السبت، 30 سبتمبر 2017

الشاعرة إيمان أبو الهيجاء والناقد غازي أحمد أبو طبيخ في لقاء الشعر مع النقد 
----
مرة أخرى العين الناقدة للناقد غازي الموسوي تحل ضيفة بصفحة الكاتبة الأردنية  المتميزة إيمان أبو الهيجاء .وهذي المطالعة النقدية إضافة هامة لجريدة آفاق نقدية خاصة وأن قصائد الشاعرة من القصائد التي أثبتت نجاحها لدى المتلقي وتقدم مشروعا حديثا يجدد في الشعر الحر والشعر العمودي .
تحياتي لمن جعلت من الشعر ترنيمة شدوٍ وللناقد الذي يجمع من اللآلئ أنقاها. 

نص المطالعة النقدية 
---
من هو..او ما هو?!..
،،،
هذا هو السؤال،الذي ينتظر الاجابة من اي متلق يقارب هذه القصيدة..
فيما يخصني لا احتاج الى اجابة اكثر مما ورد في هذا النص ،لانه يدل على ذاته بذاته..
واروع الشواهد البطولية ماكان صالحا لان يكون إنموذجا قابلا للتعميم بدء من هذا الذي تقصده شاعرتنا ،وانتهاء بمن اتخيله انا كصاحب نظر في  القصيد الذي امامي ،حتى انني أجد فيه مرونة وسعة ترتبط بمخيال كل متلق على حده..ذلك لان الاديبة Iman Abul Haija قد اطلقته بعيدا عن الاطر المحدودة او الحصارات المفهومية الضيقة،فتصيّر بطلا لكل عاشق للبطولة ..او بطلا مطلقا..يتخيله كل منا بحسب ما نتمناه لابطالنا النموذجيين ،صاعدين من النص الى ماشاء الله من التصورات ..
ولا انسى ان موسيقى مجزوء الرمل تحمل هي الاخرى روحية ( الدحَّة) الحزينة التي يبدو ان شاعرتنا تخامرها في اكثر من قصيد،وقد اشرنا الى ذلك سابقا،في بعض اعمالها الاخرى وهي ( دحَّة تشبه الدبكة ولكنها مخصوصة بالحركات التعبيرية الجسدية للمراة ا لشرقية في مواسم الحزن تحديدا)،( وتتجلى اكثر في البيئة العربية خصوصا) ،ومعلوم ان هذه الدبكات الحزينة مشفوعة بترديدات شعرية ذات ايقاع ( راقص..اذا جاز لنا التعبير)،وهي سمة بحر الرمل الوجدانية الغنائية الحركية المعلومه..
....
كما وان هذا القصيد بعد ان رسم بشكل عام صورة البطل ..او الشهيد البطل..او الفقيد المميز..ك( غلاف او قناع) لغاية دفينة بعيدة المدى،تهتم بشكل خاص بأدانة بل وكشف كل عمليات التجيير والتاطير المحدود او محاولات التملك،لانها آلت الى خنق صورة المثال،وتغميمها والتعتيم على بهاءها الكوني ،لتهبط من سماوات الرفعة والسمو بعد ان كانت نجما كوكبيا عالميا،الى كينونة محجوزة عن افقها الواسع بفعل الطغاة والجفاة الجناة ،وتحويلها من غاية للانموذج الى مجرد وسيلة يستغلها اصحاب الاغراض على طريقة ميكافيللي واسلوبيته الشهيرة ب( الاستغلال النفعي للقيم) التي باتت سائدة للاسف الشديد هذه الايام ،اما الشمس التي (بزغت) فيها ( مجازا) فهي شمس داكنة زائفة اخرى لاتمارس الاضاءة بل تمارس الخديعة في حقيقة الامر..
وليست بعيدة عنا ومضة الشاعر السوداني الكبير محمد مفتاح الفيتوري وهو يقول:
،،،
( كلما زيَّفو بطلا
قلت قلبي على وطني...)
،،،
من هنا فإن هذا النص بحسب تقديري غاية بالذكاء..
ذكي بمجازه ،ذكي بتوريته ..ذكي بتحويل كل الشغل التعبيري الى قناع ظاهري مكتنز برؤية باطنية مفكره..
الاداء بكامله اذن،كان مؤطرا بمنهجية فكرية في الغالب الاعم ،لان الشاعرة قد وظفته (لحاجة في نفس يعقوب... قضتها او ستقضيها) تحت غمامة شفيفة من اللطف والحزن والحلم والخيبة والاحباط والتاشير الاحتجاجي المبطن بعقلنة تستحق منا كثيرا من التقدير..
         احترامي،سيدتي..
نص القصيدة :
عــــــــــلامــــــــــة كــــــــــبــــــــــرى
===================
قـــــد هــــوى فــــي الــجــوِّ نــجــمٌ
حـــــيــــنَ ذاكَ الـــــحــــبُّ مــــــــاتْ

كــــــــــــانَ قــــنــــديـــلًا بــــلــــيـــلٍ
شــــــــاهــــــــدًا لــــلــــذكــــريــــاتْ

صــــــــــارَ كـــالــثــالــوثِ بـــــــــدرًا
نــــــــــــورُهُ نــــــثـــــرَ الــــحــــيـــاةْ

قــــــــــــــامَ روحُ ﺍﻟﻘﺪﺱِ فـــــيــــنــــا
مــــــــــن زمـــــــــانِ الـــمــعــجــزاتْ

مــــــــــن هـــــوانــــا شبَّ وحْـــــيٌ
هـــــــبَّ مـــــــن بــــيـــنِ الــــرفـــاتْ

أصـــــبـــــحَ الــــنـــجـــمُ إلاهًـــــــــا
بـــــــــــاتَ أرضًــــــــــا لـــلـــنــجــاةْ

خـــــانَـــــهُ الــــعـــشّـــاقُ يـــــومًــــا
بِـــيـــعَ فــــــي ســــــوقِ الـــوشـــاةْ

بـــــــــــادَ مـــصـــلــوبًــا بــــظـــلـــمٍ
لـــــــــــم تُـــنـــجّـــيــهِ الـــــصـــــلاةْ

جـــــابــــتِ الـــدمـــعـــاتُ قــــهــــرًا
فـــــــــــي غـــــيـــــومٍ مـــــاطـــــراتْ

أنـــبــتــتْ فـــــــي الأرض حُــــزنًـــا
فـــــــاضَ روحًـــــــا فــــــي فــــــلاةْ

وُسِــــــدّتْ فــــــي الــقــلـبِ لـــحــدٌ
نــــبـــضُـــهُ كـــــتــــبَ الـــــوَصَــــاةْ

حــــيـــنَ ذاكَ الــــحـــبُّ أفــــضـــى
أعـــــلـــــنَ الـــــكـــــونُ الـــــوفـــــاةْ

شـــمـــســهُ طُـــمـــســتْ حـــــــدادًا
أشــــرقــــتْ شــــمــــسُ الـــجُــفــاةْ
•••••••••••••••••••••••••
إيـــــمـــــان أبــــــــــو الـــهـــيــجــاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق