الأربعاء، 12 يوليو 2017

قراءة نقدية في قصيدة (كأن الليالي من أقربائي ) للشاعر "غسان الحجاج " بقلم وفاء كمال الخشن

قراءة نقدية  في قصيدة (كأن الليالي من أقربائي ) للشاعر "غسان حجاج "
********************************************************************
في هذه القصيدة يستخدم الشاعر معاجم كثيرة :
_معجم الحياة والموت والبحث عن الكمال .
_ معجم السلام والحب والصدق ....

_معجم الحزن .
_ معجم التواضع والتفاؤل والضياء.
وقد استخدم الشاعر بحراً إيقاعياً جميلاً ,أنهاه بهمزة مكسورة , تشعرنا كأن روحه تتوقف وتستريح بعد رحلة من العناء والتمازج مع الأشياء , لتشكل توليفة لغوية تمتاز بقوة الحبك والتأثير في القارئ ..فكل من يقرأ القصيدة ربما يجد فيها شيئاً من روحه سلباً أو إيجاباً .
ومما يزيد في رونق القصيدة وجمالها كثرة الصور البلاغية والتشابيه الجميلة التي يتميز بها هذا الشاعر .الذي تمتلك روحه المزيد من الجمال والصدق الذي يجعل روحه حزينة ,لأن المبادئ السامية والقيم النبيلة التي يحملها لاتستطيع أن تبز الرياء والنفاق والكراهية المستشرية وكأنها أزل ..لكن لابد من التفاؤل مادام يحمل الضياء في طيات نفسه التي تتمتع بالدفء والنور في الشتاء وتنشر الظل في الصيف
وفاءكمال
 
 
 

*******************************************************
(النص):
كَأَنَّ الليالي من أقربائي
.................................

بحثتُ بأعماق بحر احتــــوائي
بمنفى ظهوري ومنفى اختفائي

فلم القَ مرسىً يجـــــيدُ اعتناقي
ولم القَ بادرةَ الالتــــــــقــاءِ

تجرعتُ افواههم من رصاصِ
وكدتُ اوارى بموتٍ فجــــائي

سلامٌ كحنـــــطةِ يـــوَمِ بذارٍ
يدايَ وما لوحّـــــــت بالهجاءِ

ولكنهم نطـــفةُ الســـــــامري
تذاكوا من القحْط أهل الغباءِ

احاولُ ان اخلعَ الكبتَ عني
واشربَ من منهل الاصفياءِ

فيستوطنُ الجرح جوعَ اللظى
اذا ما رأتْ أفك أهــــل الرياءِ

حزينٌ افــكُّ قيودي سدىً
كطــفلٍ توـحّد بالانطــواءِ

تغرّدُ مذبوحـــــةً نغمتي
كنايٍ توسّم شرب الهواءِ

اسافرُ بِالشعْر نحو المدى
وفِي فدفد العمْر اشلاء ماءِ

فأخلعُ روحـــي اذا اقمرتْ
وأطعنُ قلـــبي بدينِ الحياءِ

هبطتُ الى وجعي السرمدي
أطالعُ في مدّعى الادعياءِ

بكيتُ ضحكتُ لقد بان لي
بأنّ التواريخ محْضُ افتراءِ

تواضعتُ سنـــــبلةً تنحني
كَأَنَّ التواضع من كبريائي

وإني اخاف على خافقــي
فعدوى التكّــبر سرُّ الفناءِ

ألم يغرقِ البحر ذاك الذي
طغى واستوى قصةً للجزاءِ

تبسّمتُ حيث يقيني ارتوى
بأني فضاءٌ بألفــــي فضاءِ

توسّدتُ فوق هضاب الرضى
لان َّ القنوط طريــــقُ البــــلاءِ

تجسّدتُ شمساً بعين الدجىً
لاني مع الشمسِ كالانسباءِ

ولكنني الظلُّ في حرّ صيفٍ
وقلبي الأشـــــعةُ عند الشتاءِ

نقشتُ على الافق اصبوحةً
كذكرى فؤادين فوق اللحاءِ

احبُّ ومــا الحبُّ الا الندى
اذاعانق الزهرَ وجهُ السماءِ

وان لم يكُ الحبُّ في عالمي
فلستُ امــــتُّ لَــــــهُ بانتماءِ

اجردُ لــــــــؤلؤةً تنــتشي
تعبتُ بقوقعـــــةِ الاختــــباءِ

تركتُ الخرافاتِ ريّانةً
تحاكي القصائد فيما ورائي

لاني أشد الرحال الـــى
سبيلٍ يواكبُ درْبَ اقتفائي

أسامرُ ليلي فيلدغ وجــدي
كأنّ الليــــاليَ من أقربائي

واقمرُ فــــــــي منتهى لوعتي
فناري مع النورِ صنوا ضياءِ

غسان الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق