الثلاثاء، 18 يوليو 2017

لعنة الملاح بقلم / الشاعر احمد نصر الله

لعنة الملاح




إجتثِّي نَبوءاتِك المَالحة
مِن مِرآتي
فلا ثمَّة نَجمة
أُعلِّق على مِشجَبِها
الرَّبيع العالِق على شَفتيك
أيُّ أبجديَّة أُلملِم بها بَقاياك
و مِن ثَدي أيَّة فَجيعة
أُطعِم جُرحك المُتعفِّن علق النسيان
على أيِّ أطلالٍ يَنزفُ النَّاي لحنَه الصَّدِئ
لا تَرفعي صَوتكِ بالصراخ
فالحطَّاب لا تَعنيه جِراح الغابة
و الفأس لا تُقدِّم اعتذاراً للصَفصافة الثكلَى
أُنبوب أُكسُجين و وَعدا مَبتور السَّاقين
لن يُعيدَا النَّبض للصَديد النائم في قاعِ المَشرحة
ضِد التيَّار بمركبٍ عَجوز
التَهمَتها أنياب الزَّهايمَر
يُحاول الرُبَّان
إعادَة الزَّمن المَفقود مِن رَحمِ أُورشَليم
حاولتُ الغَرق
و لكن البَحر كان مشغولاً
بنَتفِ شَعر إبِطه
أما الرَّحيل فكان لَعنة
مَعقودة بأَحبالي الصَّوتية
كيف أَنفيكِ مِن داخلي .؟!
و أنا المَنحوت مِن طينِك
كيف أُعبِّئ أنهارَكِ بالنِّفاق .؟!
و أكتبُ عن الحُب الدَّافِق مِن صَدرِك .؟!
و العَار ما عادَ عاراً
و الذِّئب أضحَى حملاً
و ليلَى تُسلِّم نَفسَها لأوَّل ذَكر يَدخُل الحانَة
قَصيدَة الحُب
في عَينيكِ الفاجِرَتين
جَريمة بمَلامحِ قُبلَة
فخُّ زَمني يَبتلعُ ريقَه بصُعوبة
بلسَم على جرحٍ مُتقيِّح
فأَطلِقي النار على ذاكرتي
و دَعيني أَعيش
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ

آفاق نقديه ليس سهلا ابدا أن يعي صاحب تجربة ابداعية شعرية آليات كتابة قصيدة النثر..وقد يقول قائل ما،كيف تفترض وجود آليات محددة لمشروع ابداعي مازال حتى اللحظة في اطوار استحالته من ناحية ،فضلا عن كونه دعوة في اقاصي الحرية اسلوبا وبنية تعبيرية، من ناحية اخرى..?!
لكن
الإجابة تتعلق بعدم الوقوع في فخ الإفتراق..او دعنا نقول بوضوح اكثر ( الحيطة من الوقوع في حبائل المغادرة) ويالها من غواية بالغة الاثر،شديدة التزحلق..
نحن بهذا لانريد التنظير لخارطة طريق بملامح مرسومة او ثابتة حد الوقوع في ( الاستاتيكية) التي هربنا منها اصلا..
ولكننا نؤكد على وجود فاصلة جنسية ما..
نوع تعبيري يؤكد الإنتماء..
نعم ،نحن بكل جلاء مع قصيدة الشعر المنثور..ولهذا اسباب وعلل ليس هنا محل مناقشتها لاننا بصدد مناقشة قصيدة الشاعر المصري
احمد نصرالله..على وجه التخصيص..ذلك لأنه ابان من خلال أدائه فهما واضحا لمعنى وآليات واسلوب كتابة النص الشعري المنثور..
ولاريب ان لهذه المقدمة مشروعا بحثيا كاملا، ندعو الله تعالى ان يمنحنا فرصة استكماله من خلال هذا النص الهادف المتحرك طيا في ثياب انزياحية تجترح الكثير من الأقنعة والإستعارات والرموز وكثير من اشكال المجاز البلاغي الجميل تورية لما لايريد الإفصاح عنه مكتفيا بالتلميح بدلا عن التصريح ومحققا مستويات من النجاح الداعية للإعجاب والتقدير..

 
رد احمد نصر الله

احمد نصرالله أذكر جيدا كيف كنت ضالا في هذا الفضاء الرحب لم اكن مستريحا
واتخبط يمنة ويسرة
ولكن كان امامي هدف حددته لنفسي منذ البدء أن أكتب ما أشعر به

حتى هداني الله إلي شيخ الادب
واستاذنا الكبير
غازي أبو طبيخ
فتتلمذت بين يديه
ومن خلال إشاراته الواضحة
بدأت اتلمس الطريق
وأعلم أني لازلت في حاجة كبيرة وماسة
الي توجيهاته من حين لأخر
استاذي العزيز
افخر كوني احد تلامذتك
وأحد الذين عرفوا على يديك
أهمية أن تكون انسانا
قبل ان تكون شاعرنا
لاحرمنا الله منك أستاذي العزيز

 
 
تعقيب غسان الحجاج
غسان الحجاج عندما يحدث الشرخ في السد تتقافز مناسيب المياه التواقة للهرب من الحبس فيتداعى كل شيء والشرخ يمثل هنا لحظة المحاكاة المناسبة للانثيال الشعري كما نسج الشاعر احمد نصرالله هذا النص من عصارة وجدانه بعد ان فتحت له بوابة اللاوعي فقفز مستعدا الى عالم من الانزياحات المدمجة بظلال من االسريالية ليرى الاشياء والموجودات بمنظور مختلف واسمحوا لي ان أمثلها بحالة انتقالية بين العقل والجنون الحميد حتى رسم لنا الشاعر هذه اللوحة باسفار من التأويلات .
هذا النص المشرق يحتوي بين طياته على لافتات الاحتجاج المدعمة بالبراهين فكلما ذكر تساؤلا وجد اجابةً او سببا في هيئة تساؤل اخر كتفاعل متسلسل حتى حصل على النتيجة التي أقنعته (فاطلقي النار على ذاكرتي ودعيني اعيش)
وكأن هذا الحب هو برزخ مستمر من عذابات الموت
كان التلميح دقيق جدا على ان الخيانة تبدأ من العين عندما اسقط احتجاجه على العينين الفاجرتين
وخيانة ليلى التي أسندت لها النهاية المحزنة هو السطر الذي ربما يمثل المفتاح الى اكتشاف الصورة الكبيرة .

تحياتي مع خالص التقدير
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه هذا شغل نقدي دقيق يا باش مهندس..فتقدم مادمت واثقا واعيا منصفا ورائيا وحكيما ومنهجيا..فهكذا..يبتني السعاة في هذا الهدف ( الفحل) طريقهم الطويل الطويل..وصبرا صبرا يا ال الحجاج..فإن موعدكم ..والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق