الاثنين، 18 سبتمبر 2017

عندما يذهب النسيان للنوم بقلم / الشاعرة ربا مسلم

عندما يذهب النسيان للنوم



 أصحو
لأجدني مزدحمة بك
أسرق وقتا لم يكتب لنا
أختلي فيه بظلك
بمحاذاة القبلة الأولى
أرشوه ليشي لي
بأرقام هواتفك
بماركات عطورك
بنوع سجائرك
بمغامراتك العاطفية
بعدد النساء اللواتي قصصت ضفائر أحلامهن
وعلقتها على جدران غرورك
أحتفي بعينيك
أدعوهما لعشاء فاخر
من كافيار الذكريات
أقبلهما ملء الغياب
بأنوثة من شجر وسحاب
من شفق ومحار
أعانقهما ملء عمر أخلفته
لأراقب بصمت مرتعش
نشرتك العاطفية كل نبضة
عساك تمطر ولها
فوق جسد انتظاري
المتربص بك خلف هزيمة عشقية
تفوح منها حرائقك
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو
لأحرس أحلامك وأحنو عليها
من مكائد العطر
من ولائم الشفاه
من وشاية خصر تكيل لوقارك
وأقول لها تصبحين
على عطري وشفاهي
على قلقي وجمر ظلالي
عندما يذهب النسيان للنوم
ألج مراياك
التي كلما حاولت كسرها
انكسر البحر في ّ
لأصاب بحادث مائي
يلقيني سمكة
تنتفض بين راحتيك
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو
أتلو عليك شرائع الحب
أغفر خطاياك
كما تغفر الشجرة للحطاب
أمسح عن وجهك بخار المسافات
أفتش بين ملامحك عن غيابي
هل لا زالت قبلاتي عالقة فوق شفاهك ؟
يا خجلي إن أمست رميما
يالهفتي أن صارت كهارب
لعمر لايأتي ولا يذهب
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو لأهمس لك
هات قلبك واتبعني
لنؤثث منفى يليق بحطامنا
لحظة نبحث عنا ولا نجدنا
ويخلعنا من أصابعه النهر
لتلدنا سحابه فوق شارع الظل
هناك حيث لا نملك حتى حق الإعتذار
من تجاعيد الضوء
فوق بشرة الرحيل
...................
ربا مسلم
 
 
 
تعقيب غازي احمد الموسوي
آفاق نقديه ما يلفت النظر في اعمال المحامية الشاعرة ربا مسلم هو هذا التخصص الذي يكاد يمثل علامة فارقة على مجمل ابداعها الذي قراناه حتى اللحظة..واعني التعبير المضطرد المتواصل عن هذا المجس العاطفي السرمدي ذاته،والذي لم تتوقف البشرية بكل شرائحها عن التعبير به وعنه باعتباره محور العلاقة النموذجية بين بني البشر اجمالا وبين الرجل والمراة على وجه الخصوص..
فماهو جديد شاعرتنا المبتكر الذي يشكل اضافتها على ذاتها في جانب وعلى مجمل فعاليات الابداع (المتخصصة) به في جانب اخر..
ان جديدها الاهم يتمثل في استجاباتها لضواغط العصر الراهن وطنيا خاصا وانسانيا عاما ،هذه الاستجابات تظهر بهيئة اختزال كثيف لجميع الارهاصات الفردية والجمعية مع الابقاء على ذات الموضوعة كبنية حمل او جسر للقول المتجدد عبر تغيير نسبي لاسلوبيتها في السرد الشعري المنثور،حد الاقتراب احيانا من حافات السرد الخاطر ثم العودة الى شعريتها القوية الحضور بحكم اعلى مستويات الصدقية الباذخة التي يدهشنا فيها كثير من الجرأة وكثير من الحرفنة الناضجة سياقا وانساقا واغراضا بلاغية بارعه..
ان مااسهم عميقا في فعاليات الابتكار والتحولات العمودية والافقية في قصيد الست ربا هو الوضع الضاغط الاجتماعي والسياسي والحياتي العام،الذي بدات تستلهم انعكاساته البالغة الاثار على البنية السيكولوجية لذات المبدعة كنموذج او كوحدة للقياس النوعي..
من دون ان تضطر الى التصريح بنوع الضاغط في لحظات البوح الراهنة ،وانما اكتفت بالتلميح الهامس البعيد،على طريقة بيكاسو في :التجريد الذي يقشر الوقائع محتفيا بلبابها او بعصارتها ليخلق منها لافتات وجدانية داخلية تخامرالحرف وتعانق السطر وتلون الصوره..
ان استيعاب تجربة العصر من قبل الشاعرة او الشاعر،ثم ضخها في كا البنيات الداخلية والخارجية للفعل الابداعي علامة وعي كبيرة فارقة وحداثوية ذكوانة بالغة الضرورة ،لانها تضخ الحياة العصرية وتمنحه الكثير من النشاط النفساني والحيوية الناجزه..
الزميلة ربا مسلم الفاضلة ،كم كنت اتمنى ان اشتغل النص تفكيكيا ،لكي اعطيه كامل حقه،ولكن شفاعتنا طيبة قلبك ،وخناق ميقاتنا الضاغط،فتقبلي خالص اعتزازي،والسلام
 
تعقيب غسان الحجاج
غسان الحجاج عندما تنبثق ينابيع الوجدان لتؤلف نافورةً احاسيس متراقصة تشكل مجال متاح لظهور متواري لقوس قزح والذي يوازي المعنى الشفاف الدفين في الوقت ذاته وهذا ما يغري القارئ في الإمعان في قراءة النص ..هذا النص المشتعل بالحداثة والتلقائية الباذخة الانهمار حتى يستشعر المتلقي بنداوة الكلمات وعبق المعنى ..
دمتِ متألقةً استاذة ربا مسلم المبدعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق