السبت، 2 سبتمبر 2017

قصيدة مريم بقلم / الشاعر محفوظ فرج

مريم


 
 

أغري قلبي في ماء الشعر الغارقةِ أحرفة
وَلَهاً في مريم أقول له : بيروت كباقي الحور يشيخ الزمن المقهور وتبقى في فتنتها تتمثلُ في نقل خطى مريم في عينيها النجلاوين ، في قامتها كالنخلِ المترعِ تشتاقُ إليه الريحُ تمرِّغُ في السعفِ حرارتَها وتهبُّ نسيماً أسطورياً يبلغُ سمعَ اليسمين شذاها وصفاء سريرتها وأديماً تتمنى كل سواقي لبنان مساماتِ عبيره
يقول : سأدعوك إلى محراب الحب تعمد شعرك فيه يفضي فيك إلى مدن تلقى فيها مريم في شال وردي تسقي المسكونين بوهج الحرية ثمالةَ كأسٍ أقول ...
: حنانك خذني في رحلتك الأكدية نحو قلاع غادرها الجند
وكان دليلي معهملم يترك أثراً لكن حدثني عن رسم بالقلم الخشبيِّ لوجه سامرائي (في الماحوزة) مدفوناً تحت تراب العتبة وعلى ظهر الرسم خرائط توصلني لسواحل ترتاد حصاها مريم في برج الوركاء على الزاوية اليمنى كانت في نفق منقوش تحت الدرج
ملامح وجه يشبهها يغرق عينيها عمق محفوف بالأحزان لا يعرفه إلا(طه باقر) هربها تجار الحرب وما علموا أن النسخة في الأصل
هي القلب النابض في شريان صبايا العشار
وإذا وعدت مريم أن لقانا قرب النبع على بئر في( زمار) ولم تأتِ تفرد جنحيها الأحرف
وتصطف لتدعوها تلقي باقات من ورد الشعر
على إطراف لماها فَتَضَوَّعُ موسيقى عينيها
في أوتار الهدب وتأتي تسأل عني في درب (الملاّيات) أرأيتن فتى يحمل باقات من ورد الجوري ينثر في أحرفها عبقا تتنسمه الريح المزجاة من الشام نعم مرّ وكان شذىً غطّى زمار تلفت حول البئر بكى مرَّغَ بالدمع ترابَ الحوض وخطَّ على صفحته سأعودُ إلى شيخان

محفوظ فرج
اللوحة التشكيلية للمبدع الكبير
ستار كاووش


تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه هل كنت تعتلي فرسا دهماء يا ايها الفارس المعتق بالعشق السادر لثلاثية الارض والانسان والتاريخ?!..
عجبا لوعيك الباطن الذي لاينفك بعيش زمنا وحدويا كثيفا جامعا مانعا ،زمنا خارج الواقع الهزيل الذي نعيشه الان ،لايناسبه غير ان نطلق عليه اسم ..زمن الحلم الشاعري
..للشاعرالمسكون بالايقاع حد الانهمار بمفردات الذاكرة العميقة وكانها مفردات لحن كوني كبير..فصوت الخبب يكاد يلتحم مع حركة الزمكان من خلال مريم،ذلك الرمز الجامع البالغ الجاذبيه، ليشكل معها نوعا من الهارموني السيمفوني المدهش،حتى لتثمل على انغامه روح الشاعر والمتلقي في لقاء ملوي حميم..
حين وقفت للمرة الاولى على رقصة ملوي في (الگيلاني) خطفتني روح الراقص حتى لقد نسيت ذاتي في خضم مدوره العجيب الذي ماظننته يتوقف ابدا..او على الاقل كنت اظنه سيسقط مغشيا عليه في نهاية رقصته المذهله..ولكنه توقف فجأة كما توقفت انت ،القى برأسه نحو الامام والاسفل ثم رفعه الى الاعلى واستقام وكانه لم يدر حول نفسه لاكثر من ساعة كامله..
هو الذوبان الحلولي في موضوعة النص الدرامية اذن..
حدث شعري سردي مموسق محتدم ومتدفّع حاملا معه كل مفردات الممر الشخصي والوطني والقومي والديني ،لكن على طريقة بيكاسو التجريدي العظيم..
كنت اتمنى دراسة النص اخي وزميلي الاستاذ محفوظ فرج العزيز ولكن زحمة العيد وقفت حائلا..داعين لجنابك ولامتنا بعيد الامان وبهجة السلام..تحياتي وبالغ تقديري..
 
رد محفوظ فرج
MA FA لك خالص احترامي وامتناني يا صديقي المبدع الشاعر الناقد غازي أحمد أبو طبيخ في متابعتك لما ينشر من نصوص ابداعية تحاول جاهدا أن تحللها بدأب ونشاط ليس لشيء ولكن تلبية للرسالة الأدبية الإنسانية التي كنت وفيا لها في خطابك نحوا ولغة وشعرا ونقدا رعاك الله وبارك بعمرك وكل عام وانت بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق