ذاكرة القيامة /
قراءة في قصيدة مذكرات خوذة للشاعر كريم عاشور
في هذا النص المتشابك،،،استعدت ،،خطابين مؤلمين في المضامين ،،،وقبل الخوض ،،بالتعالق والمقارنة ،،لابد لي من تأسيس منهجي،،لكي لايكون ،،نقدنا نوع من التجاذب والمطاردة الأدبية ،،لان القضية تتخطى المتعة،،ببساطة عندما تكون في قعر الالم،،ترى الحياة عارية،،
جملة التغيرات العميقة ،،التاريخية والاجتماعية التي ضربت مجتمعاتنا ،،مع تصدع بنيوي سياسي،،وضع الانسان المعاصر ،،في مفترق طرق اغترابي،،،حتى بات سؤاله الاول ،،هو سؤال الهوية ،،لكن الامر كان اكثر تعقيدًا ،،بالنسبة للمثقف ( هنا نقصد بالمثقف المشتغل بالأدب ) ،،،
تحول سؤال الهوية للمثقف،،الى اشكالية مأزقية ،،،لانه بالأساس ،،هو هو خارج السياق الاجتماعي ،،في إجراءه ،،الفعلوي الأدبي ،،اللغة الأدبية الحداثية،،غير متوطنة في المخيال الشعبي ،،الذي لايزال يعيش اجواء الف ليلة وليلة وعنترة ابن شداد،،،او اللغة التصالحية مع التراث ،،دون مغادرته،،،،
وفِي طرف اخر من إشكاليته ،،هو وعيه المتقدم ،،وسط هذا الحطام المأساوي ،،الذي مكنه من رؤية المعطيات التي تحكم هذا الواقع ،،دون قدرته على المساس ،،حتى لقشرته ،،
وفق هذا كانت حالة الاغتراب او التغريب،،،هي عملية إقصائية ،،للمثقف ،،وحيز مؤلم ،،بنهاية مأساوية،،،على سبيل المثال القصيدة الرائعة للشاعر الكبير رسول عبد الامير التميمي ،،المعنونة ( عقيل مهدي ) ،،،،التي وثق فيها معاناة ،،الشاعر والمثقف
ومجمل قصائد كريم عاشور ،،،،هي خطاب لما بعد الواقعة،،،في الحطام،،،في القطع الأخير من القيامة ( القيامة / تقاوم القوم فيما بينهم او مع اخرين بحرب شاملة لاتكاد تبقي شيئًا ) ،،،
بالمجمل انا سعيت الى تأسيس تنظيري،،ولي أسبابي ،،في مقدمتها ما أشار به علي الدكتور شاكر راضي ،،بتوثيق المشاعر والأفكار ،،،من تاريخنا الراهن،،،ومن هنا يلاحظ ميلي للنصوص النثرية وتركيزي عليها،،والسبب في غاية البساطة ،،،نحن في عصر أفول الاجتماعي ( تداعي النظريات الكبرى امام الثورة المعلوماتية ) ،،وهيمنة الرأسمالية المتعولمة ،،على وسائل الاعلام والاتصال في مسعى تسفيهي ،،،وابادة الهوية للقطاع المستهدف ،،الانسان بشكل عام،،
هي تسعى في جانب خطير الى تشييئ الانسان ،،اي جعله مجرد سلعة متشيأة ،،بلاقيمة إنسانية ،،تفريغه من المحتوى التاريخي والاجتماعي ،،وكل المضامين الجمالية،،،
من هنا لم يعد الخطاب الإعلامي او التاريخي او السياسي او الاجتماعي وحتى العلمي يمارس وظيفته التي خلق لها،،وإنما مجرد أدوات للهيمنة الرأسمالية ،،بوظيفة الاستغلال،،،
الخطاب الوحيد الناجي من هذه المجزرة،،،هو الادب بمختلف اجناسه،،،لذلك تحمل الاديب الثقل الأكبر بتدوين الوقائع،،ولكن طريقة عمل الادب هي الانزياح والتخيل ،،،،إذًا هي ذاكرة ،،،مرمزة لما يجري،،،
وانا سميتها( البنية اللاشعورية للنص ) ،، ربما تطرق ميخائيل باختين لجزء منها في المبدأ الحواري في النص ،،لكنه ذهب الى الفكرة داخل النص فقط،،،،او إنجاز البنيوية التوليدية على يد،،،لوسيان غولدمان ،،،الذي عالق النص بالسياقات الخارجية سواء تاريخية او اجتماعية ،،،،
ولكني ارى مع قلة مواردي المنهجية،،،بالاضافة الى ذلك ،،،هناك ابعاد اخرى،،،لان المأساة لدينا هنا مركبة ومتشابكة
مقوماتها،،تراث لم يعد متوائماً مع اللحظة الراهنة في وظيفته الخطابية ،،ومأزق هوية ،،بسؤال متأخر،،،وتداعي كبير للسرديات الرئيسة،،،ومجهولية نتائج الصدمة من جراء القفزة العسكرية التي اجتاحت منطقتنا ،،مع أدوات صراع محلية،،،
لم يبقى غير الادب ،،،يحمل هذه الصورة الكثيرة التشظي،،،،
فأنا أتصور ،،ان لكل نص ،،جهاز عصبي وذاكرة،،،،،ذاكرة تحفظ الوقائع،،،والمجريات،،،وجهاز عصبي يقوم بالتفكير وفق المخيال الجماهيري،،،يتعاطى مع كل الأبعاد التداولية ،،،،
في عودة الى نقطة الشروع من هذا المقال،،،،أشرنا الى نص كريم عاشور ،،له علاقة قوية ،،بالتماهي مع خطب مؤلمة ،،أولها
الفيلم السينمائي الكبير ( القيامة الان ،،او سفر الرؤيا الان ،،او رؤية يوحنا ) للمخرج العظيم فرنسيس فورد كابولا ،،الذي يدون لحظات التحطم الانساني للجنود الأمريكان في حرب فيتنام ،،/ قام هذا الخطاب ( السيمي) ،،بتوثيق مالم تستطعه كل كتب التاريخ والإعلام الحربي،،،،وسبب ربطي هذا الخطاب بقصيدة كريم عاشور،،،بسبب ان الأخير يعمل وفق منهج ( زينون ) ،،بتفصيل الحركة على شكل لقطات منفصلة مكانيًّا وزمانيًا ،،وهذه الفكرة بالأساس أدت الى اختراع السينما،،،،
النص/
قراءة في قصيدة مذكرات خوذة للشاعر كريم عاشور
في هذا النص المتشابك،،،استعدت ،،خطابين مؤلمين في المضامين ،،،وقبل الخوض ،،بالتعالق والمقارنة ،،لابد لي من تأسيس منهجي،،لكي لايكون ،،نقدنا نوع من التجاذب والمطاردة الأدبية ،،لان القضية تتخطى المتعة،،ببساطة عندما تكون في قعر الالم،،ترى الحياة عارية،،
جملة التغيرات العميقة ،،التاريخية والاجتماعية التي ضربت مجتمعاتنا ،،مع تصدع بنيوي سياسي،،وضع الانسان المعاصر ،،في مفترق طرق اغترابي،،،حتى بات سؤاله الاول ،،هو سؤال الهوية ،،لكن الامر كان اكثر تعقيدًا ،،بالنسبة للمثقف ( هنا نقصد بالمثقف المشتغل بالأدب ) ،،،
تحول سؤال الهوية للمثقف،،الى اشكالية مأزقية ،،،لانه بالأساس ،،هو هو خارج السياق الاجتماعي ،،في إجراءه ،،الفعلوي الأدبي ،،اللغة الأدبية الحداثية،،غير متوطنة في المخيال الشعبي ،،الذي لايزال يعيش اجواء الف ليلة وليلة وعنترة ابن شداد،،،او اللغة التصالحية مع التراث ،،دون مغادرته،،،،
وفِي طرف اخر من إشكاليته ،،هو وعيه المتقدم ،،وسط هذا الحطام المأساوي ،،الذي مكنه من رؤية المعطيات التي تحكم هذا الواقع ،،دون قدرته على المساس ،،حتى لقشرته ،،
وفق هذا كانت حالة الاغتراب او التغريب،،،هي عملية إقصائية ،،للمثقف ،،وحيز مؤلم ،،بنهاية مأساوية،،،على سبيل المثال القصيدة الرائعة للشاعر الكبير رسول عبد الامير التميمي ،،المعنونة ( عقيل مهدي ) ،،،،التي وثق فيها معاناة ،،الشاعر والمثقف
ومجمل قصائد كريم عاشور ،،،،هي خطاب لما بعد الواقعة،،،في الحطام،،،في القطع الأخير من القيامة ( القيامة / تقاوم القوم فيما بينهم او مع اخرين بحرب شاملة لاتكاد تبقي شيئًا ) ،،،
بالمجمل انا سعيت الى تأسيس تنظيري،،ولي أسبابي ،،في مقدمتها ما أشار به علي الدكتور شاكر راضي ،،بتوثيق المشاعر والأفكار ،،،من تاريخنا الراهن،،،ومن هنا يلاحظ ميلي للنصوص النثرية وتركيزي عليها،،والسبب في غاية البساطة ،،،نحن في عصر أفول الاجتماعي ( تداعي النظريات الكبرى امام الثورة المعلوماتية ) ،،وهيمنة الرأسمالية المتعولمة ،،على وسائل الاعلام والاتصال في مسعى تسفيهي ،،،وابادة الهوية للقطاع المستهدف ،،الانسان بشكل عام،،
هي تسعى في جانب خطير الى تشييئ الانسان ،،اي جعله مجرد سلعة متشيأة ،،بلاقيمة إنسانية ،،تفريغه من المحتوى التاريخي والاجتماعي ،،وكل المضامين الجمالية،،،
من هنا لم يعد الخطاب الإعلامي او التاريخي او السياسي او الاجتماعي وحتى العلمي يمارس وظيفته التي خلق لها،،وإنما مجرد أدوات للهيمنة الرأسمالية ،،بوظيفة الاستغلال،،،
الخطاب الوحيد الناجي من هذه المجزرة،،،هو الادب بمختلف اجناسه،،،لذلك تحمل الاديب الثقل الأكبر بتدوين الوقائع،،ولكن طريقة عمل الادب هي الانزياح والتخيل ،،،،إذًا هي ذاكرة ،،،مرمزة لما يجري،،،
وانا سميتها( البنية اللاشعورية للنص ) ،، ربما تطرق ميخائيل باختين لجزء منها في المبدأ الحواري في النص ،،لكنه ذهب الى الفكرة داخل النص فقط،،،،او إنجاز البنيوية التوليدية على يد،،،لوسيان غولدمان ،،،الذي عالق النص بالسياقات الخارجية سواء تاريخية او اجتماعية ،،،،
ولكني ارى مع قلة مواردي المنهجية،،،بالاضافة الى ذلك ،،،هناك ابعاد اخرى،،،لان المأساة لدينا هنا مركبة ومتشابكة
مقوماتها،،تراث لم يعد متوائماً مع اللحظة الراهنة في وظيفته الخطابية ،،ومأزق هوية ،،بسؤال متأخر،،،وتداعي كبير للسرديات الرئيسة،،،ومجهولية نتائج الصدمة من جراء القفزة العسكرية التي اجتاحت منطقتنا ،،مع أدوات صراع محلية،،،
لم يبقى غير الادب ،،،يحمل هذه الصورة الكثيرة التشظي،،،،
فأنا أتصور ،،ان لكل نص ،،جهاز عصبي وذاكرة،،،،،ذاكرة تحفظ الوقائع،،،والمجريات،،،وجهاز عصبي يقوم بالتفكير وفق المخيال الجماهيري،،،يتعاطى مع كل الأبعاد التداولية ،،،،
في عودة الى نقطة الشروع من هذا المقال،،،،أشرنا الى نص كريم عاشور ،،له علاقة قوية ،،بالتماهي مع خطب مؤلمة ،،أولها
الفيلم السينمائي الكبير ( القيامة الان ،،او سفر الرؤيا الان ،،او رؤية يوحنا ) للمخرج العظيم فرنسيس فورد كابولا ،،الذي يدون لحظات التحطم الانساني للجنود الأمريكان في حرب فيتنام ،،/ قام هذا الخطاب ( السيمي) ،،بتوثيق مالم تستطعه كل كتب التاريخ والإعلام الحربي،،،،وسبب ربطي هذا الخطاب بقصيدة كريم عاشور،،،بسبب ان الأخير يعمل وفق منهج ( زينون ) ،،بتفصيل الحركة على شكل لقطات منفصلة مكانيًّا وزمانيًا ،،وهذه الفكرة بالأساس أدت الى اختراع السينما،،،،
وثاني الخطب،،اللوحة الشهيرة للفنان العراقي السوريالي علاء بشير ( حلم المحارب ) ،،،التي تمكن الفنان من خلالها توثيق البعد النفسي والانساني للمقاتل،،وهو خارج الحياة،،،،
كانت الحرب الضروس ( العراقية - الإيرانية ) ،،قد سحقت اجيال ،،واحلام ،،،ووئدت حيوات واعدة،،لم يستطع الخطاب الرسمي تدوينها الا انحيازًا وتبريرًا ،،وكأن موت مئات الألوف من الشباب،،لم يكن الا حدثًا عابرًا ،،،
كانت الحرب الضروس ( العراقية - الإيرانية ) ،،قد سحقت اجيال ،،واحلام ،،،ووئدت حيوات واعدة،،لم يستطع الخطاب الرسمي تدوينها الا انحيازًا وتبريرًا ،،وكأن موت مئات الألوف من الشباب،،لم يكن الا حدثًا عابرًا ،،،
قام كريم عاشور،،،بتدوين كل الأبعاد الاجتماعية،،،والإهدار الانساني ،،،
جمال قيسي / بغدادالنص/
مذكرات خوذة
-------------------
-------------------
شكرا لكِ أيتها الحرب
فمذ أخذتِ رأسي
وأنا أشعر بخفة عجيبة
لم أعد أفكّر في شيء
وما عادت تؤلمني الذكريات الحزينة
وتوخز قلبي
تخليت عن وصية أمي
في المشي قرب الحائط
والتحدث بصوت منخفض
صرت جريئاً بما يكفي
لأتسلل إلى بيت حبيبتي
كي أخطف منها قبلة
وشرساً بما يكفي لأفضَّ اشتباكاً
بالعصي و بالسكاكين في حينا الفقير
صرت قادراً على الانتحار
وأجرّب كلَّ يوم طريقة مبتكرة
مثل السقوط من على غيمة
أو السباحة في حمم يقذفها بركان ..
شكرا لك أيتها الحرب
فمذ أخذتِ رأسي
تخلصت من الصداع
وبتّ أنام عميقاً
كمدينة عتيقة
غمرها الطوفان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,!,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
Kareem Ashor poem
F.M photos
فمذ أخذتِ رأسي
وأنا أشعر بخفة عجيبة
لم أعد أفكّر في شيء
وما عادت تؤلمني الذكريات الحزينة
وتوخز قلبي
تخليت عن وصية أمي
في المشي قرب الحائط
والتحدث بصوت منخفض
صرت جريئاً بما يكفي
لأتسلل إلى بيت حبيبتي
كي أخطف منها قبلة
وشرساً بما يكفي لأفضَّ اشتباكاً
بالعصي و بالسكاكين في حينا الفقير
صرت قادراً على الانتحار
وأجرّب كلَّ يوم طريقة مبتكرة
مثل السقوط من على غيمة
أو السباحة في حمم يقذفها بركان ..
شكرا لك أيتها الحرب
فمذ أخذتِ رأسي
تخلصت من الصداع
وبتّ أنام عميقاً
كمدينة عتيقة
غمرها الطوفان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,!,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
Kareem Ashor poem
F.M photos
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه يا ألله..
يالك من شاعر شاعر يابن عاشور ?!!!
وتالله ،إني لأفتش منذ زمان جارح عن قصيدة نثر قوية الإقناع ،قصيدة تثبت لنا شرعية بل ضرورة هذا الطراز الشعري البالغ الأهميه..
ولقد كنت اتناغم رويدا منسرحا على ما كنت اتصوره تداعيات ذاكراتية بحثية مختزلة ينهمر بها اخي وزميلي الغالي الناقد الاستبطاني ابو سرى العزيز،انما بعد اطلاعي على مشهد العاشور الكاريكاتيري الساخر المفعم بالحقائق النفسية والواقعية والتاريخية الجمعية ،صرت اطالب في داخلي الاستاذ الناقد بالمزيد المديد..
فلقد اشعل هذا العربيد العظيم الف مصباح معا سويا بين اضلاع اللحظة العراقية والعربية الراهنه..
كنت جميلا وعميقا اخي ابا سرى..وهذا الف شكر قبالة كل مشعل اوقدتماه بيننا هنا ،والسلام..
يالك من شاعر شاعر يابن عاشور ?!!!
وتالله ،إني لأفتش منذ زمان جارح عن قصيدة نثر قوية الإقناع ،قصيدة تثبت لنا شرعية بل ضرورة هذا الطراز الشعري البالغ الأهميه..
ولقد كنت اتناغم رويدا منسرحا على ما كنت اتصوره تداعيات ذاكراتية بحثية مختزلة ينهمر بها اخي وزميلي الغالي الناقد الاستبطاني ابو سرى العزيز،انما بعد اطلاعي على مشهد العاشور الكاريكاتيري الساخر المفعم بالحقائق النفسية والواقعية والتاريخية الجمعية ،صرت اطالب في داخلي الاستاذ الناقد بالمزيد المديد..
فلقد اشعل هذا العربيد العظيم الف مصباح معا سويا بين اضلاع اللحظة العراقية والعربية الراهنه..
كنت جميلا وعميقا اخي ابا سرى..وهذا الف شكر قبالة كل مشعل اوقدتماه بيننا هنا ،والسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق