الجمعة، 8 سبتمبر 2017

يوميات اسماعيل /٩ بقلم الروائي جمال قيسي

يوميات اسماعيل /
 
٩
( متثاقل العزيمة،،،تسحب أقدامك عنوة ،،نوبة من الضجر،،
نوبة !! ،،إنما احساس مزمن ،،مفارق انت،،متعاكسة ايامك
لاجديد،،،من جبهة الحياة،،الا رسائل،،الهزيمة والخذلان
مشاعر واضطرابات،، اختلاج ومخالطة بين الحاضر والذكريات ،،لاتجد ما يوازيها ،، من الكلمات
ماذا يمكن ان تطلق عليها،،،
يا اسماعيل،،هذا خطل في التفكير،،،" يمم وجهك شطر ذاتك "
ما بال هؤلاء يتقاطعون،،يتسارعون،،الأحياء منهم والأموات
وحده ،،حنبص اللعين ،،متماسك
تتلاشى الألوان ،،والوجوه،،ولاتبقى غير الكلمة " في البدء كانت الكلمة "
انت كلمة،،،لا
لاملامح،،،إنما نسيًا منسيا
الحقيقة كلمة،،،
صلب المسيح لأنه كلمة
كلمة الله ،،ضد وهم الانسان
غاضنا الامر فصلبنا كلمته،،،
لنا عذرنا،،اسماعيل،،،
هو من الهمنا الفجور والتقوى ،،،وترك الخيار لنا،،،ماذا كان يتوقع منا ؟!!
نوع من العطب ،،في الاطر الخارجية من التفكير - في رأسك. أبواب سائبة ،، تعطلت مغاليقها،، تعصف بها أفكار هوجاء،،،
كل شيء متعلق بالأطر الخارجية ظاهرنا،،،مرايا ملساء نلمعها،،، و قفاها رؤوس مدببة،،تجرح خواطرنا،،هكذا نحن عندما نتمسرح،،
نتألم ،، نتوجع،،نبكي في دواخلنا بغزارة ،،مع كورال الارواح المعذبة ،،لكن من يبالي ،، ،،
لن تستعيد نفسك،،هدوئها ،،،
انت مثل الذي سرقت منه القضية ،،أو برمتها تنصلت عنك ،،لأن زئبقك تساقط ،،،وآلامك ظهرت للعيان
استفق اسماعيل،،،انت تغرق نفسك بالوهم،،" واترك البحر رهوًا ، انهم جند مغرقون "
تشبث بعمودك الفقري،،،و أفرد اوجاعك أشرعة ،،لعلها تقودك الى مرفأ. آمن ،،،او وهم جديد،،
انتشل نفسه،،،من غرقه،،مجرد ان اقترب من حيزه الأسطوري ،،
مهما كانت الآلام ،،،لن اصمد امام نسمات الصباح ،،استقبل كل شيء مثل طفل غر،،،وهذا الطلاء الأخضر الغامق ،،لسياح الجسر،،،والزوارق المحطمة على ضفاف دجلة،،منذ سنين،،أصبحت جزءا ،،من جمالية المكان،،فوضى الانسان،،،شطبتها النوارس ،،التي تتخذ من هذا. الحطام سكنا ،،لكنها قفر ،،في الصيف،،عندما تهاجر،،المكان فيه آلفة،،تعجز كل المعارف ان تفسرها،،او تبررها،،،لاتجتمع النوارس،،الا عند الجسر العتيق،،ومع ان العمارات الشاهقة تطاولت،،،لكنها ،،مغتربة وسط هذه الأركان ،،المقدسة،،،جامع القمرية،،والشيخ صندل حيث كان هناك قصر عيسى ،،ونهره الذي يَصْب في دجلة ،،والشواكة،،من الكرخ،،يقابلها المدرسة المستنصرية ،،وجامع الخفافين،،وبينهما يرقد ابو الحارث المحاسبي والمستنصر بالله ونصير الدين الطوسي ،،والكليني،،و التكية الخالدية والمدرسة النظامية،،،وعندما أكون بين الأزقة ،،اشعر اني سالتقي بالعاقولي،،وهو يهم بالدخول الى المدرسة المستنصرية ،،لإعطاء الدروس،،وربما اصطدمت يومًا بابو حامد الغزالي،،وهو في اروقة النظامية،،،،وعلى اليسار،،المدرسة الموفقية،،،المزُالة،،،أتألم عندما أتذكرها ،،،فقط ساعة القشلة في اعلى البرج،، أرشيف هجين لبغداد،،فالحجارة من بقايا السور ،،والساعة مهداة من جورج الخامس ،،،والنصب الذي كان يقبع فوق البرج،،المتمثل بأعرابي يعتلي جمل،،أزيل ،،في صبيحة ١٤ تموز ١٩٥٨ ،،
نحن شعب زوالي،،،ما اكثر النصب التي شيدناها ولكن. ما أسرعنا بأزالتها،،،
انتشل نفسك من اللجة،،،اسماعيل،،، انه زمن الأفول ،،
" لا أحب الآفلين " - يجب ان تعترف بقدمك،،،مسّلة متآكلة
إيقاع الزمن ،،تغير،،،
انت وامثالك ،،بقايا لا فائدة منها ،،دعاويكم باطلة على كل حال ،،مكانكم في متحف التاريخ الطبيعي،،مع ان الامر مشكوك فيه - ربما سيتحول كل ارشيف الانسانية ،،الى ديجيتال ،،ارشيف رقمي،،،تبقى انت وامثالك،،،سلعة للتدوير،،ويجب ان ينتزع منها الفكر،،حتى تكون نقية
نعم،،ان كنت لاتدرك ،،تقلص القوس العاطفي،،،
افزعته الفكرة
،،،،( يا الله،،،يعني كل هذا هراء ،،،
لنتخلص من هذه الحمولة )
ولم يصدق عيناه ،،عندما رأى صديقه،،،،،
- أنقذني يا،،،،،
- مابالك ،،اسماعيل ؟!!
- قل لي رأيك ماالفرق بين ( الهايكو ) والطللية ؟
- كالفرق بين امرئ القيس وأسعد الجبوري
- الجبوري ممسوس،،وعيه يشتغل بطريقة لم نألفها
- نعم،،فهم اللعبة،،وانسلخ وانتمى الى حزب ( بيل غيتس )
- لكن هناك قيمة مهدورة،،،لأكثر من الف سنة من الادب
- القضية متعلقة بالمصير،،والبصيرة
- كيف ؟
- أرثر رامبو،، عرف المصير ببصيرته،،فتخطانا،،
- وكذلك فعل كارل يونغ،،وكريم عاشور
- لكن عاشور سوداوي،،،
- يجب ان تضع في الاعتبار،،بين من عاش في سويسرا وفرنسا،،،و من عاش في العراق
- معك حق،، مغني الحي لايطرب
- لنكمل جلستنا،،في الشابندر،،،
- لا،،لنذهب عند صديقنا الحنش،،
- ممسوس اخر،،،لا اعتقد انك ستجد لديه الحل
- لا اعرف،،،اتذكر لوحة زيتية لكاظم حيدر،،عندما يذكر امامي اسم كريم حنش
- فنان كبير،،اي لوحة له تقصد،،
- مستطيل مجرد ،،يحيط برجل ،،يسعى للخروج منه ،،
- وما علاقة صديقنا بذلك
- كريم،،محاط بأضلاع ،،قاسية،،فهو عشائري النزعة ،،ومدني في عشقه للفن والشعر،،واسلامي متذبذب ،،،والضلع الأخر،،مكمن جنونه،،
- كيف ؟
- ماركسي الجوهر،،،هل مرت عليك مثل هذه الخلطة العجيبة
مقطع من رواية ( حنبصة ) ،،يوميات اسماعيل
رقم الإيداع القانوني: المحلي والدولي المخطوطة في دار الكتب والوثائق ببغداد : ( ٢٠٥٥) لعام ٢٠١٧ في ٢٢ /٦/٢٠١٧
جمال قيسي / بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق