يوميات اسماعيل / ٥
بوح العيون،،،لغة صادقة عندما تتحاور تلقائيًا ،،،
احسبها كذلك،،،
يقال هكذا ،،،
لكن النفوس موحشة،،معظمنا جسده مثل قشرة البيضة،،،وفِي الداخل خواء
لكن هذا افضل ،،من الخراب
هناك من بداخله قمامة،،،
تتندم حين ترى،،،،
او تسمع مباشرةً من البعض - ولات ساعة مندم
اسمع حديث من التقي بعيونه،،
لكن فقط في لحظات الصفاء ،،على الاقل بالنسبة لي،،
ربما افترض مثل هذا الامر،،،
لايهم اسماعيل،،،،حسن الظن،،،وان يكن فيه بعض سذاجة ،،هذا يعني ان ما بداخلك ليس قمامة،،
وكيف يأتي ،،الظن الحسن،،،وانت رحالة لعين ،،
في دوامة انهماك بعوالم متلاطمة ،،،لم تنظر بعين احد ،،الا لماما
حتى وان حصل غالبًا،،،،
يمنعك هدير المحرك وتروسه وهي في اعلى دوراتها،،،هذا الذي في رأسك
مع اني مفعم بالوجد،،،والشغف ،،عندما أكون مع عوالمي ،،
كيف لانسان ،،ان يقسو،،،ويظلم ،،مع كل الضعف الذي يكمن فيه ،،،)
احسبها كذلك،،،
يقال هكذا ،،،
لكن النفوس موحشة،،معظمنا جسده مثل قشرة البيضة،،،وفِي الداخل خواء
لكن هذا افضل ،،من الخراب
هناك من بداخله قمامة،،،
تتندم حين ترى،،،،
او تسمع مباشرةً من البعض - ولات ساعة مندم
اسمع حديث من التقي بعيونه،،
لكن فقط في لحظات الصفاء ،،على الاقل بالنسبة لي،،
ربما افترض مثل هذا الامر،،،
لايهم اسماعيل،،،،حسن الظن،،،وان يكن فيه بعض سذاجة ،،هذا يعني ان ما بداخلك ليس قمامة،،
وكيف يأتي ،،الظن الحسن،،،وانت رحالة لعين ،،
في دوامة انهماك بعوالم متلاطمة ،،،لم تنظر بعين احد ،،الا لماما
حتى وان حصل غالبًا،،،،
يمنعك هدير المحرك وتروسه وهي في اعلى دوراتها،،،هذا الذي في رأسك
مع اني مفعم بالوجد،،،والشغف ،،عندما أكون مع عوالمي ،،
كيف لانسان ،،ان يقسو،،،ويظلم ،،مع كل الضعف الذي يكمن فيه ،،،)
شد انتباهه ،،أصوات متعالية وهو وسط سوق السراي ،،المسقف والضيق،،الذي لايتجاوز عرضه الثلاث أمتار ،،مع تجاوز المحلات المكتضة ،،بمسافة متر من كل جانب،،لذلك يضيق الممر حتى المتر،،ومع قصر السوق ،،ألانه ،،غير مستقيم ،،بحيث لاتتمكن من مشاهدة النهاية ،،وانت في اي طرف،،ومع هذا الضيق ،،هناك فسحتين وسطية الاولى وهي مدخل جامع الوزير والثانية نهاية سوق السراجين،، تستولي عليه القبب ،،والأقواس ،،،
في مجمل بحثه التاريخي ،،توصل الى ان السوقين يعودان للعصر العباسي ،،المكان نفسه،،،لذلك ،،هو هنا،، وخياله يجمح،،بعيدًا،،،في الماضي السحيق،،
في مجمل بحثه التاريخي ،،توصل الى ان السوقين يعودان للعصر العباسي ،،المكان نفسه،،،لذلك ،،هو هنا،، وخياله يجمح،،بعيدًا،،،في الماضي السحيق،،
( ماذا دهاك اسماعيل ؟!
أليس هناك شيء يشدك في الحاضر ؟!
انت انسان معيش في الموت،،،،
لا اعرف لمَ أتوقع ؟! ،،أن أرى الجويني،،في مدخل السوق جالسًا،،وهو يتضور جوعًا،،لانه يتحرى الحلال والحرام في الطعام،،- هو إذن لم يأكل منذ قرون !!
لقد ضاع الخبز الحلال يا اسماعيل - وكيف ستقنعه ،،ان يأخذ من يديك
ربما ستتضور انت الاخر جوعًا ؟! ،،لانه سيقنعك بوجهة نظره
أليس هناك شيء يشدك في الحاضر ؟!
انت انسان معيش في الموت،،،،
لا اعرف لمَ أتوقع ؟! ،،أن أرى الجويني،،في مدخل السوق جالسًا،،وهو يتضور جوعًا،،لانه يتحرى الحلال والحرام في الطعام،،- هو إذن لم يأكل منذ قرون !!
لقد ضاع الخبز الحلال يا اسماعيل - وكيف ستقنعه ،،ان يأخذ من يديك
ربما ستتضور انت الاخر جوعًا ؟! ،،لانه سيقنعك بوجهة نظره
مسك معدته ،،الخاوية وحاول ان يطرد الفكرة ،،من رأسه ،،وهو لم يتناول فطوره ،،في الصباح ( مجنون هذا الجويني،،كيف يحتمل الْجُوع ؟ - وهؤلاء الأسرى الفلسطينين ،،،)
تقدم ،،حتى وصل الفتحة الاولى،،،وكلما وصل هذه البقعة ،،شعر بان ابو حيّان التوحيدي ،،كان يعمل وراقًا هنا،،
( اعرف،،يا ابو حيّان،،مقدار القرف الذي كان يتملكك - مثلك جانح،،لاتقيده مهنة ،،لعن الله الجوع والحاجة للآخرين ،،
لم يفهموك،،،؟
لكن لاذنب لهم،،،انت ذئب،،،اجبر ان يعيش وسط قطيع من الحملان،،،قلع الفقر انيابك ،،
تقطعت بك الأسباب ،،،
وحالما حاولت الانتفاض ،،،
التهمة جاهزة،،،زنديق،،،
تهكمت على المهلبي،،،وعلى غيره،،،
لكن لم تكسب غير الجوع،،،
لأنك ثائر،،،ومتوقد الذهن والإنسانية ،،
تداولتك الأوجاع ،،،
أستاذك المنطقي ،،حجب عنك ،،
اهم المعارف،،،
نسى ان يعلمك ،،ان اصحاب السلطة ،،حاويات قمامة ،،يخفي تزويقها الخارجي ،،العفونة التي تستبطنها
أيها الفارس،،،اوقفوا وهجك جوعًا فآثرت السلامة
لكن ،،لا ،،هذا وهم،،،تهمة الزندقة،،،هي السبب )
اقترب من مصدر الأصوات المتهكمة،،،حتى وجد حلقة من تجار المحال ،،وبعض العمال ،،في نوبة ضحك ،،ووسط الحلقة ( حنبص ) ،،وهو بحالة هستيرية ،،،وقد مزق ثيابه ،،ولم يبقى الا مايستر عورته ،،،هو شريف وصاحب حياء بالفطرة،،،ويعرف ان بعض مرتادي السوق من النساء ،،يصرخ بكلمات ،،غير مفهومة،،،ليست الكلمات وإنما عدم ترابطها مع بعض،،
( لابد هناك امر ،،جلل،،الذي أغضبه ،،،
كيف لا يغضب،،،وكل هذا الهراء اليومي الذي يشاهده ،،،)
تقدم ،،حتى وصل الفتحة الاولى،،،وكلما وصل هذه البقعة ،،شعر بان ابو حيّان التوحيدي ،،كان يعمل وراقًا هنا،،
( اعرف،،يا ابو حيّان،،مقدار القرف الذي كان يتملكك - مثلك جانح،،لاتقيده مهنة ،،لعن الله الجوع والحاجة للآخرين ،،
لم يفهموك،،،؟
لكن لاذنب لهم،،،انت ذئب،،،اجبر ان يعيش وسط قطيع من الحملان،،،قلع الفقر انيابك ،،
تقطعت بك الأسباب ،،،
وحالما حاولت الانتفاض ،،،
التهمة جاهزة،،،زنديق،،،
تهكمت على المهلبي،،،وعلى غيره،،،
لكن لم تكسب غير الجوع،،،
لأنك ثائر،،،ومتوقد الذهن والإنسانية ،،
تداولتك الأوجاع ،،،
أستاذك المنطقي ،،حجب عنك ،،
اهم المعارف،،،
نسى ان يعلمك ،،ان اصحاب السلطة ،،حاويات قمامة ،،يخفي تزويقها الخارجي ،،العفونة التي تستبطنها
أيها الفارس،،،اوقفوا وهجك جوعًا فآثرت السلامة
لكن ،،لا ،،هذا وهم،،،تهمة الزندقة،،،هي السبب )
اقترب من مصدر الأصوات المتهكمة،،،حتى وجد حلقة من تجار المحال ،،وبعض العمال ،،في نوبة ضحك ،،ووسط الحلقة ( حنبص ) ،،وهو بحالة هستيرية ،،،وقد مزق ثيابه ،،ولم يبقى الا مايستر عورته ،،،هو شريف وصاحب حياء بالفطرة،،،ويعرف ان بعض مرتادي السوق من النساء ،،يصرخ بكلمات ،،غير مفهومة،،،ليست الكلمات وإنما عدم ترابطها مع بعض،،
( لابد هناك امر ،،جلل،،الذي أغضبه ،،،
كيف لا يغضب،،،وكل هذا الهراء اليومي الذي يشاهده ،،،)
جمال قيسي / بغداد
-----------------------------------------------------
الجويني / الملقب بإمام الحرمين ،،احد اقطاب المتكلمين ،،ومتصوف وعالم ،،روي عنه انه كان يشم الطعام قبل أكله ،،فإذا كان مصدره حرامًا عرف ذلك،،وأبعده ،،حتى لو تضور جوعًا،،،عاش في بغداد فترة ،،وهو استاذ ابو حامد الغزالي ،،
المهلبي / يزيد بن محمد المهلبي ( 903-963) ،،وزير لمعز الدولة البويهي
ابوحيان التوحيدي / الاديب المعروف،،صاحب الاّراء الحادة،،والتي اتهم بموجبها بالزندقة ،،كانت صراحته قوية جلبت له الويلات،،اضطر ان يعمل ناسخًا للكتب ،،بعد ان تعرض داره للسرقة وفقد كل شيء،،ومن ثم عمل في خدمة الوزير المهلبي،،حتى غضب عليه الأخير بسبب احد آراءه ،،مما اضطره للفرار من بغداد لفترة ،،وهو صاحب الخصومة الشهيرة مع الصاحب بن عُبَّاد ،،يعد ابو حيّان مؤسس النثر الفني الأدبي ،،،
المنطقي / ابو سليمان السجستاني المنطقي ،،فيلسوف وأديب وشاعر،،كان مهتم بالفلسفة وعلوم الطبيعة والمنطق،،وكان استاذ ابوحيان التوحيدي ،،،ونقل معظم أفكاره ابو حيّان في كتبه ،،مثلما فعل افلاطون مع أستاذه سقراط ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق