الخميس، 14 سبتمبر 2017

تجربة نقديةتحليلية مع تجربة قصصية قصيرة جدا للاديبة صابرين حسن الحسيني بقلم / الناقد غازي احمد ابو طبيخ الموسوي

تجربة نقديةتحليلية
مع تجربة قصصية قصيرة جدا
.....................................



ها هي اللغة العربية كعادتها تسطو على العقول إلا أنها تأسرها طوعا لا كرها ، لممارسة الخيال الصوري مع الواقع المرير، من غير ان نعلم اية عتبة وطأت ارجلنا عليها..
ومن المؤكد ان وجود العنصر الانثوي سيحدث اثرا قادرا على بث الأحاسيس المتناقضة من وصف حسي-حركي على أرض الأوبرا إلى آخر داخلي متمثل بقطع الانفاس والكلمات....

على الرغم من غياب عنوان القصة القصيرة إلا أنها اختزلت احداث زمكانية ،وتمكنت من إيصال الواقع الذي تعيشه المرأة، هذا يترك المجال مفتوحا امام القارئ ان ينشغل بالسبب الذي جعلها تسير رعبا، فالمرأة عانت ما عانته في الاحداث السياسية او انها توخذ بجريرته، في حين هي مازالت تجر سلاسل العادات والتقاليد، وربما كونها الكائن الضعيف الذي لايقوى على مجابهة قسوة العالم المادية و وحشيته.
فالتناسق بين صورتي الرقص والرعب كان بارعا كون المراة هي البطلة فيه ، على الرغم من الواقع المرير الذي تسير فيه."تتحرك كراقصة اوبرا" صورة كونها المؤلف الذي تماهى مع الكيان الذي اصطدمت فيه (واستعار عينيه) لذلك وللحظة تخيلناها -المراة- في هدوء نفسي ومرح وطمأنينة، الا ان واقعها هو السير بخفة وحذر بمحاذاة النهر ﻻتعلم ما مصيرها واين السبيل
فضلا عن الوصف الحسي المرهف والدقيق (تتحرك كراقصة، كثرة التفاتها، مشيها الجانبي) والذي سرعان مايتحول الى الوصف الداخلي المتقطع الانفاس الذي يتمثل بالاحرف الغير مترابطة (يق ..ت ..ل..و..ن.ن.ي ) فهي كحروفها غير مترابطة ، مما يتركنا في جب الافكار عن سبب خوفها،ومما تهرب؟!.
ومن الملفت للنظر اختصار المؤلف لموقف ذلك الكيان والذي كان مصدر راحة بالنسبة للقارئ (المشدود الاعصاب ) بعبارة طمئنة تكفي لبث الأمل والعودة به الى الواقع.
وقبل ان تنطوي الدقائق تتحول الاحداث الزمنية متقدمة قليلا مع هالة من الامل، متمثلة بقطعة بلور (الطفلة ) تكاد تمحي الأحداث المريرة .
Sally Alsallyصابرين حسن الحسيني..
.......
النص:
.......
كانت تتحرك كراقصة اوبرا وهي في اقاصي رعبها
على ضفة نهر الكوفة القديم..
كثرة التفاتها ومشيتها الجانبية هو الذي قاد الى هذا الاستنتاج،
كانت شبه غائبة عن الوعي الا من جهة خوفها المريع..فجاة -وكان وجهها مستديرا الى الخلف- اصطدمت بكيان ضخم اربك خطواتها تماما،وكادت ان يغمى عليها،لكنها حين ادارت براسها فاجأها بصوته الهادئ الرزين
- لاتخفي سيدتي..كوني بخير ارجوك..
كان صوته الحنون مدعاة لبث الطمانينة في قلبها المفزوع،
-سيدي ..انهم..يريدون ..ان ..يق..ت..ل..و..ن.ن.ي..
وكانت دموعها تنهمر كالميزاب..
قال لها
-لاتقلقي..
انا هنا
تعالي..
تعالي معي..
توقفت قليلا،وكانها تتفرس فيه مدققة بملامحه،لكنها سالت نفسها :
-هل من خيار اخر عندك يا....
...
بعد ثلاث سنوات كانا يقضيان وقتا سعيدا في احد البيوت القديمة في حي العرب..وبينهما طفلة من البلور الناطق..
...
الشمس تسطع توا وتبعث بنسيجها الذهبي اكليلا فوق راس العالم..
والزبير بكل تفاصيلها ،ترفل في هذا الصباح العليل،بحلة جديدة من الفرح القادم..
غ.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق