السبت، 2 سبتمبر 2017

حلقة ضائعة بقلم / منذر الغباري

حلقة ضائعة
........

براحَتَيهِ حملَ شهادة الدكتوراه في( القانون الدولي) التي حصل عليها من إحدى جامعات أوروبا عائداً بها إلى بلده، رافضاً كل إغراءات التوظيف الكثيرة هناك ، مُفضِّلاً منفعةَ الوطن للاستفادة من خبراته...
على قدم ٍ وساق ..قدّمَ نفسهُ إلى إحدى الوزارات طالباً التوظيف، تمّ قبولهُ بعد وساطات عديدة موظّفاً في إحدى الشركات الحكومية..
سأله زملاؤه في العمل : ما تحمل من شهادة؟ ...

أجابهم باستحياء خجول : دكتوراه
انصعقوا قائلين : وماذا تفعل هنا معنا في هذا الأرشيف ?
- نحن هنا في هذا القسم لا نحمل إلا شهادات تعليم أساسي!!!!!
- اذهب واطلب تعديلاً لوضعك الوظيفي، فلا أقل من منصب مدير يليق بك
جاءتهُ الحَمِيّةُ، وذهب لمقابلة مدير الشركة طالباً تعديل وضعه بما يليق بشهادته
المدير: سننظر في أمرك ، عُدْ إليَّ غداً، وستسمعُ ما يسرُّك

في الصباح.. كان الأمر الإداري ملصقاً على لوحة الإعلانات بالخط العريض
عندما دخل .. استقبله الزملاء مهنئين مهلّلين :
مُبارك، مُبارك، تليق بك هذه الترقية ، الآن وقد صِرتَ مُديراً.. !!!!
رد َّعليهم: الحمد لله ، ما زال وطني بخير
تلوا عليه الأمر الإداري: يُعَيَّنُ العامل الدكتور ( مظلوم عبد الصبور ) مديراً لمركز الشركة _ صالة رقم (7)_ لبيع الأحذية.

23/8/2017
منذر الغباري


تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم..يا اخي هذه ريبورتاجات ساخرة ذات منحى كوميدي رائع..
وصدقني هكذا اعمال طريفة مع ماتحمله من احزان مجتمعية كبرى،يمكن ان تاخد عدة اجناس ابداعية مع حفاطها على نفس الحدث الدرامي ،كان تكون مسرحا،او قصا او (سكيج موقف) مسرحي
كوميدي..او ضربه صحفيه من خلال عمود ساخر..
المهم انك واضح الاقتدار على اصطياد مناشئ فكرية او احداث اجتماعية او مواقف سياسية ،قادرة على التاثير البالغ في العقل الجمعي..
مانتمناه عليك يا استاذ
منذر الغباري العزيز،هو اجادة كتابة السيناريو..لقربك من الحس الشعبي ولسلاسة ووضوح لغتك بحسب طبيعة الحدث المعبرة عن الواقع..واعني واقع اللحظة الراهنه..
كل الاماني الكبار ايها المبدع الحثيث الخطى،الدؤوب العزيمة ،والسلام..
 
منذر الغباري شكراً لكم أستاذنا الغالي.. هي كما قلت تجمع ما بين كل ما ذكرت ومثل هكذا قصص هي وقائع شبيهة حصلت وما زالت تحصل كل وقت وكل الهدف من نشرها هو أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا المصطلح طالما تتغنى به كل الدول العربية ولم تعمل على تطبيقه إلا بنسب ضئيلة جداً للأسف.. وهذا هو السبب الرئيسي في إفلاس السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية لنبقى خلف التطور والتقدم والازدهار دائماً بقرن من الزمان..
جزيل شكري وتقديري أستاذي الفاضل لهذا المرور ولهذا التعقيب الرائعين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق