الجمعة، 29 سبتمبر 2017

قراءة في نص ( حكايات الاسى ) للشاعر غسان الحجاج بقلم / الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

فرد وفيك من الوصي شجاعة
وبقلب ذاك الجيش خوف هائل.
داست على الجسد الشريف خيولهم

ايداس بحر ليس فيه سواحل
.
اسماؤهم نكرات تاريخ مضى
وباسمك التاريخ فجر حافل
.
هم كذبة الصحراء زال سرابهم
فسيوفهم طل ونحرك هاطل




.
متفاعلن ..اي نعم..ولكنه يحمل من الناحية الموسيقية مساحة الطويل ،وصحيح انما بينهما حرف واحد انما تتميز طبيعة البنية اللغوية في الطويل بسعة الافق الموسيقي وهي دلالة تبدو ظاهرة هنا على هذا الكامل الذي وسعته الاحزان الكبرى وخامرته القراءات العقلية التي استحضرت الوعي بقوة جنب حضور الاحساس بقوة لنخرج بتوليفة عامرة بالشعرية التي تجمع بين التلقائية والعقلنة باسلوبية واضحة النجاح..
طبعا موضوعة مبدئية ووجدانية تحتاج من اي شاعر او كاتب الى اعلى درجات الحضور العقلي اامتيقظ حذرا من الوقوع في ما لايطابق سمات البطل ذات الجلال والقدسيه..
ولربما شعور المبدع الكبير الاستاذ
غسان الحجاج بالمسؤولية،كاسهامة كبيرة في هذا الموسم الكربلائي المحض الذي يدفع الشاعر للعطاء والانهماربكل مايعبر عن مشاعرالتراصف الشرعي مع قضية مبدئية بالغة الاثر في التاريخ العربي والاسلامي.. واعني بها واقعة الطف المحزنة لقلب كل مسلم في هذا العالم المترامي..اخي المهندس الاستاذ غسان الحجاج،كل الاعتزاز والتقدير ايها الغالي..
 

حكايات الاسى
لا يَوْمَ في كل الزمان يماثلُ
لصدى رزاياكم وهنّ هواطلُ

...
فيهِ حكايات الاسى خطّتٍ على
آل النبيِّ فللصروف تداولُ

فبكتْ عقيلة هاشمٍ لفجيعةٍ
مذ ذلك اليوم العزاء تواصلُ

من كلِّ دمعة مقلةٍ قد سافرتْ
نحو الضحايا فالدموع زواجلُ

حيث انتصار النحْر من نزف التقى
وسيوفهم هِزِمتْ وهنَّ ثواكلُ

في وحشة الصحراء غابات القنا
سبعون ألفا والجيوش جحافلُ

مطر السهام لسقي أفئدة الهدى
لكنها جنب الفرات ذوابلُ

انقذتَ دين الله بالنحر الذي
لو قيس بالاكوان ليس يعادلُ

ولذلك المختار يطبع قبلةً
فنمتْ بوجهكَ للرسول شمائلُ

يا وجهَ آيات الكتاب ومن بهِ
وبشبّرٍ كان الرسول يباهلُ

فردٌ يُعانقك الهجير وشمسهًُ
عطشتْ فنوركَ للضياء مناهلُ

فردٌ وفيك من الوصيِّ شجاعةٌ
وبقلب ذاك الجيش خوفٌ هائلُ

تبكي على الاعداءِ أيُّ وجاهةٍ
بسموكِ العلوي حيث تقاتلُ

فلديك من عين اليقين مناهجٌ
بجيوشهم انّ العذابَ لنازلُ

اقلقتَ عمر الدهْرِ ساعة اوغلوا
فرسختَ في لبِّ الثبات تناضلُ

لولاك تبتلعُ الخلودَ نيوبهم
لولاك معنى الْمَجْد شيءٌ آفلُ

ولواؤكَ السامي يرفرف في العلا
مذ قام يحملهُ الغيورُ الكافلُ

يومٌ كقطبٍِ والعصور كواكبٌ
وبقيتَ انت اذ الخصوم رواحلُ

داستْ على الجسد الشريف خيولهم
ايداسُ بحرٌ ليس فيهِ سواحلُ

غرقوا بقاع النار ذاك مصيرهم
فدماكَ والنحر الطهور زلازلُ

واشرتَ للعلياء ترمي للدما
هي للسماء من الشهيد قوافلُ

يا من قتلتَ الموت والسيف الرؤى
يا ثورة الاحرار أنتَ مناهلُُ

ما كنت تعبأُ بالمماة ويومه
الا رضى الرحمن ذهنك شاغلُ

خانوك يوم الطفِّ بان نفاقهم
كم قد اتتك من النفاقِ رسائلُ

أسماؤهم نكرات تاريخٍ مضى
و باسمكَ التاريخُ فجرّ حافلُ

هم كذبة الصحراء زال سرابهم
فسيوفهم طلٌّ ونحرك وابلُ

ياجنة الرضوان يا سِبْط الهدى
روحي مخاضٌ والقصيدُ قوابلُ

آهٌ حسيــــــــــن وللتأوه لذةٌ
للناي في العزف الحزين فضائلُ

اقبلْ تباريح العزاء خريدةً
فرضاكَ في زمن العجاف سنابلُ


تعقيب غسان الحجاج

غسان الحجاج كأنك ايها الناقد الرائي تقرأ افكاري فعندما فكرت في الكتابة كانت النية ان أخوض في امواج البحر الطويل ولكن المطلع غير الدفة الى البحر الكامل مع مقاربة غريبة مع البحر الطويل ربما هي فجوة الحرف الواحد الني تشبه المضيق الذي يربط البحرين ..
وارى انك اقتنصت ا
لابيات التي ارتكزت عليها القصيدة في مطالبة خفية لان تكون باقي الابيات على نفس الوتيرة الشعرية مجازا ومعنى وهذا من حسن ظنك بي ايها الاستاذ الكبير ..نعم هو موسم الاحزان فيه حصاد الشعْر الوجداني ينكهته الحسينية القدسية من خلال تحويل الدموع الى ابجدية واسعة الطيف في تأثيرها على ضمير ووجدان المتلقي ..
هي مناسكنا المعهودة لتعظيم شعائر الله وتجديد الروح العاشقة للأمام الحسين عليه السلام ...

اتمنى لو استطيع التعبير عن مدى امتناني استاذنا الناقد والشاعر الكبير
غازي احمد ابوطبيخ عميد الـ آفاق نقديه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق