الأربعاء، 12 يوليو 2017

الى صنعة الله في ارض الرافدين ( بشارة النصر ) بقلم / ياسين عقيل بدر الشاوي

الى صنعة الله في ارض الرافدين
بشارة النصر




مَنْ أنا
في حانة ظلماء الا صوت راقصة وقرعٌ للكؤوس...

من ليلة حمراء فيها كل اوتار البغاء تهز
لاظل فوق العابرين
كل الوجود كأنه من خيزران
وبرقتٓ من بين النجوم برشف كأس واتخاذ خليلة
جالستَ تلك الراقصة
حين احتسيتَ الخمر في ذاك الشرف
بل عشتَ ايام السعادة والترف
انى لك التاريخ ترسم لونه
بعثرتٓ بعضا من ثنائك للملوك
ومدحتٓ بعض القادمين من الصدى
الصوت ابلغ في النزال
قامرتٓ في البعض الاخير على البغاء
العهر فيكم من تفاصيل الوجود
اخلع قميص الستر واعبث كيفما يهوى طواك
لا تُفتح الحانات في وقت الصباح
الصبح اسفر دون قيد
في نقطة حيث التقاء
اصواتهم اصوات كأس او رصاص
اعزف على وتر النهاية
القادمون من الجنوب
حبر الحكايات الجديدة
الباحثون بواطن التاريخ في وضح النهار
الصانعون حلاوة الايام من مر الدماء
الشامخون كنخلة فيها سمار سومري
باتو عجافا خالعين الخوف منهم في طوى
اذ هدمو في الموصل الحدباء حدباء الزمن
بل خرّق العبد المطيع سفينةْ
كلٌ بمعيار ونفس الكيل بخسا غيبوه
هل لي بيعقوبٍ نبيٍ من جديد
الق عليه غمام ثوب من رجال الحشد حتى يبصرا
او صورة من خوذة للجيش حرزا للسنين
لوجئتَهم في يوم نصر العالمين
تُلقي هجاءك ثم تطلبهم لصفح سامحوك
مثل العراق بصفحهم صدر رحيب



تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي

آفاق نقديه هذا الأداء المميز الذي تمكن من ايصال هدفه بآنزياح بليغ عام بحيث ان من يقرأ هذا المجاز الفاره يعرف بلا مواربة او تغميض من هو العنصر المقصود ..انما ما يثلج الصدر ان النص لم ينكص الى مستوى الاسماء والمسميات التقريرية المباشرة التي تحط من شان الادب كثيرا وتهبط به من مستوى التعبير عن النموذج السلبي العام الى المستوي الشخصي , فمن الواضح ان شاعرنا الصيمري قد ترفع عن الفعل التعبيري العادي الى الفعل الابداعي الناجز..ولو انه اطلق على عنصر خلقه او حواره اي اسم فإنه سيقضي على قصيده بحكم النص الطارئ المرتبط بلحظة طارئة وشخصية طارئه..بينما سيظل مثل هذا الاسلوب الذكي بعيد المدى معبرا عن (البطل السلبي) ..اذا جاز لنا ان نستعير هذا الاصطلاح القصصي والمسرحي..الى مالانهاية منظورة في الزمن..فكلنا يعلم ان التاريخ حافل بالامثال ايجابا مرة وسلبا مرة , والشاعر في كل الاحوال قد وصل الى مبتغاه من دون ان تتلطخ شاعريته بالموقف الشخصي المتوتر ..
هكذا اداء شعري كما اتصور اقرب الي المدنية والذائقة الرفيعة وبالتالي الى الديمومه..
ومما اعطى النص قدرة فائقة على ان يكون بنية حمل مرنة للتفكير شعرا هو اختيار الكامل المتعاقب بزحافاته الحركية والوقوف علي التسكين حينا والتدوير حينا بحيث منح اغلب مفاصله حيوية رشيقة للتساؤل والحوار..
الشاعر ياسين الصيمري..نحن منحازون الى النص فنا واسلوبا ..فبورك اليراع وصاحبه , والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق