على ساحل (نقد النقد)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاخ العزيز الاستاذ شاكر الخياط
تحية طيبة وبعد /
تعريجاً على مانُشرَ من قبل اخي العزيز الاستاذ غازي احمد ابوطبيخ حول موضوع
(نقد النقد) والذي تضمن نصيحة خالصة لأخينا الاستاذ شاكر الخياط ، والذى لايخفى
على الكثير من ان الاستاذ شاكر هو من الادباء ويتعامل مع اللغة كمفهوم مطلق
لامقيد او نسبي ينطلق من التخندق او التعصب ، حيث انه يتكلم بلغاتٍ غير العربية
بل ومتمكن من قواعدها ، وله نشر ادبي وقصائد بلغات أخرى ، هذا التعريف لهوية
صاحب المنشور هو الذي دعانا الى ان نقدم ماسيأتي ، كون المنشور لايخاطب
شريحة متخصصة ومحددة في مجال اللغة والنقد فقط ، أو مِمَّنْ يمتلكون المؤهل
العلمي للبحث المنهجي ، انما خليط من اقلام محترفة وهاوية ومتابعة متذوقة ، ولكي
لا تتشوش الرؤى عند البعض ، وندخل في خانة تَشَتت الآراء ، ويزيغ فيها الفهم
والقصد ،أو نركب محملاً لسنا له اهلاً ، فمن هنا جاء هذا الخطاب الاخوي .
انا قرأت في احد التعليقات المحترمة هذا المصطلح (نقد النقد) فغضضتُ الطرف كي
لانقدح شرارته ، وكي لايتغذى القاريء على قشورِ المعنى السطحي دون اللب الذي
هو مازال سجالا ادبيا مستمراً . هذا المصطلح لم يُحدَّدْ حتى هذه الساعة ومازال بين
باحث ومعترض ومُشكّك بمشروعيته ، إذا فهو مايزال يعيش مرحلة الارهاصات
والشد والجذب .
ان ارباب اللغة والنحاة من العرب والمسلمين قد قدموا شروحا ومؤلفات مطولة
اهتمتْ بتفحص الادب العربي والمتمثل بالشعر والنثر وميَّزوا رديئه من جيده ، وهذه
عملية نقدية صرفة .
وجاء بعدهم الكثير من اعادَ هذه القراءة ، ودراسة نهجها النقدي ، وحتى الدكتور طه
حسين لما اعاد قراءة الشعر الجاهلي وقال ماقال فيه ، لم يتجرأ ليقول (نقد النقد) .
لذلك فهنالك من يدعو الى رفض ونبذ هذا المصطلح والتعويض عنه بمصطلح
(قراءة القراءة) وهذا ما ذهب اليه بل ودافع عنه الدكتور الاديب الجزائري
(عبدالملك مرتاض) . وبالاساس لم ينبع مصطلح (نقد النقد) من صحراء العرب ،
انما كان الاحتكاك والتمازج الثقافي والتلاقح العقلي العربي الاوربي هو الذي جاء
بهذا المصطلح ، ثم بدأت البحوث والدراسات تتوارد ، ولم يتفق الجميع
على وضع اسس ونهج له ، لانه أساساً يحمل لفظة النقد وسيعمل بنفس المنهجية الا
انها ستكون مكثفة ، وبهذا ستتولد سلطة قاهرة على اصدار القرار ، وستحتاج الى
شجاعة منقطعة النظير ، وهذه السلطة يجب ان تحمل من المعرفة والاحاطة الكلية
بما تشتمل عليه المعارف التي تعين على الحكم ، وهذا مالم يستطع احد تحمله او
المغامرة به ، ولذلك ذهب النقاد الى تساؤل :
إذا كان النقد والموقف الجمالي يصعب وجودهما معا للنظر في موضوع واحد ،
فكيف اذا كان (نقد النقد) ؟؟
فإذا كان المسمى (نقد النقد) مازال يعيش مرحلة الإشكال والالتباس كون نفس اللفظتين
متجاورتين في مصطلح واحد ، فما بالك في الاسس والمنهج والاسلوب . والكل
يخضع الى الذائقة والطبع الفردي البشري .؟؟؟
بعد هذه الفائدة التعريفية المبسطه جدا والغير موغلة في أتون البحث والمبحث نقول :
إن أخي العزيز استاذ شاكر قد هيأ نفسه لطرح البحث ــ رغم الانشغال والهمّ الكبير
الذي يتحمله ورغم الغربة التي يعيشها ــ مستخدما الامانة العلمية الرصينة في النقل
، والتي نشرها كمقدمة للولوج الى عالم وعرٍ شائك مازال لم يًعَبَّد ، وهكذا طريق
لايمكن ان يأمنهُ سالكه الغريب إلا من عرفَ مكامِن الخطورة والإعاقة وخَبَرَ
محطات الامان ، ولكي لا تصدر تعليقات علمية وادبية غير مدروسة و خاضعة
لأدلة اوبراهين تتحكم فيها الاهواء كون المبحث غير متفق على تسمية المصطلح
بعد .ومن هنا جاءت خشيتنا على احبائنا القراء من الخلط والاشتباه وسهولة الرؤية
للمصطلح .
لذا فرجائي ان يُؤجَل النشر، للاسباب الواردة اعلاه ... ويبقى الخَيار اولا وأخيراً بيد
صاحب الشأن ، وما نحن الا قُرّاء ومتابعون .
محبتي وتقديري ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق