السبت، 17 مارس 2018

آناء الليل.. بقلم الشاعر/ ستار الزهيري

اللَّيْلُ أَنبَأنِي بِأَنَّكَ ساهِرُ
فَاُمْرُرْ عَلَى حلْمِي فطَيْفُكَ شاعِرُ
.
وَآقْرَأ عَلَى جفنٍ السِّنِينَ تَوَجُّعِي
نَظَمَتْهُ شعرَاً فِي الدُّمُوعِ مَحَاجِرُ
.
وآهززْ جُذُوعاً مِنْ قَصِيدِ مَحَبَّتِي
تَأْتِيكَ مِنْ رُطَبِ المَحَالِ مَشَاعِرُ
.
أَني آلتماعٌ مِنْ بَوَاطِن مِحْنَتِي
وَعَلَيَّ منْ عُتَمِ السُّرُورِ ظَواهِرُ
.
ظِلِّي يُشَيِّعُنِي وَيَبْكِي وَحدَتَي
وَأَنَا بَقَايَا مِنْ سِنِينَ تُكَابِرُ
.
قَدَماي تَحدُو بَعْضَهاوَتَقُولُ مَهْ
ياحاديَ السِّتينَ حَدْوُكَ جائِرُ
.
أَسْمُو فَتَجْتَمِعُ الجِهاتُ بِراحَتِي
وَتَجُرُّنِي نَحوَ الشَّتَاتِ عَسَاكِرُ
.
وَأَمِيْلُ حِيناً لِلغُرُوبِ تَقِيَّةً
وَأَنَا شُرُوقٌ مُسْتَفِيضٌ ساحِرُ
.
أَكْبُو فَتَنْتَحِبُ النُّجُومُ لِكَبوتي
فأنا وَأَمسي بِالهَزِيمَةِ ظَافِرُ

لَا الصُّبْحُ يَتْرُكُني على وَتَرِِ الدُّجَى
نَغْماً وَلَا لَيْلي جَلاهُ مُسَافِرُ
.
قَل لِي وَقَدْ طَرَقَ المنونُ نَوافِذِي
وَأَنَا عَلَى بَابِ التَّلَاقِي حائِرُ
.
ماذا سينفعُني حُطَامُ مَشَاعِرِي
لوْ قِيلَ أنّي في المَحَافِلِ شَاعِرُ
.
أَوْ يَسْتَفِيقُ الدَّرْبُ يَبْكِي فرقةً
ًوَقَدْ آنتضتْ قَلبَ الطَّرِيقِ مَعابِرُ
.
نُصفي مِن الأَلَمِ المُمِضِّ مُكَوِّنٌ
وَبِصَوْتِ مَوْجِ البَحْرِِ نِصفٌ آخَرُ
.
لَكِنَّنِي رَغْمَ النوازلِ دَاخِلِي
نَهَشَتْ، كَمَا نَهَشَ الغَريرَ كواسِرُ
.
جُرْحِي عَنِيدٌ لَا يُهَادِنُ شَفْرَةً
أَوْ يَسْتَكِينُ إِذَا هَجَتْهُ مَحابِرُ
.
ُيَا قَلْبِيَ المَصْلُوبُ فَوْقَ رَحِيلِهِ
ِوَمُقَيَّدٌ صُبَّتْ عَلَيْهِ مَجامِرُ
.
إِنْ كُنْتَ مِنْ أَلَقِ البُزُوغِ مُتَوَّجاً
فَقَد ٱحتَوَتْكَ مِنْ المغيبِ مَقابِرُ
.
إني وإن مَلأَ الرحيلُ حَقائِبي
فكأني في نظرِ الطريقِ مُهاجرُ
.
ستَقودُني جهةَ الغَمامِ كرائِمٌ
وتُعيدُني جذرَ الحياةِ مَآثِرُ
.
إنْ ساقني سَوطُ المنيةِ ضاحِكاً
تبكي على نعيِ الحُسَينِ مَنابِرُ
.
أو جَرَّنيْ ظَمأُ الحَنِينِ لِغَيْبَةٍ
لَطَمَ الْفُرَّاتَ عَلى خدودِهِ جائِرُ
.
أَو يَبكي دِجْلَةَ مِنْ عُيُونِ نَخِيلِه
وَتُعاتبُ الشُّطْآنَ فيه قَنَابِرُ


هناك تعليق واحد:

  1. كلما وقعت عيني على قريضٍ مُخَصَّبٍ بالحداثةِ المُعَمّقةِ الواعيةِ رفّ قلبي مثلَ جناحِ يمامة عثرت على عشّها المكين..
    ذلك لانّ تحديث العمود الكلاسيكي مسؤولية كبيرة لايتصدّى لها الا سراة الحرفِ وكماة الإحتراف ،لما تستدعيه من الموهبة الكبيرة والملَكة الجديرة والهمّةِ العالية.. (الناقد/ غازي الموسوي)

    ردحذف