الثلاثاء، 27 مارس 2018

خلاصات السبعين.. بقلم الشاعر/ كاظم الحجّاج

التقيته في بغداد ونحن نرتشف فنجان قهوة وكوب شاي، كان الحجاج كشط البصرة في العشار، يعشق كل غريب يعشق كل الزوار، عتب عندي قلت، تأخذني لغة الحب أصافح للتاريخ وجه الحجاج، وانا اعرف اني اُبكيه إذ قلت له في حب وعتاب، ياللحجاج من الفرات، وياللحجاج من عروسته التي تنتظر زيارته هناك على ساحل الفرات حيث النخيل وقلعتها والأحباب، هناك، ينتظروك بلهفة، وأنا يا شاعر أنقل عنك السلام لهم بكل الحب، وكل الأحزان، أطرق برهة، قال على هيت مني السلام، وسااتيها سيدي زحفا على راسي لا كما انتم تاتونها على الأقدام، هدأ الجو، وتباعدنا، وخيم على صبح العراق الظلام، فلا انا التقيته، ولا هو قد جاء، وظلت كل نواعير الشط بالانتظار، ،،،
الشاعر كاظم الحجاج آخر العراقيين الشعراء، تحية والف سلام لك من خلال آفاق نقدية صفحتكم الميمونة، وتحية إجلال لهذا السلسبيل الرقراق، وكأني أرى مااقرا قبل ان التقيه، اقرأ وأنا وعيوني نتنقل، من جيكور إلى شناشيل المحكمة القديمة، أمر من خلاله على كل اليخوت، وأمر على كل الشوارع، والحارات، كاظم الحجاج النخلة البصرية التي مافتات تمطرنا بالرطب البرحي الطازج على الدوام، لا يمكن ان يكون الحجاج إلا هذا ولو عاش بعد حين، من هنا ومن خلالكم الف قبلة وامنيات بالتوفيق لهذا الطائر الجنوبي الغريد، تحياتي (الناقد/ شاكر الخياط)

-

• فخورٌ لأني نحيل ..
لأني خفيف
على أرض هذا العراق .
لا أدوسُ التراب ..
كما داسه الآخرون !
• لكلّ البلاد الغريبة عيبٌ وحيد :
عيبها أنها – أينما وجدت –
... فالعراق بعيد !
• هذا الوطنُ المحسود
- الوطنُ التفاحة –
يحميهِ اللهُ من الدود !
• من ( أخناتون ) ..
الى الأمريكيين .. الى الأحزاب ..
- الدينُ لله . والوطن .. للأقوياء !
• ونحنُ في الإبتدائية
كانتْ خريطةُ العراق
أسمنَ ممّا هي اليوم !
• نحنُ البصريين ؛
نطفئ الشعر حين ننام ..
ونؤرّقُ مصباحنا للضيوف !
• جدّي أبو عثمان الجاحظ
كان عفيفاً جداً مع النساء ..
شكله لا يؤهله للزواج ولا للزنى!
• لم تسعنا غرفةُ التوقيف
- كنّا أربعين –
منعوا أرجلنا أنْ تنثني
فجلسنا .. واقفين !
• مثل خبز الأرياف ..
- نحنُ أهل الجنوب –
نخرجُ من تنانير أمهاتنا
... ساخنين
لأجل أنْ نليق بفم الحياة !
• إننا – في الجنوب –
نأكل الخبزَ حتى يعيش بنا
لا نعيش به ...
ونحرّم ذبح دجاج البيوت ..
هل يهون علينا : نربّي ونذبح ؟
كيفَ يهون ؟
• وكلاب الجنوب .
وحدها تتقن الاعتذار ؛
تنبحُ الضيف وسط الظلام .
وتمسحُ أذياله في النهار !
• ولذا . نحنُ أهل الجنوب
- حين نغتربُ –
تتجمع أوطاننا ، مثل قبضة كفّ
وتنبضُ تحتَ الضلوع !
• نحنُ الكسالى
لم نزرعْ تفاحاً ..
ولهذا .
أجّلنا أكل التفاح .. الى الجنّة !
• في الغربة . نبكي ..
والدمعةُ ماءٌ مسجون ..
ينتظر الحرّية
مِن حزنٍ .. قادم !
• تغربتُ في مدنٍ ، لا تردّ السلام ..
وأنا لا أبالغُ واللهِ
حتى المرايا هناك .
تزيّف وجهك أنت:
ففي الصبح تحلقُ لحية غيركَ
وتمشّطُ شعر سواك !
• وأنا – حتى في الغربة –
لا أبحثُ عمّن أعرفهُ
بل . عمّن يعرفني !
• تتذكرنا أيام ( الحزب ) الأولى
في محلتنا ( الفيصلية ) ..
حيث الأبوابْ
- نصف المفتوحة
في نصف الليل - ..
.. لأجل المنشورات !
• وحين نزور الحسين :
نفكّ صرّة الحزنِ
بوجه الضريح ...
نبكي - يقولُ والدي –
... لنستريح .
فالشرقُ دمعتان :
للحسين – يا بنيَّ –
... والمسيح !
• أخبرني ( طه باقر )
- الأسماء تؤنث ، في سومر ، :
( أنخيدونا). وتُذّكـــر ( أنخيدو )
- أو ( أنكيدو ) –
يا صاحبة الحانة. أنكيدو ... مات .
فلنرفع ، في صحته ,
..... نخبَ الغائب !
• وأخبرني جنديّ .
- مثلي في السبعين –
ولم يُقتل بعد :
حتى بين رصاصات الجنود
رصاصات محظوظة :
تلك التي تُخطىء أهدافها
ورصاصات تعيسة :
تلك التي ترتكب أمجاد الحروب !
• وأنا لم أذهب يوماً للحرب .
ولكني أعرفُ :
ما يدعى نصراً – في كلّ حروب التاريخ –
لا يعدلُ نصر الأمّ
.. تحدقُ في المولود .. الخارج تـوّاً!
-• وأنا أتذّكر للآن :
" في الشناشيلِ . في قلب (نضران)
أم تعلّقُ قمصان أبنائها ..
تعمّدتُ الاّ أراها تعلّقُ ذاك القميصَ .
وهيأت عينيّ للحزنِ :
كان القميص به ثغرتان كعينينِ
- في أسفل القلب - ...
يا أمنا ، في الأعالي ،
أحقاً تظنين أن الشهيد
- إذا عاد من موته –
... لن يغيّر قمصانه ؟! "
*
( مشهد للختام )
وأنا حَلمانُ
كمثل رفيف الموت ، الآتي من ميلادي
أتمنى آخر صوتٍ أسمعه
صوتَ ( رقيةَ ) – صغرى أحفادي - :
إش . لا تبكوا
خلّوا ( جدو )
.. نايم !
28 / 2 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق