الاثنين، 31 يوليو 2017

(لسان العرب) سلسلة صناعة الكتابة ... (الحلقة السابعة) بقلم / الاديب كريم القاسم

(لسان العرب) سلسلة صناعة الكتابة ... (الحلقة السابعة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




 لسان العرب /
..................
اللسان في (المعجم الوسيط) هو اللغة .
لسان العرب أي لغة العرب وكلامهم بكل فنونه وضروبه .
اللغة في (المعجم الوسيط) هي أصَوات يُعَبِّر بها كل قوم عن أغراضهم .
ـــ واللغة هي النظام الذي استقر ورسخ بنوع من الاتفاق الاجتماعي بين أفراد الجماعة المعينة حيث انهم يتفاهمون فيما بينهم من خلالها ، ولا يتم هذا التفاهم إلا بالكلام الذي هو صورة اللغة حيث انه يطابق نظام اللغة العام ، لكنه يختلف في تفصيلاته من شخص الى آخر ومن موقف الى آخر .
ــ الكلام في (المعجم الوسيط) هو قَوْل او حَدِيث او خِطَاب يَتَضَمَّنُ مَعْنىً او أصوات متتابعة مفيدة او مجموعة ألفاظ يعبِّر بها الإنسانُ عمّا بداخله .
وهذا الكلام يحوي على كم هائل من الالفاظ والتي يستعملها المتكلم في التعبير عن حالات ومواقف مختلفة. والكلام هو صناعة ، وليس غريبا ان نقول صناعة . نعَم فالكل ينطق ، ولكن هل يستوي كل النطق في اسماع المتلقين ؟
بالتأكيد لا ، إذاً هو صناعة وحرفة تحتاج الى المران المستمر والعمل والمثابرة والبحث للوقوف على اسراره ، حتى يتمكن المتكلم منه ، كي تتولد لديه الخبرة والمَلَكَة . والكلام هو العبارة والخطاب ، والسر في جودته هو في تقديم المعاني ورسوخها في الذهن ، ولايأتي هذا الرسوخ الا بالبلاغة . وإن صناعة الكلام نظما أونثرا هي في (الالفاظ) لا في (المعاني) ، فالمعاني تبعاً للالفاظ . والذي يريد أن يزيد مهارته في هذه الصنعة ، عليه ان يكثر من استعمال الالفاظ ، حتى ترسخ وتتولد لديه المَلَكة .
والنطق يكون بالالفاظ ، اما المعاني فمستقرة في الضمائر . والمعاني موجودة يمتلكها كل شخص فلايحتاج الانسان الى التكلف والجهد في تأليفها .
وتنقسم استعمالات الالفاظ الى قسمين :
.............................................
1- استعمال اللفظ الجزل /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُستعمل هذا اللفظ في الحروب والتهديد والتقريع والترهيب .
ولانعني بـ (الجزل) ان يكون اللفظ وحشيا متوعرا غريباً غامضا ، ، بل المراد من الجزل هو اللفظ المتين ، عذب في الفم ، لذيذ في السمع ، ومستحكم القوة .
وخير حكم ودليل لنا في هذا المجال هو كتاب القرآن الذي فيه مافيه من البلاغة والجزل والفصاحة والرقة والعذوبة ، ويكفينا انه كلام الرب تعالى . فلو تمعنا في آيات التقريع والترهيب ، نرى بجلاء الفاظ الجزل .
مثلا : في قوله تعالى (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)
وفي قوله تعالى (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَر)
وفي قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا )
• ولننظر في هذه الالفاظ للإمام علي ــ كرَّم الله وجهه ــ ولنتحسس قوة جزلها واستحكام مخارج حروفها حتى تحيل القاريء الى عالم آخر :
" مِن عبدالله أمير المؤمنين الى عبدالله بن قيس : أما بعد ، فقد بلغني عنكَ قولٌ هو لكَ وعليك ، فإذا قدِمَ عليك رسولي فأرفع ذيلك ،وأشدد مِئزرَك ، وأخرج مِن جُحرك ، وأندب مَن معك ، فإن حَقَّـقتَ فأنفذْ ، وإن تَفَشَّلتَ فأبعدْ ، وأيمَ الله لَتؤتيَن حيثُ أنتَ ، ولا تُترَك حتى يختلطُ زُبدُكَ بخاثرِك ، وذائبكَ بجامدِك ، وحتى تُعجَل َ عن قَعدَتِك ، وتَحذَر مِن أمامك ، كحذَرِكَ مِن خَلفِك ، وما هي بالهوينى التي ترجو ، ولكنها الداهية الكبرى ، يرُركَبُ جَمَلُها ، ويُذَلُّ صَعبها ، ويُسَهَّلُ جَبَلها ، فأعقِل عقلك ، وأملك أمرك ، وخذْ نصيبكَ ، وحظَّكَ ، فإن كَرِهتَ فَتَنَحَّ الى غير رَحْب ولا في نجاة ، فبالحَريِّ ، لتُكفيَّنَ وأنتَ نائم ، حتى لايُقال : أينَ فلان ؟؟ والله إنه لحقٌ مع مُحِق ، وما أُبالي ماصنعَ الملحدون ، والسلام "
ـــ هل لاحظت اخي القاريء الكريم كيف تنساب الالفاظ وهي نفسها التي بين ايدينا ، لكن انتقائها بما يناسب الموقف والعناية برصفها واختيار معانيها بدقة هو الذي يجعلها بهذه المتانة والقوة والاستحكام .
• ولنتأمل ابياتا من معلقة عنترة بن شداد وهي تشع جزلا :
" ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل .... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فطعـنته بالرمح ثـم عـلـوتـه .... بـمهنـد صافي الحـديد مـُخــذَمِ
في حومة الحرب التي لا تشتكـي .... غمراتها الأبطال غير تـغـمغـمِ
مـا زلت أرميهم بثغرة نحره ..... ولبانه حتى تـســربــلَ بـالـدمِ "
ـــ وحتى اختيار القافية هنا جاء مقصودا كي يُحرك المقصد ويُشعِر المتلقي بقوة السبك ، لتصل الفكرة الى السمع والفهم والادراك . فاختيار عنترة لحرف الميم قافية لقصيدته هو الذي يناسب الفخر والحرب والطعان والترهيب ، فالميم من حروف الجهر وهو حرف (إذلاق) ليوضح حدّة اللسان وطلاقته وبلاغته .
وهكذا فعلى المؤلف أن يحضّر كل عتاده التأليفي ليوجّه مَلَكَته بالأتجاه الصحيح والمدروس ، ليأتي النص مُحَمَّلاً بالبلاغة والابداع .
2- استعمال اللفظ الرقيق /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُستعمَل هذا اللفظ في الاشواق والفراق واللوعة والمودة والاشجان .
ولا نقصد بــ (الرقيق) ان يكون اللفظ ركيكا مبتذلا ، بل ماكان رشيقا ناعما ، يأخذ بالاسماع ، وينساب كرقيق الماء ، وكالثوب الناعم الملبس والملمس .
• ومن اللفظ الرقيق في القرآن مثلا :
في قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وفي قوله تعالى (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ )
وفي قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَ‌قٍ مُّتَقَابِلِينَ )
• ولنتأمل هذا الوصف لـ (حديقة غنّاء) ، ولنتفحص البلاغة والفصاحة والسلاسة والاسترسال للمفردات والالفاظ الرقيقلة ، وجمال النسج للعبارات :
" روضة رقت حواشيها ، وتأنَقَ واشيها ، روضة كالعقود المنظمة ، على البرود المنمنمة. روضة قد نشرت طرائف مطارفها ، ولطائف زخارفها ، قد راضتها يد المطر ، ودَبَّجَتها أيدي الندى . رياض كالعرائس في حليها وزخارفها ، زاهية بحمرائها وصفرائها ، تائهة بعوانها وعذرائها ، كأنما احتفلت لوفد ، أو هي من حبيب على وعد. "
ــ ويختلف لفظ وقول من سكن الفلاة والبادية عن لفظ وقول من سكن المدنية والحضارة . فَمَن تَنعَّم برغد العيش وحيثيات الحضارة لايمكن ان يأتي بوحشي الالفاظ وشظف العبارات ، والذي يخلد الى ذلك أما ان يكون عاجزاً عن سلوك الفصاحة او جاهلاً باسرارها .
• إذاً وكما قال العرب (لكل مقام مقال) .
فالافاظ تؤتى حسب مقام المُخاطَب ، وحسب نوع المناسبة ، وما شذّ عن ذلك ، فهو يدخل في باب السذاجة والجهل.
ــ وبعد تنقيب ارباب الخطابة والشعر بالالفاظ ، وجدوها تنقسم الى ثلاثة أقسام
( قسمان حَسَنان ، وقسم قبيح ) :
القسم الاول (الحسن) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو ماتداول استعماله منذ الزمن القديم وحتى عصرنا الحالي ، ولايطلق عليه لفظ وحشي .
القسم الثاني (الحَسن) /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوماتداول استعماله قديما ، ولو استعمل حاضراً لكان لفظه غريبا . ويختلف استعماله حسب زمنه .
ــ وقد يتوهم الكثيرمن الكتّاب عند إستعمالهم الغريب من اللفظ ، معللين ذلك كون العرب قد استخدمته سابقا ، وهو رمز قوة السبك ورصانة اللفظ ، وهذا من دواعي الغفلة وعدم الدراية ، فالذي نستحسنه الآن قد استحسنه العرب سابقا ، والذي نستقبحه الآن استقبحته العرب سابقا .
وليس استعمال الكاتب لـ (اللفظ الحَسن) ممكن في كل الاحوال ، الا الذي كان عارفاً باسراره وكوامنه . والكثير يظن بأن اللفظ المُستحسن والمُستقبح ماكان مشابها لما أتى به العرب ، وهذا الشيء لايأتي بالتقليد ، انما له خصائصه وعلاماته التي اذا وجِدَتْ دَلَّتْ على حسنهِ وقبحهِ .
وما نقلد به العرب في الاشعار وغيرها هو من باب الاستشهاد بمواقف معينة او الاستشهاد باقوالهم في الاوضاع النحوية من رفع ونصب وجر وجزم وشرط وغير ذلك . وما عدا ذلك فلا .
فحسن اللفظ لا تُنسب الى فلان دون الآخر ، إنما هو ما استحسنه السمع والذوق السليم عند العامة ، فإننا عندما نستعمل لفظة (مُزنة) نجدها كثيرة الاستعمال ، ولا تنفر منه الاذن لحسن لفظها ، وهي بمعى السحابة التي تأتي بالمطر ، ولكن لو استعملنا لفظة (البُعاق) وهو المطر المفاجيء ، لكانت منكرة عند السامع لقباحتها ، وهذا ماوجده العرب . فاذا ما أُستُعمِلَتْ هذه الالفاظ ، لاتعاب لقبح لفظها ، انما يُعاب مستعملها . فاللفظ الوحشي هو النادر والغريب الذي يقل استعماله ، فتارة يخف على سمعك فلا تجد فيه كراهة ، وتارة يثقل على السمع فتجد فيه الكراهة وتنكره الاذن .
ولذلك فإن لكل لفظ عيبان :
...................................
الاول :
ـــــــــ
إذا كان غريب الاستعمال .
الثاني :
ـــــــــــ
اذا كان ثقيل على السمع وثقيل على اللسان وينكره الذوق السليم.
• كقول ابو تمام :
" قد قلتُ لمَّا إطلَخمَّ الأمرُ وانبعثتْ .... عشواءُ تاليةٌ غُبْساً دَهاريسا "
حيث ان لفظتي (اطلخمَّ ، دهاريسا) هما من الالفاظ المنكرة والغليظة على السمع والكريهة على الذوق .
ــ وإذا كان اللفظ يتصف بهذين الصفتين سمي بـ (اللفظ الوحشي) وقد يسمى بـ (اللفظ المتوَعّر) ولايأتي بعد هذا اللفظ لفظ . وَعَدَّ اصحاب الاختصاص ، بأن الذي يستعمل هذا اللفظ يُعدُّ من اجهل الناس في معرفة ضروب هذا الفن . فالعرب الاقدمين (اهل البادية) لايُلامون على استعمال الغريب الحسن بل يلامون على الغريب القبيح .أما اصحاب المدينة والحضر ، فهم يلامون على القسمين معا ، وفي احدهما اشد ملامة على الآخر ، وللأسباب التي بَيَنّاها سابقاً.
ــ إن الكثير من الكتّاب ــ وللأسف ــ يتصورون بأن الكلام الفصيح ،هو الذي صعب فهمه وبعيد ادراكه . واذا وجدوا كلاما وحشياً ذو الفاظ غامضة متوعرة ، وصفوه بالكلام الفصيح واعجبوا به .، وظنوا بأنه من لسان العرب ، وما دروا بأنهم في غفلة من الامر. وهذا من دواعي عدم الاطلاع وعدم البحث والتنقيب عن استعمالات الالفاظ .
إن لسان العرب وكلامهم ينقسم الى فنين :
................................................
1- فن الشعر المنظوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وهو الكلام الموزون)
2- فـن الـنـثــر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وهو الكلام الغير موزون)
ــ وكل نوع من هذين الفنيّن يحوي فنوناً ومذاهباً متنوعه في الكلام .
فالشعر منه المدح والفخر والهجاء والغزل وغير ذلك .
والنثر بكل فنونه وضروبه ، وهو ماسنستطرد فيه لابتعاد الكثير عن حيثياته .
وإن فني الشعر والنثر لكل منهما اسلوبه الخاص يستعمله اصحاب الشأن ولاتصلح للنوع الآخر .
النثر على نوعين :
.........................
1- السَجْع /
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ويؤتى به قطعاً تنتهي بقافية .
2- المُرسَل /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويطلق فيه الكلام اطلاقا ويُرسَل أرسالا من غير تقطيع أو تقييد بقافية. كـ (الخطابة والدعاء والترغيب والترهيب)
3- القرأن الكريم /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو كلام الله تعالى ، وإن كان من المنثور إلا انه خارج الوصفين ولايسمى مطلقا مُرسَلا ولا مُسَجّعا . بل تفصيل آيات تنتهي الى مقاطع .
السَّـجْـع /
.............
والجمع : اسجاع ، وسجوع
وهو الكلام المنثور والمقفى غير الموزون ، وله فواصل .
وفيه تتوافق أواخر الكلمات في الجمل المتتالية في الحروف الأخيرة ، وتستريح لـه النفس إذا جاء غير متكلف. ولا يكون السجع إلا في النثر فقط ، فإذا جاء في الشعر فإنه يسمى (تصريعاً) .
وينقسم الى ثلاثة اقسام :
...................................
القسم الاول/
ــــــــــــــــــــ
ان يكون الفصلان متساويين لايزيد احدهما على الآخر .
كقوله تعالى : (فأما اليتيم فلاتقهر وأما السائل فلاتنهر) .
حيث تأتي اجزاء الكلام متساوية وكأنها افرِغَتْ في قالب واحد .
القسم الثاني/
ـــــــــــــــــــــ
ان يكون الفصل الثاني اطول من الاول . بحيث لايخرج الطول عن الحد المعقول ، فيُستقبَح ويُعَد عيبا . كقوله تعالى :
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا
إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا )
ــ نجد إن الفصل الاول يحوي ثماني لفظات ، والفصل الثاني والثالث تسع تسع .
وفي قوله تعالى :
(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ)
ــ نجد هذه السَجَعات تتكون من لفظتين لفظتين ، ولو جُعِلَتْ الثالثة منها خمس لفظات او سِتَّاً لما كان ذلك معيباً .
القسم الثالث /
ـــــــــــــــــــــــ
أن يكون الفصل الثاني اقصر من الفصل الاول ، وقد اعتبره بعض اصحاب الشأن ، عيب فاحش كونه يشبه الكلام المبتور عن السمع .
وخلاصة القول ان السجع بكل انواعه هو نوعان لاغير :
.............................................................
النوع الاول (السجع القصير) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الذي يتكون من سجعتين قصيرتين ، وكل منهما تحوي الفاظ قليلة ، وكلما قَـلَّتْ الالفاظ كان اقرب وامتع لسمع السامع . وهذا النوع من السجع يعتبر من النوع الصعب التناول ولايستعمل الا نادراً .وافضله مايكون من لفظتين لفظتين كقوله تعالى : (والمرسلات عرفا . فالعاصفات عصفا)
والبعض يتكون من ثلاثة الفاظ او اربعة او خمسة وكذلك العشرة ، ومازاد على ذلك يعتبر من السجع الطويل .
كقول الامام علي (كرم الله وجهه) في خطبة تشتمل على قدم الخالق وعظم مخلوقاته:
" إذ لا سماءَ ذات أبراجٍ ولا حُجبٍ ذات أرتاج ولا ليلٍ داجٍ ولا بحرٍ ساجٍ ولا جبلٍ ذو فجاجٍ ولا فجَّ ذو إعواجٍ "
النوع الثاني (السجع الطويل) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو عكس الاول . وهوماكثر استعماله لكثرة الفاظه .
كقوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) .
ومن السجع الطويل مايكون تأليفه من العشرين لفظة .
ــ وهكذا نجد إن السجع يعتبر أحد الفنون البديعية اللفظية التي تميّزت بها اللغة العربية ، والذي اصبح أحد الفنون الادبية البديعية التي تزين كلام العرب لما هو معروف باشتهارهم بالبلاغة والفصاحة ، فهو يأتي بجرسٍ موسيقي له القدرة على جذب انتباه المتلقي (السامع والقاريء) ويجعل للكلام والتعبير قوة واضحة وتاثيراً بليغاً يساعد على ترسيخ الفكرة في الذهن . حتى جاء على لسان العرب في الخطب والمقامات والرسائل وغيرها من الفنون النثريه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق