الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

التأبين ،،الذي يسبق الحدث / قراءة في نص غسان الحجاج بقلم/ الروائي الناقد جمال قيسي

التأبين ،،الذي يسبق الحدث / قراءة في نص غسان الحجاج
 
 
 
الصفحة البيضاء،،احدى اهم طروحات ديكارت العقلانية،،،عندما افترض تقويم طريقة تفكيرنا،،بان نجعل عقلنا صفحة بيضاء خالية من كل الأفكار المسبقة ،،لكن عند بداية تأسيس جديدة،،يجب ان نفترض او نبدأ من نقطة ،،محددة ،،وسماها ( نقطة ارخميدس ) ،،وعليها نراكم معرفتنا الجديدة،،،وهنا يقوم غسان الحجاج،،بالدور الديكارتي ،،،لكنه متعب،،مرهق،،آت من عالم لارغبة له في تذكره،، يفتش عن اي شيء،،يتكأ عليها،،ينطلق منها مواسيًا ،،ومتأسيًا ،،،غارق في لجة اللاجدوى ،،مع ان هذا النهج ينتمي الى مدرسة العبث،،مع الفارق الجوهري،،اذ ان هذه المدرسة قامت بعد ابتلع غول الرأسمالية ،،الانسان المعياري الغربي،،،اشبه بتشرح جثة متفسخة،،،اما ان يصيب العبث ،،غسان الحجاج الشاعر البصراوي ،،فالامر ينحى بِنَا ،،الى مسار مغاير،،القضية هنا ليست معاناة من اغتراب،،وإنما من عدم تمثل،،،هو لم يصل الى قمة القوس الحضاري،،وإنما لايزال عالق في الأطراف ،،وأصابه اليأس،،،وهو يقولها صريحة ( لأَنِّي عندما استيقظت ،،،،لم اعثر حتى على النقطة )
مالذي حدث ؟ ،،هنا علينا ان نتوقف ،،ونستبطن البنية اللاشعورية ،،في النص ،،غسان الشاعر البصراوي،،،انسان صاحب رؤية ،،بحكم كونه شاعر،،وهو مهندس على حد علمي ،،لكنه عالق في عالم لا يتلائم ،،مع رؤيته ،،متفاوت معه ،،بالسلب والإيجاب ،،هو روح قلقة ،،ان لم تكن معذبة ،،الا انه يكابر ،، الحياة بات عنده مفارقة كبرى ،،شيء ذوى في داخله،،وأطفأ الأحلام ،،والشاعر بلا احلامه ،،يعني انسان بلا ماهية ،،
هنا في هذا النص ،،هو ضائع بين نقطة الحلاج في الطواسين،،ونقطة ديكارت ( نقطة ارخميدس ) ،،
نحن نتكلم عن النسق الايديولوجي ،،للنص ،،،السياق السايكلوجي ،،،في استحظارات رائعة ومكنة في الأسلوب والقدرة الشعرية،،حيث اجاد بشكل لافت في استخدام البنية المكانية لفضائه النصي،،من خلال توصيف المكان،،والاستغراق المكثف في الوصف،،،وإضفاء أذرع ،،سياقية ،،مع السماح للبنية اللاشعورية عن كشف أستارها ،،اشعر به في خطاب توديعي،،للقصيدة العمودية،،وهو ما اريد ان ألفت انتباه الاستاذة نائلة طاهر،،المدافعة الحديدية عن قصيدة النثر،،،،أقول لها ،،ان قصيدة النثر هي التأبين الأخير لخطاب الشعر العربي ،،وربما تأبين لشيء اسمه الادب العربي ،،،ليس هي السبب،،وإنما هي التمثل الأخير ،،للأدب ،،الذي عهدناه ،،،فعلينا ان نستمتع ،،،بالنهايات لمسيرة هذا الادب،،،،،
عاشت يديك شاعرنا،،ها انا اراك فارسًا مغوارًا،،بعد ان تحررت من قيود القافية. ،،،تحياتي
جمال قيسي / بغداد
ت٢ - ٢٠١٧
احتضار
...........
وانا احاول إيجاد إبعادي
لم اعثر ..
الا على نقطةٍ اتكأ عليها
في زحام آفات الضجرِ التي تأكلني بشراهة
ككهنةٍ تستعد لمواسم العجاف
فأجدني ذرة غبارٍ سابحةً في افقٍ ضائعٍ
وهي تلوح للأشباح في محطةٍ مهجورةٍ منذ امد بعيد
ولكن ذلك كان كابوساً
لاني عندما استيقظت
لم اعثر حتى على النقطة
فقررت النوم الى الأبد
بالرغم من ان هذا القرار لم يكن بيدي
 
 
التعليقات
 
 
تعقيب غازي احمد ابي طبيخ الموسوي
 
جريدة آفاق نقدية لم اطلع على نص الشاعر أبي علي المهندس الكبير الا بعد أن كتب له الناقد الكبير الاستاذ Jamal Kyse هذه القراءة التحليلية السابره..
ولقد كان اختيار اخي ابي سرى في محله تماما،في وقت ولج فيه الاديب
غسان الحجاج ( عوالم قصيدة النثر) غير المتناهيه..
إنطلاقا من كون التعامل معها .واعني ..قصيدة النثر..يمتد الى مساحة شاسعة ذات صلة اكيدة بالبعدين النفسي والعقلي للشاعر..
وكأني بها تعبير عن طريقة كل مبدع في البوح وفي التعبير عن اراداته الخبيئة وموقفه من الحياة ،وفق منجز يفترض ان يكون مفكرا بالاسلوب الفني بعيدا عن التقريرية الفجة..ولكن من كل بحسب بنيته السيكولوجية والفكرية،ومن خلال ذلك تبرز احوال التميز والخصوصية،ف( الطرائق على عدد الناس كما يقول الشيخ النفري) اذا حاز لنا التشبيه..
ولقد فأجاني كثيرا اسلوب الشاعر غير التقليدي في بناء النص،على مستوى السطر ،وعلى مستوى القصيد ..
فالواضح ان سر الشاعر هنا يكمن في اتحاد مالم يتحد عند غيره الا نادرا جدا..واعني السرد والشعرية..
ذلك لان مقاصير شاعرنا تبدو ذات سطر اطول من المعتاد ،بل يمتد الى مدور معنوي استكمالا للافادة المضمونية التي كان يمكن ان تحيل الجنس الى الحكاية او التقرير،ولكنه كان محنكا ابداعيا بحيث اتخم السرد بالحيوية الشعرية والتفكير الفني والتداخل بل المخامرة النفسية،مما جعل اطوال المقاصير تبدو حميمة ومقنعة حد الكشف عن نموذج لافت وجميل،يوفر اكبر قدر ممكن من الحوار الداخلي،ولعرض موقف الذات الشاعرة المتغربة ..بالاتجاه الدقيق الذي شخصه ناقدنا القيسي.. من الحياة الخاصة والعامة بكل جدارة وفراده..
تقديري اخي ابا سرى الرائع..محبتي اخي ابا علي المبدع..تحياتي ،والسلام..
 
 
غسان الحجاج انا امام قرائتين نقديتين من سلالة المنابع الاولى حيث الماء يتعانق مع النور هكذا انتابني شعورٍ يشبه العاشق وهو ينظر الى الفرقدين في ليلةٍ ساحرة
لذلك لا كلمات لدي لكي أدلي بها حسب قاعدة (الصمت في حرم الجمالِ جمالُ)
وافرٌ امتناني ومحبتي الكبيرة لكما ايها الفرقدانِ
 
 
عليا عيسى بين عالم النص و قراءته
تتماشج اواصر الثقافة العميقة
تعكس الحرف و ابعادها بدقة متناهية

و تنفخ الروح في مترادفات الكلمات
شكرا للقراءة الناقدة المميزة
أستاذنا
Jamal Kyse
الاحترام كله للابداع بالتعبير عن الكم المتشظي بالكيف المقنن الدقة و التبليغ
بورك المداد أستاذ
غسان الحجاج
 
 
غسان الحجاج بوركتِ سيدة البوح استاذة عليا عيسى المبدعة التي تبتكر من عوالم وجدانها ابعاداً لا تقاس مدياتها
خالص تقديري سيدتي
 
Jamal Kyse شكرًا ،،السيدة الرائعة،،،والشاعرة صاحبة صوت الاعماق الدفينة،،والمستحيلة،،،تحياتي
 
غسان الحجاج كان كل شيء يسير في أطروحتك النقدية بسلاسة وبدقة متناهية وانت تشرح جثة اللاوعي التي كانت تعتريني والتي تمخضت عن هذا النص النثري والذي لم أتردد في نشره حتى انك ناقدنا الكبير اقتربت حد التصاق الظل بالجسد وانت تفكك المعنى وتفتح الأبواب من نقطة التلاشي لآفاق ضغطتها بتباريح الوجدان لانقوقع في عالم لا اتمناه لمن احبهم ..
لكني لم اكن ملوحاً للشعر العمودي بالوداع على الاقل ليس هذه المرة بل كنت ملوحاً لشيء اخر ربما كان يمدني بطاقة الوجدانِ لأكتب الشعْر او ربما لاني سئمتُ من كل شيء وان كان ذلك الشعور ينتابني بين الفينة والأخرى لكنه تجاوز قمة الموجة ليعلن انهياري تماما كانكسار المعدن عندما يدور في وسط لايتناسب والخواص التصميمية فهذا العالم أشبه بالوسط الذي يفوق في تداعياته متانة التحمل لدى الانسان..

انا على يقين من انك ايها الروائي والناقد الكبير استاذ جمال قيسي تمتلك أدوات نقدية ورؤية ثاقبة تلامس نصوص الادباء والشعراء بطريقة عملية علمية مشرفة بل تقوم بفتح الافاق لمن يرغب بالتحليق خارج المألوف بما تقدمه من اثراءات تتماهى مع الحداثة والتسامي الأدبي

تحياتي ومودتي استاذنا الكبير
 
Jamal Kyse تحياتي استاذ غسان،،،،إنما قصدت ان الادب كما عهدناه يلفظ انفاسه،،،لذلك انا اشرت بشكل خاطف الى قضية البنية اللاشعورية،،
 
Ahmad Alsheble قراءة معمقة لنص الشاعر غسان الحجاج برؤية نقدية عالية المستوى دخلت عمق النص وشرحته بمبضع ماهر شكرا لقراءتك الجميلة وشكرا للشاعر غسان الحجاج على نصه المستفز.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق