الثلاثاء، 25 يوليو 2017

يوميات أسماعيل / ٦ بقلم / الروائي جمال قيسي

يوميات أسماعيل / ٦



( تتشبث في اللامعنى ،،وأركانه القصية ،،
تتقالب عوالمك مثل قطبي مغناطيس في قلب مولد كهربائي ،،، لرحلتك عمقًا ،،او ارتفاعًا ،،،الامر سيان ،،عليك ان لا تتسمر،،لتكن رقمًا في شيء يسمى الحياة ،،
لم اعهد،،حياة،،،لا لا،،،...

طور مابعد الحياة ،،،ليس الموت
لان الموت بلا ذاكرة ،، لكن ان تتدفق في في فضاء،،لاتستطيع ،،ان تقف فيه ،،من التداعي ،،تندلق ككتلة زئبقية مائعة في فراغ تأبى التشكل
تبحث عن قشة،،،لكي تتماسك ،،
تأسرك احلام ،،حتى لم تعد تشعر بأوجاع ،،لكن اثار الالم تستشعرها،،،
في تغضن روحك،،
يالها من رحلة شاقة وبائسة الحياة ،،،تنفلت روحك ،،من قبضة الجسد ،،وتتحرر،،من " فجورها وتقواها "
كنت ابحث عن هكذا وهم ،،،
في التصوف،،،،او عند المجانين
تحت اي مسمى ،،علم الحقيقة،،او الهذيان ،،،
او الهروب الى منطقة اللاشعور،،حيث تتصالح مع رغباتك المقموعة ،،
كلها وهم يا اسماعيل ،،،" الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا"
لا اعرف ،،مهما شاغلت نفسي ،،بالاشياء من حولي،،يقز في الأخير ،،سؤال واحد،،،
الى اين المصير ؟
أوغل عميقًا ،،في البصر،،حتى ،، اللانهاية ،،
ليس المهم ان ترى الأشياء ،،
لكن ان تمتلك البصيرة،،،" فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "
وليس مهمًا ان تتسائل عن الوجود،،،بقدر معرفتك المصير
وكل مابين وبين ،،هو تاريخ من الهدر الانساني،،،
وقوافل من الالم،،،،والضياع للسر الالهي ،،
من سيصدق اني عرفت الحقيقة في الأدب ،،،لدى العراب هنري ميللر،،مع كل مجونه
وتيقنت منها في قصائد كريم عاشور،،،لانه شغيل بروليتاري ،،كوني ،،يساري في مرحلة ما بعد الماركسية ،،فقير عالمي،،،
الفقير يمسه كل السوء ،،الحر ،،البرد ،،الجوع ،،الالم ،،الموت الزؤام هو مادة الهزيمة والانتصار في الحروب
الفقراء،،،فئران مختبر أزلية ،،منتجي قيمة ،،وهم لا قيمة لهم ،،هم أعمدة الارتكاز في الجنة والنار،،،النسيج الذي يشكل معظم البنية ،،سواء في مجتمع الجنة المخملي او مجتمع النار الماجن
ياترى ،،هل سيتغير جبروت ( عمرو بن هشام ) في النار ؟!
او سيتمكن( ابو ذَر ) من العيش في قصر وتدجنه الحور العين ؟!

هل نسيت ( حنبص ) ؟!
لا،،الامر صعب قليلا ،،روح جوالة ،،فارقت وعينا ،،اشبه بالخروج عن المألوف ،،،
تسبح بلا أدران ،،،بكل الافلاك الإلهية) ،،،

عندما أنهى ،،سوق السراي،،احتار في الاتجاه ،،الشمس وأشعتها لها مدى اخر ( "الشمس في بلادي،،احلى من سواها" ،،،لابد انه كان في غيبوبة من اثر الأدوية )،،،
وأمعن النظر الى ركن البناء للقشلة ،،هذه المسننات في الأعلى ،،شيء نشاز ،،لا علاقة لها بروح البناء او المكان ،،طابع اوربي ( لكل شيء هويته،،،والمجموعات البشرية تفصح عن هويتها ،،في جزء منها بالعمارة ،،القوس الأوربي مثلًا غير القوس العربي،،،الأخير ينقسم الى منحنين ،،يلتقيان عند القمة ،،بنوع ما يشبه الزاوية ،،اما الأوربي ،،فالقوس منحنى واحد ،،الجمال عندهم قضية متواصلة،،،اما لدينا،،تتقاطع عند الذروة،،،لتنهي ،،ماشرعت بتأسيسه ،،أمر ،،يعيد نفسه،،،كلما أوشك على النضوج ،،بالكاد يبدأ،،،حتى يحمل معه أجله
،،،
( يا اسماعيل الا آن لك ان تخمد،،،،وتنظم الى القطيع،،وتهنأ،،،اكتسب وعي النحل،،،)

جمال قيسي / بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق