الأحد، 4 سبتمبر 2016

قصيدة-آخِرُ ما كَتبتُ إلى عُمَر- بقلم الشاعر/هيثم جبل

نَفسِي تَغيبُ
فَمن أَنا ؟!!! ...

وَالدمعُ ملءُ العينِ ، عينٌ جَارِيَهْ ...
رَكبُ الحَيارَى فِي رِكَابِي عَالِقٌ
وَالنَّجمَةُ الحَمقاءُ
ظَلَّتْ ها هُنالِكَ چَاثِيَهْ ...
لا تَسأَلِ النَّبضَ الَّذِي
لا يعرفُ الآنَ السَّلامَ وَلا الكَلامَ
وَهذه الأنفاسُ تقتلُ في الصُّدُورِ
ولا تُريدُ طَوَاعِيَهْ
أَنا مَنْ أَنَا ؟!!
والحُلمُ يكفُر في دَمِي.
وبمِلءِ عينِيَ غَاشِيَهْ
لِلَّهِ في وطنِ العروبِة لعنةٌ.
حَطَّتْ عَلى كَتفِ الثَّكالَى
وَالرجالُ مُخنَّثونَ …. أراكَ تعَرفُ مَا هِيَ ؟
إِنْ كنتَ لا تَحوِيْ لِسؤلِي إِجابةً …
فاسألْ دُموعَ صِغَارِنا
تُنبِيكَ عَن جُرحٍ يُلامُ جَرِيحهُ
كي يَسكنَ القصرَ المزَخرفَ بالدِّماءِ الطَّاغِيَهْ…
***
كُنَّا رِجالًا يَا عُمَرْ
والآن نقتلْ
ولئنْ سأَلنا مَن قَتَلْ
قَالوا تَفرَّقَ دَمُّكُمْ
إِذْ لا مَجَالسَ أَو مَحاكمَ أو -- دِيَهْ --
هَذِي بلادٌ
قَد وَأَدنَ صِغارِيَا
هَذِي بلادٌ
قَد قَتَلنَ شَبابِيَا
هَذِي بلادٌ
قَد ثَملْنَ عَلى شِفاهِ الغانِيَهْ
والرَّايةُ الحَمراءُ تعلو تَستبيحُ أَرَاضِيَهْ
هذي البلادُ -- وَيا لِعارِي-- بِلادِيَا.
****
نادِ … بلالَ
لكي يُؤذِّنَ جرحَنا فوق البلادِ الدَّامِيَهْ
نادِ الأُلَى مَلأَتْ دِمَاهُم كُلَّ ذَرَّاتِ الرِّمالِ
لَينشُروا عَدلَ الإلهِ
فَما استكانوا
أَو تراءَتْ فِي اللَّيالِي دُمُوعَهُمْ
إِلا لربِّ الناسِ تصعدُ شَاكِيَهْ …
الآنَ فانظرْ يَا عُمَرْ
ما آلَ هذا الحالُ
وَالراياتُ فِي وَطَني تُنَكَّسُ رَاضِيَهْ
فاقرأْ عَلينا الآنَ " تَصلى نَارًا حَامِيَهْ ".

أَوَهَلْ أَتَى أَهلَ العروبةِ ما حَوَتْهُ "الغَاشِيَهْ" ؟!!!!
 
تعقيب الناقد/ شاكر الهيتي
 
 ياسلام.. ماهذه المناجاة؟ ماهذا الابداع؟ انه نوع جميل ومميز لمرابض الحزن الدفين ان بكت او أنّت او صدحت، هذه القصيدة تستوقفني واكثر مايسعدني فيها صفاء الانتقالات بين بيت وآخر، وهذا الايقاع السليم، خطاب راق فارقناه منذ سنين لا لكونه لايصلح ولكن اسباب الفراق كثيرة هي قصيدة وهي لافتة وهي اهزوجة لم شمل بعد النواح على واقع الحال المريب... غنائية حزن على باب الامير.. اشد على يدك اخي الشاعر الجميل المبدع بلا شك الاستاذ هيثم، واحييك ثانية لهذا النص الرائع... تقبل مودتي.

هيثم چبل هذي الحروف ستكون بلا طعم أو لون بدون توقيع أهل العلم أمثالكم أستاذ شاكر… فنحن لا زلنا في أول الطريق نتلمس خطاكم فلا تحرمونا النصح والارشاد… . شكرا حد السماء استاذنا
أ/ Shakir Al Hit
 
تعقيب الشاعر /أحمد البدري
 
جدلية الأنا وتعريفها العميق تطفح كبلورات روحية هنا بريقها الحروف وزنابقها المعاني… .سلم مدادك شاعرنا
 
 هيثم چبل صباحك ورد أستاذ أحمد .. شكرا جدا ع هذا الحضور الأنيق

 
 
آاااااااااه ياهيثوم ،يارجل خد بالك
منها. هي تحفة ثمينة والسرقات كثيرة هذه الأيام ،رائع ياهيثم ،

 
 هيثم چبل حبيب القلب… يا عم محمد سيبها لله…

 
تعقيب الناقد/غازي احمد أبوطبيخ
 
معك يا أبا عبدالله الكبير بروحك العميق، وبجروحك ،المنحازة لتراث امتك الحي اينما عثرت عليه ،فكيف ادا وجدته نابضا هنا بالحياة عبر الحبيب هيثم چبل الموهوب..
بيد ان مالم تقله أنت سأقوله انا لأنك تريدني أن اقوله ..من هنا يا هيثم الشاعر أقول:
لقد كانت رحبتك
الايقاعية واسعة وسلسالك اللغوي منسابا وعروضك متقنا ،فخلقت بذلك جسدا موسيقيا متحدا يحمي النص برمته بأطار نغمي حميم يكفي للإيحاء بما تريد أن تقول ،ولو من بعيد..
لكننا نقف عادة مع المقصور منفردا،مع الصورة مستقلة، كماونقف كذلك مع التركيب بٱعتباره الوحدة المصغرة التي ينشأ من خلالها المقصور ذاته او الصورة التفصيلية او الصورة الكلية واعني القصيدة برمتها..
هل كان سياقه مكتملا مكتنزا..?
مكتملا بالافادة اللغوية ،مكتنزا بالافادة المعنوية لينشأعبرهما مع الموسيقى والتشكيل الصوري افادة جمالية غائيه..
هذا النص وبحكم نجاحه الموسيقي الكبير الذي شخصه الاستاذ شاكر الهيتي،والذي خلق لنا بدوره ..هيولي فكرية موحية بالموسيقى الواسعة النطاق التي تحدث عنها معك د.عبد الجبار السلامي.. اوقفنا وجها لوجه بإزاء هذه التساؤلات جميعا..منذ المدخل فالمقطع فالختام..
من هذا المنطلق سأجمل الكلام بالمفاد التالي:
انت الان في مرحلة انتقالية كبرى فالتفت معنا جيدا..
هذه المرحلة الانتقالية قد استكملت برهافة حسك دورة استحالتها النغمية بكافة تفرعاتها تقريبا،بٱعتبار أن حكمنا هذا ناشئ عن متابعة ليست بالقصيرة لعموم تحربتك الابداعيه..
بقي عليك امر خطير الاهمية ،يتعلق بتحقيق اكبر قدر من السلامة والسلاسة اللغوية المكتنزة بالافادتين المذكورتين آنفا ،بحيث نحضى بتركيب دقيق وجملة مفيدة وسطر سليم وصورة مفعمة وجميلة في آن واحد،هذا اولا..
أما ثانيا ،فتحقيق الوشيجة تلو الوشيجة بين كل سطر فصورة بما قبلهما وما بعدهما بغية صناعة كائن حي حيوي واحد مترابط.. فضلا عن كونه بنية حمل لأطروحة ناضجة بحدود طاقة المبدع وقدراته التفصيليه..
هذا طبعا يتعلق برمته بالمرحلة الابداعية لعموم تجربة الشاعر ،وهذه المرحلة بدورها تتعلق عميقا بقدراته التحويلية التي ننتظر ان تتنضج يوما بعد يوم ..
واظنك قد لاحظت أنني تحاشيت الامثلة او الاستشهادات اللازمة لمثل هذه المحاورة النقديه.. ذلك لكي ينسحب الفهم على عموم التجربة وليس على سطر بعينه او صورة بحدودها ،كلا...فالحديث يطالب بمستوى من التركيز الذي ننتظر ان يؤول الى تلك الحلولية الكاملة بين جميع هذه التفاصيل التي تعرضنا اليها كلا على حده ،وهي في الحقيقة من المفروض أن تكون واحدة متحدة لا حدود جغرافية تفصلها عن بعض ابدا،وقد سبق القول من اساتذة النقدة الكبار أن الفصل بينها اعتباري او افتراضي للإيضاح في احوال الاكتمال والارتقاء،ولكنها ليست كذلك في احوال النشوء..
انظر اين تقف الآن يا ايها الشاعر ..?!
ولم اطلنا معك?!
ولم كل هذه الحفاوة بتجربتك?!
تحياتي ،لاستاذي الهيتي الكبير.. ولجنابك ايها الواعد المتقحم هيثم جبل الرائع.. والسلام..
***
استفسار:
+++++++
فٱقرأ علينا الآن( تصلى نارا حاميه)..
كيف تقرأها عروضيا..?!لطفا

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    الاستاذ هيثم المحترم
    الاستاذ ابو طبيخ بعد الاذن من حضرتكم ايها الكبير، ليس لي بوجود الماء ان اتيمم، ولا قول فوق القول السديد الذي تفضل به استاذي ابو نعمان الموسوي، لكنني ومن باب التأكيد اليك، ومن باب الاثناء على ماجاء في كل مفردة مما ذكره الاستاذ ابو طبيخ بودي سيدي ان تجعل هذا الكلام ورقة عمل لانه منهاج وهو حصيلة تجارب سنين طويلة وخبرة عمر من التعلم والتعليم والتدقيق والتمعن والانتاج والابداع والتعرض للنقد وممارسة النقد حتى استخلص من عمره هذه الزبدة من الوعي واللب الثاقب الذي انعم الله به عليه، واهداك هذه التشريحة الرائعة لقصيدتك الجميلة، الا انني ومثلما تسائل الاستاذ ابو طبيخ عن الشطر قبل الاخير فانا كذلك ثبت ذلك ولم اتعرض اليه على امل ان تنتبه الى وزنه لاحقا ويقينا لن يمر عليك دون التفاتة...
    ايها الكريم خالص اعتباري ولابي نعمان جزيل الشكر والامتنان لما اتحفنا به... مودتي

    ردحذف