الأحد، 11 أغسطس 2019

ياسندي: قصيدة يا سندي للشاعر الاديب غازي احمد الموسوي



ياسندي: 
""""""""""
1999 
""""""""""" 
أُُوْبا عَذُولَيَّ
ما أرخى على فَنَدِ
هذا الفؤادُ وكَمْ أحنى على وَقَدِ
.
منذُ ٱشرأبَّ جَناحِي والهوى قمَرٌ
من المحبّةِ سارٍ ، غيرُ مُتَّئِدِ
.
اللهُ اسكنَهُ دارَ المُقامةِ في
جوانحي فاستوى شمساً بلا عمدِ
.
رُوحٌ على هالةِ المُختارِ حائمةٌ
وناظرٌ شَرِقٌ بالدمْعِ والسُّهُدِ
.
كأنَّ بي محضَ حُزْنٍ لا يُفرّقُهُ
عن المسرَّةِ الا موضعُ الرَّمَدِ
.
أنا وحالي سِجالٌ مُمعِنٌ جدَلاً
لا يستكينُ بغيرِ الوصْلِ والرّفَدِ
.
وهلْ الى دوحةِ المحبوبِ غيرُ يدِ
تجيءُ من فلَكِ الرحمنِ بالمَددِ
.
ما اروعَ الشجنَ الزاكي اذا عَمُرتْ
اردانُهُ بسراجِ الواحدِ الأَحَدِ
.
وانتَ بعدَ فَنارِ الآلِ مُنجردٌ
كالبرق بين جفوني طيلةَ الأمَدِ
.
وِصالُ أحمدَ من رَوْحِ السماءِ دَنا
حتى تدلّى على راحَيْكَ دونَ يَدِ
..
ياماتحاً من حياضِ المصطفى عبَقَاً
عرِّجْ على مُهجتي بالسبعةِ الهُجُدِ
.
ارى بعينيكَ ومضاً ثاقباً طلِقاً
فاعطفْ على خافقي بالفيضِ ياسندي
.
عشرونَ عاماً ونفسي غيرُ ذائقةٍ
من المودةِ الا جمرةَ البُعُدِ
.
هذي جراحُ البلايا يكتنفْنَ دمي
ويَنتخِبْنَ شَكاةً حُرةَ الغَمَدِ
.
اطوي المدائنَ لا ألوي على احَدٍ
ولستُ استافُ في الصحراءِ من احَدِ
.
وطَّنْتُ نفسيْ على الصمْتِ البليغِ فإنْ
تعثّرتْ خطواتي قلت قِفْ وتِدِ
.
واشْخَصْْ الى الجهةِ الفَيحاءِ مُرْتَشِدًا
ترَ الهلالَ وقد اسرى على وعَدِ
.
ما انفكَّ شوقي صلاةً ثَمَّ قائمة
تبثُ نجواكَ ما حالتْ عن العَهَدِ
.
فمنْ تَمَسّكَ بالحبلِ المتينِ نجا
ومن غوى شطَّ ترحالاً ولم يَعُدِ
.
القاكَ طيرًا ولكنْ دونَ أجنحةٍ
قد حالَ بينَ الهوى والملتقى صفدي
.
وخافقي مولعٌ يا بدرُ مُذْ دَرَجَتْ
حولَ الفراتينِ أحلامي ومُعتقدي
.
هوايَ غَرْسُ قُرَيشٍ كلّما سَنَحَتْ
لهُ السوانِحُ لاقى أمسَهُ بِغَدِ
.
هواي ذو غُرَّةٍ كالبحرِ درّتُهُ
مكنونةُ الشمسِ تغفو في مَدى بلدي
.
هي الحقيقةُ أنّى حطَّ رائدُها
تبعتُهُ كفصيلِ الناقةِ الوجِدِ
.
يابْنَ السُّهى ياسليلَ النورِ هاكَ يدًا
طوّافةَ الحبِّ لم تحنِثْ ولم تكِدِ
.
اللهُ ربِّي وبعدَ اللهِ عامرةٌ
بهاشمٍ ثِقتي هُمْ بيضةُ البَلَدِ
.
فيهم تَجلّى ربيعُ الانبياءِ وفي
عظيمِهِمْ جُمِعَ الماضونَ بالجُددٍ
.
مُحَمّدٌ أحمدٌ شمسُ المدينةِ ما
غابتْ عنِ الافقِ او مالتْ الى رَقَدِ
.
هو الضحى أبدًا وهو الشفيعُ غدًا
فِداهُ نفسي وما أنجبْتُ من وَلَدِ
.
ويكٱنّني حينَ أنسى ذكْرَهُ حَرِدٌ
وإنْ ذكرْتُ ٱختفى مابيْ من الحَرَدِ
.
به تقرّ عيونُ الطيبينَ غدًا
ونورُهُ شاهدٌ في كلِّ مُطَّرَدِ
.
أنّى تحيّرَ قلبُ المرءِ مِنْ عَنَتٍ
ما انْ يصلِّ على شمسِ الشموسِ هُدِي
.
خضراءُ زيتونةُ المختارِ ما جفلتْ
لكنَّ حاسدَها في غابةِ العَرَدِ
.
مخبوءُ جوهرِها للعارفينَ دنا
وشعشعانُ حِماها ظاهرُ العَدَدِ
.
تجيشُ بالمرتضى بدرِ البتولِ وهلْ
بعدَ الربيبينِ مِنْ. فخرٍ لمُتّلِدِ
.
كلاهُما مَطلَعٌ للشمسِ مابرِحَتْ
في الطلْقِ تُنجِبُ عِقْدَ الّلؤلؤِ النّضِدِ
.
أطلَّ عَقْدُ مَصيرٍ في لقاءِهما
بين البطاحِ وذاتِ الرَّجْعِ والبَرَدِ
.
عن اليمينِ سلامُ المجتبى ابدٌ
وفي الشمالِ لواءُ الثورةِ الابدي
.
وتلكَ ايقونةُ العُبّادِ سابحةٌ
بالدمعِ والنورِ والرّضوانِ والسَّعَدِ
.
صحيفةُ الألَقِ الساري غمائمُها
مطيرةٌ بنجومِ العلمِ والقُلَدِ
.
سميُّهُ فالقُ. العِرفانِ يتبعُهُ
شيخُ الطريقةِ بالاورادِ والسّندِ
.
وخازنُ البحْرِ لايخفى على أحَدٍ
وذو المَدى عاقدُ السلطانِ بالرّشَدِ
.
ومَنْ تَكلّمَ بالعِلْمِ القَصيِّ. على
مسامعِ القَومِ بينَ الحِلْمِ والمَهَدِ
.
ذاكَ المُجيدُ وهل بعدَ العَجيبِ فتىً
يشعُّ الّا عنِ الهادي غداةَ غَدِ
.
وذو العساكرِ إذْ أوْما بإصبعِهِ
الى المَدارِ فهبَّ الجيشُ بالجُرُدِ
.
حتى أماطَ عن المأمولِ غُبْرَتَها
فكانَ ذا خاتَمٍ بالمِسْكِ. مُتَّحِدِ
.
هُمُ همُ ولَعَمري لو يُفارقُني
هواهمُ طَرْفةً أذوي من الكَمَدِ
.
وقْفًا على حُبِّهِمْ يمَّمْتُ قافيتي
أحيا اموتُ وفي مُرِّ الهَوى شَهَدي
.
واللهِ لو قَطَّعوني الفَ جُنْبذةٍ
لَصاحَ كلُّ جُذاذٍ يا ذُرى بَلَدي
.
يا صاحبَ العهْدِ ،والاحداقُ ضارعةٌ
ترنو الى نجمِكَ السامي فخْذْ بِيدي
.
وٱسرجْ هيامي إذا ما مُهْجتي شطَحَتْ
عنِ الصّوابِ فأنتُمْ ايةُ الصّمَدِ
.
ومَنْ تزحزحَ عن حوضِ الغرامِ هوى
مِنْ شاهقٍ وتردّى اخرَقَ الكَبِدِ
.
سُلالةٌ بعضُها من بعضِ، ماصَفَنَتْ
إلّا لِتَملأََها بالقِسْطِ والرّغَدِ
.
ولستُ غيرَ مُريدٍ يبتغي قَبَسًا
من. نُورِكُمْ فَيُداوي خلَّةَ الأَوَدِ
.
قدْ جادَ بالغَيثِ مِنْ أقصى المدينةِ ذو
نَقيبةٍ باركتْها خُضْرةُ البُنُدِ
.
بهِ أمُرُّ إليكمْ مُعْلِنًا ثِقَتي
باللهِ يانفسُ مِنْ هذا الزُّلالِ رِدِي
.
جارُ النبيِّ وافنانُ الضُّحى طَلعَتْ
بيانعٍ مِنْ ثِمارِ اللهِ مُنْفردِ
.
ياشيخُ إنَّ صلاتي تقتفي نُسُكي
للهِ فَردًا وما اشركْتُ مِنْ أَحَدِ
.
وإنَّني بكَ أستهدي المنارَ دُجىً
وغيرَ شطيكَ يازخَّارُ لمْ أجِدِ
.
يا أوحدًا عشِقَ الرحمنَ فالْتحمَتْ
به الكشوفُ ولم يُقْرَنْ الى أحَدِ
.
تُجِيزُ ياسيدي اذْ لاتُجازُ فمَنْ
يستنطقُ البَحْرَ غيرُ المُبْحرِ الجَلِدِ
.
وكَمْ تَنَمَّرَ ذو لُؤْمٍ فَجَنْدَلَهُ
مِنْكَ ٱلمَحارُ قُبَيلَ الأبْحَرِ الوقِدِ
.
هبّتْ إفاضاتُكَ الكُبرى على جَنِفٍ
يرومُ إطفاءَ نورِ الحقِّ بالحَسَدِ
.
حتى تصدّى لها ذو الفهمِ مُعتمرًا
بها فلمّا وعاها عادَ بالرَّشَدِ
.
وحجَّ يسعى إليها ضيغمٌ فجنى
فصلَ الخِطابِ وأضحى راسخَ الوتَدِ
.
رواةُ عدْلٍ وماطارتْ قوادمُهُمْ
نأيًا عن السربِ بل في وحدةِ الشُّهُدِ
.
مدامعي وسُرى لَيلِي وملحمةٌ
قديمةٌ مِنْ زمانِ الوصلِ لم تحِدِ
.
رعيًا ليومِ تباهلْنا فجدَّ لنا
نصرٌ ورانَ عليهِمْ اصفرُ الزَّبَد
.
وطارَ ايَّ مَطارٍ ضوءُ كوكبِنا
باليُمْن والحُسْنِ والإبلاغِ والزُّهُدِ
.
وانتَ يا ايُّها الشيخُ الذي سطَعَتْ
على يديهِ ديارُ الاهلِ بالصُعُدِ
.
خُذْنا الى دارةِ المَولى نحجُّ معًا
انا وانتَ فإنْ زادَ الجوى نزدِ
.
نبكي جميعًا على قبرِ الشهيدِ وما
يكفي البكاءُ على إغماضةِ الاسَدِ
.
وحسبُنا النورُ في وجْهِ الصدوقِ ابي
الشِبلِ الهَصُورِ وقرّتُ عينُ مُفْتَقِدِ
.
لهُ عليَّ ثلاثٌ مَنْ سيُنْكِرُها
وليْ عليهِ ثلاثٌ حطَّها بيدي
.
فما عَلَيَّ لهُ حُبِّي ومُعْتَمدي
ووصلُ ديوانهِ الموسومِ بالعَدَدِ
.
قبابُ اهلِ الذُّرى والمصطفينَ على
كلِّ الورى نفحَتْ بالرُّوحِ في الجَسَدِ
.
ها قدْ تبارّقَ مِنْ أطنابِهِ يَقَقٌ
لهُ الحَمائمُ تهفو كُلَّ مُطَّرَدِ
.
تاجُ الزمانِ على عرشِ الخُشُوعِ حَنا
اضلاعَهُ كجناحِ الطائرِ الغَرِدِ
.
أعلى بِهِمَّتهِ أطنابَهُ فرنَتْ
لهُ العيونُ برغمِ الكيدِ والنَّكَدِ
.
لَمَسجدٌ غمَرَ التقوى سُرادقَهُ
من يومِ اشرقَ عبدُاللهِ في المَهَدِ
.
أحَقُّ أنْ يصدَحَ التكبيرُ مُنطلِقًا
منهُ وأنْ يُبْتَنى بالتِّبُرَ والزِّنُدِ
.
طودٌ تنفَّسَ مِنْ مغناهُ هيبتَهُ
كبيرقٍ بحِجا زندَيكَ مُنْعَقِدِ
.
كأنَّ مَنْ عَرِفَ الروحَ اللطيفَ بكمْ
عاشٍ عن الاسدِ المخبوءِ في البُرُدِ
.
وقفتَ في الفتنةِ العمياء مدرعا
نهجَ البلاغةِ حتى فُزْتَ بالنُّجُدِ
.
لكَ الامانُ وللساعينَ خَلْفَكَ عن
درايةٍ مِنْ حكيمٍ واثقِ السّندِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق