الخميس، 20 يوليو 2017

مرصعونَ بالخَيبات بقلم / ثامر سعيد آل غريب

مرصعونَ بالخَيبات


أيّها الصوفيُّ الذي اِستلتهُ
النجومُ
صوبَ غبارِ التآويلِ...

عيناكَ خجولتانِ
منْ سكبَ بدمعِهما
كلَّ هذه الوقاحةِ ؟
وأنتَ تطاردُ الأفلاكَ بثوبِكَ الفضفاض
وتُمشطُ خُلوتَكَ بالتفكرِ
متى توقظُ النائمَ في لوحةِ غويا
وكيفَ ستكبحُ هذا الخرابَ
وقد غيّرتِ الكواكبُ دورانَها
وتشابكتْ خرائطُ الفصول ؟
تمتدُّ نهراً متعباً في اللامكان
على ضفّتيكَ تطفو ألوفُ الجثث .

هيَ صحرائُهُم ..
فلا تضعْ قدميكَ فيها
أنتَ لا تجيدُ رقصةَ النَّحرِ
ولا علمَ لكَ بترانيمِ الفحيحِ .
هي لغتُهم ..
فكيفَ تضاجعُها
على مرأى من النحّاةِ المخاتلين
وأنتَ تطاردُ أحرفَ الشّرطِ
بعلاماتِ التعجبِ
ولا تُطابقُ متبوعاً في الإعرابِ ؟
هي أجنحتُهم ..
فلا تحلقْ بها
ستأخذُكَ هناك ، حيث الهواءُ أنفاسُهم
فتلفظُكَ السماءُ
ويشحُّ عن الوردِ قلبُكَ .
كنْ دائماً على أهبَةِ التغريدِ
فالصباحاتُ التي تملأُ القلبَ
جديرةٌ بهذا الشُواظِ ، يُنضجُ أغنياتَكَ الفارعة .
تشبثْ بما طُعنتَ به من ذكريات
ولا تدعِ الأحلامَ تتمرغُ
على دماء بكارتِها .
التيجانُ أطولُ عمراً من الرؤوسِ
فليكن تاجك رأسك .

وأنتم أيّها المرصعونَ بالخيباتِ
المركونونَ في تفاصيلِ الوقتِ
كقطاراتٍ معطوبةٍ
متى تتماثلونَ إلى الشّموسِ ؟
الترابُ الذي ألقمتُموهُ
جثةً إثرَ أخرى
كلّما تنهَّدَ ،
تطايرتم من صدرهِ زَفرات .

الليلُ أخطاءُ النهارِ
فلا تأرقوا كثيراً
أطلقوا لحريرِ الضوءِ قصائدَكُم
كي لا تفقسَ في مَطاميرِ العبيدِ
فتكونُ ربيبةً للقضبان
ولا تستعطفوا مطراً من ملائكةِ
السراب .
الأباطرةُ يتنقرسون
الحُجّابُ المدججونَ بالمكائدِ
يلدغون بعضهم وينفقون
والعسسُ يحالون إلى التقاعدِ
العيونُ التي تُشكلُ العشبَ
على أرصفةِ اليافطات
غازاتِ دموعٍ ورصاص
ستُغيّرُ برقها ، وتُطبقُ جفونها
على وشاياتٍ نيئة .
أما أنتم أيّها المبجلون
المرصعونَ بالخيباتِ
المثقبةُ قلوبُكم بالحدائقِ والأحلام
والمركونَ في تفاصيل الوقتِ
كقطاراتِ معطوبةٍ
في هواءٍ ما منحكم سوى التسكعِ والجنون
تذكروا ..
حين تشهرون قصائدكم على هذا الرمادِ
وتقايضون بالنعناعِ عَطنَ السنين
أن الكلماتَ التي يلفظها
ثقبٌ في القلب
سترتبُ خارطة العالم .
تموز 2017


تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه نص كبير..والحديث بإزاءه يتوجب ان يكون متناغما مرهفا حميما حيا من لحم ودم ايضا..
من هنا دعنا ننتظر معا ،عسانا نحضى بمن يبحر في هذا الخضم العميق ..فانا الان ما فتئت مخمورا بكنافتك ،مسحورا  بمدهشتك،اخي وحبيبي الاستاذ ثامر سعيد آل غريب المبدع الكبير..تحياتي ..
 
تعقيب غسان الحجاج
غسان الحجاج أطروحة موسيقية تتحدى النقاش بحلتها الحداثوية تمتد الى ما وراء الوراء لتكتشف الخرائط الجديدة بنفس الصوفي العراف ونبضة الخيميائي العالم بشعاب الأبجديات التي لم تسلك بعد لانه يمتلك الاحساس الصادق فالقصائد تحتاج الى البصيرة او ما يشابه الانغماس الروحي او الذوبان النرجسي الحميد ..
تحياتي ايها الشاعر الكبير استاذ ثامر سعيد آل غريب

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق