الاثنين، 3 يوليو 2017

الناقد العراقي غازي أحمد أبو طبيخ

على ساحل البحر
مع الزميل الناقد الاستاذ شاكر الخياط..
حول مادة(نقد النقد)...
-------------------------------------***..
   *..
الامر الذي لفت نظري بدء اخي الاستاذ شاكر الخياط هو الامانة الثقافية البالغة الدقة والوضوح, والتي تبينت في الجزء الأول منذ المدخل دلالة منك على ان النص السابق برمته قد تمت استضافته من موقع ..موضوع..الموقر,وهذا ما تم تاكيده في ختام الجزء الاول نفسه.. تمهيدا لمادة ..البحث.. المشروع..
وقد جددت التوثيق نفسه بذات الامانة الثقافية في هذا الجزء ايضا..وذلك  في خاتمته وسطره الهامشي الاخير..باشارتك الى سطر واحد تم توظيفه لتوجيه دفة البحث الجميل..
هذا يعني ان النص الذي امامنا هو محور اطروحتك ومركز رؤيتك وبالتالي فإنه بالجملة والتفصيل من بنات افكارك..انطلاقا من الدعوة التي تفضلت بتقديمها قبل ايام زميلتنا الاستاذة نائلة طاهر خلال احد مداخلاتها المتاخره..
ومع انني شخصيا لست مع التوقيت ..مادمت قد دعوتنا الى ..نقد النقد..فانطلاقا من دعوتك اقول انني لست مع التوقيت..لاسباب متكاثرة ذاتية وموضوعية .. ولكنني حين قرات ماتفضلت به حضرتك في اعلاه لم اجد ما ينغص على رحلتنا او يعرقل مسيرتنا  , خاصة وقد كانت الدعوة مدعمة بالتسلسل التاريخي للفعل النقدي وموثقة باكثر من وثيقة تمهيدية سابقه..كما وانها قد اطلقت بإسلوبية بالغة اللطف ..
ولا اكتم تفهمي لمشروعية هذه الدعوة الطيبه..بل وضرورتها احيانا..
انما لا اخفي عنك صديقي وزميلي الناقد الحصيف ان ركوب مثل هذه العربة المطهمة قد يقود من جهة اخرى الى ان يحصل فيها نفس الأغلوطة التي حدثت مع ( النقد الاول للنص الاول ) بحسب  اصطلاحك الموقر..وهذا امر يخيفنا كثيرا على العلم واهل العلم كذلك..فيركب الموجة من لا يصلح للنقد اصلا فكيف يصلح لنقد النقد يا زميلي العزيز..
ولست انسى ان بعضا مماتفضلت به قد كان يحدث تلقائيا..من خلال رد المبدع على الناقد دفاعا عن نصه او استجابة لناقده..كما ولمحت الكثير من الردود الموازية التي صدرت من المعلقين الاخرين ردا على تعليق ما تحت نص ما ..كما وشاهدت الكثير من الحوارات الجميلة واحيانا الناكصة قيميا بين ناقدين او بين معلقين او معقبين..نعم هذا ماتابعناه على طول الخط..ولكنه كان يجري عفويا ولايخلو من العذوبة واللذة الحوارية المتحضره..اعني إن كانت متمدنة او متحضره..
الحذر يا صديقي كل الحذر ان يحدث تجاوز ما لاستحقاقات الناس الذين بذلوا الكثير من الجهود دربة ومرانا وتطويرا للذات في بعدي الثقافة الموسوعية والاحتراف المهني..
وانت قد المحت في سياق حديثك الى ضرورة الحذر من ان يطرق الباب من هب ودب..?! 
اذكر قبل يومين من الان ان حوارا جمعني مع زميل ناقد مبدع يدور حول سمات الناقد الحقيقي المحترف والحصيف..فاوردت له في سياق حديثنا اننا ندرس..بضم النون وتشديد الراء وكسرها.. صفات الناقد..وعندنا كما تعلم حضرتك كتابا للنقد الادبي يدرس حتى في الصف السادس الثانوي القسم الادبي مختصرا بينما يتوسع رويدا في المعاهد والكليات  المتخصصه..يتضمن اكثر من ثمانية عشر صفة محورية يتوجب وليس..يستحب..توافرها بعمق ورسوخ..
من هنا اقول:  يا لخوفي ايضا من استسهال الفعالية النقدية وتحويلها الى ظاهرة ..منفلشة..او حالة مزاجية وفعل عادي..
نعم لا اعتراض على حق المرء في ابداء رايه وبيان شعوره ..انما لا ..والف لا ..للقفز على الحقائق..
وصدقني يا ابا عبدالله الجليل ..ان كثيرا مما نقرأه او نتابعة هنا ممايسمى نقدا , ليس غير ..اسفار موازية للنص..هي في صميم الابداع الجميل نعم..بشرط الابداع وشروطه..ولكنها ليست نقدا ابدا..
اخي الاستاذ شاكر العزيز ..جد لي ناقدا كاملا بمعني الكمال العلمي الناجز..لكي نرتقي بعد ذلك الى هذا المستوى من الرقي الذي يقبل بالحوار اصلا..ولاينكص به الى مستوى الشتائم بمجرد  الاختناق..
لقد برز مفهوم التضاد اوالتوازي الفكري الى اقصى مراحله سموا على يد  اثنين من عمالقة الفكر العربي والاسلامي واعني بهما كل من بن رشد العظيم..والامام الغزالي الجليل..وكلنا يعلم حكاية ( تهافت الفلاسفة) ومن بعده ( تهافت التهافت).. ومع بلوغهما مبالغ العظمة والعبقرية الإتفافية , فإن اطاريحهما لم تسلم من التعنيف والهزء والسخرية والتشكيك والتكفير وحتى الشتيمة المغلفه..
وانت بحكم وعيك الكبير تعلم مدار هذا الحديث الهائل من الناحية الانثروبولوجيه..
انما اعطنا مثلهم..او لنتساهل  فنقول ..اعطنا من هو بمستوى تلامذتهم..???
وليس هذا الذي قلناه اعتراضا على مضمون اطروحتك السامية مطلقا, ولكننا غير مرتاحين  من  توقيته , ولسنا مطمئنين الى احتمالات  توظيفه , كما ولا نخفي ابدا احساسنا بالتواضع الي اقصاه القصي عن بلوغ مقام الناقد بمعناه الذي عرفناه وخبرناه منذ زمن طويل..
فتلطف علينا ايها الكبير , ودعنا نقدم ما يمكننا بما امكننا لاحباءك السعاة  الطيبين في حقل الابداع..وبعدها عسانا نبلغ ياصديقي حافات العظمة الموسوعية التي تكاد تبلغ مبالغ الإعجاز للناقد الانسكلوبيدي الشامل..الذي تمكن حد الاحتراف من استيعاب التجربة الحضاربة الإنسانية ..ليس بالالمام من كل علم بطرف وحسب..وانما بالعبور الى منطقة الإضاءة  العلمية الناجزه..هذا فضلا عن مجمل العلوم اللغوية المتعلقة بالاداة التعبيرية والألسنية حتى آخر مبتكرات  العصر الراهن..وهذا يستلزم من ناحيته تحديثا معلوماتيا شاملا و متواصلا حتى آخر دقات الساعه..
كل التقدير وبالغ الاحترام لهذا الجهد العلمي النقي الهادف..انما..تعلم اخي..وانت سيد العارفين..( ان لكل مقام مقال..ولكل حادث حديث) ..املي ان يتسع صدرك استاذنا الفاضل..فانت من فتحت الباب وشجعتنا على الصلاة في المحراب, والسلام.. ..............
      تلميذكم
غازي ابو طبيخ الموسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق