الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

نبوءة بقلم / كرار سالم الجنابي


نبوءة :
____

 

غـداً ..
مِـن وحـيّ أحـزانـكٙ
يـكتـبُكٙ الـتأريـخُ أتـعسٙ قـصيدةْ
علـى شـفاهِ شـاعرٍ مقـتدرٍ
بقـافيةٍ فـريدةْ
غـداً .. تـتكدسُ الأيـامُ
مُعـتمةٌ ثقيـلةْ
غـداً مـصباح عمـركٙ ..
ينـضب زيتـهُ
و اللّـيلُ البـهيمُ عنوةً
يـشربُ نخبٙ أحلامكٙ الجميلةْ
يـا صـديق الـفاقةِ
الإمـلاقِ ..
الـدّموعِ ..
و الـمجاعةْ
دعْ ذكـريات أمـسكٙ
لا تُفـتّش بيـن الـرُّكام
عـن سنيـنكٙ المُضـاعةْ
أرخِ جسـدك للألـم الـمُمِضْ
دعْ سـياط الجّـورِ ..
تأكـل مـن لـحمِك الغـضْ
مـا تـشتهي
سيـجيئُكٙ المـوتُ غِيلـةً
كمـا الـحُزن ..
و كـلّ شـيءٍ .. سـينتهي !

تعقيب غازي احمد لبو طبيخ الموسوي

آفاق نقديه قبل الخوض في مستوى نضج ادواتك ايها الشاعر الواعد،اكاد اجزم ان سر جاذبيتك يكمن في مصداقيتك العاليه..فكيف اذا عضدتها الحرفيات التعبيرية والبنائية والدلالية يوما بعد يوم?..
شئ واحد اتمناه عليك يا أ.كرار سالم الجنابي العزيز،هو ان لا تتوقف عند حدود همتك او
قوة موهبتك ،فنحن في عصر متخم مثخن مبركن بالطماح الكبيرة ،يستلزم منا استيعاب تجربته والاكتناز بمركباتها العابرة للزمكان..وهذا يعني السعي الجاد من اجل تحويل تجارب الاخرين الى تجربة شخصية ،بالاشتمال عليها ثم الانطلاق من اجل تحقيق المبتكر الخاص العابر بدوره ايضا..
هذه الفترة ياصديقي فرصة كبيرة للمتابعة الحثيثة المثابره..نقرا ثم نقرأ ثم نقرأ..وقد نكتب وقد لانكتب..من اجل تحقيق ما تفضلت به انت بعظمة لسانك:
* غدا..
من وحي احزانكَ
يكتبك التاريخ
اتعس قصيدة
على شفاه
شاعر مقتدر?!!
اليس عجيبا هذا الفهم وهذه القراءة التحذيرية البعيدة المدى?!
مع ان الحلم المكبوت او المخنوق او المتكاسل او المتحرج او حتى المكتفي بالاماني لم يخف امله في( القافية الفريدة)..
اليست الفرادة هي الخصوصية الكامله?! ..
اليست هي الابتكار الجديد كل الجده?!
انظر معي كيف يشتغل الحكيم الشاب عندك انت في دخيلتك وبين اضلاعك:
*غدا تتكدس الايام...
كيف..تتكدس الايام ياترى?
تتكدس الايام( معتمة ثقيلة)..
هذا الحكيم او لنقل ..العراف الفتي..قادر على الاختراق اذن..هو :ٍّ راءٍ من نوع ما ،يرى ..وهنا تسكب العبرات..مالا تريد نفسه الثملة باللحظة الزمنية الراهنة.. ان تفعله..ان تتقحم الكوابح والموانع والرغائب والاوهام باتجاه تحقيقه..!!
فينطق الرائي الخبئ بما لايمكن ان يقوله في غير المشهد الابداعي الذي يشكل نوعا من الاقنعة الذكية التي يغلف بها بوحه خلال جلوسه على كرسي الاعتراف الشعري:
*غدا مصباح عمرك ...
-وفي ذروة طاقتك المخصبة ،من مصباح علاء الدين ..او جمرة الفتوة..او مرحلتك العمرية النشيطة..ماذا سيحل بها في حال عدم اقتناص حرارتها الفاعلة?:
*
سَ ( ينضب زيته)!!
وهذا هو عين ما قصدناه،خاصة اذا علمنا ان الرؤية الدقيقة لهذا الامر عالميا باتت معلومة للجميع ..ان ذروة النشاط الابداعي للموهوبين تتجلى في اعلى مناسيبها في فترة الفتوة والشباب حتى بدايات الكهولة الا بعض الاستثناءات النادره..
ودليل ذلك ما ختم به شاعرنا نصه:
الليل البهيم..المجهول..الغياب..الكائن الخرافي او الحقيقة الوجودية المتعلقة بالموت نفسه..ذلك المحذور المخيف الذي سيشرب امالنا وطموحاتنا واحلامنا وامانينا ،ويالها من لحظة محزنة ( ولات ساعة مندم)..
اجدت واحسنت..ويمكنك ما هو اكثر اجادة قريبا جدا،بعونه وتسديده،والسلام..
 
رد كرار سالم الجنابي
 
كرار سالم الجنابي ماعساي القول أمام هذا الغيث المعرفي يا سيّدي الكريم تعطلت لدي محركات الكتابة و ماذا سيكتب قلمي الذي يتقزم أمام هذا الهطول المنقطع النظير ..
هذه رسالة الناقد الحقيقي أن يقرأ النص بعيدا عن صاحبه و مزاجه ..


ممتن لك كثيرا و قبلة لرأسك بفم الامتنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق