الاثنين، 17 يوليو 2017

يوميات اسماعيل / ٣ بقلم / الروائي جمال قيسي

يوميات اسماعيل / ٣
 
 
 
(لا اعرف مالذي حدث،،،،
تقالب في التفكير،،نوع من التوتر العالي أصابني ،،اشبه بالتيار الكهربائي الذي يسري بأسلاك الضغط العالي ،،وانا في منتهى الاستاتيكية،،،جثوم في المعنويات ،،،مجرد توارد أفكار ،،وكأنها جزر متقطعة،،،هي كثيرة لكنها متناثرة ،،لايمكن عدها أرخبيل ،،ولا خليج ،،،شيء غير ذي بال ،،وسط بحر يموج ويتزبد،،
،،، آه ،،انه هو،،،)
كان ( حنبص ) يسير أمامه ،، محدثًا ضوضاء خافتة لا تشعر بها ،،الا بعد ان تقترب منه،،، احاديث متواصلة ،،انها بالتاكيد ،،احاديث ،،ذات قيمة ،،تستشعر بأهميتها من خلال انهماكه بها،،
يتصارع بروية ،،،انه بالتاكيد ،،قيادي،،ربما يقترح او يوبخ ،،من هم بمعيته ،،والذين لايراهم احد غيره ،،،
مااجمل واغرب المنظر،،،،،سياج الجسر المشبك بنقشة متكررة،،،،لكنها لاتصيبك بالملل،،لأنك ،،ترى حركة الماء من خلفها،،،مع توزيع الأعمدة التي تحمل المصابيح الانكليزية الفيكتورية ،،،التي تم سرقة رؤسها،،واستبدلت بمصابيح من الصين،،،هذه الآفة الانسانية التي تلتهم ،،كل ما انجزته البشرية ،،من جمال،،،،هم فلاسفة سلبيين استوعبوا الطمع البشري،،،وانقضوا على الجميع،،،نهاية مشروعهم هو قيام الساعة،،،
تباطأ ،،في فرد قدميه،،،لكي يبقي مسافة ،،معقولة ،،بينه وبين ( حنبص) ،،،مع انك تراه يوميًا هذا الحنبص ،،،،،بالحقيقة تصادفه ،،
لكن ان كنت تبحث عنه ،، بقصدية ،،تعجز عن ذلك،،،
شيء ما يجذبه الى كل المجانين،،،،ربما هو عضو في نقابتهم،،،لكن ابعد لمخالفة لم يعد يتذكرها،،،،لذلك يشعر بالانسجام مع حديث ( حنبص ) ،،صحيح انه لايفهم منه شيء،،،لكنه يصغي له،،،شيء مثل حقل كهرومغناطيسي ،،يتعالق معه،،مجرد اقترابه من اي مجنون،،وحنبص ليس اي مجنون،،،هو يعده من الأمراء ،،،
( الان اكتملت الصورة،،،منتصف الجسر،،،هذا ممر الخالدين،،،علي ابن الجهم،،،احمد بن حَنْبَل ،،ابو الحارث المحاسبي،،الطوسي،،،العاقولي،، حنبص ،،كلهم مروا من هنا ،،جعفر الجواهري قتل عليه لانه عبر بشكل معاكس،،،كان عليه ان يتبع خطى ،،حنبص ،،،المعاكسة في النوايا والأغراض ،،وليس في الاتجاه ،،،)
( لنتحنبص اسماعيل،،،وسنرى الصورة على حقيقتها - الم تقل ان الحقائق نسبية !! - وبما انك لم تعرف غير حقيقة واحدة ،،نفسك،، وبؤسها،،،إذًا ،،هناك امر ما يجعلك ترى الامور بالمقلوب،،ماذا ؟ بالمقلوب،،- أبدًا ،،هذه الأشياء ،،لا إحاطة لك بها ،،شيء لايمتلك منظور - سيتلبسك ما اصاب ابو منصور الحلاج ،،- هي مجرد تسميات ،،،وهناك من يحاول إقحامها فينا ،،بمسمى حقائق،،،- نحن مجرد حاويات تنطوي على الهراء ،،
لأنك سلبي ،،لم تقل لا،،
الان زمن التحرر،،،لم يعد في العمر ،،ما يستحق ،،ان تحابي ،،اضربها في وجوههم اسماعيل "فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان "
كيف ستتحرر وهذا زمن اللصوص والمنافقين والمكورين ،،،ياله من اشتقاق ( المكورين) ،،انه من التكوير ،،وكل معمم هو جزء من التكوير،،- لا اعرف ،،علقت الفكرة وافزعتني،،بعد معرفتي ان عدد خريجي الأزهر ،،تفوق على عدد كل الجامعات المصرية ،،ودورانك حول خيباتك تكوير ،،وتكرار هذا الخواء اليومي تكوير - العملية تستحق التنظير ،،لكن ليس وانت متعالق مع حنبص - هذه لحظات قدسية ،،،)
تخطى الجسر بتؤدة،،،ووتيرة متوافقة ،،مع دبيب ( حنبص ) ،،انه الحقل الجاذب ،،،انتماء فلكي،،مثلما يحدث بالتحام المركبة الفضائية ،،بالمحطة الفضائية ،،،او اشبه بالآسر التجاذبي،،،كما تفعل الارض مع القمر،،والشمس مع كواكبها،،
( يبقى الكبير كبير !! ،،وحنبص جزء من مجرة عملاقة ،،لا طاقة لك ،،بتركها - من يقول اني أسيره ،،انا راغب بالانتماء - آه لو تعرف يا اسماعيل بماذا يفكر الآن ؟ - هذا العالم أحجية كبيرة،،،من المؤكد انه يعمل على حلها ،،هو قادر على ذلك ،،لانه بلا لوثة تقسيم العمل،،،او الترهات الدينية،،،مثله يتعامل بالمباشر مع الاله،،مرفوع عنه التكليف،،،)
عند نهاية الجسر تسمر ( حنبص ) ،،،وكأن الحيرة تملكته في اتخاذ الاتجاه يمنة او يسرة ،،،،
( ما اسوء الوضع،،الذي أدى الى ان يحتار فيه حنبص باختيار الاتجاه ،،،ماذا سنفعل نحن المضللون بالأساس ،،،- لكن لا ،،مثله يجيد اختيار الاتجاه - ،،،انه يهزء منا،،،لذلك وقف في استهجان بين جامعين ( سني وشيعي ) ،،)
جمال قيسي / بغداد
علي بن الجهم / شاعر ، صاحب البيت المشهور ( عيون المها بين الرصافة والجسر،،،)
احمد بن حَنْبَل / صاحب المذهب الحنبلي
ابو الحارث المحاسبي / صوفي مشهور مدفون في جامع الآصفية مع الكليني ونصير الدين الطوسي
العاقولي / استاذ في المدرسة المستنصرية
جعفر الجواهري / شقيق الشاعر محمد مهدي الجواهري ،،استشهد على جسر الشهداء في مظاهرات ١٩٤٧ ضد معاهدة بورتسموث
حنبص
/ مجنون ،،مجاله الحيوي بين جسر الشهداء وحتى منطقة الميدان
 
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه دعوة نبيلة اخي الاستاذ اباسرى العزيز ،
فيما إدا نطرنا الى التمظهرات التي حولت كل هذ المفاهيم التي مررنا بها عبر هذا النص الى أفعال عادية وربما تجارية بالمعنى الراسمالي للكلمة للأسف الشديد ،فبدلا من ان تكون اضافات فكرية ذات اثر إيجابي في جدل الحضارة تم
تمييعها او مسخها او تفصيلها بحسب المقاسات وبحسب الحاجات النفعية ولكم لاحظنا كيف استحالت اقدس الرؤى والمناظير الى مجرد حصان طروادة اضخم بألف مرة من هذا الذي اوردته الملحمة الإغريقية المشهورة لكن الأكثر غرابة من كل ذلك مسخ الإنسان ذاته ..!!
حتى لنحس ان هناك مؤسسات كاملة تعمل على ذلك اكثر خطرا من النفعية الصينية التي عرج عليها اسماعيل النبيل..
صنف واحد من البشر ،او لنقل منا نحن المحشورين هنا في شدق الجسر البغدادي العتيد..هذا الجسر الذي يستحضر بكل وضوح صخرة سيزيف القاهره..اردت القول ان صنفا واحدا منا لايقبل بالمسخ ولا يتقبل التلوث بل تتساقط كل اللوثات الخانقة عن اردانه الطاهرة وكانه مطلي بزيت قادم من خارج هذا العالم ،زيت لايلتصق به دنس قط..
والعجيب يا ابا سرى انه ينتمي الى شريحة مذهلة تكاد لاتخلو منها مدينة عراقية صغيرة او كبيرة ،اذا ما اردنا التعميم على مستوى العالم..
حنبص او حتى اسماعيل العزيز ذاته موضع إدهاش حيوي وفاعل..
اليس عجيبا مثلا اننا جميعا حتى الحكومات المتعاقبة لاتملك عليه حق المنع او الحجر او الحبس مع ان امثال حنبص الغفاري قد تخرج افواههم ملا نتوقع من الشتائم الجليلة التي لا يتمكن غيرهم من النذق بها ممن يعتقدون بأنفيهم العقل والحكمة ،حتى اذا مارس البوليس السري بعض تنغيصاته المعتادة عليه احيانا فإنهم سيحدثون شرخا مجتمعيا خطيرا،مظاهرة صامة تنطق بها العيون المفتوحة على وسعها والافواه الفاغرة التي توشك على الصراخ إدانة واحتجاجا ،ذلك لأنهم غيبوا عن الانظار منارة شاهقة من وسط المدينه،نوعا من الكائنات الرافضة المتمردة على كل ما هو ناشز عن انسانية الإنسان بكل تفاصيلها،بدء من ( اين لك هذا)،وانتهاء بالهذيان الذي (نحبه ونستحم بشقشقاته بحثا عن الطهارة حتى وإن لم نفهم من ثرثرته الذاهلة شيئا) كما ورد في هذا السرد القصصي المتدحرج مثل كتلة بلورية من الضوء الكاشف الهابط من اعلى جسر ( الشهادة ) حتى قاع المدينه..
مشكلتنا معكم انتم (حواريو ) كافكا او جويس ربما محرجون كثيرا?! ( اعني ما صرخ به القاضي في وجه عادل امام في مسرحية شاهد مشافشي حاجه - لازم تحرجونا يعني)..
نوعا من المقاربة الرائعة في اسلوبية كتلة الرنين المتدحرجة احسسناه مع اخيك في عالم الروي المدهش اسعد الجبوري والذي يمكن تشبيهه بالتيار الهادر المتحدر من اعلى جماجمنا حتى اخمص احوال التراب العراقي العربي الاسلامي العالمي ،رحلة تدخلكما في صلة قربى ووحدة منبع مع كبار اخرين تعرفونهم بكل يقين من شريحة الرفض الايجابي القصوى..
نورت البصيرة ولرب ازالة لكثير من الصدأ العالق سيتناثر رويدا..والسلام..
 
رد جمال القيسي 
Jamal Kyse شكرًا استاذي،،مع اني لم افهم ،،المقطع الاول من ردّك علي،،،لكني مؤمن بك،،،وبرأيك سلبًا او ايجابًا ،،،تعرف سيدي الفاضل،،ان لعبتي فك مغاليق النصوص ،،،لكن هذا النص ،،أشكل معي،،لأني لا اريد ان انظر ،، الى التورية العالية،،،مع انك أفصحت عن مراميك في النهاية،،،وتصورت مدى الضغوط الممكنة التي تتعرض لها،،،،وهنا اعتذر ،،اعتذار التلميذ للاستاذ،،،الذي ربما يضعه في موقف محرج،،،،تحياتي سيدي،،،
آفاق نقديه اخي وزميلي الحبيب الطيب..استغفر الله اولا..فإنما انت زميل حميم وكفؤ كريم ولطالما افدنا منك ومانزال ايها الصديق النفيس الغالي..

تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي

فاما ماورد في المقطع الاول فترحاب ضمني للدعوة الى الوسطية الطاهرة الجامعة المانعة التي وردت في آخر ضربة لوذعية من ضربات هذا ا
لنص المدهش..
وكنت افسر ان الامر لو كان كما توجب له ان يكون لما اختلفنا على شئ ولما اصبحت رؤى الناس ذاتها وسيلة لاستعبادهم من الخارج ومن الداخل بل ولما تمكنت جهة او مؤسسة من استغلالهم نفعيا..هذا اذا اخذنا بالدعوة الضمنية العادلة للوقوف موقف الانصاف والعدالة واحترام الاخر..
فإن كان الاختلاف ااذي يتوجب ان يكون اضافة بهاء جديد ومعنى جديد بحيث تكون اغنى واروع سببا في مانحن فيه من الربكة وسوء الفهم..فالدعوة للوسطية العظيمة الاهداف العميقة الانسانية بل والوطنية ستكون اجدى وانمى بكل تأكيد..
اما ماذكرته عن دائرة الحرج فلا والله لا والله كنت امزح معك..اردت زرع الابتسامة لكن في سياق المعنى انك يا اخي وحبيبي قد لامست الحقائق وفقأت عين اكثر من خلل وخطل وزلل..
ماعدنا نخاف احدا ابا سرى..
اكتب مابدا لك..وليكن الطوفان..
فلاخير يرتجى من مبدع مرتعش او جبان..
بورك يراعك..وقلبي معك..وهذه قبلاتي وخالص ودادي..والسلام..
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق