الاثنين، 31 يوليو 2017

تعالي نلتقي ( في عيون المبدعين ) بقلم / محمد الدمشقي

تعالي نلتقي ( في عيون المبدعين ) :
أسرة الياسمين الرائعة ... عندما بدأت مسيرتي الأدبية كنت أركز على التعليق و متابعة الأصدقاء و الغوص في أعماق نصوصهم .. حتى أنني لم أكن أهتم بشعري كثيرا .بقدر اهتمامي بقراءة نتاج المبدعين و التعمق في معانيها .... و اليوم بعد أن حققت كل ما أتمناه كشاعر و بعد أن أهداني الله أسرة حديث الياسمين ... صرت أباهي بكم يا أروع المبدعين .. لأقول للكون ... هذا هو حديث الياسمين ... هذه هي أسرة الياسمين و هذا إبداعهم و هذه تعليقاتهم المدهشة التي لا ترون مثلها في أي مكان ... اخترت عددا من التعليقات الراقية المحلقة حول قصيدتي ( تعالي نلتقي ) و رغم أن كل تعليقاتكم كانت رائعة و أدخلت السرور و الأمل إلى قلبي بعد تجربتي الجميلة في عالم قصيدة النثر .... لكنني اخترت تعليقات حملت صبغة نقدية مثقفة ترينا كيف نتعامل مع النص الأدبي و هي عينات سأقف عند عدد منها كل فترة و ليس فقط فيما يتعلق بنصوصي لكنني سأبدأ مني إليكم و لن أنسى أحدا أبدا
العينة تضم :
 
 
 
 
 
الأديب و الشاعر و الناقد العراقي الكبير الدكتور : غازي أبو طبيخ ( آفاق نقدية )
درتنا الشاعرة و الناقدة المدهشة : فضيلة ذياب
السندباد المدهش الشاعر و الناقد الأستاذ : هيثم رفعت
سيدة البحر الشاعرة و الأديبة التي نعتز بها : ماجدة حسن
الشاعر العذب صاحب الحس الأدبي الراقي و القارئ الممتاز : زكريا عليو
الشاعر العذب السريالي المحلق الأستاذ : وليد العايش
شاعر الحنين الفنان الأستاذ : محمد الحلبي
شاعر الحب و الجنون و التحليق الغالي : منذر مرشد
شاعرة الندى و ملكة الهايكو الرائعة : هالا الشعار
طائران من البلور
بين اضلاع الدمشقي الكبير:
الدكتور : غازي أبو طبيخ ( آفاق نقدية ) ( العراق )
***************************
اخي وزميلي الاستاذ محمد الدمشقي المبدع النبيل ..
بعد استكمال قراءتي للنص المحكم ،كان اول من حضر من المجازيين القدامى،شيخ المجاز البحتري الكبيرطبعا،
انما اسست انت بهذه النقلة العصرية لمشروع مجاز بلاغي بارع في طراز شعري مختلف لم يعتد مبتكروه ولم يقصدوا اصلا ان يربطوا بجدل وثيق قديم الشعر بجديده عبر جواهر البلاغة العربية والعالمية من دون اخلال بالسياق او هلهلة بالمساق..
والذي ارى انه كان سببا رئيسا في وقوف هذا النص ..موضوع الحوار..على دكة الذرى الشعرية المعاصرة لكبار الشعراء في هذا الطراز بالذات جانبان:
1-نضج الاداة التعبيرية الى حدود الوعي الاستبطاني لمادة خطيرة جدا واعني( فقه اللغة)..هذا الوعي المهم للغاية لانه يمنح المبدع القدرة على تطويع المفردات والجمل والمقاصير والصور كلها وفق مشيئة الخلق بشكل تلقائي خال من التعسف اللغوي او التقعيب او التقعير الناشزين..لهذا جاءت لغة النص محكمة البنى، قوية الاداء،تتحرك وفق ارادة شديدة الإصرار على ضخ الفن بروحه كلها في كل سطر من دون استثناء،وهذا يعني الايمان بان الصورة الشعرية هدف وغاية وليس وسيلة وحسب،يحميها من التمنهج بالبرناسبة ما اكتنزت به من المعاني الانسانية الكبيره..،مؤمنة بأن الشعر يتطلب الانتماء الى الجمال بكل تفاصيله في نفس الوقت يتطلب ان يكون شديد الارتباط بالماحول المباشر وغير المباشر..وهذا كله لا ياخذ مداه الاعمق والارحب الا بعد ان تتحول اللغة والمعرفة الفنية الى حقائق جوانية يزدحم بها صدر الشاعر..
2-على الرغم من الرواحات البلاغية المتراكمة الانزياحات ،لم يقع الشاعر ابدا في اية مغامرة لغوية بعيدة عن الجدوى او الضرورة الابداعية ،والسبب الاهم هو أن شاعرنا الدمشقي كان قد احتشد بالمعاني ،حين امسك بيراعه ليباشر بالتحويل الفذ..
هذا يعني اننا نلاحظ كثيرا ممن يزاولون الكتابة هذه الايام وهم لايعلمون ماذا سيقولون،او ربما لايعرفون كيف يقولون ،او ..وهنا تسكب العبرات..ليس عندهم ماسيقولون ،فينهرقون في صخب لغوي معترك مع بعضه مغامر بطيش بحثا عن معنى ما علهم سيصادفونه في طريق الدربكة اللغوية المنفلشه..
من هنا سيتحول نص الدمشقي الكبير الى قدوة حسنة ،ونموذج تربوي وتوجيهي لكل من اراد ان يفهم عمليا كيف يكتب الشعر الفني المغرم بالمجاز ،ولكن مع الاصرار في ذات الوفت على التعبير الواسع المعمقرعن اوسع الشرائح الاجتماعية وطنيا وانسانيا..
هذا النص اذن.. يشرح لكل متلق ذكي كيف ان المجاز بلا معنى لاقيمة له..وكيف انهما معا سيرتبكان ويتهلهلان بلا بيان منسبك محتبك واضح وسلس شفيف ووارف الظلال على كل طبقات الوعي الجمعي..
*
البيان..
*
البديع..
*
والمعاني..
كلها كانت في عناق مخملي خلاق ونموذجي،في هذا النص البارع الجميل..
انما لابد هنا من الاشارة الجديرة الى ان وصول هذا القصيد الحيوي الى هذا المقام الرفيع ،لم يكن ليحضى بكل هذه الجاذبية لولا هذا الحبل الموسيقي الرابط بين اجراس جميع المفردات منذ المدخل وحتى مسك الختام..
كاني بالشاعر قد اختار لنفسه موقع ضابط الايقاع..او المايسترو..ليحكم سيطرته الموسيقية البالغة العذوبة بتناسل وتوالد واضح الحرفنة والسلاسة الممتنعة الا على من بلغت به قدراته التحويلية بكل طواقمها مبالغ الرشاد ،وعيا فنيا مبدعا،ورؤية فكرية واسعة الافق،بعيدة النظر ،صافية المنطلقات ،جمعية الاهداف..
كما ولابد من الاشارة ايضا الى ان هذا المنشآ التعبيري الباسق،يمثل لونا بالغ الخصوصية ،ليقف بكل جدارة بجوار الوان تعبيرية اخرى على دكة الرقي المشبع ب( شعرية) طاليس،و( ادبية ) الإنتماء الى هذا المدخل الكبير على رحلة البحث المعرفية الواسعه..
..........................................................................................
فضيلة ذياب ( تونس ) :
كلماتك العِذاب ..آهك المحمّلة بجمرات الانتظار والقلق واللهفة .. نفَسك الطويل في التصوير وفي بثّ الآخر مناجاتك ودعوتك للقاء .. نفَسك المسافر بين صخب الشعور والتعابير المتقنة والمعبرة والمتوهجة ... كل ذلك ألف قصيدة تلج القلب والذائقة وصدر الزمن الساكن الذي أخر موعد اللقاء ...قوامها الخيال والانزياح والموسيقى الهادئة وأسلوب تصويري جامع بين السرد والنداء وكأن الذات تبحث عن كل البدائل لدحض فكرة البعد وبناء فكرة الوصل ولحث الحبيبة للاسراع به لما يعتمل بالنفس من قلق وحيرة وخوف وحنين ...
وكأن الذات تستغيث .. تتمرد .. تصرخ في وجه اليأس والمعاناة والحرب والخراب لتبث بالاخر الأمل وتدفعه للقرب اكثر والتمسك بخيط الشعر ... هكذا قصائد الحب في زمن الحروب والماسي والتناقضات فالحب يسمو بالذات الشاعرة والعاشقة ويجعل منها طائرا نورانيا يحلق في فضاءات الشعور المرهف وفي افاق الكلم النبيل والعميق لذا تخرج القصيدة من اطارها الوجداني لتحمل ابعادا اعمق واشمل كشفت عنها المعاجم اللغوية المتعددة واللغة التصويرية القائمة على الاضداد بين ما يامله الشاعر وما يواجهه في الحقيقة لذا تقوم بنية النص كلها على المقابلات والمفارقات ... فالنص الشعري الدمشقي متاثر بما يحدث حوله من معاناة انسانية خلفتها النزاعات فنرى الظلام ونرى الريح والغربة والاشواك والحريق والنحيب واللعنات والموت ونرى الماذن والصباحات تسقط في العتمات ونرى النيران وكانها تندلع من كل فجوة في الروح كما يحدث في ارض الوطن ... ويغيب الشعور بالامان ويطغى القلق الوجودي وتدس الحيرة اسئلتها بين السطور ...
....
محمد الدمشقي .. أخضر قلبك كثير النضارة والجمال ..نادر النبض في زمن تجردت فيه القلوب من رهافة الشعور ونبله
أما قصيدتك الرائعة البديعة هذه فهي خير دليل على أنك شاعر الحب والرومانسية الاكثر براعة في التعبير عن اختلاجات الذات الانسانية وعواطفها .. لذا اقحمتنا نداءاتك الخفاقة بالحب والشغف و بكل عفوية في صلب النص ومعانيه ودلالاته النفسية .. ولم تكتف بذلك بل حثتنا على تخيل الابعاد اللامرئية الاخرى السياسية والوطنية والانسانية التي قامت عليها الصورة فنجد النص برمزيته يعبر عن ذات خاصة جدا ,, تلك الذات الشاعرة العاشقة الباحثة عن احلامها بين خرائب الواقع ورماد الحروب وامتداد المسافات بين المحب والحبيب
...
سأمر من هنا يا محمد كلما وجدت نفسي واقفة على أرض جدباء لا يحركها عشب ولا ترقص فيها الفراشات ولاينشد فيها عصفور ...
تحياتي أمير الشعر والشعور
..............................................................................................................................
هيثم رفعت ( مصر )
على مقربة من شفاه الغروب جلس الرسام الماهر يرسم لوحته الشعورية بألوان الرمز والانزياح والعذوبة والوهج ...الخ حقيقة لوحة شعرية فاخرة الألوان هنا يجلس بجواره القارئ ويراقب بعين اليقظة تشكيل وعبق هذه الريشة الحسية عند قراءة النص وهذه خاصية عصية المنال بل وهي أمنية كل شاعر في أن يشاركه المتلقي لذة النص ولهيب الحبر.
وهنا بدأ شاعرنا نصه أو خارطته الكتابية برمز الليل ، الليل الرمز المتربط دائماً بوجع القصيدة :
قبلَ أن يغرزَ الليلُ شحوبَهُ
في خاصرةِ الضوء ،
و يسدلَ صمتَهُ الأجشَّ
على نوافذِ الهديل ،
لتنزفَ النهاراتُ و الأزهار ،
و تغرقَ المدينةُ في النحيبِ و اللعناتْ
تعالي ... نلتقِ
...................
ونلاحظ هنا بداية النص بأداة خطيرة للمعني بـ ( قبل) إنه ذكاء نصي نلمس وجاهته في :
- أولاً : في قدرة النص في ادخال القارئ مباشرة في عمق المسرح أو المعرض الشعري
أنها حيلة خطف القارئ وبسرعة الضوء ، ثانياً: الدور الوظيفي الهام في تحذير المخاطب أو المحبوبة إنها كصافرة انذار الحرائق تماما ، ثالثاً ايقاعها الموسيقي الذي ارتبط كل مرة بمشاهد حسية مؤلمة لا يتمناها السارد ولا محبوبته وهنا قامت بدور المتوالية الذكية الخاطفة والتي تربط جسد النص وبكل وجاهة ثم ننتقل للتجسيد الرائع في (يغرز الليل شحوبه ..) انزياح مرواغ هنا نشعر بالأظافر ولكن دون أن نقرأها أو نجدها في النسج .
وهنا نعود لما ذكرته أن شاعرنا كأنه كان يرسم لوحته قبل أو في لحظات الغروب وهنا صراع كبير بين الضوء والليل الضوء إنه تقابل مبهر وتضاد شعري خلق حالة من التوتر الدلالي ومنذ بداية النص هكذا استمرت الحالة الشعورية في (نزيف النهار ) ، ( تغرق المدينة في النحيب ) هذه الرموز ومند بداية النص هي اشارة أننا أمام معزوفة شعورية فاخرة
النهار هو رمز للمشاعر الصادقة وللذكرى التي يستمد منها الضوء هذا الأمتداد والربط خلق حالة حسية كفيلة بأن تشعر بها مدينة كاملة !
هكذا هو الكون يفرح بفرح الشاعر ويحزن بحزنه بل يبكي مع دموع قصيدته .
قبل أن تجلدَ الأسئلةُ نفسَها
بسياطِ التأويل ،
و تذرفَ الحمائمُ صباحاتِها و مآذنَها
على أسطحِ الحريق ،
......................المحطة النصية الثانية :
بالمثل أيضا وبذات الايقاع الدلالي والموسيقي والربط أيضاً احتفظ النسج بذات العزف غير أنه يقترب أكثر من أنين الجراح حيث استحضر لنا شاعرنا رمز السياط وهنا هذا الرمز يفتح باب التأويل على مصرعيه حيث يشمل عتاب النفس وجحيم التساؤلات المضني هنا تنفرد بنا أنياب الأسئلة إنه شعور كابوسي لأي عاشق .
هكذا ظل الايقاع الدلالي الرمزي فنجده هنا يستحضر لقطة فنية تشير الى اتحاد الكون مع مشاعره في تذرف (الحمائم ) وهنا نلمس بعض ملامح التورية في خلق معني ظاهر ومعنى خفي للحمائم الأول يتعلق أو يرمز للأنين وصداه الكوني والثاني يرمز الى الذكريات ( دفاتر التحليق ) أو المشاعر الحالمة التي تتأهب وتخشي غروب الحكاية وهنا يرواغنا شاعرنا بهذا التوظيف لكلمة ( حمائم) بل أن استطاع أن يتخلص من استهلاكية الفكرة واعادة نسجها من جديد في ثوب مبهر و تصاعدي أيضاُ لتزداد حدة التوتر الدلالي لتشهد مرحلة النداء بعد مرحلة الخوف من العتمة ( في رمز الليل ) ومرحلة الأنين في سياط الـتأويل
فيظهر لنا أول نداء للوريد :
تعالي نرتّبُ موعداً مع الآه ،
نقايضُها بدمعِنا
فيتلقفُنا الوجد ،
نلملمُ شظايا القصيدةِ
بوردةِ عناقٍ
تقطفُنا من بين أشواكِ الوجع ،
ليستنشقنا العبير ،
يُلبسُنا رعشةَ نجمةٍ
توقدُ ذاكرةَ الدفء ،
و توقظُ لهفةً ...
نامتْ بلا قمر ! .
وهنا بكل ذكاء انتقل شاعرنا للطلب والنداء إنها استغاثات قارب النبض وهو يغرق في يم الوله والحنين ونلاحظ أولاً : الشكيل الدائري في كل مقطع على حدة وتصاله ببعضه ليشكل حلقات متوالية محكمة البناء ونلاحظ في هذا المقطع استمراية مرواغة التورية الشعورية ، ( الآه ) هنا تحمل ايضا معنى ظاهر ومعنى خفي الأول يتعلق بوجع الشوق والثاني يتعلق بشقهة
اللقاء ، وثانياً : استبدال متوالية (قبل ) بــــــ( تعالي ) التي ظل يرددها حتى آخر صوت القصيدة ، ثالثاً : ربط فكرة اللقاء بتجميع ( شظايا القصيدة ) المشاعر الذائبة حنيا وعشقا
رابعاً: استخدام أفعال حركية ( نقاضيها ، يتلقفنا ، تقطفنا ، يلبسنا ..الخ ) للخروج من حالة الترقب و الخوف والحزن في بداية النص إلى حالة اللقاء والتمني وبكل يسر وسهولة رغم صعوبة هذا التدرج الشعوري ن خامساً : التوظيف المذهل للجمل الأسمية وهذا ريشة خطيرة في الرسم قد تكلف القلم الكثير إذ قد يقع في فخ ازدحام الأفكار أو التكلف أو حتى هروب الفكرة ذاتها وبالتالي نحن هنا أمام مغامرة كم أعشقها وكم غرقت في بحرها ، غير أن هذا الربان استطاع ان يصل بقاربه إلى بر المعنى و من خلال رحلة شعورية لا ينساها القارئ ، أنها لذة النص .
هكذا كان هذا النص هذا النص وحتى آخر قطرة في قارورة "الفودكا " الشعرية
والحقيقة أن هذا النص الفاخر بحاجة إلى الحديث عنه في اضاءة مستقلة أكثر وجاهة من هذه الاطلالة المتواضعة علنا نستطيع الغوص أكثر و اخراج كل كنوزه الفنية .
دمت سراجا منيرا في سماء الحبر
........................................
ماجدة حسن ( سورية )
مع كل نص نثري جديد للدمشقي يتبدى لنا أفق لم تلمسه قبل رؤانا ، كأنه يترك لنا مع نص سابق أجنحته لنحلق بها ونكتشف ونشعر ، وسرعان ما يحوك لمدى حرفه القادم أجنحة أخر...
تعالي نلتقي قبل....
هذه ال قبل فتحت لدى شاعرنا ذاك الأفق المتلبس بمشاعر تبحث عن معوقات اللقاء وما أكثرها..
هنا ليس على القارئ أن يتعب ويحزن ، فقط عليه أن يستمتع بالصورة الفريدة التي حملت المعنى إلى أقصى الضوء وينشد مع حس الكاتب ترانيم الجمال وأغنياته...
لاحظوا هذه الصورة الرائعة : يغرز الليل شحوبه في خاصرة الضوء ويسدل صمته على نوافذ الهديل..ليستدرك النتيجة :نزف النهارات وغرق المدينة في النحيب..
أيضا هذا التفرد في قوله : قبل أن تذرف الحمائم صباحاتها على أسطح الحريق وتشطب سماء أجنحتها من دفاتر التحليق تعالي نرتب موعدا مع الآه...والنتيجة : نلملم شظايا القصيدة بوردة عناق...! إلهي ما أرق وأرقى هذا الشعور يا شاعرنا المجيد...وما أبلغ هذه اللغة أيها المتمكن الرائد ..
تعالي نشعل شموع أمنية على غيمة الأرق الراكدة لتنهمر الصلوات : وهل هناك أجمل من هذه الصورة لتعبر عن معاناة القلب ؟
......................................................................
زكريا عليو ( سورية ) :
تعالي نلتق… يا لهذا النداء الجميل ،وكأن هناك ، عائق ما ، او اختلاف رؤى لتقول تعالي نلتقي ، لنبحث عن نقاط التقاء،وتجيبنا بصور من اجمل ما قرأت ، وهو خوفك من الآت ،
قبل أن يغرز الليل شحوبه
في خاصرة الضوء ،
ما حجم المسافة ، وبعد خطوات اللقاء، ماهذا الحب الذي تتكلم عنه ،
..
قبل ان تجلد الأسئلة نفسها
بسياط التأويل ،
عميق وجميل يا دمشقي وأنت تنادي دمشق الفيحاء ، وتدرك بخلدك ، ان كثرة التأويل والقال والقيل ، يقف حاجزا امام الفجر الذي تبحث عنه ،
تعالي نرتب موعدا مع الآه ،
نقايضها بدمعنا ،
..كم جميلة هذه الدعوة للسلام والمحبة وكم نحن بحاجة اليها ، وكم نحن بحاجة لنقاء هكذا ارواح ، هنا أفصح عن سر حبي لك واحترامي لاني ارى بك انسانا غير كل البشر ، متسامح محب ،
..
قبل أن يختنق العطر
في كلماتنا
ويذبل الحنين ،
لنحافظ على ما تبقى من جمالنا ومحبتنا ، قبل أن تصلب أرواحنا اسى على الباقي من الجمال ،
دمشقي أنت بامتباز بار جدا ، دعوة سامية نطمح اليها يا صديقي
… .
تعالي نترجم التنهيدة
إلى لغة بيضاء
ياسلااااااام عليك ما اروعك ما أنقاك ما أطهرك ، ﻻ تقل لي أنك تخاطب روحك بهذا القصيد ، بل انت تهب روحك محبة هنا ، تحمل حمائم السلام ، تمتلك قدرة على التسامح وما أحوجنا إليه
.....أستاذ محمد الدمشقي هنيئا لهذا اليراع بين اناملك ، كيف يحتمل كل هذه المشاعر الدافئة ولا يذوب عشقا وحبا
..نض نخبوي بامتياز ، لن ادخل بتفاصيل الانزياح والاسقاط ، واختيار الكلام الجميل الشاعري بمكانه المناسب ،،
لان هذا مشهود لك به
يكفيني أن أتعرف أكثر على الانسان السوري الدمشقي الذي يسكنك ، إليك تنحني الهامات والأقلام يا صديقي
كل المودة والتحية لابداعك
............................................
وليد العايش ( سورية )
أولا أقول بلا مجاملة بأنني منذ زمن لم أقرأ أجمل او اروع من هذا النص .
ثانيا بالنسبة إلى النص بشكل عام فقد استمد قوة خفية مخفية بين تراتيل عميقة تم توظيفها منذ البداية إلى النهاية ... فكما انطلق النص قويا انتهى بقوة أكبر دون أي تراخي أو هنات رغم الاسهاب إلا أنه حافظ على رتمه من حيث قوة الصور وجزالة التعابير ومكانة الاستعارات التي جاءت كما حمائم الصباح لتهدينا مزيدا من الروعة والامتاع والاشباع ... أسلوب ممتع جدا سلس جميل جدا من السهل الممتنع مزج كثيرا ما بين الرمزية والمباشرة والوجدانية إضافة إلى انزياحاته الأدبية القوية المشبعة بعبق معتق ... نص ارتقى إلى مستوى العمالقة بجدارة أخي الحبيب ... وأنا من جهتي ارشحه لمرتبة تفوق الروائع .
أخيرا أنصح كل ذواق بقراءة هذا النص والاستمتاع بما احتواه من صور بيانية شعرية رائعة جدا فإنه يحقق اشباعا وامتاعا للقارئ ...
لن ادخل في تفاصيل الصور والتحليل لأنها كثيرة جدا لايمكن إظهار صورة على أخرى ... سلمت يمناك أمير الياسمين ولك مني باقات الياسمين .
..............................
هالا الشعار ( سورية )
مجازات هائلة واستعارات متفردة وخاصة ، على سبيل الاستئناس وليس الحصر
يغرز الليل شحوبه في خاصرة الضوء ، كناية عن الغروب
اللغة البيضاء كناية عن النقاء والمواقف الغير متطرفة
تتطور مجازاتك محمد بحيث تسهم في اغناء قاموس الاستعارات صديقي
نص متفوق
......................
منذر مرشد ( سورية )
كلما حاولت أن أفتش عن مقطع او جملة لأستشهد به... أرى ما بعده لا يقل جمالا... يعني عليي أن أنسخ النص وأضعه كاملاً لأستشهد به...يطفح بالصور المذهلة .. بعيد عن الحشو والتكلف والتصنع...نص عالي الفنية ...لشاعر متمكن ومحترف يدرك حق المعرفة ماذا يقول وإلى أين يذهب..
برأيي المتواضع ..نص عالمي بامتياز
وأفخر بشباب من أبناء بلدي
لهم نتاج شعري بهذا الحجم وهذه القوة...أهنئك أيها الغالي ..
محمد الدمشقي ... أنت شاعر فنااااان وعبقري.
.............................
محمد الحلبي ( سورية )
هي دعوة منك شاعرنا
لنبذ الخلافات
والتخلي عن الفتن التي دسَّها الأعداء بين أخوة التراب والوطن
للالتقاء تحت الياسمين الناصع كقلوب محبي السلام أمثالك
قبل ان تحترق المدينة بأكملها
وتأتي النار على ما تبقى من روابط العلاقات وباقي خارطة الوطن
روحك أطلقت دعوة السلامِ والياسمين فهل من مجيب
والجانب الفني والشعري من قصيدك
فهو غني عن المديح
دمت صوت الحب والإنسان
وسفير الفراشات العاشقة للجمال
شاعرنا محمد الدمشقي
سلال من الحب لقلبك الطيب
كم أعتز بكم يا أسرة الياسمين و أباهي بكم النجوم
 
النص
تعالي نلتقي : ( جديدي )
قبلَ أن يغرزَ الليلُ شحوبَهُ
في خاصرةِ الضوء ،
و يسدلَ صمتَهُ الأجشَّ...
على نوافذِ الهديل ،
لتنزفَ النهاراتُ و الأزهار ،
و تغرقَ المدينةُ في النحيبِ و اللعناتْ
تعالي ... نلتقي
...................
قبل أن تجلدَ الأسئلةُ نفسَها
بسياطِ التأويل ،
و تذرفَ الحمائمُ صباحاتِها و مآذنَها
على أسطحِ الحريق ،
و تشطبَ سماءَ أجنحتِها
من دفاترِ التحليق ،
تعالي نرتّبُ موعداً مع الآه ،
نقايضُها بدمعِنا
فيتلقفُنا الوجد ،
نلملمُ شظايا القصيدةِ
بوردةِ عناقٍ
تقطفُنا من بين أشواكِ الوجع ،
ليستنشقنا العبير ،
يُلبسُنا رعشةَ نجمةٍ
توقدُ ذاكرةَ الدفء ،
و توقظُ لهفةً ...
نامتْ بلا قمر ! .
.....................
قبل أن يختنقَ العطرُ
في كلماتِنا
و يذبلَ الحنين ،
فتصلبُ الخيبةُ ندى أحداقِنا
على أوتادِ الأنين ،
لتعربدَ بنا أنخابُ غربةٍ مثقوبة ،
تتسربُ منها المرافئُ و الأيام ،
تعالي نشعلُ شموعَ أمنيةٍ
على غيمةِ الأرقِ الراكدةِ في حيرتِها
لتنهمرَ الصلواتُ و الأحلام،
نسكبُ أشواقَنا فوقَ كمَدِ التراب ،
فتتفتحُ الأغنيات ،
و تنتشي الدروب ،
نرى خطواتِنا الهاربةَ من الريح !
الباحثةَ عنا
بين أشباحِ الرحيلِ
و رقصاتِ الدخان !
نتْبعُ ظلَّنا الخائفَ
من قهقهاتِ العتمة ،
و حكايا الرمادِ الذي ...
أيقظَ لهبَه !!
..................
تعالي نترجمُ التنهيدةَ
إلى لغةٍ بيضاء ،
لا تتخطفُها طيورُ الجراح ،
و لا تهوي بها الآلامُ
في صمتٍ سحيق !
نقصُّ على الطريقِ شذانا
علّهُ يدركُنا
يرممُ أفقَه ،
و يسقينا ترانيمَ الوصول !
أنت المعنى الضائعُ مني
خلف الآه ...
و أنا الرجفةُ في نغمتِكِ
رجعُ نداءاتِكِ
بين وديانِ التلاشي
نظرتُكِ الشاردةُ
في هذيانِ البحر !!
تعالي ..
نفرغُ حقائبَنا منا
على ضفافِ قبلةٍ
ترتشفُ منا صباحاً ...
خبّأَ في غفوتِهِ الطويلةِ عصافيرَه
نحررُ الوقتَ من عقاربِهِ
ليتخلى عن حذرِهْ
و يجريَ خلفَنا
تعالي ...
نخمدِ البعدَ و النيرانَ ......
.....
........

و نلتقي .
محمد الدمشقي من ديوان حديث الياسمين 3

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق