الثلاثاء، 25 يوليو 2017

بكامل الموت - بقلم / عليا عيسى

شوكُ المدى
يُدمي جبينَ شوقٍ مسلوبَ الخطا
مصلوبةٌ أنفاسهُ
تئنُ .....
يا مساميرَ يسوعَ ترفقي بمعصمِ الحلمِ
خجلى تنحَتُ الريحُ
اسمينا
على صخرِ ضياعٍ أصمِّ الوجعِ
لتجمعَنا ملحاً
يدُ فراقٍ
و تنثرُنا
فوق جسدِ عشقٍ مدمّى اللهفةِ
ممارسةً بوجهينا
تأبينَ الشمسِ
بكل برودِ القبور
نتخبطُ بأكفانِ الوقت
الدّمع ناطقٌ رسميٌّ لسفاراتِ عينينا
ورأفةً بالنهايةِ
نغمدُ جدرانَ الصقيعِ
في وتينِ التّوسلِ
شاهقاً آخرَ أنفاسهِ الأملُ
يعلّقُنا نعوةً للألوانِ
في دروبِ ليلٍ عقيمِ اللقاءِ
يلقّمُنا أصولَ السّحقِ
في بلادِ المنسيّين خارجَ الحلمِ
بلغةٍ أرهقَت طلاسمُها
فطرةَ عشقنا
هاربةٌ من دفني
نظراتي إليكَ
و صوتٌ يزحفُ بجلالةِ صمته
لبئرِ الغصاتِ
إذ عيناك مرايا لمشانقِ القبيلة
فأتدلى بكاملِ اليأسِ
نعشا و طرحةَ دفءٍ دارسةَ المشهدِ
بينما يدكَ
لازالت تُجَهّزُ مرغمةً حنوطَ الأبديّة
في أقبيةِ تلاشينا
كأسان ...
من دمِ إجهاضِ عناقنا
زجاجةُ ترياقٍ مشكوكٌ بمفعولِها
و رمادُنا .
قالت عرّافةُ المذبحِ :
هي خلطةُ ما خلفَ الحياةِ
أسنسقيها لآلهةِ حبٍّ مستحيلٍ ؟
ونولّيَها ظلالَ قمرٍ
فيصابُ القدرُ بشعوذةِ المنكسرين
و يهذي متمتماً
ربما بعد حينٍ !
ستبعثون حلماً ما ملّ ينتظرُ
على قيدِ حظٍّ دفين
 
التعليقات
منهل حسن قرأت هذا النص أكثر من مرة
لأعيش كل حرف فيه
كل مشهدية رسمتها الشاعرة فقلما يحظى الإنسان بنص رفيع فاخر معتق ينتشي به

ولو أردت أن ألقي الضوء على الصور والاستعارات والانزياحات لتناولت كل كلمة في النص
لكني سأكتفي بنقل انطباعي الأول والذي جعلني أقف مشدوهاً .
لاحظوا هذا اليراع الأشبه بألة تصوير وكيف يرسم أدق التفاصيل
(هاربة من دفني نظراتي اليك وصوت يزحف بجلالة صمته)

لنتخيل هذا المشهد والذي شبهته الشاعرة بشوك المدى يدمي
جبين شوق مسلوب الخطا
تخيلوا معي هي مسلوبة الخطا كجثة هامدة
لكن عيناها هاربة من هذا الدفن فالعينان لاتعترف
بالمستحيل تحب تحتضن تقبل تحتلم وتحلم بزمن آخر
ربما بعد حين ينكسر القيد
ويبعث للحياة هذا الحظ الدفين
سيدة عليا
سأضم صوتي لصوتك
(يا مسامير يسوع ترفقي بمعصم الحلم)
فأكثرنا كما قلت نتخبط بأكفان الوقت
في بلاد المنسيين خارج الحلم
..
تحيتي أيتها الخلاقة
 
عليا عيسى ممتنة لطيب الحضور و هذا الجو اللطيف العاطر و الشفاف الذي أضفى على قلوب القراء بسمة مسائية جميلة
ممتنة صديقي الشاعر الكبير
يراع البردي

احترم رأيك بالمطلق و يسعدني

والشكر كله لحضور قامة حرفك صديقي الشاعر الكبير
مازن أحمد بلال
أضفت لمسة ضوء بحضورك الطيب
 
يراع البردي جاي عبالي علق باسلوبكن انتم الشعراء الميتافيزيقيين:
حين يشتكِل على المدى
بعين الانا

عنق القرنفل ونَضحُ الندى

أنسلٌُ من جرحي
لتمر هدريّةٌ تُحاكي الازل
هناك حيث مخدع الشعراء
يالف الجن المكان
فتصوغ الامسيات لحن الحنين
ويسكن الجندي الى سُبابته
فيغفو ويحلم بالنصر
هكذا الريح تنسج الحكايا
ويبوح القصب
بانين الشوق عبر المسافات
 
عليا عيسى تقديري الكبير و العميق
لهذه المجاراة الراقية من شاعر أحترم حرفه و منبره
شكرا لحضور عطر محبرتك

أستاذ يراع البردي
تحية للمرور اللطيف
 
 
محمد الدمشقي نص تكلم عن مجتمع يقتل الحب و الأحلام بتقاليد بالية و جهل و قسوة .. لغة راقية و انزياحات ملفتة و قلم واثق متفرد
 
عليا عيسى لرأيك الجميل و العميق القراءة كل التحية و التقدير صديقي الشاعر الكبيرمحمد الدمشقي
ممتنة لطيب سبرك للنص و شمولية رؤيتك للأفكار
 
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه كأسان
من دم إجهاض عناقنا
زجاجة ترياق مشكوك بمفعولها!!!
ورمادنا......
منطوق يحتاج الى إثبات..
طبعا هو الآن في موضع الناتج ..وكل ماقبله مناخ..
ولكنه في ذات الوقت لحظة بدء حقيقية لافتة للنظر،انما شاءت مبدعتنا تأجيلها ،على طريقة السارد الذي يؤجل البدء الى الختام ،او يبدأ من الختام وينتهي بالمفاتيح،كما يحصل ذلك ايضا في كثير من سيناريوهات السينما..
...
وها نحن الآن في مشروع البرهنه:
....
قالت عرافة المذبح...
اي مذبح كان..وثني ام يسوعي ..عشتار ام الكاهنه..ماذا قالت سيدة المعبد الدفين ياترى?
قالت مانصه:
( هي خلطة ماقبل الحياة)!!..(كاسان من الدم الفاسد..زجاجة ترياق في موضع الشك..ورمادنا).. هذه هي الخلطة العجاب..
السؤال الذي رفعته المبدعة الآن بما يشبه لافتات الإحتجاج الكبيره:
( افنسقيها لآلهة حب مستحيل)
مايتبع ذلك كله ايضاح..
محاولة للاقناع،اسلوب للتحذير:
اذا فعلنا ذلك فإننا س( نوليها ظلال قمر..)
وبعد ايتها الشاعرة ?!!!
(فيصاب القدر بشعوذة المنكسرين).. عجبا..كيف يمكن ان ينقلب الناموس الكوني كله..
أبقيامنا بالفعل الناكص ،يمكن ان يتغير القدر كله..وليس ذلك وحسب..
بل يصاب بما يجعله فعلا ارضيا،او دجلا من جغرافيا الكائن البشري العادي?!!!..
والدليل..
انه ..(يهذي متمتما)..
ليس اكيدا..ليس موقنا..
( ستبعثون حلما ..ماااااا..
مل ينتظر
على قيد..شرط..
حظ دفين..مجهول..او قصي وبعيد عن التناول)..
(وانى لهم التناوش من بعيد).....
الغاية من هذه العجالة هي ان هذا الجزء من النص هو المولود المنتظر،بل هو روح النص الحقيقية ،الذي جاء بعد طلق تعبيري بلاغي جمالي تمهيدي،اسفر في ختام المسك عن هذه الأسئلة الكونية الكبرى..
أ.عليا عيسى...
كل التقدير ،سيدتي..
 
عليا عيسى قرأت التعليق عدة مرات
كأنني أمام مرايا الحروف
تعكس نبض المعاني بكل عمق

ترصد خلجات الصور
بتراتبية توضح تسلسل الأفكار و بمشهدية تحاكي رؤى المشاعر المخزونة بحجب الانزياح و غباشة المواربة
استبيان و إستجلاء متقن للفكرة الرئيسية في النص بأدوات جذابة الحبك و فارهة الرسم
تعترش جزالة اللغة و ترتقي سلم الجمال بكل كفاءة الابداع
ممتنة لهذه القراءة الجميلة الإضاءة على نصي
أستاذ
آفاق نقديه
جدا أسعدتني زيارتك المتألقة الإمضاء
شهادة من قامة كبيرة في النقد
أعتز برأيكم و كل التحية لمقامكم الراقي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق