الأربعاء، 12 يوليو 2017

لَا يَـمـنَـعَــنَّـكِ ضِـحْكِـي عَـن مُـوَاسَـاتِي بقلم / د. مبارك سيد احمد


 







لَا يَـمـنَـعَــنَّـكِ ضِـحْكِـي عَـن مُـوَاسَـاتِي!
وَلَا الـتِـزَامِي سُـكُـوتِي عَـن مُـنَـاجَـاتِـي!
*
*
*...

*
تَـدرِيــنَ أَنَّ حَــدِيـثِـي عَـــنــكِ أَغــلَـبُـهُ
دَمــــعٌ يَـــســيـلُ عَــلَـى
خَــدَّيِّ إنـصَـاتِـي!
**
وَأَنَّ بِـي
تَـحـتَ ضِـحْـكِـي لِلـوَرَى نَـفَـقًـا
مُـخَـصَّـصًـا لـِهُــرُوبِـي مِـن مُــلَاقَــاتِـي!
**
آثَــرتُ مَـوتِـي وَحِيــدًا بِـالعَـرِيــنِ عَــلَى
بَـقَــائِــهِــمْ رَهــنَ خِــزيٍ
فِي جَـمَــاعَــاتِ!
*
وَقُـلـتُ لِلـعُـمـرِ:
دُرْ بِـي مِـثـلَ سَـاقِــيَـةٍ
فِـي سُـرعَـةِ الـبَـرقِ أَو قَـفـزِ الإِشَـاعَـاتِ!
**
مَــادَامَ حُــرًّا قَــرَارِي هَـل سَـيَـشغَــلُ لِـي
بَـالًا وجُــودِي حَـبـيـسًـا فِـي قَـرَارَاتِـي؟!!
**
لِــيَــومِــنَـا,
لَــم تُـخَــيِّــرْنِـي الـحَــيَــاةُ سِــوَى
فَـضَّـلتَ مَا لَـيسَ مِـن ضِمنِ الـخِـيَـارَاتِ!
**
جِـئـنَـا مِـنَ الأَرضِ
فَانـظُـر كَـيـفَ يَـخـرُجُ مِـنْ
كِــيَــانِـهَــا كَـم فَـصِـيــلٍ
لِلـنَّـبَـاتَـاتِ!
**
وَالـنَّـاسُ
أَصـنَـافُ زَرعٍ لَا تُـمَـيِّـزُهُ
عَــنِ بَـعـضِـهِ غَــيـرُ أَلـــوَانِ الـمُـعَـانَـاةِ!
**
أَلَـيــسَ يَــسـقِـي أَنِـيـنِـي رَوضَ قَـافِـيَـتِـي
فَـيُـورِقُ الـحَـرفُ مَـزهـُـوًّا بِـمَـأسَـاتِـي؟!
**
أَلَـســـتُ أُبـصِـرُ دَمـعِــي إِذْ أُسَـــاقِــطُــهُ
أَورَاقَ غُـصـنٍ يُـلَاقِـي رِيــحَ خَـيـبَـاتِ؟!
**
كَـمْ مِـنـجَـلٍ
فِـي أَيَــادِي الـمَــوتِ تَـحـصُـدُنَـا
فَـــردًا فَـــفَـــردًا بِــلَا أَدنَــى مُــحَــابَــاةِ!
**
هَــا أَنـتِ تَـبـكِـيـنَ مِـثـلِي,لَـيـتَ أَعـيُـنَـنَـا
لَـمْ تُـبـصِـرِ الـحُـــبَّ
إِلَّا بِـالـرِّوَايَــاتِ!
**
أَو لَـيـتَـنَا
إِذْ رَفَـضنَـا فِـيهِ مَـا اقـْـتَــرَفُـــوا
لَم نُـسْـقَ مَا لَمْ يُـذِقـهُـمْ مِن عَـذَابَاتِ!
**
هُـــمْ غَــيــرُنَــا,
دَعـــكِ مِـنـهُــمْ,كَـيــفَ يُـجــرَحُ مَـن
تَـقِـي حَـيَـاهُـمْ دُرُوعُ اللَّامُــبَــالَاةِ ؟!
**
هُــم يَـتـبَـعــونَ
صَــدَى الأَطـمَـاعِ نَــحـوَ أَسًــى!
أَقَــلُّ مَـا عَــنـهُ يُــحكَـى أَنَّـهُ عَــاتِ!
**
مُــكَــتَّـفِــيـنَ إِلَى أَهـــوَاءِ أَنـفُـسِـهِـم
تَــكـتِـــيـفَ أَطــرَافِ فِــكــرٍ
بِالــقَــنَــاعَـــاتِ!
**
مُـعَــبَّــئِـيـنَ
بِـأحـــقَـــادٍ رَوَائِــحُـهَــا
تُـطِلُّ مِن"لَـفـظِ "بـرمِيل الـنُّـفَايَاتِ"!
**
وَمُــوحِــلِـــيـنَ بِــآمَـــالٍ مُـكَــسَّــرَةٍ!
تَـكسِـيـرَ عَـيـنَيْ دَنِـيءٍ
بِـالعَـطِـيَّاتِ!
**
وَحَـالِـمِـيـنَ
بِـمَــا لِلـمَـوتِ مِـن صِـلَــةٍ
وَطِــيـدَةٍ بِـأَحَـاسِـيـسِ الـحُـكُـومَـاتِ!
**
مِـمَّا بِـهِـم مِـن خَــوَاءٍ قَـد أَرَى بِهِـمُ
تَـجـسِـيـدَ قُــدرَةِ رَبِّـي لِلـفَـرَاغَــاتِ!
**
الــوَاقِــعُ الآنَ صَــحـــرَاءٌ تُــلَــغِّــمُــهَـــا
الـحَــربُ فِــي كُــلِّ شِــبــرٍ بِـالمَــنِـيَّـاتِ!
**
فَكَـيفَ نَـجــتَـازُهُ نَــحــوَ الـخَــيَـالِ عَـلَى
قَــصَـائِــدٍ لَــم تُـصَــفَّــحْ بِـالـكِـنَــايَـاتِ؟!
**
لَا حَـبــلَ بِـالأَرضِ
يَـكـفِـي لِلـوُصُـولِ إِلَـى
كَــــفِّ امــرِيءٍ غَـــاصَ
فِـــي بِـــئــرِ الـمَــلَــذَّاتِ!
**
وَلَا مِـيَــاهَ بِــهَـــا
تَــكـفِــي لِـتَــغـسِــلَ مَـــا
شَــــــابَ الـضَّــــــمَـــــائِــرَ
مِــــن أَشـــــكَــــــالِ آفَــــــاتِ!
**
وَلَا ضَــــبَــــابَ بِـــهَــــا
يَـكفِي لِـيَـحـجُــبَ مَــا
تَـرَاهُ أَعـيُـنُ قَـلبِـي
آتِــيــًــا!
آتِــي!
**
وَلَا وُجُــودَ لِــغَـيــمٍ سَـوفَ يَـهـطِـلُ مِـن
رَحْــمِ الــــسَّـــمَـــاءِ عَــلَــى
جَــمــرِ انـفِـعَــالَاتِــي!
**
فَـلـتَـسـكُـتِـي,
لَا أَرانِـي الآنَ غَــيــرَ دَمٍ
عَـلَــى ثِــيَــابِ مَــآسِــيــنَـا الــمُـغَــنَّــاةِ!
**
وَلَـيـسَ ثَـمَّةَ مَا يُـنـجِـي الـغِـرِيقَ سِـوَى
دُمُـــوعِــــهِ سَـاعَــةَ الـْ
إبـحَـارِ بِـالـذَّاتِ!
**
وَلَـيــسَ لِلـشِّـعــرِ فَـأسٌ قَـد تُـحَـطِّــمُ مَـا
بِـفِـتـنَـةِ الـجِـنـسِ مِـن عُـزًّى وَمِن لَاتِ!
**
وَهَـلْ سِـوَى الـحُـبِّ
فَــوقَ الأَرضِ مِــن طُـــرُقٍ
مِـن شَـأنِـهَـا بَـيـنَـنَـا طَـيُّ الـمَـسَافَـاتِ؟!
**
مَـن يُطـفِيءُ الآنَ جَـمـرًا فِي دَمِي,يَـدُهُ
تَـشُّـجُّ رَأسَ مَـوَاوِيـلِـي
بِـنَـايَـاتِـي؟!
**
مَـن يُـخـبِـرُ الـشِّـعـرَ أَنِّي لَـسـتُ وَالِـدَهُ
كَـي لَا يُـشَـارِكَ أَطـفَالِـي بِـجِـيـنَـاتِـي؟!
**
مَـن يُـقـنِعُ الـبَـحـرَ أَنِّي لَـستُ مِن دَمِهِ
وَإِن رَأَى لِلأَسَى بِي أَلــفَ مِـرسَـــاةِ؟!
**
خُـذْ أَيُّـهَــا الـشِّـعـرُ
لَــوحَـــــاتِـــي بِــلَا خَــجَــلٍ
مِنِّي,وَلَا تَـنـحَـشِـرْ بَـيـنِـي وَفُـرشَـاتِي!
**
وَلَا تُـطَالِـبْ جِـرَاحِـي بِـالـرَّحِــيـلِ إِلَى
غَـيـرِي كَـحَـــلٍّ أَخِــيــرٍ
لِلـخِــلَافَــاتِ!
**
مَـازَالَ فِـي وُســعِ قَـلـبِي أَن يُـحَاوِرَهَـا
لَـو نَـالَ مِـنَّـا الـتَّـجَــافِـي بِـالإِشَــارَاتِ!
**
هَـااااا أَنـتِ
تَـبـكِـيـنَ مِـثـلِـي لَـيـتَ أَعـيُـنَـنَــا
لَـم تُـبـصِـــرَ الــحُــبَّ إِلَّا
بِـالــرِّوَايَـــاتِ!
**
يَـا قُــرَّةَ الـعَـيـنِ:
مَــازِلـنَـا مَـعًــا,وَكَــفَـى
بِـالـعِـشـقِ أَرضًــا سَــمَـاهَـــا
كَــــــــــــــفُّ أَبــــيَــــــــاتِـــــي!
**
هَـيَّـا اصْـعَــدِي فَــوقَ حَــرفِــي
كَــــي نُـــلَامِـــــــسَ مِــــنْ
نَـوَافِــذِ الـــــشِّــــعــــرِ
أقـمَـارَ المَـجَـازَاتِ!
**
وَكَـي نُــطِــلَّ عَــلَــى يَـــومٍ يُـفَــصِّــلُــهُ
الـغَـيـبُ مِن نـفــسِ أَزيَاءِ ابـتِـسَـامَـاتِـي!
**
هَــذَانِ نَــحــنُ
عَــلَـــى أَلـحَـانِ أُغــنِــيَـــةٍ
عَــــاشَـــــــتْ,وَكَـــاتِــبُــهَـــــا
مِــن بَـيــنِ أَمــوَاتِ!
**
هَـــــل تَـنــــظُـــرِيــنَ مَـــعِـــي؟
هَــــل ثَـــــمَّ فِــي غَــــدِنَــــا
شَــــــمـــسٌ سِـــــوَانَــا
بِأُفـْـقِ الأَبـجَـدِيَّـاتِ؟!
**
حَـقِّـي الـسُّــؤَالُ وَلَـكِــن لَـيـسَ مِن أَحَـــدٍ
سِــوَى الـقَـصِـــيــدَةِ أَدرَى بِـالإجَــابَـاتِ!
*
مبارك



تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي

آفاق نقديه الباش مهندس الكبير أ. غسان الآدمي..احسنت النشر ايهاالغالي..
هكذا قصائد تحمل في سياقها العام والتفصيلي ردا قويا على المتقولين انهم قد كتبوا النثر رغبة في التفكير الإشراقي من خلال الشعر , وان الموزون بإجماله تعبير عن الوجدان وحسب ..فسقط اغلبهم في التقري
رية السردية الفجه..
اذن د.مبارك سيداحمد يتبع في نهجه شريحة الكبار الذين اثبتوا ومازالوا يثبتون مرونة وقدرة الموزون على استيعاب اعمق بل واعقد الافكار على المستويين التحليلي (السيكولوجي) والفكري الاشراقي..
والجميل الاكثر الفاتا للنظر هنا ان كثيرا من التجارب على هذا الصعيد قد اخفقت هي الاخرى وهبطت الي نوع من الاداء الجاف او الموزون الفلسفي التعليمي..بينما نجح المبدعون الموهوبون الاصلاء امثال شاعرنا موضوع الحوار في عدم التنازل عن الشعرية البالغة العذوبة على الرغم من انه ناقش وتفرس وتساءل وحلل وادان واحتج والمح وارتاى من دون الوقوع في حبائل الجفاف الصوري او التعبيري او الرؤيوي, وعلي العكس من ذلك كان اداؤه غاية بالرقة والعذوبة والنشاط النفساني الفاعل..
شاعرنا بهده الحال كان فوارا بالدم الحار والوجدان الصافي الذي غذى شرايين واوردة كائنه الشعري الجميل هذا في ادق تفاصيله..
شكرا لانتباهتك اخي ابا علي الرااائع..ولا انسى اخي الدكتور مبارك الجميل ..والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق