الخميس، 6 يوليو 2017

   نائلة طاهر (تونس )
 الكتابة هوية أو قضية ؟ الكاتبة الاردنية إيمان أبو الهيجاء.
عندما اكتفت الشاعرة والقاصة إيمان أبو الهيجاء  بصفحتها كانت تعلم تماما انها لابد ان تستخدم كل ذكاء وموهبة الكاتب المحترف لشد انتباه القارئ بصفة مستمرة وقد غامرت واستثمرت نجاحها المبدئي لتحوز نجاحا أكبر وأهم من خلال صفحتها فقط وقد كان ذاك اختيارا منها رغم أنها قادرة على النشاط بكل الأوساط الأدبية المكتوبة والمرئية .وكلنا يعلم ان نجاح كاتبة  في مثل سنها وعلى المستوى العربي ليس سهلا خاصة  اذا اعتمدت على قدراتها الذاتية فقط.  اذ لا نعول كثيرا على القارئ العربي  الآن في المساهمة بانجاح مسيرة  وشهرة لكاتب ما أو دون الاستعانة بوسائل الاعلام والنقاد أو القراءات والندوات الأدبية . ولأننا بمجتمع شرقي فقد أوجدنا مصطلحا عربيا خاصا بنا وهو الأدب النسائي أو النسوي  وبات تقييم أي تجربة أدبية يخضع لنوع الجنس لا لقيمة العمل ، وقد كان هذا التصنيف مجحفا بحق أكبر الكاتبات العربيات مثل غادة السمان وأحلام مستغانمي و مي زيادة ...فكل منهن كانت تابعة  لاسم كاتب كبير أخذت شهرتها منه (غادة وغسان ، مي زيادة وجبران، سعاد الصباح وأحلام مستغانمي ونزار قباني....)وكأن الأدب جنس أصلي واحد هو الرجل أما المرأة فهي ضلع به .وقد كانت أحلام مستغانمي وغادة السمان من الرافضات لهذا التصنيف رغم انحيازهما للمرأة و الدفاع عنها في جل الكتابات وقد نجحتا في تكوين جمهور كبير من القراء والمتابعين .
أوردت هذه المقدمة لأني على قناعة كاملة أن إيمان أبو الهيجاء هي تجربة كاملة مثلها مثل تلك الأسماء الكبيرة للكاتبات العربيات، مع اختلاف كبير لصالحها (جيل ما بعد سنة  2000) جعلها تكون واجهة تسويقية ناجحة للأدب العربي أي مؤسسة كاملة لا مجرد صفحة بكتاب أو مجلة . ولازلت أذكر حين قرأت لها أول مرة إجابة أحد المهتمين بالشأن الأدبي بخصوص سؤالي عنها فقد قال :"إيمان أبو الهيجاء نجمة ." وبعد سنوات  من المتابعة لها أدركت صحة هذه الصفة وأبعادها ، فهي فعلا نجمة بكل ما يقتضيه هذا اللقب من مظاهر لتكون مؤسسة تسويقية أدبية، و المؤسسة ليست إلا صفحتها فهناك اعتكفت ،هناك بنت بجهدها الخاص صرحها الادبي والاعلامي وهناك تجد ملامح بارزة لمسيرتها واهتماماتها. الذي يدخل حديقتها الأدبية يعرف ماهية الفكر الذي تحمله الكاتبة و يدرك أنها من خلال قصائدها وقصصها ومقالتها وحتى ومضاتها هي كاتبة حاملة لقضية و لمشروع تعمل على إنجازه بتؤدة وبكل حرفية وعلمية وما ادعاؤها بأنها هاوية كتابة ليس إلا تواضع الأدباء التواضع الذي ينم عن ذكاء ووعي أن الأدب مسيرة تعلم وعمل لا تنتهي وان من يقول وصلت القمة فقد انتهى.هذا وقد كنت كتبت عن جل كتابات الأديبة إيمان أبو الهيجاء كتبت كمعجبة لا كناقدة بحياد تام واقتناع أننا بصدد تجربة أدبية تستحق أن يبحث في شأنها النقاد من كل الجوانب ، باقتناع تام انني أعاصر أديبة ذات خصوصية بالغة سيذكرها تاريخ الادب العربي خاصة وأن المادة الأدبية التي تقدمها مغرية ومجالات النقد بها متعددة ومنفتحة على عدة فضاءات .على عكس
 التجارب الاحادية الاخرى
قـــــــــــــد قـــــــالــــــوا "عـــــــــــــدلا" 
=====================
ومـلـكـتُ نـفـسـي لـــن تــقـولَ مـلَـكْتَني
إنَّ الــعــروشَ أمــــامَ فــكـري تـنـحـني

تــــاجُ الــنـسـاءِ ولُـــبُّ رشـــدي دُرُّهـــا
ســـرُّ الأنــوثـةِ صــارَ حـكـرًا مـوطـني

إنَّ الـعـيـونَ الــسـودَ مـوقـدهـا الـنـهـى
نــبـعُ الـجـمـالِ الـعـقـلُ قـــرَّةُ مـسـكني

مَـــن قَـــالَ هــذا الـوجـهُ غـايـةُ مـجـدِنا
حـــاذى أســيـلُ الـخـدِّ حــرفٌ يـنـبني؟

لـــو كـــانَ زِيـــنُ الــقـدِّ مـبـلـغَ عِـلـمـنا
مَـــن غـيـرنـا.. بــشـؤونِ كــونٍ يـعـتني؟

أصــــلُ الـحـصـافـةِ والــدلـيـلُ بــلاغــةٌ
لــــن تـسـتـقـيمَ أمــــورُ كــــفٍّ أرعــــنِ

غــلــبَ الـبـيـانُ بـمـنـطقٍ بَــلَـغَ الـــذُرى
إنّ الــسـيـوفَ أمــــامَ ســحــرٍ تـنـثـني

بــعـضُ الـعـيـونِ وراءَ ســطـحٍ لا تــرى
لـــم تـــدرِ أنَّ الـعـمـقَ مـوسـمُـهُ جَـنِـي

كـيـف الـسـبيلُ لـنَـيلِ نـهـجٍ مــا ارتـوى
يـبـغـي الـنـجاةَ بـخـطِّ سـيـرٍ مُـنـحنِي؟

صــحــراءُ بـــورٌ ظُـلـمـها فـــاقَ الــمـدى
أرضٌ جــهــولٌ رمــــلُ مـــاضٍ شــدَّنـي

ومــكــانُ وأدٍ ..قــــد تــوارثــهُ الــــورى
في نصفِ عقلٍ ... نصفُ حقٍّ مدفني

يـــا صـــاحُ يـكـفي مــا تـفـشَّى بـيـننا
أزحِ الــسـتـارةَ... نــــورَ حـــقٍّ بــرهـنِ

لا لـسـت حُـورًا... فـي كـياني مـعبدي
قــلـبـي بــأمـري لــيـس كــنـزًا تـقـتـني
••••••••••••••••••••••••••
إيــــــمــــــان أبــــــــــــو الـــهـــيـــجــاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق