الجمعة، 29 سبتمبر 2017

قطرةُ دَم بقلم / الاديب كريم القاسم

قطرةُ دَم
................




هابيلٌ قطرةُ دم ،
...
الكلمةُ قطرةُ دم ،
الوطن قطرةُ دم ،
العالم قطرةُ دم ،
الحسينُ قطرةُ دم .
ياويحها من قطرةٍ ، تلاقحتْ فأنجبتْ سوطاً ومقلاعاً و سيفا .
ومابين السيف وقطرة الدم ، عرشٌ طغى واغتصبَ الذِمَم .
قطرةُ دم ، سَكنتْ رحم العراق ، تَمخَضَّ عن جسدٍ مُسَجَّى ،
بين راحتيه سيفٌ وراية ،
ومن هنا تبدأ الحكاية .
قابيل ياصاحب القُربان المردود ، لم تتقبلهُ السماء ، فَرَضِيَتْ به الارض.
قابيل يرمقُ بطرفهِ قطرةَ دم ، تُرفرِفُ فوق يباب عالم الانسان .
هنا ، هناك ، صخرتكَ رمزُ الخرابِ والهمجية .
قطرةُ دم هابيل ، أوقدتْ فينا براكين الحرية ، وأطفأت جحيم الرقِّ والعبودية.
تَبَّتْ يدا أبي لهب ، مذ أَبدَلَتْ إمرأتهُ صَخرتكَ بالحطَب .
قابيل ، مازالتْ صخرتكَ يحتضنها أبوجهل .
قطرةُ دم ، قد بَعثَتْ أشقاها ، فَخضَبَتْ هامة العدلِ ، بسيف الحقد والبداوة .
ألَسْنا نرفع راية قابيل كل يوم ، وبكلّ غباوة ؟
اليستْ صخرة قابيل عنوان اكاديميّ في عالَمِ التمدّنِ والحضارة .
لاخير في أمّة ٍ عنوانها رتلٌ من الصخورِ والحجارة.
لاخير في أُمَّةٍ ، رجالها تنحرُ السماء ، ونسائها تبتلع الأشلاء .
يا أيها السيف المقدس ، مازلتَ عرشاً ، يهابكَ الطغاة .
عَقِمَتْ أرحام الحضارة ، عن الإتيان بقطرة دم مازالتْ تقدحُ بالشرارة.
ومحرابكَ مازالَ رَحِماً ولوداً أبَدِيا ، يَبيدُ كلّ يوم رايةَ واهنٍ عَبَثيّ.
مابين هابيل وقابيل صخرة قد أتَتْ بقانونٍ جديدٍ على وجهِ الارض .
مابين هابيل وقابيل قطرة دم ، قد مَزَقَتْ سلالة الانسان على مَرِّ الزمان وهَتَكَتْ اركانَ العدالةِ .
قد أَخسَروا الميزان ، وخَسروا العنوان .
قابيل أراكَ الله غُرابا يعلمكَ كيف تواري سوءة اخيك .
ياسيف الباطل وآلة الخراب ، لاخير بمَنْ كان معلمهُ الغراب .
.......................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق