السبت، 22 يوليو 2017

من جديد في لمحة كثيفة مع أاسماعيل) جمال القيسي بقلم / الناقد غازي احمد ابو طبيخ الموسوي

من جديد
في لمحة كثيفة
مع (اسماعيل )قيسي:



 ************** جديدك البليغ من الناحيتين المنهجية والتوعوية،يكمن عميقا في قدرتك على توظيف الفكر بكل موسوعيته وشموله وتاريخه في سياق فعل سردي ابداعي ..
ومعلوم ان مثل هذا الالتفات العالي الهمة ليس سهلا من الناحية العمليه.....

ولكن ما سهل مهمتك الكبيرة ويسرها هو ما اشار اليه الاستاذ الدكتور Shaker Radhi الموقر،والذي اختصر علينا طريق الشرح والتفصيل حيث وصف شغلك الروائي بانه توثيق للاحاسيس والمشاعر..انما اردنا هنا فكفكة هذا المفهوم الفذ بالقول ان الاستاذ الكاتب ابا سرى Jamal Kyse قد اذاب المفاهيم الفكرية النافرة بل الحادة الزوايا ،في ذات المفهوم الذي اشار اليه الدكتور راضي الجليل..
وهذا بالتحديد ما اردنا التنويه والاشارة اليه..
ان نهبط بالفكر العقلي والفلسفي المجرد والايديولوجي المعقد والتنظيري المعمق ،نهبط بها جميعا من ابراجها العاجية العالية الى قاع الحياة بحيث نحيلها الى كينونات حية حركية وفاعلة من خلال حل مادتها الخام في كاس المشاعر الإنسانية العامة ،بحيث باتت افعالا بشرية عادية ..اعتيادية..يمكن ان يفهمها او يتواصل معها الإنسان بجميع شرائحه..او حتى طبقات وعيه..بشكل بالغ السلاسه..
واذا كان كاتبنا الكبير قد اجرى مسحا سوسيولوجيا للبيئة البغدادية خصوصا والعراقية عموما في روايته المهمة الأولى ..نساء المجرة..فهو هنا ينطلق منها الى مبحث روائي وسياق حدثي حداثوي،اوغل عمقا واكثر اشتمالا على مجسات الشعور الانساني بكل خيباته واشراقاته واحلامه واماله واحزانه وافراحه في إطار من الحدث السردي المبطن باعمق احوال الفكر التنظيري والفلسفي الذي اشرنا اليه آنفا..
بقيت علينا الاشارة الجديرة الى ضرورة التركيز العالي خلال متابعة مثل هكذا انماط قصصية موغلة في اعماق الفكر في جانب والنفس في جانب والإجتماع في جانب،بعيدا عن اية ازمة او موقف مسبق ،حرصا على هذا النوع المطلوب من الانسجام المغني والمفضي الى اعظم مستويات تحقق طرفي المعادلة الابداعيه..
اذكر انني قرات مرة ظاهرة غاية بالغرابة:( ان الانجليز،وحتى النخبة الامريكية ،حين يقرؤون ..جيمس جويس.. كانوا ينودون وهم على مصاطب الحدائق العامة رواحا ومجيئا بنصف اجسامهم ،بالضبط كما يفعلون حين يقرؤون الانجيل!!..)
ذلك بحثا عن اعلى مستويات التواصل والإلتحام،بحكم كون نصوص هذا الكاتب بنية حمل مبركنة بمزاج هائل من الفكر والنفس والمجتمع ..
مسرور بك ومنك جدا اخي ابا سرى البارع..بارك الله يراعك ..قبلاتي على صدغيك..من اليمين ومن اليسار..ايها الغالي..والسلام.. ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق