الثقافة ،،بين القضية والتسويق
نريد هنا ان نستعرض مجمل النتاج الثقافي ،،الأدبي والعلمي العربي على وجه العموم والعراقي ،،بشيء من الخصوص ،،ليس من باب تميز النتاج الثقافي العراقي،،بقدر ما انه الاسوء في التسويق ،،،وإذا أوردنا في بداية المقال كلمة مجمل،،فان قصدنا ،،الشعر والقصة والنقد وتفرعاتها ،،وألحقنا صفة العلمي بما يخص النقد،،،بحكم التطور البنيوي لعملية النقد من خلال انتقاله من نص ادبي محكوم بنص سابق الى دراسة علمية تحليلية منهجية ،،اي بالمعنى الأدق ،،ان لايكون دور الناقد سمساراً،،،في ترويج عمل او من عدمه،،،هذا ما حدث في الادب الغربي،،ولكن من المؤسف ان النقد لدينا لايزال يجامل ويحابي،،وفي أحيان كثيرة مرتبط ،،بالعلاقات الاخوانية ،،وبشكل عام الناقد ،،انسان ،،مأخوذ باسقاطاتنا النفسية والاجتماعية ،،وهي في كثير من الاحوال،،غير سوية،،ولكن هذا لايعني انه لايوجد دراسات نقدية رصينة ،،قائمة على المنهجية ،،،في العملية الثقافية وهي الوسط الذي فيه قطبين رئيسيين،،هما كاتب النص،،والملتقي ،،،ولانريد ان نستغرق في تاريخ الادب ،،ومراحله ،،وتنامي دور النقد في ترويج العمل الأدبي ،،وعرضه من خلال تسليط الضوء ،،وترغيب القارىء ،،ولكننا نحتاج الى جانب واحد من العملية التاريخية ،،حسب ما يخدمنا في هذا المقام،،،فالتاريخ مجموعة وقائع ،،نحدد تأشيرها باحداثيات الزمان والمكان،،،وهو وفق هذا المفهوم لايتعدى دور التوثيق والتسجيل ،،وفي التطور الجوهري للتاريخ ،،كعلم،، والذي تم على يد الفيلسوف هيجل،،من خلال اعتماده العقل كدور فاعل في صيرورة الأحداث ،،،وبذلك اصبح شرطاً ضرورياً للعملية التاريخانية ،،وهذا الكلام يستوجب دراسة طويلة وهي ليست ما يعنينا هنا،،وخلاصة ما نبغيه هو ان للتاريخ فعاليتين ،،وفق هذا التوصيف ،،او عاملين،،الاول احداثيات الواقعة،،المتمثل بظرفي ( الزمان والمكان )،،والثاني دور العقل،،اي دور الانسان في دافعيته في صنع الحدث،،ويتمثل ،،( المصالح والأفكار ) ،،ولايوجد عامل عمال ثالث يدفع الانسان في تحركه عدا المصلحة او الفكرة،،وهما متلازمتان ،،وأسبقية ،،احداهما على الاخرى ،،مؤشر تطور الانسان،،،وهذا الكلام ،،كان مستقراً علمياً،،،قبل دخول عامل ثالث ،،جديد،،والذي لعب دوراً ،،لم نستوعب نتائجه لحد اللحظة،،اذ اننا لا نزال ،،من الجماعات المتأخرة ،،التي تعتمد الأيديولوجية ،،اي الأفكار في تحركها ،،لتضل طريقها في معرفة مصالحها،،اذ ان مؤشر التطور الإنساني،،هو ان يكون المحرك الاول المصلحة ومن ثم تنتظم الأفكار حوله ،،وهذا ما يجري من حولنا،،حيث كل العالم الغربي والاقليمي يتحرك حولنا في سبيل مصلحته،،مكيفاً الأفكار على ضوء ذلك تحت يافطة الدين او المذهب،،وفي عودة على دخول العامل الثالث في التاريخ وهو ( التواصلية ) ،،ونعني به هنا كل قنوات التأثير التكنلوجي ،،من فضائيات و شركات الاتصال والشبكة العنكبوتية،،،وهنا يلعب الاعلام المبرمج ،،عملية كبرى في التسويق،،،للحدث او السلعة،،مثلما لعب موقع الفيس بوك الدور الرئيس في احداث الثورة المصرية،،،إذاً هناك سلعة وبالمقابل يجب ان يوجد مستهلك،،وهذا الامر اصبح يطبع حتى النتاج الثقافي،،،ومشكلة المثقف العربي ،،هي مشكلة تسويقية،،،فعلى المثقف العربي ان يحسّن عملية التسويق لمنتجه ،،،لكي يوصل قضيته كإنسان ( ولا اقصد هنا كفرد ) ،،عليه ان يدرك أهمية العامل التاريخي الثالث،،ويستثمر قنواته بشكل علمي،،،وعليه ان يدرك ان العملية الثقافية في وقتنا الإشكالي ،،،هي عملية وجودية،،وليس عملية تقليد أجوف لنتاج الغرب،،،نحن الان بحاجة لفهم هويتنا ومن ثم تثبيتها،،،وهو لُب عمل المثقف والمبدع ،،،ودوره الطبيعي،،عليه ان يفهم ان الزمن قد تغير،،،فلا يصح ان نعتبر كل التراث وقوانينه من الامور المقدسة التي لايجوز المساس بها،،،وبنفس الوقت لايجوز إلغاءه باسم الحداثة ومابعدها ،،،وهذه العملية المشرطية،،لا تتم الا على يد المثقف،،،وبالنتاج الفاعل ،،ليس الشعر الكلام المنظوم،،وليس السرد هو التغريب،،او النقد سمسرة،،،فهذا كله لغط فارغ ،،،الادب قضية،،،وقضية كبرى،،،تعني اما ان نكون او مصيرنا الى زوال،،،،
تعقيب الاديبة/Lale Hope
Lale Hope بالفعل أن نكون أو لانكون صديقي العزيز. فالآن وأكثر من أي وقت مضى تقع كل المسؤولية وليس جزء منها على عاتق المثقفين وأقول الآن، للوضع السياسي الإجتماعي الطائفي اللإنساني المزري. طبعا بشريطة أن يحمل هؤلاء المثقفون بذرة الإنسانية البعيدة عن المصالح الشخصية وإزدواجات الأخلاقية. كل المودة والتحية والشكر لك لهذه المقالة المهمة والتي تضع النقاط على الحروف.
رد الناقد/جمال قيسي
Jamal Kyse إنما مختزلة ويبدو فيها الارباك ،،لان النشر في الفيس لايتحمل الإطناب ،،،تحياتي صديقتي
تعقيب الكاتب /أسامة حيدر
أسامة حيدر أخي جمال : إنّ غياب النقد الحقيقيّ هو ما جعل السّاحة مفتوحة أمام كلّ من هبّ ودبّ ليقدم خربشاته على أنّها لونٌ من ألوان الإبداع . والمجاملات التّي تحدثت عنها هي سببٌ آخرُ يمنح مثل هؤلاء هامشاً ليس بالضيّق لتمرير خربشاتهم تلك . واختلاف النقّاد فيما بينهم يمرّر بعضاً من تلك النّصوص . وثمّة سببٌ رابعٌ وهو عدم وجود ثقافة عند المتلقي وإن وُجدت فهي ضحلةٌ للتّمييز بين النصّ الجيّد والرديء . وثمّة أشياء أخرى لا تقلّ بأهميتها عمّا ذكرت . دمت بخير .
رد الناقد/جمال قيسي
Jamal Kyse نعم وانت تشخص الظاهرة،،،اما السبب الرابع فهو ما يحتاج منا التوقف ،،والتأمل ،،ان صناعة ثقافة المتلقي ،،هو دور المثقف والمبدع من خلال تناوله مادته ،،وجعلها تشويقية في تناول حاجيات اكثر شريحة ممكنة،،بدل ان تكون مادة عسيرة الهضم ،،لا يفهمها الا النخبة،،،لقد نزل سقراط بالفلسفة الى الشارع ودفع بها الى العامة،،،وهنا يأتي دور الناقد بفتح مغاليق النص وتسليط الضوء عليه بأسلوب شيق،،،تحياتي صديقي
تعقيب الناقد/غازي احمد ابوطبيخ
آفاق نقديه من أجل هذا الذي تفضلت به فتحنا هذه الصفحة ،ومعها المنتدى ومدونته ايضا..
وانتم ثلة الباحثين والنقاد معقد الامل،ومصابيح الدلاله..
وقررنا منذ البداية ان اختلاف زوايا النظر ليس غلطا ابدا،وانما هو ثراء وغنى..
ولكننا جميعا مافتئنا في مرحلة الشروع ،نمهد لاصحاب التجارب ان يتفهموا ويتحملوا ويستوعبوا،لأن ما تفضلت بالاشارة الضمنية اليه حول المجاملات قد غرس اشواك الخديعة ،وحول العلاقة بين المبدع وجمهوره الى مؤانسات ،وترف اجتماعي ،افضل مايقال عنه انه لعبة (دومينو)خالية من الإنجاز..
وكان لابد من الوقت لكي تختمر الدعوة الجديدة نسبيا ،وتنضج التجربة المستجدة ،من اجل رفع مستويات التحقق في المعادلة الابداعية (انا والاخرون)..
ورويدا رويدا بنا جميعا وبمثل هذا الفهم الرائع الذي تفضلت به جنابك الكريم ،سنحاول معا،وعسى ولعل،وانت سيد العارفين، السلام..
وانتم ثلة الباحثين والنقاد معقد الامل،ومصابيح الدلاله..
وقررنا منذ البداية ان اختلاف زوايا النظر ليس غلطا ابدا،وانما هو ثراء وغنى..
ولكننا جميعا مافتئنا في مرحلة الشروع ،نمهد لاصحاب التجارب ان يتفهموا ويتحملوا ويستوعبوا،لأن ما تفضلت بالاشارة الضمنية اليه حول المجاملات قد غرس اشواك الخديعة ،وحول العلاقة بين المبدع وجمهوره الى مؤانسات ،وترف اجتماعي ،افضل مايقال عنه انه لعبة (دومينو)خالية من الإنجاز..
وكان لابد من الوقت لكي تختمر الدعوة الجديدة نسبيا ،وتنضج التجربة المستجدة ،من اجل رفع مستويات التحقق في المعادلة الابداعية (انا والاخرون)..
ورويدا رويدا بنا جميعا وبمثل هذا الفهم الرائع الذي تفضلت به جنابك الكريم ،سنحاول معا،وعسى ولعل،وانت سيد العارفين، السلام..
تعقيب الكاتب /أسامة حيدر
أسامة حيدر نعم . ولكنّ المشكلة بمثل هؤلاء أنّهم يجدون أنفسهم خارج إطار النّقد ولا يأتيهم الباطل أبداً فلا يقبلون التّوجيه ولا المشورة فكيف ؟ ثمّ إنّ أغلب المنتديات - مع فائق احترامي للجميع - ليس لديهم إمكانيّة التمييز بين السمين والرديء من الأعمال وبالتّالي تمرّ النّصوص تباعاً دون رقابة والمتلقّي يتلقف هذه النّصوص على أنّها من الأدب وشيئاّ فشيئاً نحن بشكل أو بآخر نردّي الذائقة الجماليّة عند القارئ . ومن هنا تأتي خطورة ما نقدّمه . وليس من باب المجاملة فمنتداكم هذا هو الأوّل الذي رأيت فيه أنّ القائمين عليه. يملكون من الأدوات الكثير ويحقّ لهم أن يبدوا آراءهم حول النّصوص التّي تُقدّم . دمتم بخير .
رد الناقد/جمال قيسي
Jamal Kyse أسامة حيدر ولايهمك صديقي،،انت سر بنهجك وأداء دورك،،ولا تقف على الملاحظات العابرة،،
تعقيب الكاتب /أسامة حيدر
أسامة حيدر أخي جمال : إنّ خلوّ الساحة الأدبيّة من النقد أمرٌ جللٌ . تصوّر منذ قليل يكتب أحدهم تعليقاً يقول فيه بالحرف( أحسنت أخي ... تقديري نتابع العرض ونرجو الموضوعية ... تقديري) وذلك على مقالي حول القافية فما رأيك ؟ وهو من المفروض د. يعمل في أحد المنتديات !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق