الجمعة، 8 سبتمبر 2017

ناهدة الحلبي و منال التميمي في ميزان "التّزامن الحسّي" بقلم / اسامة حيدر

ناهدة الحلبي و منال التميمي
في ميزان "التّزامن الحسّي" http://www.manarahalshark.com/?p=11700
بقلم الناقد : أسامة حيدر




_______________
ينفرد التزامن الحسّي بجانب من المجاز الحديث في الفُصحى المعاصرة ، وهو واحدٌ من سبُل التطوّر الدّلاليّ في الصورة الفنيّة . و التزامن الحسيّ فيما يعنيه : ربط الإدراكات الحسيّة الناشئة من أكثر من إحساس وأشيعُها بين الأدباء ربطُ السمع بالبصر ، السمع الملوّن كأنْ نعدَّ صوت البوق أزرقَ أو أحمرَ . وربّما هو نفسه ما تحدّثت عنه المدرسة الرمزيّة فيما أسمته تبادل الحواس .
تقول ناهدة الحلبيّ في إحدى خربشاتها : " وجعاً من لون كآبات عينيك كأيام الحصاد على جبين وطن " فالكآبة وهي موضوع الانفعال قرنتها باللّون وهو موضوع حاسّة البصر .
وتقول في قصيدتها " رعشة زمن ثمل وقداح ": العشقُ أشهى من أطايب ثغره / فتموج فوق حداقه أحداقي ..."
ولا يُخفى أنّ العشق هو انفعال ، وكلمة " أشهى " للأطايب وهي موضوع حاسّة الذوق . وهذا كلّه يدخل ضمن ما يُسمّى " التزامن الانفعاليّ " وهو ضربٌ من ضروب التزامن الحسّيّ . وفي خربشة لها تقول : وحين همّ بالرحيل تلقّفته البحارُ / وما زلتُ أشتاقُ إليه حدَّ الوجع .
فالشوق وهو موضوع انفعاليّ قرنته بالوجع وهو موضوع انفعاليّ أيضاً وهو ما يسمّى " ذات جوهريّة " للمشابهة بين الوجع الأوّل و الثاني .
أمّا منال التميميّ فقد ظهر ذلك عندها في أكثر نصوصها ، ونحنُ لا ندعي أننا استطعنا عند ناهدة أن نمسح بدراستنا العجولة هذه كلّ نصوصها بل هي محاولة لإيصال فكرتنا من خلال بعض النصوص عندها .
تقول منال التميمي في نصّها " جناح أنثى " : تحملني صفحة الماء / بلا جهد / تأخذني لهفة اللمس / وسحاب النشوة يظلل يدي ."
فالنشوة وهي انفعال و السحاب موضوع البصر .
وتقول في " ذاكرة الغبار " : نمضي نلتهم عظامنا / ونبصقها في بقايا الكلام المرتجف / على الشفاه كصوت الثلج . فالصوت موضوع حاسّة السمع ، والثلج للبصر ...
وتقول في القصيدة ذاتها : ونعود إلى قوقعة الصفر / المختبىء أسفل أقدارنا / موسيقا القهوة / تهزّ عرش العطش .
فالموسيقا للسمع و القهوة للتذوّق .
أردت بهذه العُجالة أن أدلّل على هذا النوع من التزامن الحسيّ و الّذي غدا بعضه لكثرة الاستخدام حقيقةً يدخل ضمن اللغة ولا يُعَدُّ من المجاز . كقولنا :" رجل الكرسي ، عين الباب .... وثمّةَ نوعٌ آخرُ حوّل الحقيقةَ إلى مجاز وهو ما أسلفنا القول فيه .
 
تعقيب الناقد غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
 
آفاق نقديه نص نقدي مقارن رصين وباذخ احسنتم واجدتم اخي وزميلي الاستاذ اسامه أسامة حيدرالعزيز ،وبالغ التقدير للاخ الاستاذ الناشر الاستاذ صالح كما اظن ،كما ولا ننسى التعبير عن اعتزازنا بالاديبتين موضوع المقارنة الفارهة والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق