الخميس، 19 يناير 2017

(نقد النقد) بقلم / أمين حرب

(نقد النقد)
تعريف مبسط ورأي شخصي:
الإنسان الواعي المدرك يمارس النقد بعفوية وبشكل طبيعي فحين تعمل أي حاسة من حواسه فإنه يبدأ بالنقد والانتقاد بشكل ما.
والنقد هو تفحص الشيء والحكم عليه وإعطاؤه قيمته الحقيقة التي يستحقها من وجهة نظر الناقد .
وعليه قيس التعريف على النقد الأدبي الذي يدقق في النص ويتفحصه شكلآ ومضمونآ بالمبنى والمعنى ويقرأ ماقصده صاحب النص ومايرمي إليه الخ...ثم يعطيه قيمته الحقيقية حسب رأي الناقد....

والنقاد عدة فمنهم القارئ العادي الذي لابد أن يعطي رأيه بداهة بما تلقى قراءة أو سماعآ ويكون هذا الرأي شخصيآ وبقدر ثقافة ومعرفة هذا القارئ .
وهناك الناقد الخبير المتخصص المتمكن لغة وفكرآ ودراية ومعرفة بشؤون الأدب خاصة وبمناحي الحياة الأخرى عامة والرأي الذي يعطيه هؤلاء النقاد هو المعول عليه بالحكم على أي نص شعري أو أدبي بشكل عام من قصيدة ورواية وقصة الخ...
وحين يلتفت النقاد لنص بالنقد والاهتمام يكون قد استرعى انتباههم وهذا يعطي النص وصاحبه مكانة أدبية مميزة بين القراء ويعطيه شهرة بالعموم تسعد صاحب النص حتى لو كان النقد سلبيآ لأن النقد هو اهتمام وتسليط ضوء على النص وكاتبه.
وأفضل النقد الأدبي برأيي هو حين يتناول الناقد نصآ لايعرف صاحبه أو حتى يجهل اسمه فلاتتدخل عاطفة الناقد آنذاك بالموضوع فلا يتأثر مثلآ بسمعة وشهرة صاحب النص أو مكانته الإجتماعية أو بخصومة أومودة بينه وبين صاحب النص الخ... وهنا يكون النص النقدي بأبهى وأصدق حالاته ويكون قد أعطى النص قيمته النقدية الحقيقية.
ولكن هل هذا الأمر هو موجود حقيقة أم هو محض افتراض فنحن حين نلحظ أي قراءة نقدية بشكل عام نرى أن هناك خللآ ما يعتورها لعدم توفر الشروط الموضوعية والحيادية.
فنرى إما رفعآ أو خفضآ من قيمة النص الأدبية لهدف ما لأن النقاد نهاية الأمر هم جزء من المنظومة الأدبية بشكل عام والتي تسودها المصالح الشخصية والتي تصل حد التحالفات العلنية أو الخفية وحالة التذبذب وعدم الاستقرار كحال الواقع الأدبي المحكوم بحالة المخاض القائم.
وبرأيي الشخصي إن النقد والكتابة قد ولدا معآ بنفس اللحظة لأن صاحب النص أثناء كتابة نصه الأدبي بحالة نقد ذاتي له ليخرجه للعلن بأبهى صورة يستطيعها وحسب إمكاناته الإبداعية.
والنقاد المتخصصون بشكل خاص مع القراء والمستمعين المتلقين للأدب بشكل عام هم السلطة الرقابية الافتراضية التي تدفع مبدع النص ليتروى ويتمهل ويدقق وينقح قبل نشر نصه وبالطبع هذا إذا كانت تهمه سمعته الأدبية ومكانته بالمجتمع والوسط الأدبي بشكل عام.
محبتي للجميع
-بقلمي أمين حربا-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق