الاثنين، 4 سبتمبر 2017

الناقد شاكر الخياط 
-------
ديوان شعر ( آية اصبعي)...
 الشاعر غسان الحجاج...
باديء ذي بدء اتقدم بالاعتذار من السيد الشاعر ومن (آفاق نقدية) الموقرة والسادة كادر الاعداد والاخراج والتنفيذ عن هذا الانقطاع المبرر بمشغولياتي وتحضيراتنا الى الرحيل، لكن ما يجعلني مسرورا هو ذلك الكم الجميل والنوع الاجمل في عبارات الترحيب والثناء للمطلعين وذوي الشأن الادبي والشعر بوجه خاص، وممن لديهم الباع الطولى في النقد والخبرة النقدية الادبية التي تضفي على الاعمال الشعرية مذاقا ولونا مميزا يجعل تلك الاعمال بالصورة التي نتأمل بل ونسعى جميعا الى مايوصلها في المقام المنشود وهذا ماجاء على لسان الاقلام التي تناولت العمل ...
بخصوص ( آية اصبعي) المولود البكر للشاعر الحجاج فانني لن اكون بموقع الناقد، لان المولود هو ( ابني) الذي تابعنا ولادته منذ النطفة حتى الطلق الى ان شاء الله ان يكون خلقا جميلا بصورة ادبية اجمل تليق بمقام الشاعر الذي يستحق هذا واكثر...
انا هنا ساكون باحثا عمن يريدون الاستدلال الى المثابة، وعن الطريق الموصل الى قلب الحجاج في ديوانه او في بقية اعماله، ولست مغاليا اذا جاز لي القول ان المتتبع لتسلسل القصائد وعلى اختلاف اهداف كتابتها واختلاف الوان كتابتها سيجد ان الشاعر يمتلك قبل هذا الديوان اكثر من ديوان...
الموضوع الذي اود هنا طرحه سيختلف قليلا عما كنا نتناوله في سابق نقوداتنا لاعمال زملاء اخرين لايقلون شأنا عن السيد الحجاج، الا انني اثبت هنا ان عامل الارض والعامل البيئي اضافة الى ما امتاز به الشاعر من دماثة خلق مضافا اليها التحصيل العلمي والوعي الراقي المكتسب كان دافعا وداعما معنويا عاليا الى الرقي بالكلمة ومن ثم الارتقاء بالقصيدة الى ذات عالية...
هنا اجد لزاما علي ان اقول ان القصائد المتلونة بالالوان العروضية الجميلة المنتقاة كانت وكأنها تفرض نفسها على الموضوع ليس باختيار الشاعر انما كان الوزن والايقاع وحتى القافية من مواليد الموضوع الذي سيتناوله الشاعر، وكأن الشاعر كان مستسلما ( ايجابيا) لمتطلبات الموضوع قبل ان ينبس ببنت شفة، وكأن كل قصيدة فرضت لباسها الذي تريد بحرية طبقا للموضوع، وما على الشاعر (الوالد) الخالق لتلك القصيدة الا ان يستجيب ويلبسها ماتريد ارتداءه...
هنا سترى لو رفعت النقاب عن الكلام انك في قاعة ( عرض ازياء) وبملابس ملونة كالوان الربيع في ضواحي البصرة او ضفاف شط العرب، فكانت كل قصيدة توحي بانها نخلة زينت بالسعف الاخضر وتوشحت بالوان التمر البصري طبقا لاسمائه المتعددة...
الشاعر كان يجيد الانين على رغم احتباس الدمع الواضح، والصراخ الهاديء الذي تعرى اكثر من مرة ليرينا القلب المتألم لجراحات الوطن وحب الماء، والنظر متطلعا الى افق قريب وليس ببعيد، الى افق يجعله يمسك بتلابيب المستقبل الذي طال انتظاره...
انا شخصيا اعرف بان شهادتي بهذا العمل ستكون مجروحة نوعا ما لانني احب الشاعر ايما حب، واحترم مايكتب مهما كان بسيطا في كلماته لانه عال في ابعاده وتراتيله...
لم تتخل الموسيقى في كل الاعمال عن مصاحبة الشعر وايقاعه في عزف ملون يذكرني بعزف النواعير على ضفاف الفرات في الليل الصيفي القادم بعد تلك النيسانيات التي كانت تحرمها البكاء كثيرا...
مبارك للشاعر الحجاج....
مبارك للبصرة ميلاد ابن بار جديد...
مبارك لهذا العراق الحزين شاعر مبدع
مبارك لنا نحن زملاء الشاعر هذا النضوج المنظم والحس المسؤول..
محبتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق