الأربعاء، 3 يناير 2018

إلى الصديق الغائب.. الذي ليس له مثيل بقلم / الاديبة دنيا حبيب

إلى الصديق الغائب.. الذي ليس له مثيل
-



الحياة ليست عادلة يا صديقي..
أتمنى أن أعبر لك عن نظرتي لها بطريقة غير الكتابة -والتي اتضح لي أنها عاجزة عن التعبير الدقيق- مثلا أن أرسم لوحة، بدلا من تلك الرسائل الهالكة.. لكن تعرفني أنا لا أجيد الرسم، كأي شيء أتمناه بشدة!...

لو أصبحت الحياة عادلة، وأصبحت أنا رسامة، ستكون أول لوحة لك، سأشرح فيها ما أشعر به عميقا. لكن دعنا نجرب الآن، سأخبرك عن رسمتي الأولى في خيالي، ولو أعجبتك فعلا، حينها سأصدق كذبتك اللطيفة وسأبدأ في الرسم فورا...
إنسان -أو شبه إنسان- يرتدي ثوبا فضفاضا، هلامي الملامح يبدو عليه الإرهاق الشديد كأنه عائد من الحرب العالمية الثالثة! زائغ العينين تماما -لا كما عين الموناليزا، وإنما أقرب لعيون المحتضرين- يجثو على ركبتيه المتورمتين -صحيح لن تظهر ركبتيه من الثوب، لكنك ستلاحظ التورم من خلال شفتيه الموشكتين على الصراخ- نحيل متهدل الأكتاف، وسأزين وجهه ببعض الندوب الحارقة.. بالنسبة لكفيه؛ اليمنى ستكون مضمدة، واليسرى عليها آثار خدوش جافة.. لم أحدد بعد طبيعة المكان الذي سيحيط به، غالبا سيكون محاطا بعدة دوائر ذات ألوان باهتة وأخرى صارخة، لكن انتظر، فهي دوائر غير مكتملة، فقبل انتهاء كل دئرة سيكون هناك فراغ، ومع وقوف هذا الشبيه بالإنسان في مركز الدوائر موازيا للفراغات، سيكون هناك مثل الطريق...
ومع أن اللوحة بسيطة -وربما بلا معنى- فأنا لا أرغب في أي إضافة أخرى، لكن لأحتفظ بعنصر الإثارة، سأكتفي برسم دائرة مكتملة أخيرة، وستكون باللون المفضل لديك! أتمنى أن تخبرني -وتجاملني كثيرا- عن رأيك، ومن يدري، إن أعجبك ما كتبت، ربما سأتخلى عن فكرة الرسم.. وأظل أكتب لك لوحاتي!
-
#دونيا_حبيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق