السبت، 5 أغسطس 2017

ضعنا ومن يهتم بقلم / قاسم محمد مجيد

ضعنا ومن يهتم
قاسم محمد مجيد

( هل من حياةٍ في الطريق نعيشها
أم سوف نبقــــــى عاشقين وُنقتلُ )...

عارف الساعدي




ليْت الأَمْرَ
انْ يمْشٍي الحُلمُ ..... عَلى رُؤوسَ أَصَابِعِهِ
وَيلبسَ سِروالاً أسْوداً
فَمنْذ ... باعَ الرَّجلُ ذِكْرياتِه
فِي عُلبٍ مُجَففَةٍ
تَقمصَ دَورَ إِلَهٍ !
فِي الليْلةَ التِي تُشْبهُ وَجْه كَافُورٍ*

**************
قَالَ : سَأهبُ آخَرينَ فرْصةٍ أُخْرى !!
للْملكِ *
حِين رأَى وَجْه الْمَوتِ
جَامِداً مِثلَ قِناعٍ
فَلمْ يبارِحِ القَصْرَ لَيلةَ مَصْرعِهِ !
وَحَاوِي*
صَعْبٌ عَليْهِ
أَنْ يُخْفِيَ دُمُوعَه
وَلا يعْثرَ عَلَى طَلقَةٍ فِي مُسَدَّسِه
ولِلسَّيابِ
انْ يَعودَ
لَجيكورٍ بِلا عُكازٍ
ولِمن بَعدُ ؟
لدَنْقَل *
يُزيحُ شَراشِفَ المُسْتَشْفَى
وَينهضُ صَوبَ نَافذَةٍ
ليَقرأَ للنِّيل قَصيدةً ثانِيةً

وبلند *
طَيرٌ إَبْيَضٌ
يَخفِقُ بقَلقٍ عَلى عُشِّه
ولَا يمُوت غَريبإً
فِي بِلادِ الثَّلجِ

و لِمن بعْدُ ؟
انْ نطردَ وُجوهَ الكَوابيسِ
وَهي تُطلُّ مِن الشُّباكَ
ولِلعَصافيرِ
انْ لَا تلوذَ .. بفَيْءِ شَجرةٍ مُتَيبَّسَةٍ

فُرصَةٌ ثَانيةٌ
لِلفرَاشاتِ
الاَّ تظلَّ مَحبوسَةً فِي عُلبِ كِبريتً
والرُّوحُ
لَا ( تثغب )* حِين تَفتحُ الْأ يَّامُ فَمَها
وِلقُفلٍ
مُتدلٍّ مِن سقْفِ الذَّاكرَة
أَفتَحُهُ
وامْسحُ ثَلاثَةَ أصْدقَاء قُدامَى

وَأَخيراً لِمَن !!
للْفُقراءِ !!
أَنْ ينْزعَ الْهَمُّ سًاقَيْهِ فَي الرِّمَالَ
وأنْ لا يقُولوا ... ضِعْنا ..... وَمَن يَهْتَمُّ !
• البكاء العميق باللهجة الجنوبية


التعليقات
غازي احمد أبو طبيخ  اقاق نقديه تحية من الاعماق تليق بمقامك ايها الأديب الكبير الاستاذ قاسم محمد مجيد الفاضل..لقد شرفت صفحتنا ايها الزميل العزيز،بل هي صفحتك اصلا..فمرحبا بهذا الحضور الفاره،والسلام..
 
قاسم محمد مجيد لك مني كل الود استاذي الجميل فعلا هذه الصفحة هي صفحتي واعتز بها واحيي جهودكم وجهود المبدعين فيها .. قبل نشر النص اطلع عليه جنابكم الكريم وصوب بعض الملاحظات التي اعتز بها دمت لي اخا واستاذا راقيا محبتي العميقة
 
  غازي احمد أبو طبيخ آفاق نقديه استغفر الله ..كل ما قلناه..اننا طلبنا نشر هذا النص هنا اعجابا ودهشة ،خاصة لكونه بالغ الفرادة ،والخصوصيةفي ميقات كثر فيه الغث وقل السمين..هذا يعني اننا من سينهل من هكذا نص مفعم بالإحساس ومكتنز بالرؤيا...
تمنياتي لجنابك الكريم بالتوفيق استاذ قاسم المتواضع الخلوق والاديب الراسخ النبيل..
 
غسان الحجاج التمني والاحلام هما ركيزتان ينبع منهما الامل كما بدأ النص بهذا التساؤل الواقعي المتمثل ببيت الشاعر عارف الساعدي الذي يمثل بوابة المصير للأمل .الرمزية كانت حاضرة بقوة اذ اعطت عمقا فكريا للنص يتماهى مع الواقع الاسودِ فيكون كلافتة احتجاج بلغة تتخطى الزمن من خلال استذكار الرموز على حقب مختلفة وتسليط الضوء على معاناتهم التي تمتد لتلتقي مع معاناة الحاضر.
اذن كيف لي ان اختصر بهذه الكلمات المدائن الحزينة التي بنيتها من حلمٍ يمشي على ارصفة حيرى ولا يتوقف أبدا ..
تحياتي وتقديري استاذ قاسم محمد مجيد
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق