مجرد اغنية على سواحل ..حنبص البغدادي.. ...........................
اطال الله في عمرك اخي ابا سرى الحبيب..النص هذا مكهرب ،فيه ما يبكي وفيه ما يمنح فرصا مربكة من الابتسام الشديد الحرج ،وفيه ما يوجب علينا اعادة خلق كل شئ من حولنا،وهنا مكمن الصعوبه !!!
فالدعوة الى اعادة الخلق لاتبقي ولاتذر لانها ستتخطى بضراوة الفيلسوف الحر كل الكوابح والممنوعات غير المقنعة لمفهوم الحياة الحرة الكريمه..
لاشئ يمكن ان يستثنى من المحاكمة ابدا،وليس على طريقة كافكا هذه المره.....
التشخيص يعلن عن وجود (مسخ ) ايضا..انما هو مسخ من نوع اخر ايضا..ربما من نوع اكثر خطورة بما لا يقاس..المسخ السوسيولوجي يتحول هذه المرة الى مسخ فكري عام ف( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان)! ..كلا..
ليست القضية مدفوعة بمركز نشاط محدود،لكي تكون المحاكمة الروائية محدودة ايضا،فمجهر الروائي جمال قيسي شبيه بالمرصد الفلكي الدوار..
هذا الكاتب العجيب في اخلاصه..
النجيب في انحيازاته..
المنجرح بكل سكاكين الاعوجاج الهائلة التشعب ،قرر الان ان يحمل كل جراحه وسكاكينه المغروسة في جسده ليفضح الواقع كله ،بل ويختصره هنا على طاولة المتنبي العظيم،وسوق السراي المثخن برائحة التاريخ الانثروبولوجي العراقي والعربي والاسلامي والعالمي كله..
سوق السراي والمتنبي اكبر مسجلة سينمية مشهدية بالصوت والصورة والنبض والاحساس والتاريخ بكل امجاده وهزائمه والمجتمع والقيم وانفراط القيم،والنور والظلم ،وكل العراق المختصر المفيد والكلمة الجامعة..هنا..ويالحسن حظك..لا لا..دعنا نقولها بكل شرف..يالحسن اختيارك ايها الطيب الغائر في الاعماق..
لسنا ندرسك الان..كنا نغنيك..ولنا يوم سيبلغ عنا بهذا الخصوص (ماليس يبلغه من نفسه الزمن..)..
ان يستحيل المفكر..المبدع..الوعاة الثقاة المتفردون..الى كائنات مستلبة او ضائعة او لنقل مضيعة ،فهذا امر يستلزم ان يقف العالم في مظاهرة جمعية على اطراف الاصابع،لرؤية مشهد المحاكمة العجيبة الهدوء ،والمدهشة الثوره..
الحدث الثقافي بمجمل حراكه حاضر هنا ،باسماء رديفة ،وفواعل زميلة،بما لم نتوقع حضورها اسما ودلالة وذاكرة..
ادعوه تعالى من كل قلبي ان يمكنني من متابعة هذا الحدث الروائي المهم مجملا،وليس منجما وحسب،فكل وقوفاتنا هنا مجتزئة لاتعدو ان تكون وقفات على ( كورنيش الاعظمية) وليس سباحة في اعماق دجلة الخالد..الاستاذ Jamal Kyse.. اعتزازي الكبير..
************نص المقطع الروائي للكاتب الكبير الاستاذ جمال قيسي
يوميات اسماعيل / ٨
التقى باحد أصدقائه المقربين ،،قرب احد الأعمدة ،،في مكان عمله السابق من شارع المتنبي ،،،
(القسمات التكوينية،،،لهذه العمارة،،
عبارة عن فوضى ،،مالم تنتمي
كل الأشياء ،،بلا ماهية
الإنسان ،،هو وحده من يحدّد ،،او يلغي
وهذا الامر ليس جيدًا،،)
والتفت،،الى صديقه قائلاً
- الا ترى حجم الكارثة
- تقصد المخلفات المفرطة
- لا،،أبدًا ،،اي شيء قابل للتدوير،،ممكن
- إذن ،،ماذا تقصد،،؟
- تغييب الهوية
- يا اسماعيل تتأكل منك الأشياء والأجزاء
- والذاكرة ،،والآدمية
- هذا قانون الزمن
- الزمن من زاوية الذات،،لكن هذا الاضمحلال ،،فيه افراط
- لاتهون الامور على نفسك أبدًا
- هي لوحدها متشابكة
- اغلب من تراهم،،بسطاء،،يتمنون ان ينتهي يومهم برغيف خبز
- هذه مؤامرة
- ضد من ؟
- ضد الله والحياة
- هذه خطوط حمراء
- هراء ،، هي وهم مثل خطوط الطول والعرض
- الا تؤمن بالله ؟!
- اسأت فهمي ياصديقي
- كيف ؟
- الوعي أداة التكليف الالهي
- وبعد ؟
- الخبز بلا هوية ،،حلاله مثل حرامه
- ياه،،،يالهذه القسوة
- الخبز ليس سد رمق،،فقط،،وإنما حفظ كرامة،، ولا كرامة وانت رقم غفل
- وأي كرامة وانت جائع
- معك حق،،لكن الامر متلازم
- تريد ان تساوي العقل بالعمل
- ان تهمل عقلك،،هو تفريط بالأمر الالهي ،وهذا يعني انك مفسد بالأرض بدل إعمارها - اخبرني انت كيف هي شكل المؤامرة ،،اكثر من هذا
- لايتساوى الناس بالوعي
- الحد الأدنى صديقي،،،العتبة التي تميزنا كشعبة حيوانية
قطع حديثهما ،،إقبال احد باعة الكتب ،،ومعه رزمة ،،من المجلدات المتهالكة ،،كان الجميع يستشيره ،،بخصوص الكتب القديمة ،،لانه يعرف قيمتها حسب تاريخ طبعتها ،،او الدار التي طبعت فيها،،وكان خبيرًا في المخطوطات القديمة،،ويقيم ،،اسعارها ،،اذا لم يقم هو بشرائها لنفسه،،،فهو يجيد المتاجرة بها،،،
- كيفك استاذ اسماعيل
- اهلًا بك سيدي
- هذه مجموعة من المخطوطات،،وهي جزء من مكتبة ،،
- هل هي للبيع،،ام التقدير ؟
- للبيع،،،ومطلوب فيها سعر،،
وأسكته مقاطعًا،،
- لاتقل لي اي سعر ،، وانت تعرفي انني اعرض السعر الذي يناسبني ،،اذا أردت الشراء
- اعرف صحيح ،،لكن هذه المجموعة ليست غالية،،لان تواريخ النسخ ليست قديمة ،،اذا لا تتجاوز المئتي سنة الا بعدد بسيط من السنين،،وبعضها اجزاء ،،
- دعني أتصفحها ،،وساكتشف بنفسي ،،قيمتها
وتظاهر بانه يقلبها ،،لانه بحث عن نظارته ولم يجدها ،،
- معك ،،حق ،،تجاريًا ليست ذات قيمة ،،لكني ساشتريها ،،،
ما ان صارت المخطوطات بحوزته،،حتى افترش الرصيف بعد ان عثر على كوكبه الدري ،،هكذا كان يسمي نظارته ،،وأخذ يقلب في اول واحدة ،،وكأن زلزالا،،ضرب أركانه ،،وفتح كوة ،،لأزمان ،،،تعشقها ،،وطواها قسرًا في داخله ،،حتى لايصيبه الجنون،،،العيش في الماضي،،ممتع ،،لان الانسان مطمئن للمصير ،،فالماضي لايحمل اي مفاجأة ،،عكس المستقبل
( هنا مقتلنا،،لانقبل ،،المغامرة،،والمستقبل ،،كله مغامرة ،،لان حياتنا لا تمتلك سياقات ثابتة،،لذلك نخشى ،،كل مجهول،،لا نمتلك الاستعداد ،،لما هو مقبل،،و كل ماهو مقبل،،يسبب لنا الالم والمعاناة ،،لكن الماضي،،نحن نشاهده من موقع امين،،،بل نعيد تشكيله وفق رغباتنا،،،لنواجه به حاضرنا،،نوع من المواربة،،وبالنتيجة لا نخدع الا انفسنا ،،)
في اعلى الصفحة الاولى ،،من الزاوية اليسرى كتب بخط ثلث جميل ( من مكتبة محمود القلعة لي ) ،،وتحتها ختم يحمل عبارة ( سيد محمود ،،١٢٦٥ ) ،،،
( يا الله - انه محمود الثنائي )
و أخذ يقلب بسرعة،،،حتى الورقة الاخيرة ( ما أسعدني - لو كانت بخط يده )
وكاد قلبه ان يتوقف ،،عندما رأى عبارة ( كتبه اضعف العباد واحوجهم الى رحمته ،،محمود النقشبندي )
انه هو - لا قيمة للحياة ان لم يتواجد أناس مثله بها - لعل بقية الكتب تحمل اسمه،،وسيكون يومي عظيمًا
وتصفح بقية المخطوطات ،،واكتشف ان ثلاثة منها بخط يد ،،محمود القلعة لي،،،والأخرى بخط ( زرين قلم ) واُخرى ،،قطعة منفردة وناقصة ،،لكن ورقها ونمط الخط،،يوشي برائحة القرن الخامس الهجري ( لعلها من المخطوطات الناجية من الغرق ) ،،وكانت دهشته في اخر قطعة والتي ذيلت " تم كتابة هذه الاوردة ،،على يد اضعف العباد وأحقرهم ،،،،،، ضياء الدين،،،النقشبندي "
( يا آلهي ،،هل انا في حلم )
وأخذ يتلمس ،،جسده والمخطوطات ،،،ليتأكد ،،بان الامر واقع وليس خيال
،،، ( اشعر بانفاسهم،،،ونبضات القلب،،مولانا خالد،،ومحمود الثنائي هؤلاء رجال أولي عزم ،،)
الامر الذي جذب انتباه صديقه ،،
- مابالك اسماعيل ؟
- هذا يوم بهيج
- ومن هو القلعة لي الذي تلهج باسمه
- انه السيد محمود الثنائي القلعة لي النقشبندي
- هذا الاسم حتى يبقى في الذاكرة يحتاج الى ( كتالوج)
- انه رجل حقيقي،،ربما عشرات الألقاب ،،،هي اقل من قيمته الحقيقية
- طيب هل هو من أربيل او كركوك
- بل من بغداد،،
- القلعة لي،،اما قلعة أربيل او كركوك،،
- محلة القلعة المحاذية لوزارة الدفاع الحالية
- اين هي الان بالضبط؟
- ابتلعتها حماقاتنا،،سويت بالارض وألحقت بالبناية الكريهة
- يعني الان نحن نقف فيها
- لا،،منطقة الميدان،،،هذا القاع الآسن ،،هي محلة القلعة،،اما شارع المتنبي فكان اسمه محلة ( درب زاخي ) والقشلة الحالية كانت المدرسة الموفقية،،التي أزالها الوالي العثماني نامق باشا،،وأكمل بنائها مدحت باشا ،،من أنقاض سُوَر بغداد،،
- إذًا مدحت باشا ،،هو من خرب معالم بغداد
- لا يا صديقي،،كان الرجل متوقد الذهن وصاحب همة عالية ومحب للتطور
- ما علاقة كل ماذكرت،،بهذه المخطوطات
- هذا الامر يجب ان نسأل به حنبص
- عندك حق،،،وهل سيستجيب لنا
- كان مدحت باشا يلقب ابو الأحرار
- ومن ثم ماذا ؟
- يعني حنبص من اتباعه
- دعنا من الحنبصة ،،وأخبرني عن علاقة هذه المخطوطات،،بمحاضرتك العويصة
- منذ ان سقطت بغداد على يد المغول ،،دخلت بخريف طويل ،،ولم تسترجع وعيها الا بعد قدوم شخصين ،،استثنائيين ،،مدحت باشا الذي استنهض الهمم ومولانا خالد هو ضياء الدين،،ناسخ هذه المخطوطة
- ومن هو مولانا خالد ؟
- ترك الآستانة ،،بعد ان ضيق عليه منافسيه ،،وقدم الى بغداد وأشاع في تلاميذه روح الوطنية والنهضة ومنهم محمود القلعة لي صحيح انه لم يلتقي به لكنه سار على خطاه ،، وابو الثناء الالوسي
- هذا رجع بعيد
- المسألة اعمق من هذا
- كيف
- طرح سؤال الهوية،،والحريّة
- وكيف انتهى الامر ؟
- لم يرق للسلطان العثماني الامر
- تقصد
- نعم ،،استدعي مدحت باشا الى الآستانة واجبر مولانا خالد على المغادرة الى الشام وطورد طلابه فيما بعد على يد جلاد قاسي ،،نجيب باشا
- يالحظ بغداد ويالثقل حملك يا اسماعيل
- هي لعنة ،،محبة بغداد
- لكن البركة في حنبص
- سنتخذه قائدًا ومن سلوكه نؤسس مدرسة
- إذًا فلنتحنبص
-
-
جمال قيسي / بغداد
التقى باحد أصدقائه المقربين ،،قرب احد الأعمدة ،،في مكان عمله السابق من شارع المتنبي ،،،
(القسمات التكوينية،،،لهذه العمارة،،
عبارة عن فوضى ،،مالم تنتمي
كل الأشياء ،،بلا ماهية
الإنسان ،،هو وحده من يحدّد ،،او يلغي
وهذا الامر ليس جيدًا،،)
والتفت،،الى صديقه قائلاً
- الا ترى حجم الكارثة
- تقصد المخلفات المفرطة
- لا،،أبدًا ،،اي شيء قابل للتدوير،،ممكن
- إذن ،،ماذا تقصد،،؟
- تغييب الهوية
- يا اسماعيل تتأكل منك الأشياء والأجزاء
- والذاكرة ،،والآدمية
- هذا قانون الزمن
- الزمن من زاوية الذات،،لكن هذا الاضمحلال ،،فيه افراط
- لاتهون الامور على نفسك أبدًا
- هي لوحدها متشابكة
- اغلب من تراهم،،بسطاء،،يتمنون ان ينتهي يومهم برغيف خبز
- هذه مؤامرة
- ضد من ؟
- ضد الله والحياة
- هذه خطوط حمراء
- هراء ،، هي وهم مثل خطوط الطول والعرض
- الا تؤمن بالله ؟!
- اسأت فهمي ياصديقي
- كيف ؟
- الوعي أداة التكليف الالهي
- وبعد ؟
- الخبز بلا هوية ،،حلاله مثل حرامه
- ياه،،،يالهذه القسوة
- الخبز ليس سد رمق،،فقط،،وإنما حفظ كرامة،، ولا كرامة وانت رقم غفل
- وأي كرامة وانت جائع
- معك حق،،لكن الامر متلازم
- تريد ان تساوي العقل بالعمل
- ان تهمل عقلك،،هو تفريط بالأمر الالهي ،وهذا يعني انك مفسد بالأرض بدل إعمارها - اخبرني انت كيف هي شكل المؤامرة ،،اكثر من هذا
- لايتساوى الناس بالوعي
- الحد الأدنى صديقي،،،العتبة التي تميزنا كشعبة حيوانية
قطع حديثهما ،،إقبال احد باعة الكتب ،،ومعه رزمة ،،من المجلدات المتهالكة ،،كان الجميع يستشيره ،،بخصوص الكتب القديمة ،،لانه يعرف قيمتها حسب تاريخ طبعتها ،،او الدار التي طبعت فيها،،وكان خبيرًا في المخطوطات القديمة،،ويقيم ،،اسعارها ،،اذا لم يقم هو بشرائها لنفسه،،،فهو يجيد المتاجرة بها،،،
- كيفك استاذ اسماعيل
- اهلًا بك سيدي
- هذه مجموعة من المخطوطات،،وهي جزء من مكتبة ،،
- هل هي للبيع،،ام التقدير ؟
- للبيع،،،ومطلوب فيها سعر،،
وأسكته مقاطعًا،،
- لاتقل لي اي سعر ،، وانت تعرفي انني اعرض السعر الذي يناسبني ،،اذا أردت الشراء
- اعرف صحيح ،،لكن هذه المجموعة ليست غالية،،لان تواريخ النسخ ليست قديمة ،،اذا لا تتجاوز المئتي سنة الا بعدد بسيط من السنين،،وبعضها اجزاء ،،
- دعني أتصفحها ،،وساكتشف بنفسي ،،قيمتها
وتظاهر بانه يقلبها ،،لانه بحث عن نظارته ولم يجدها ،،
- معك ،،حق ،،تجاريًا ليست ذات قيمة ،،لكني ساشتريها ،،،
ما ان صارت المخطوطات بحوزته،،حتى افترش الرصيف بعد ان عثر على كوكبه الدري ،،هكذا كان يسمي نظارته ،،وأخذ يقلب في اول واحدة ،،وكأن زلزالا،،ضرب أركانه ،،وفتح كوة ،،لأزمان ،،،تعشقها ،،وطواها قسرًا في داخله ،،حتى لايصيبه الجنون،،،العيش في الماضي،،ممتع ،،لان الانسان مطمئن للمصير ،،فالماضي لايحمل اي مفاجأة ،،عكس المستقبل
( هنا مقتلنا،،لانقبل ،،المغامرة،،والمستقبل ،،كله مغامرة ،،لان حياتنا لا تمتلك سياقات ثابتة،،لذلك نخشى ،،كل مجهول،،لا نمتلك الاستعداد ،،لما هو مقبل،،و كل ماهو مقبل،،يسبب لنا الالم والمعاناة ،،لكن الماضي،،نحن نشاهده من موقع امين،،،بل نعيد تشكيله وفق رغباتنا،،،لنواجه به حاضرنا،،نوع من المواربة،،وبالنتيجة لا نخدع الا انفسنا ،،)
في اعلى الصفحة الاولى ،،من الزاوية اليسرى كتب بخط ثلث جميل ( من مكتبة محمود القلعة لي ) ،،وتحتها ختم يحمل عبارة ( سيد محمود ،،١٢٦٥ ) ،،،
( يا الله - انه محمود الثنائي )
و أخذ يقلب بسرعة،،،حتى الورقة الاخيرة ( ما أسعدني - لو كانت بخط يده )
وكاد قلبه ان يتوقف ،،عندما رأى عبارة ( كتبه اضعف العباد واحوجهم الى رحمته ،،محمود النقشبندي )
انه هو - لا قيمة للحياة ان لم يتواجد أناس مثله بها - لعل بقية الكتب تحمل اسمه،،وسيكون يومي عظيمًا
وتصفح بقية المخطوطات ،،واكتشف ان ثلاثة منها بخط يد ،،محمود القلعة لي،،،والأخرى بخط ( زرين قلم ) واُخرى ،،قطعة منفردة وناقصة ،،لكن ورقها ونمط الخط،،يوشي برائحة القرن الخامس الهجري ( لعلها من المخطوطات الناجية من الغرق ) ،،وكانت دهشته في اخر قطعة والتي ذيلت " تم كتابة هذه الاوردة ،،على يد اضعف العباد وأحقرهم ،،،،،، ضياء الدين،،،النقشبندي "
( يا آلهي ،،هل انا في حلم )
وأخذ يتلمس ،،جسده والمخطوطات ،،،ليتأكد ،،بان الامر واقع وليس خيال
،،، ( اشعر بانفاسهم،،،ونبضات القلب،،مولانا خالد،،ومحمود الثنائي هؤلاء رجال أولي عزم ،،)
الامر الذي جذب انتباه صديقه ،،
- مابالك اسماعيل ؟
- هذا يوم بهيج
- ومن هو القلعة لي الذي تلهج باسمه
- انه السيد محمود الثنائي القلعة لي النقشبندي
- هذا الاسم حتى يبقى في الذاكرة يحتاج الى ( كتالوج)
- انه رجل حقيقي،،ربما عشرات الألقاب ،،،هي اقل من قيمته الحقيقية
- طيب هل هو من أربيل او كركوك
- بل من بغداد،،
- القلعة لي،،اما قلعة أربيل او كركوك،،
- محلة القلعة المحاذية لوزارة الدفاع الحالية
- اين هي الان بالضبط؟
- ابتلعتها حماقاتنا،،سويت بالارض وألحقت بالبناية الكريهة
- يعني الان نحن نقف فيها
- لا،،منطقة الميدان،،،هذا القاع الآسن ،،هي محلة القلعة،،اما شارع المتنبي فكان اسمه محلة ( درب زاخي ) والقشلة الحالية كانت المدرسة الموفقية،،التي أزالها الوالي العثماني نامق باشا،،وأكمل بنائها مدحت باشا ،،من أنقاض سُوَر بغداد،،
- إذًا مدحت باشا ،،هو من خرب معالم بغداد
- لا يا صديقي،،كان الرجل متوقد الذهن وصاحب همة عالية ومحب للتطور
- ما علاقة كل ماذكرت،،بهذه المخطوطات
- هذا الامر يجب ان نسأل به حنبص
- عندك حق،،،وهل سيستجيب لنا
- كان مدحت باشا يلقب ابو الأحرار
- ومن ثم ماذا ؟
- يعني حنبص من اتباعه
- دعنا من الحنبصة ،،وأخبرني عن علاقة هذه المخطوطات،،بمحاضرتك العويصة
- منذ ان سقطت بغداد على يد المغول ،،دخلت بخريف طويل ،،ولم تسترجع وعيها الا بعد قدوم شخصين ،،استثنائيين ،،مدحت باشا الذي استنهض الهمم ومولانا خالد هو ضياء الدين،،ناسخ هذه المخطوطة
- ومن هو مولانا خالد ؟
- ترك الآستانة ،،بعد ان ضيق عليه منافسيه ،،وقدم الى بغداد وأشاع في تلاميذه روح الوطنية والنهضة ومنهم محمود القلعة لي صحيح انه لم يلتقي به لكنه سار على خطاه ،، وابو الثناء الالوسي
- هذا رجع بعيد
- المسألة اعمق من هذا
- كيف
- طرح سؤال الهوية،،والحريّة
- وكيف انتهى الامر ؟
- لم يرق للسلطان العثماني الامر
- تقصد
- نعم ،،استدعي مدحت باشا الى الآستانة واجبر مولانا خالد على المغادرة الى الشام وطورد طلابه فيما بعد على يد جلاد قاسي ،،نجيب باشا
- يالحظ بغداد ويالثقل حملك يا اسماعيل
- هي لعنة ،،محبة بغداد
- لكن البركة في حنبص
- سنتخذه قائدًا ومن سلوكه نؤسس مدرسة
- إذًا فلنتحنبص
-
-
جمال قيسي / بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق