أستاذي وناقدنا الذي أطلقت عليه من سنتين لقب الساحر ،(ونائلة طاهر لديها موهبة في توصيف الناس احمد الله عليها ،واحمده انه جمعني مع اساتذة كبار لي امثال الاستاذ الناقد الاكاديمي شاكر الخياط ،والاستاذ الناقد التفكيكي الكبير كريم القاسم )اما عنك ايها القيسي كما قلتها قبل فلقب الساحر شرعُها ذاك الطلسم الجلي الذي يأتي كتورِية لبواطن وكنوز تحفّ بهوامش القصائد التي تقع تحت مجهرك النقدي .والمشهد النقدي العربي يحتاج هكذا "تنقيب" ،وقد قصدت اللفظ ،فبعض النقاد الآن صارو أذكى من الركون الى دكة المشاهدة السلبية سواء في مرحلة تناولهم للنص بالتحليل او في عملية البناء للمشهد النقدي عامة فالقيسي الذي يدعي انه يقدم قراءة لنص احب خطوطه الداخلية والخارجية يعلم انه أسس لمنهج نقد جديد ،منهج يستعين بالنظريات النقدية السابقة كأطرٍ مستخدمة في التحليل ،وبنفس الوقت يضمن صيرورة البحث في النظريات نفسها ،مع القيسي اكتشفنا أن النظرية الواحدة لا تكفي نصا حداثيا معاصرا ،ومع القيسي الناقد المختص بالقصيدة والنصوص النثرية، سيعرف عالمنا النقدي تغيرات يشهد بها من بعده ،الرجل مثله مثل كل الباحثين الكبار، لا يدركون لحظة بحثهم أن ما سيقدمونه من نتائج سيُعتمد لاحقا كمقياس أو كأدوات اختبار..لا يدرك القيسي لانه مأخوذ، بكم المعلومات التي استطاع توظيفها مجتمعة ،،بكم المعارف التي تنسكب وتأخذ شكل النص وجوهره .لكن تلك المرحله ليست هينة في أن يبلغها وعي كل ناقد ،فما اكثر النقاد بهذا الفضاء وما اكثر العارفين بالنظريات وحتى الأكاديمين ،المسألة هي تلك اللوثة التي عند القيسي وعند المبدعين عامة ،"أوَ ليس الوعي معيقا للإبداع " اللوثة التي تجعل التجميع عندهم يتجاوز قاعدة واحد زائد واحد تساوي إثنين .لذلك يطال مشرط القيسي الفضاء الكلي للقصيدة دون أن يشعرك انك كقارئ او كإنسان عامة أنك خارج ذالك الفضاء بل وأحيانا انت نفسك في مداه .
هذا الناقد وبعد متابعتي الكثيفة له عرفت انه مايسترو نفسه وقد قالت اديبتنا المبدعة نور انه لم ينتبه لضياع الايقاع في اجزاء من قصيدة سعاد محمد ،وبرأيي الأستاذة نور السعيدي على صواب فبعض أجزاء ومفردات القصيدة لا يتناغم جرس إيقاعها فتسقط في السرد لكن هذا لا يهمنا خاصة وليس من خلاف على قيمة نص الشاعرة سعاد محمد ولا على مجمل قصائدها ،لكن احتجت فكرة الأديبة نور هنا لأقول أن جمال القيسي يرقص على ايقاعه الخاص ،تلك العصا التي يستخدمها قائد الاوركسترا تشبه كثيرا في وظيفتها الرمزية مشرط الجراح وقلم وفكر الناقد .الموسيقى التي لابد للشاعر أن يحافظ عليها في قصيدة النثر قيمة ،وتلك القيمة تسري بأبي سرى مسرى الدم ،لذلك يرفع من مستويات النص في مقاطع ما رفعاً مقنعاً مستنداً الى تحليله فيبدو كل شيء حول النص متناسقاً متضامناً مع القيم والقواعد التي يضعها العقل والتذوق ..لذلك تكلمت عن السحر واللوثة والايقاع الخاص ،،،هذا ناقد ،له سلم معرفي وموسيقي خاص بالمبدعين ما عليه فقط في كل مراحل بحوثه سوى البرهنة عليه .
...
الناقدة الأديبة نور السعيدي:
............
الاستاذة نور شأن آخر لا أرى لها مشرطا ولا عصا الاستاذ او المايسترو ،،الاستاذة نور هي موسيقى الفعالية النقدية نفسها ،تطل معارفها وقدراتها على التحليل والبرهنة والتوظيف في شكل روح لا تتخلى أبدا عن عباءة الأدب .
حين تكتب الاستاذة نور عن نص ما تبدو كنافورة مياه ترتوي بها كل الجوانب ،رغم انها عادة تعمد الى تقويض كل النص وإعادة هندسته وفق معايير علمية بحتة ،لكن الغريب وهي تحكي عن دانتي ،كافكا ،ورامبو وغيرهم بمقالاتها الاخرى ،لا أرى الا روح الشرق التي تأسرنا لأسباب نعرفها ولا نعرفها ،الاستاذة نور كناقدة هي نفسها كشاعرة فما تستخدمه من قناعات في كتاباتها الشعرية يكون نفسه وفاء لجملة معارفها ،لذلك نصوصها الأدبية لها خانة خاصة لا بد أن توضع فيها عند البحث ولذلك الاستاذ جمال القيسي جعلها كعنوان كبير مع كريم عاشور الذي نعرف كلنا مدى إيمان جمال القيسي كناقد به ..
...
الأستاذ جاسم السلمان
.....
توليفة عجيبة تجمع كل ما ذكرت عن الاخوة جمال والاخت نور ،يضيف عليها جنونه الخاص ،ذاك الجنون الذي يفوق الوعي حين يتحول الى نصوص ادبية او تحليلية ،لذلك عصاه التحليلية جد مختلفة ،عصا من قصب السكر ،مسكرة محرضة على نشوة الفكر والروح .
هذه ليست مقالة وانما جملة ملاحظات اوردتها مجتمعة وافردتها بالنشر للتاريخ فقط .
الأهم من هذا أن الاساتذة جمال جاسم ونور ،هم من أهل البيت ونقاشاتنا عادة جميلة نخرج فيها كل مرة بجديد يضيف للبحث وللقارئ ،الاهم من يتابع من الأوفياء الذين احيانا يتابعون اكثر من صاحب النص نفسه ،الإخوة حسين ديوان ،الاخت بسمة ،الاخ احمد البدري ،الأخت ام رامي ،الاخت وسام ،والاخت جنان ،الاخ جلال سعد، الاخ د.كمال عباس،
والبعض فقط غيرهم ممن نسيت ،لهؤلاء اقول أن لا احد منا يطمح لمنفعة شخصية واننا نكتب من أجل اثراء الأدب نفسه ،وان وفاءكم لهذه الآفاق هو ما يجعلنا نواصل .وشكرا لا تكفي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق