الجمعة، 8 سبتمبر 2017

الادب والغرائبية،،،قراءة لنص / مياسة ( مازلت _ أقول ) بقلم الاديب والروائي جمال قيسي

الادب والغرائبية،،،قراءة لنص / مياسة ( مازلت _ أقول )


تكاد الشاعرة مياسة،،ان تتفرد بأسلوبها ،،ليس من حيث ،،السياقات العامة وحدها،،وإنما في الإنساق الداخلية ،،لقصائدها بشكل عام،،،هي مازالت متوغلة ،،في طريقها،،الممتد من أعماقها ،،الى أطراف الكون ،،الذي تعرفه وحدها،،،بشكل عام،،كل شاعر له لغته الخاصة ،،بمعنى منظومته المفاهيمية والملفوظية ،،التي تشكل بصمته الخاصة ،،لايمكن ان تجدها عند غيره،،ونصوص مياسة ،،انا شخصيًا تضعني في حيرة وتحدي،،لانها ببساطة،،تطبق تقنية ،،في غاية التعقيد،،م...ع بساطة الملفوظ،،،الملفوظ او الجملة ،،التي يجب ان تحيل ،،الى سياق خارجي ،،حتى لو احكمناها بنيويًا على اعتبار النص كيان ،،لا علاقة له الا بذاته،،،والبعد الأيدلوجي هو الفكرة التي تدور ،،داخل النص،،ولا علاقة لها باي فكر خارجي،،،كلما احاول ان اقترب من الوظيفة التي يعمل بها النظام ،،في النص،،اجد نفسي بمتاهة ،،وكأني امام لغة ،،من كوكب اخر،،،مع ان الأبجدية ذاتها التي أزاولها،،،بشكل عام،،،في فضائها ،،النصي ،،تخلق عوالمها،،لايمكننا إدراكها ،،او تأويلها ،،لانها ببساطة بمعطيات،،لانعرفها،،هي تصنع مسرحًا غير الذي نعهده،،كأن،،الجمهور هو الذي يؤدي ،،والممثلين ،،هم من يشاهد،،،ربما المخرج هو من يقوم بقطع التذاكر،،والحارس،،مسؤول الانارة،،والماكيير ،،في الشارع الخارجي،،يمارس مهنته على أناس ،،لاعلاقة لهم بالمسرحية،،،هكذا تشتغل نصوص،،مياسة،،( سوريالية مابعد المتقدمة) وهذا المصطلح ،،من عندي،،لأني لم اجد مايوازي ،،ما اريد من توصيف ،،،هي تخلق كائنات غرائبية ،،بوجودية ،،من صنعها،،مثلًا ،،تجعل من دمعها اجسادًا،،ومن دم الذي تخاطبه،،منشئات ذات أجراس ،،،المهم هو كيان مادي،،او روحي،،فليس الموضوع مهمًا،،،وكذلك المتناقضات في المفاهيم واللغة والجمل،،ايضاً ليس شيئًا مهما في أدب مياسة،،،إنما هناك فكرة عميقة تجلجل ،،وتخلط ،،كل شيء،،وبالذات الملفوظات،،فتوزعها بلا انتظام،،الا من ناحية الموسيقى،،،عالم مياسة،،لايمكن لأحد مشاركته ،،عبث على سوريالية على عدمية،،باطار صوفي ،،وبما انها تمارس الامر بشاعرية ( بوطيقا) ،،بمعنى ان هناك تهويل وانزياح،،ورمزية،،،إذًا هو شعرًا لا محالة،،وادبًا غير مألوف لدينا،،،وجني الشعر الذي لديها،،يبدو انه من كوكب آخر،،يختلف في انتسابه عن باقي الجن،،،،النص عسير على الفهم،،مع جمالية أخاذة في توزيع الملفوظات،،وموسيقى،،عذبة،،وفكرة لايمكن استنباطها،،،على اية حال،،
والغريب انها تبدأ نصها بنفي،،مما يعني السكون،،ولكنك تدرك لاحقا ان هذا النفي ،،هو ليس البداية وإنما المحصلة ،،لكن معمارية مياسة الشعرية،،وتوزيعها وضعتها في البداية،،،والملاحظة المهمة الاخرى،،من ناحية الفاعلية،،او دينامية النص،،،انها توظف الفعل المضارع،،بكثرة مما يعطي النص حيوية وطاقة عالية،،،هي فوق الحدث ووسطه،،ومنهمكة فيه،،،اسلوبها ينطوي على تجربة غرائبية ،،،جديدة ،،ولايمكن ان تصنفها الا بأدب مياسة ،،وحده ،،لايشاطره ،،أدب مشابه او اخر،،،ولأنها تعرف ذلك ،،وأنها تصنع رقعًا لأحجيات ،،لم تجعل من نصوصها طويلة،،،اشبه بالرسائل المشفرة،،،،في حرب كونية،،،تدور أحداثها في عوالم جورج لوكاس العظيم،،،،
هي تجربة متفردة،،،بحاجة الى وقفات،،،كثيرة،،،،

جمال قيسي / بغداد
لمْ تشأْ
أجراسٌ أنْ تحصُدَ أيّاماً تهبُّ
.. وحدَها ,
أجراسٌ أليفةٌ أن تسبُقَ أجساداً تهبُ
.. وحدَها , على عتبةٍ غائبة !
.
لمً تشأْ
أجراسُ دَمِكَ أنْ تحصدَ
أجسادَ
دّمعي
عندَ
الهاويةِ
!!!



تعقيب الشاعرة مياسة

مياسة مياسة لك شكري وامتناني أستاذ Jamal Kyse على قراءتك النقدية وهذه الرؤية المبدعة لنصي المتواضع .. كما أوجه شكري للعمالقة الأساتذة القائمين على هذه الصفحة المتفردة بأهدافها واحتوائها لأمثالنا ..الأستاذة نائلة طاهر والناقد الأب غازي ابو طبيخ .. مودتي مع فائق تقديري واحترامي للجميع ..
 
تعقيب الناقد غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
 
جريدة آفاق نقدية اخي الحبيب الاستاذ الناقد Jamal Kyseالطيب..
احيانا احس عميقا انك روح ناقدة ولست ناقدا بالمعنى المعتاد للاصطلاح الاكاديمي،ذلك لانك تحل في النصوص التي تسحرك او تبهرك او تدهشك على وجه التخصيص،لانني رايتك ايضا في وضع مختلف تماما حين تكون مضطرا احيانا لمحاورة نص لم يستطع ان يحضى برضاك او على الاقل لم يوفر مايستلزم دهشتك من الاقناع..
اما فيما يخص هذا النص الذي امامنا الان ،والذي اشتغلت عليه -حضرتك- وفق منهجين مختلطين ،تحليلا وتفكيكا معا سويا ،فامره كما تفضلت فعلا ،الا اذا نظرنا اليه من زواية اخرى عقلية محظه..
هذا يعني ان الست مياسة تقصد منذ البدء حجزنا عن النظر بعين اكاديمية مقننه،لانها تعتقد ضمنيا ان من يحاول مع نصها السوريالي الذي لم تفقد وعيها فيه البته،ان يدلف بلا تراصف مسبق فلن يتحصل على مايلزم..
اذن الست مياسة تدرك بوعي متميز طبيعة الاسلوب السوريالي ،فاختارته طريقا تعبيريا ،وليس طريقا انهماريا،ذلك لان ماتفضلت بعرضه -جنابك- من النماذج للدلالة على تراصف المستحيلات او اللقاء الممكن للمستحيلات كان في حقيقة الامر نوعا من التبني،وليس نوعا من.. التداعي الحر..
ذلك لانك سيد العارفين تدرك معي ان تحقق التداعي الحر هو شرط السوريالية الاهم،اما تقمص التصوير السوريالي فماهو الا تبن للمشهد التصويري السوريالي،وهو في حقيقة الامر سلوك ابداعي بالغ الذكاء ..والفرادة ..كما تفضلت حضرتك بالضبط..
فماذا يمكن ان نرى اذا احسنا التخلص من شباكها التي رمتها فجاة مباشرة في وجوهنا مثل.. شبكة الرمي اليدوي..لكي تاخذ بايدينا عنوة في نوع من الاستعمار الاستيطاني الى ماتريد ان تطلعنا عليه بدهاء معقلن..
لكنك منحتنا فرصة كبيرة لاخذ الحذر من خلال اسبقية مطالعتك،ولربما سنقع في فخ الشاعرة لو قدمت النص على التحليل..فجزاك الله خيرا..
اذن .. بماذا خرجنا من خلال النظر العقلي المحض?..
الست مياسة عرضت امامنا في حقيقة الامر مشهدين تعبيريين..كل منهما يمثل وجها لمرآة واحده ..دعنا نسمي الوجه الاول ب- شبكة الرمي اليدوي..
ودعنا نسمي الوجه الثاني بالماوراء..
هو عمل الصياد الماهر اذن..القاء القبض اولا..ثم الكشف عن الحقيقه..
انما يختلف نوع الماوراء هنا تماما..ذلك لانها لاتريد ان ترينا ماوراء الكون المرئي ابدا..وان ناورتنا بحنكة محترفة في المدخل،وكانها نازلة عكسيا بمظلة كونية لفظية سوريالية الشكل..
لتندلق بنا..بنا معها..الى ماوراء جسدها هي..او ربما جسدنا نحن..فهناك سنشهد من خلالها على نوع من الفجيعة الانسانية النسبية الشرائح..بدٱ من اهونها ..كما لاحظنا في طبيعة الاستدلال التي لم تقنعني كثيرا الا بحدود المثال..فقد كنت اتمنى ان يكون الدمع المتحول والدم الراعف اكثر ادهاشا بل فجيعة ،كما هو حاصل في ارض الواقع المحيط..انما يكفيها فخرا انها اوقفتنا على نموذجها الشخصي الذي لم تتمكن من تخليصه من براثن الحس الانثوي المبسط الجميل في ان واحد..
لاحدود لامتناني اخي ابا سرى الغالي..
لاحدود لاعتزازي استاذه مياسه المبدعه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق