الاثنين، 17 يوليو 2017

مع اسماعيل الروائي جمال قيسي مرة اخرى بقلم / الناقد غازي احمد ابو طبيخ الموسوي

مع اسماعيل ..
الروائي جمال قيسي،
مرة أخرى:
-------------- ،




 عالم السرد الحديث مثخن بكل ما يعتمل في صدر الحياة ذاتها من شجون وشؤون ..
فماعاد القاص بعيدا عن الحوارية الأنثروبولوجية بكافة ابعادها،بمافيها الفكر الإنساني بكافة تفاصيله الظاهرة والدفينه..
ولاريب ان جزء بل محورا من محاوراهتمامات القاص المعاصر منهجا ووعيا يكمن في فضح وتعرية الواقع بكل مايحفل به من تناقضات..
وهذا ما عمل عليه الروائي الكبير صاحب هذا النص المتميز..فلقد وردت كشوف ضمنية كنا بحاجة جدية الى وضعها بكل جرأة على طاولة الحوار الثقافي المحلي والعالمي..
الذي افهمه ان النص يريد ان يقول من خلال مشهد متحرك لبطل ايجابي الروح غريب السلوك إن لثقافتنا - عموم ثقافتنا عبر التاريخ - اثرا كبيرا علينا..
فإذا نظرنا الى التمظهرات التي حولت كل هذه المفاهيم التي مررنا بها عبر هذا النص الى أفعال عادية وربما تجارية بالمعنى الراسمالي للكلمة للأسف الشديد ،فبدلا من ان تكون اضافات فكرية ذات اثر إيجابي في جدل الحضارة تم تمييعها او مسخها او تفصيلها بحسب المقاسات وبحسب الحاجات النفعية ولكم لاحظنا كيف استحالت اقدس الرؤى والمناظير الى مجرد حصان طروادة اضخم بألف مرة من هذا الذي اوردته الملحمة الإغريقية المشهورة لكن الأكثر غرابة من كل ذلك مسخ الإنسان ذاته ..!!
حتى لنحس ان هناك مؤسسات كاملة تعمل على ذلك اكثر خطرا من النفعية الصينية التي عرج عليها اسماعيل النبيل..
صنف واحد من البشر ،او لنقل منا نحن المحشورين هنا في شدق الجسر البغدادي العتيد..هذا الجسر الذي يستحضر بكل وضوح صخرة سيزيف القاهره..اردت القول ان صنفا واحدا منا لايقبل بالمسخ ولا يتقبل التلوث بل تتساقط كل اللوثات الخانقة عن اردانه الطاهرة وكانه مطلي بزيت قادم من خارج هذا العالم ،زيت لايلتصق به دنس قط..
والعجيب يا ابا سرى انه ينتمي الى شريحة مذهلة تكاد لاتخلو منها مدينة عراقية صغيرة او كبيرة ،اذا ما اردنا التعميم على مستوى العالم..
حنبص او حتى اسماعيل العزيز ذاته موضع إدهاش حيوي وفاعل..
اليس عجيبا مثلا اننا جميعا حتى الحكومات المتعاقبة لاتملك عليه حق المنع او الحجر او الحبس مع ان امثال حنبص الغفاري قد تخرج من افواههم مالا نتوقع من الشتائم الجليلة التي لا يتمكن غيرهم من النطق بها ممن يعتقدون بأنفسهم العقل والحكمة ،حتى اذا مارس البوليس السري بعض تنغيصاته المعتادة عليه احيانا فإنهم سيحدثون شرخا مجتمعيا خطيرا،مظاهرة صادمة صامتة تنطق بها العيون المفتوحة على وسعها والافواه الفاغرة التي توشك على الصراخ إدانة واحتجاجا ،ذلك لأنهم غيبوا عن الانظار منارة شاهقة من وسط المدينه،نوعا من الكائنات الرافضة المتمردة على كل ما هو ناشز عن انسانية الإنسان بكل تفاصيلها،بدء من ( اين لك هذا)،وانتهاء بالهذيان الذي (نحبه ونستحم بشقشقاته بحثا عن الطهارة حتى وإن لم نفهم من ثرثرته الذاهلة شيئا) كما ورد في هذا السرد القصصي المتدحرج مثل كتلة بلورية من الضوء الكاشف الهابط من اعلى جسر ( الشهادة ) حتى قاع المدينه..
مشكلتنا معكم انتم (حواريو ) كافكا او جويس ربما مُحرِجون كثيرا?! ( اعني ما صرخ به القاضي في وجه عادل امام في مسرحية شاهد مشافشي حاجه - لازم تحرجونا يعني)..!!
نوعا من المقاربة الرائعة في اسلوبية كتلة الرنين المتدحرجة احسسناه مع اخيك في عالم الروي المدهش اسعد الجبوري والذي يمكن تشبيهه بالتيار الهادر المتحدر من اعلى جماجمنا حتى اخمص احوال التراب العراقي العربي الاسلامي العالمي ،رحلة تدخلكما في صلة قربى ووحدة منبع مع كبار اخرين تعرفونهم بكل يقين من شريحة الرفض الايجابي القصوى..
نورت البصيرة ولرب ازالة لكثير من الصدأ العالق سيتناثر رويدا..والسلام
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق