السبت، 3 مارس 2018

( الحب في حياة العقاد): بقلم الاديبة الشاعرة / نجاة الماجد

نقلاً عن مجلة رائدات العربية ننشر المقال الجميل التالي:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كتبت الاديبة السعودية د.
نجاة الماجد الفاضلة مقالاً طريفاً تحت عنوان ( الحب في حياة العقاد)..
ومعلوم انه الكاتب المصري مصطفى محمود العقاد صاحب العبقريات المعروفة واحد مؤسسي جماعة الديوان المشهورة التي كانت باكورة محاولات التجديد في الشعر العربي في مرحلة مابعد ( النهضة العربية) ..ولظرافة وجمال هذا المقال ننشره رغبة في الترويح والتنويع في جانب، فضلا عن الانتفاع بما لم نتعرف ع...
ليه مسبقا من اسرار حياة احد عظماء هذا العصر في جانب اخر،مع خالص التقدير لشخص وابداع هذه الاديبة المبدعة البالغة التميز:
.................................
( الحب في حياة العقاد):
.........................................
أحب العقاد ثلاث نساء، أولهن الأديبة الفريدة مي زيادة، التي أحبها تقريبا كل رجال عصرها، لكنها لم تسلم قلبها إلا لجبران خليل جبران، الذي بدوره كان مشغولا بأخريات، ولم يتقابلا مرة واحدة!
وتبادل العقاد ومي العديد من الخطابات التي وصلت ليد أنيس منصور فلم ينشرها حفاظا على خصوصية أستاذه.

المحطة التالية للعقاد مع فتاة لبنانية اسمها إليزا داغر (قريبة المنتجة آسيا داغر)، وكتب فيها الكثير من القصائد، حتى بلغته خيانتها له مع ضابط، فتتبعها بنفسه حتى رآها تنزل من شقته، فكتب روايته الوحيدة سارة، ووصف فيها ببراعة مذهلة مشهد انتظاره نزولها من بيت عشيقها.
وأقلع العقاد عن الحب، وقرر أن يعتزل المرأة للأبد،
لكن الحب -كعادته- سخر منه وغافله!

الأمر كان صعبا ومليئا بالتعقيدات هذه المرة، فالعقاد كان في الخمسين، والفتاة السمراء التي ملكت قلبه في العشرين.
إنها الفنانة مديحة يسري.
بدأت القصة عندما رأى العقاد صورتها في مجلة مصرية عام 1939، فأعجب بها، ودعاها لحضور صالونه الأدبي الذي يُعقد كل جمعة، وانبهرت به الفتاة بالتأكيد، وأكبرت عظمته وحضوره الطاغي، واستمرت تتردد عليه وتنهل من كاريزمته، وكانت تعد له طعامه وترتب منزله وغزلت له بلوفر صوف، كتب فيه العقاد قصيدة بديعة، لكنها سرعان ما انضمت لعالم الفنّ، إذ رآها محمد كريم في جروبي، ورشحها للعمل في أحد أفلام عبد الوهاب. فظهرت في مشهد صامت وعبد الوهاب يغني “بلاش تبوسني في عنيه البوسة في العين تفرق”. (نقلا عن أستاذنا Hisham Yehia)
وبين يوم وليلة تغيّر كل شيء، إذ أصبحت مشهورة ومشغولة والمعجبون حولها في كل مكان، وهو ما رفضه العقاد، وأبى أن يطوف مع الطائفين، فخيَّرها بينه وبين الفن، ولما اختارت الفن، انتهت علاقتهما.
وقرّر العقاد أن ينتقم منها ليشفَى من هواها، فكلّف صديقه الرسام صلاح طاهر برسم صورة فيها تورتة وبرطمان عسل مفتوح (اسم مديحو يسري الحقيقي هنومة، وكان العقاد يناديها هني، أي عسل) يلتف حولهما الذباب، وعلّقها في غرفة نومه، ووضع أحذيته أسفلها.
وانتهز العقاد فرصة زيارة مديحة يسري له ذات يوم مع والدها، واستدرجها إلى غرفة النوم ليريها الصورة التي ظلت تحدق إليها مأخوذة.
كان يريدُ أنْ يقول لها إنّها أصبحتْ مثل التورتة المباحة التي يلتف حولها الذباب، ولم تعد تليق بالعقاد.
ويومها خرجت مديحة باكية من غرفة العقاد ومن حياته للأبد...


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق