السبت، 3 مارس 2018

ويتداعى الدرويش على حجر الموت..بقلم / الاديب الشاعر غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

ويتداعى الدرويش
على حجر الموت..
...............................
راهجٌ…
في مرايا الضياءِ
دمُ الكلماتِ النبيةِ،
إذْ كلّما جفَلتْ
لغةُ البحرِ
القى
على النخلةِ الازليةِ
أمراسَها
وغنى………
قلتُ في موسمِ
الغروبِ الاخيرِ:
-ايتُها النجمةُ القصيةُ
ها انا مُصْغٍ اليكِ..
يا زهرةَ اللهِ
في مهجِ الغرباءِ ،
يا طائرَ الاملِ
المستحمِّ بالقلقِ العبقريِّ
اشكوكَ بثّي،
وحزني،
وبعضَ طماحي
ٱلتي أبرقتْ
في الغمامِ الثِّقالِ..
إنّي أُسامِرُ
شباك حلمٍ قديمٍ
لكِ اللهُ سلمى،
وأفترعُ الصمتَ
والخوفَ
كلَّ مساءٍ جديدٍ
يمرُّ
ولستُ أرى وضَحَاً
غيرَ دوحِ الحمائمِ
سيدتي…
كُلّما وقَرَ الصوتُ
قافيتي
اورقَ الشجرُ
النازحُ من لُغتي!!
كُلّما اومضَ البرقُ
من مقلتيكَ،
أنارَ الهوى مُهجتي..
انتِ
في ثَبَجِ القلبِ
سِدْرةُ المُنتهى…
انتِ هُنا ،
في غدِ الانعتاقِ
كتابُ التجلّي
وإنْ كنتِ فوقَ السُّهى…
ليتني ما سمعتُكِ
حينَ تقولينَ:
-إنَّ للتوقِ وسواسَهُ
إنّ للظلموتِ حرّاسَهُ
كيفَ لمْ تحترقْ
باللّهيبِ
الذي في مداكَ
واحدٌ صخرةُ الموتِ
تقطعُ مسراكَ…??!!
اخرُ كلُّ العروشِ
التي لا تراكَ..
قلتُ في أرقي ،
في السدوفِ
التي في السدوفِ:
-تلكَ ليلةٌ سادرةٌ
لا تُريمُ!!…
ليلةٌ وحزنٌ طويلٌ…
كانَ يُبارِكُها (إنْليلُ)!!
والحجرُ الثقيلُ..
هذا هو ألرومانيُّ ،
يفتحُ اشداقَهُ
من الجهةِ الثانيةِ..
(دي سادُ)
يستمرِئُ اللّحْمَ العربيَ الطازِجَ
(مانو) يستحلُّ
الاجسادَ الناضحةَ
أيَّةُ (ارضٍ خرابٍ)
ايُّ موسمٍ للرَّهابِ،
كانَ ابو فراسٍ ينزفُ
إنَّ ابا فراسٍ يرسِفُ?!
تلكَ تجتالُني التوابيتُ
بينَ الزمانِ
وبينَ المكانِ..
كلٌّ يُغيِّرُ الوانَهُ
كيفما يشاءُ،
لا كما اشاءُ..
قلتِ
في لحظةٍ قارسةٍ البردِ :
-غيِّرْ ثيابَكَ يا صاحبي
وارتدِ الزمكانَ
غيِّرْ مِدادَكَ ،
واتَّبِعِ الهذيانَ!!
قلتِ;
-إنَّ الحوانيتَ مُقْفلةٌ
في وجوهِ الاطفالِ..
وقلتُ:
-إنّها لُعبةٌ
لا يُجيدُها ٱلدراويشُ
أو شعراءُ النّضالِ..
لولاكِ..
ايتُها الشمسُ،
يا رئةَ الهمسِ
يا زمزمَ الامسِ
لٱنبعجَ الطينُ،
وٱرتعشَ السنديانُ،
هكذا
كلّما جفلتْ لغةُ البحرِ
القى عليكِ
أمراسَها
واستفاقَ..
كانَ يروي قلقَ الريفِ
حينَ تدبُّ فيهِ المدينةُ
كانَ يحكي قلقَ الريفِ
حينَ يدبُّ في المدينةِ!!
كانَ يردّدُ
في لهفةٍ راعفةٍ:
-(يا نائحَ الطلْحِ اشباهٌ عَوادينا)
لمْ يَجْمَحِ ٱلموتُ إلّا مِنْ تَواطينا
.
لو كانَ أبْرقَ فينا ما يُداوينا
لما شرِبْنا دواءً لا يُداوينا
.
احلى من العلقمِ المنقوعِ يا ثِقَتي
أن يغرسَ الحُرُّ في جنبيهِ سِكّينا..
.
أصيحُ
-يا حلاجْ…
لكنما الحلاجُ،
ما يزالُ
فوقَ سورةِ الامواجْ!
يحدو به الجنيد
من بغدادْ:
( ستركب الريح واليمَّ
حتى اراكَ على خشبه)!!
ستنطقُ الشموعُ
حولَ رأسِكَ
ٱلْ يرفضُ أن يموتْ
يرفضُ أنْ
يدخلَ بطنَ الحوتْ
يرفضُ انْ
يسمحَ للزمانِ
أنْ يفوتْ!!
الجسرُ كلُّ الجسرِ
تلكَ الخَشَبَه
ستدرجُ القلوبُ
فوقَ الماءِ
كالنوارسِ البيضاءِ
كاليمامْ
والسيفُ الهمجيُّ
مُنْفَصِمُ الرَّقَبَه..
وابو فراسٍ
دونَ جَناحٍ
يرتادُ الحَلَبَه
ألرومانيُّ مذعورا
يحلبُ اوداجَ الريحْ
ألتتريُّ المُرَكّبُ
يَهوي ذليلاً
على قدمِ
الحسينِ
والمسيحْ..
ابو فراسٍ
يخرجُ من ديماسِ الموتْ
ها هو ذا ،
يمرقُ فوقَ
عيونِ الطاغوتْ
ويتداعى
حجرُ الموتْ..
يبزغُ نجمُكَ
في البابِ الاولْ،
أنْطوِي رويداً عليكْ،
سوفَ اكونُ
أبهى وأحلى
منطوياً على العالمِ،
مثلَ شُجَيرةِ دِفْلى..
انفضُ الرمادَ القديمْ
واطيرُ بجناحينِ ٱثنتينِ
مثل الحلاج
المسيحِ
الحسينِ
اطير ،
اطير ،
اطير
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق