السبت، 22 يوليو 2017

البحث عن وهج / قراءة في قصيدة ( حريق ) للشاعرة صباح عيسى بقلم / الروائي جمال قيسي

البحث عن وهج / قراءة في قصيدة ( حريق ) للشاعرة صباح عيسى


تمتاز العملية الوصفية ( descriptions ) ،،،بأنها تتناول تمثيل الأشياء او المواقف او الأحداث في وجودها ووظيفتها ،مكانيًّا لا زمانيًا وطرق الوصف اثنان :
١- بيان الحال / الذي يقوم على تعيين الخصائص الاساسية للموصوف ( الشكل ، اللون ، الحجم ، ....) او على تعداد أجزائه
٢- بيان العلاقة / الذي يقوم على تعيين موقع الموصوف داخل المكان والزمان ،،دون أرخنة زمنية فقط بالتموضع

...
في تجريب جميل تعمل الشاعرة صباح عيسى ،،على أضفاء موقفها الوجودي ،،وحشد من المشاعر الضاجة،،،بتقنينها ،،برمزية ،،وموقعين ،،،البعد،،والاقتراب،،،،
هي تنظر بزهو للحياة والاشياء التي تؤثثها ،،انطلاقًا من مرحلة طفولتها ،،وعنفوان انطلاقها باتجاه الأشياء ،،التي تحلم ان تصلها،،،نوع من الشعور بالتمثل لسياق النمو الطبيعي اجتماعيًا ونفسيًا ،،والتلقائية ،،،الشغوفة ،،،التي تملكتنا كلنا ونحن في عتبات الشروع ،،،لهذا الحيّز المؤلم،،،المسمى الحياة،،،،
لكنها عند الاقتراب،،تتلاشى الأحلام ،،،،وتتهشم ،،تلك الصورة ،،التي تضخمت ،،مع السنين وتراكم الامنيات ،،،
لاشيء غير الهشيم،،،ولاشيء يستحق كل هذا العناء ،،
تكفي حفنة من السنين،،لتتيقن،،،ان الكثير من الامور التي تؤمن بها ،،،هي عبارة عن اوهام ،،،وهراء ،،،

تمكنت الشاعرة،،،بتوظيف العملية الوصفية بنجاح باهر،،،ورمزية عالية ،،،لطرح مسيرة الانسان في رحلة أسئلته الوجودية ،،والتي ينهمك في معطيات الأخذ والعطاء،،متناسيًا البحث عن اجوبة لأسئلته ،،الرئيسة ،،،،
جمال قيسي / بغداد
النص
حريق ...
تبهرك الأشياء
من بعيد
يعميك البريق
تقترب
تتلمّس نورها
تدرك أنها وهم
لانعكاس روحك
المتعبة
وخراف أحلامك
أنهار نار
أخمدت
.... قبل حريق


تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه **********
خراف احلامك
انهار نار

اخمدت
قبل حريق...
...
هذه الصورة المشهدية هي المرآة..
المرآة السوريالية الصعبة على مخيال المتلقي ايا كان خصبه..لانها تحمل جدلا داخليا يعكس جميع المقدمات..
او لنقل ان جميع المقدمات مجرد مهماز للوقوف على هذا الوادي المدهش ..
المتصور الذي المح اليه الناقد الكبير يسمح لنا بتخيله لحظات باعتباره مجرد مقترح ليس الا..لانه سرعان مايتهاوى او ..ينفلش..
دعونا نتخيل الان انهارا من النار..ليس نهرا واحدا?!..
بل هي انهار..
واصل النهر ماء..نقيضان،في بنية واحده،فهل كان المحمول في حقيقته واحدا ايضا..
واين هي جغرافيا المكان الذي بلوره لنا الاستاذ الناقد الكبير..
هل هو الانا العليا..الذاكرة العميقة مثلا..
مركز النشاط..بكل اصطلاحاته مثلا?!
ما اروع ماصدرت به عنوانك ابا سرى الثاقب النظر.!!
الانهار النارية لم تكن الا خيالا..
الانهار النارية لم تكن خيالا..
كان ( البحث عن الوهج ) حقا هو الذي يجب ان يكشفه الناقد هنا وليس غيره..
ولكن انخماد الامواه النارية بفعل فاعل ما،
قبل استكمال دورة استحالة الإشتعال الحميم..
وقبل الإحساس بلذة الشعور بالجدوى..
وياله من شعور بالاحباط ،والخيبة المركبة
لولا ردة الفعل..
هذه اللافتة التي رفعت
معلنة عن مضمر قصي في اعماق المشهد الانساني البالغ الخفاء..
تحياتي اخي اباسرى..
وياله من جوهر
ويالك من غواص خبير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق