الاثنين، 3 يوليو 2017

على ساحل (نقد النقد)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاخ العزيز الاستاذ شاكر الخياط 
تحية طيبة وبعد /
تعريجاً على مانُشرَ من قبل اخي العزيز الاستاذ غازي احمد ابوطبيخ حول موضوع 

(نقد النقد) والذي تضمن نصيحة خالصة لأخينا الاستاذ شاكر الخياط ، والذى لايخفى 

على الكثير من ان الاستاذ شاكر هو من الادباء ويتعامل مع اللغة كمفهوم مطلق 

لامقيد او نسبي ينطلق من التخندق او التعصب ، حيث انه يتكلم بلغاتٍ غير العربية 

بل ومتمكن من قواعدها ، وله نشر ادبي  وقصائد بلغات أخرى ، هذا التعريف لهوية 

صاحب المنشور هو الذي دعانا الى ان نقدم ماسيأتي ، كون المنشور لايخاطب 

شريحة متخصصة ومحددة في مجال اللغة والنقد فقط ، أو مِمَّنْ يمتلكون المؤهل 

العلمي للبحث المنهجي ، انما خليط من اقلام محترفة وهاوية ومتابعة متذوقة ، ولكي 

لا تتشوش الرؤى عند البعض ، وندخل في خانة تَشَتت الآراء ، ويزيغ فيها الفهم 

والقصد ،أو نركب محملاً لسنا له اهلاً ، فمن هنا جاء هذا الخطاب الاخوي .

انا قرأت في احد التعليقات المحترمة هذا المصطلح (نقد النقد) فغضضتُ الطرف كي 

لانقدح شرارته ، وكي لايتغذى القاريء على قشورِ المعنى السطحي دون اللب الذي 

هو مازال سجالا ادبيا مستمراً . هذا المصطلح لم يُحدَّدْ حتى هذه الساعة ومازال بين 

باحث ومعترض ومُشكّك بمشروعيته ، إذا فهو مايزال يعيش مرحلة الارهاصات 

والشد والجذب .

ان ارباب اللغة والنحاة من العرب والمسلمين قد قدموا شروحا ومؤلفات مطولة 

اهتمتْ بتفحص الادب العربي والمتمثل بالشعر والنثر وميَّزوا رديئه من جيده ، وهذه 

عملية نقدية صرفة . 

وجاء بعدهم الكثير من اعادَ هذه القراءة ، ودراسة نهجها النقدي ، وحتى الدكتور طه 

حسين لما اعاد قراءة الشعر الجاهلي وقال ماقال فيه ، لم يتجرأ ليقول (نقد النقد) . 

لذلك فهنالك من يدعو الى رفض ونبذ هذا المصطلح والتعويض عنه بمصطلح 

(قراءة القراءة) وهذا ما ذهب اليه بل ودافع عنه الدكتور الاديب الجزائري 

(عبدالملك مرتاض) . وبالاساس لم ينبع مصطلح (نقد النقد) من صحراء العرب ، 

انما كان الاحتكاك والتمازج الثقافي والتلاقح العقلي العربي الاوربي هو الذي جاء 

بهذا المصطلح ، ثم بدأت البحوث والدراسات تتوارد ، ولم يتفق الجميع

على وضع اسس ونهج له ، لانه أساساً يحمل لفظة النقد وسيعمل بنفس المنهجية الا 

انها ستكون مكثفة ، وبهذا ستتولد سلطة قاهرة على اصدار القرار ، وستحتاج الى 

شجاعة منقطعة النظير ، وهذه السلطة يجب ان تحمل من المعرفة والاحاطة الكلية 

بما تشتمل عليه المعارف التي تعين على الحكم ، وهذا مالم يستطع احد تحمله او 

المغامرة به ، ولذلك ذهب النقاد الى تساؤل : 

إذا كان النقد والموقف الجمالي يصعب وجودهما معا للنظر في موضوع واحد ، 

فكيف اذا كان (نقد النقد) ؟؟ 

فإذا كان المسمى (نقد النقد) مازال يعيش مرحلة الإشكال والالتباس كون نفس اللفظتين 

متجاورتين في مصطلح واحد ، فما بالك في الاسس والمنهج والاسلوب . والكل 

يخضع الى الذائقة والطبع الفردي البشري .؟؟؟ 

بعد هذه الفائدة التعريفية المبسطه جدا والغير موغلة في أتون البحث والمبحث نقول :

إن أخي العزيز استاذ شاكر قد هيأ نفسه لطرح البحث ــ رغم الانشغال والهمّ الكبير 

الذي يتحمله ورغم الغربة التي يعيشها ــ  مستخدما الامانة العلمية الرصينة في النقل 

، والتي نشرها كمقدمة للولوج الى عالم وعرٍ شائك مازال لم يًعَبَّد ، وهكذا طريق 

لايمكن ان يأمنهُ سالكه الغريب إلا من عرفَ مكامِن الخطورة والإعاقة وخَبَرَ 

محطات الامان ، ولكي لا تصدر تعليقات علمية وادبية غير مدروسة و خاضعة 

لأدلة اوبراهين تتحكم فيها الاهواء كون المبحث غير متفق على تسمية المصطلح  

بعد .ومن هنا جاءت خشيتنا على احبائنا القراء من الخلط والاشتباه وسهولة الرؤية 

للمصطلح .

لذا فرجائي ان يُؤجَل النشر، للاسباب الواردة اعلاه ... ويبقى الخَيار اولا وأخيراً بيد 

صاحب الشأن ، وما نحن الا قُرّاء ومتابعون .

محبتي وتقديري ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق