى بأسا من هكذا حوارات جادة بل مهمة جدا،كونها تزيح الكثير من الضبابية التي تراكمت مع الايام على طبيعة واصطلاحات هذه المفارقة الادبية المثيرة للجدل..
لافتين الانظار الى مشروعية الإختلاف بل جمال التنوع في وجهات النظر.. ذلك لأن مثل هذا الاعتقاد يمنح الكثير من الحرية كما ويوسع مساحة الحوار وبالتالي مساحة الابداع..مع أننا في الواقع ننأى بأنفسنا بعيدا جدا عن استبعاد اي جنس او طراز عن الابداع،ولا نجد ضرورة في هجوم شكل علي شكل ،فجميعها مطروح لمن يريد التعاطي ..وكل منها حقق منجزات كبرى لا سبيل لنكرانها على الاطلاق..
أما موضوعة الاختلاف فواردة ولكن شرطها سعة الصدر وحسن تقبل الآخر ،مهما كان رأيه مختلفا ،لكن بعيدا عن الكلمة النشاز ،وكل ما يقود الى الإستفزاز..
ولا ريب أن لجميع المبدعين الوعاة الذين يزاولون كتابة النثر الفني المركز كما يسميه الرائد حسين مردان ..وجهة نظر ..في الاصطلاح وفي اسباب ودواعي احالة النص النثري على الشعر..و ليتنا نسمعها او نقرأها..وهذا ما يتمناه الأستاذ شاكر و ينتظره بفارغ الصبر بشرط القدرة على الاقناع.

شكرا لكما معا،أ.ندى الادب المبدعة الفاضلة.. مؤكدين عليك بضرورة إعادة النظر في التعبير غير الدقيق الذي وقعت به في مقالتك،واعني تحديدا كلمة (متهرئ)..وقد فعلت بلطفك المعهود ..لكننا نطلب حذفها من النص الاصلي عن طيب خاطر..
كما وندعوك ايضا لإعادة النظر بطبيعة رؤيتك للتراث العربي الكبير الجميل..ومثلك من يستحق ان ينظر بعين الانصاف وانت الواعية المعمقة..
وشكرا كبيرة بحجم قامتك اخي الاستاذ
Shakir Al Hit الباحث الكبير،على كل ما أوردته جنابك في هذا المقال النادر..
وأظن انني سأفزز قلبك بين الفينة والفينة لكي تتحفنا بمثل هذا الدر المنثور.. والسلام..
 
رد الناقدة / نائلة طاهر
 
 طبعا أديبنا غازي لا أشك مطلقا في الأمانة العلمية التي اتصف بها أستاذي شاكر فهو لا يتهاون ابدا مع تحديد الخطأ وتشخيصه واعلم بحوثه القيمة في القصيدة المؤتلفة وهي مفتاح رده .وأنا بصدد مراجعة كل الآراء والوقوف لحظة تأمل بكل ما ورد فيها واجب مهني ومعرفي
.
اكباري لعظيم حضوركم
 
تعقيب الاديب / Laith Aldakel

Laith Aldakel قصيدة النثر نتاج المدينة الحديثة بكل قسوتها وفوضاها وتداعي قيمها..انها ليست ترفا فكريا ليمدح الناص الحاكم والقصر الملكي .اكثر الشعراء الذين كتبوا فصيدة النثر هم في الهامش من المدينة الغاطسة في وحل الزيف..لم يعد ابنص العمودي والحر يفي بمتغيرات مرعبة تحري في العالم.. ولذا النص الشعري يتطور حاله حال متغيرات المجتمع الضاغطة..
 
 
تعقيب الشاعرة / زكية المرموق
 
Zakia El Marmouke القصيدة المعرفية
تعتمد اللغة كالية لتبليغ الفكرة
وهذة مقومات القصيدة النثرية
 
تعقيب الأستاذ الجامعي التونسي/ د. مالك خالد
 
في إطار الحوار حول مقال الأديبة ندى الأدب أ.(نائله طاهر) الخاص بالموقف من النص النثري أو (قصيدة النثر)وردنا تعقيب معمق من صديق جليل واديب كبير واستاذ جامعي تونسي يحمل شهادة الدكتوراه، ولأهمية هذا التعقيب وبعد الاستئذان من جنابه الكريم سننشره ادناه كما وردنا نصا مع التقدير والاحترام الكبير:
*****************************
نص التعقيب الدكتور مالك خالد:
…………………
(كلنا نعلم ما للجبال من روعة وشموخ فهي الارتفاع و الكبرياء والشموخ والصمود .لكن هل كل هذه الصفات من شأنها أن تجيز لنا قتل البحر ؟
الأستاذة نائلة طاهر بجملة بسيطة دعت إلى قطيعة تامة مع موروث ثقافي عربي يتجسد في القصيدة العمودية متبنية بذلك موقف أنسي الحاج الأكثر تطرفا في موقفه الرافض للتقليد خلافا لادونيس الذي أعلن موقفا في نهاية السبعينيات أكد فيه (إن كتابة قصيدة نثر عربية أصيلة يفترض بل يحتم الانطلاق من فهم التراث العربي الكتابي واستيعابه بشكل عميق وشامل ويحتم من ثمة تجديد النظرة إليه وتأصيله في أعماق خبرتنا الكتابية اللغوية وفي ثقافاتنا الحاضرة ) وموقف أدونيس هذا برأيي ليس تداركا وإنما تراجعا عن عقد أخلاقي جمعه ورفاقه المؤسسين لمجلة شعر التي معها بدأ التأسيس التاريخي والنقدي لقصيدة النثر والذي من بين روافدها القطع مع السلفي الماضوي.
نعود لموقف أنسي الحاج القائل (جذوري الشعرية عربية ،وليست لها علاقة إطلاقا بالقصيدة الأجنبية ) هو ينفي عن شعره صفة التبعية للغرب لكن لم ينف أبدا ولا يستطيع أحد أن يصف شعره بالكلاسيكي القائم على الوزن والقافية والموضوع المحدد مسبقا .وهنا يفتح بابا آخر لتحديد ماهية تلك الجذور وتحديد حمضها النووي ،قد يزج بمسألة العروبة والإسلام بالموضوع و نحن نبتعد عن إثارة هذا الموضوع الآن حتى لا يشرد الحوار بنا .
هل نقتل البحر وهل تكتمل الصورة الجمالية للطبيعة دونه ؟تلك هي المسألة .نائلة طاهر تذهب إلى أقصى اليسار إسوة بأنسي الحاج الداعي للقطع مع التراث وافهم دواعي الأستاذة فهي ستكون بذلك مثلها مثل نازك الملائكة تتبنى الفكرة القائلة أن قصيدة النثر (تفتقر إلى الأصالة العربية ) رغم أن الأستاذة كاتبة لقصيدة النثر ورغم نفي كل كتاب النثر لهذه التهمة التي تقلل من قيمة قصيدة النثر في الأدب العربي. وما على نائلة طاهر سوى البحث مستقبلا على دلائل تشير إلى صحة موقفها المبني أساسا على قاعدة بقصيدة النثر تدعو إلى "قتل الأب" والقتل هنا المقصود منه القتل المعرفي كما قال ماركس (التلميذ الحقيقي هو الذي يقتل أستاذه ) و (نسيان المعرفة ليس نوعا من الجهل بل هو تجاوز صعب للمعرفة) هذه القاعدة موجودة مع جملة قواعد أخرى في كتابة هذا النوع من الشعر مثل التجاوز المادي للزمان،،، للمكان،، الاختلاف،، و ايجاد لغة مختلفة ناقلة للصور الشعرية . لكن هل القتل هو بمعنى الهدم وإقصاء الموروث اللغوي والديني والاسطوري؟ هل نغيب شعراء الجاهلية بدعوى عدم توافقهم مع العصر ؟ لا أظن الأستاذة نائلة تذهب إلى الأقاصي هكذا وهي تعلم أن المكان الذي ستحتمي به سيكون قطبا متجمدا ، صقيعا لا حياة به .ولذلك كان لابد للأستاذة أن توضح أكثر هذه النقطة حتى لا تثير جدلا أوسع لم تُرده ولا كان من ضمن قناعاتها الأدبية ،نهدم كما اتفقنا أستاذة نائلة لكن فعل الهدم مترافق مع البناء أو إعادة البناء ، نهدم المكان (الخيمة التي ذكرتِ) وبنفس الوقت نفتح المكان على العالم ونجعله أكثر امتدادا وانتشارا في المدى .نكسر الزمن ونخلق زمنا ذاتيا منفلتا من الزمن الموضوعي متمردا لا نستطيع رصده كزمن أدونيس (من اليد إلى التاريخ ومن التاريخ إلى هباء البدايات).و البدايات هنا متفق عليها وقد شكل المتنبي و البحتري وأبو تمام وغيرهم جانبا هاما بها والأستاذة على قناعة تامة بذلك لكن خطأها الوحيد هو كتابة تلك الجملة المثيرة دون أن تهتم بالتوضيح أكثر فسقطت في ثقب التأويل .لكني اتفق معك أن قصيدة النثر هي زبد الوعي وان اعتبرها البعض شاذة فإن الشاذ اذا أصبح محل درس يصبح الشاذ الذي يقاس عليه ويهتدى به.)..
شكرا لهذه الإسهامة النفيسة
استاذنا الفاضل
تقبل مناخالص الود وعظيم التقدير





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق