وصايا في بناء النص النثري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت متحرجا من طرح هذا المقال كي لايؤاخذني ممن يكتوبون القصيدة النثرية ، فالهدف من كلامنا هو الايماءة لا الإشارة وشتان بين الاثنين .
من خلال تطلعي الى بعض النصوص التي من المفروض انها تمتلك طعم الادب الجاذب واللفظ الرشيق والتي يجب ان تتكدس فيها معاني الجمال وصور البلاغة ، وجدت عدة ملاحظات بودي الايمائة والتنويه اليها ، خدمة للهدف العام وخاصة كون هذه النصوص تعنى بهذا المولود الجديد الذي يسمى بـ (القصيدة النثرية) وكذلك نصوص (السرد النثري) وهي تساير الحداثوية من خلال السرد والنسج النثري .
ومادامت النصوص هي سرد أو نسج نثري ، علينا ان نفهم كيفية تشكيل النصوص بنائياً وهذا ما سأتطرق اليه لزيادة الفائدة ،بل ونفهم كيفية نسج العبارات ذات الفكرة الواحدة التي يتكون منها جسد النص .
نسج العبارة ، يعني كتابة مفرداتها بتتابع وسياق متناسق مفهوم . لأن الكاتب لايكتب لنفسه ، بل يعرض نتاجه لفضاء المتلقي الذي تختلف ذائقته ومدركاته الفكرية والحسية والشعورية ، وطريقة استقباله للنص وتحليله للافكار المعروضة من شخص الى آخر . إذا نحن امام مسؤولية كبيرة في كيفية عرض نتاجنا الادبي .
من هذه الفائدة المتقدمة ننطلق الى مايلي :
1- للأسف مازال الكثير من الاخوات والاخوة ينشرون نصاً من غير (عنوان) ، بحيث لاندري هل ان هذا النص هو مقطع من قصيدة ام هو نص كامل . وذلك بسبب ابتعاد الكثير عن فكرة الدرس والمتابعة والتعلم ــ ولاعيب في ذلك ابدا فكلنا طلاب معرفة حتى آخر رمق ــ لان النشر له أسلوبه واركانه ، فالنص يبدأ بالعنوان ثم اسم المؤلف ثم ادراج النص بالكامل وانهائه بخط او خط منقط مع تاريخ التأليف (اختياراً) ، اما اذا كان مقطعا مُقتَطَعاً من نصٍ ما ، فعلى المؤلف ان يشير الى ان المقطع من قصيدة بعنوان (كذا) . وهذه الأمور ليست بالاختيارية ، وانما هي اسلوب النشر واساس التعامل مع المتلقي كي تساعده على فهم وادرك ما تنشر ، فهو ليس مكلفاً بمتابعة حيثياتك المخفية .
2- من خلال قاعدة (الكاتب مفتون بما يكتب) نجد المؤلف يضع الحَجْرَ على قلمه ونصوصه الادبية . فعليه ان يدرك ان الرمزية يجب ان يستدركها ويدركها المتلقي كي يتفاعل مع النص . لكننا ــ وللأسف ــ نجد بعض الكتّاب يختفي خلف قلمه ، ولايفقه القاريء من النص المنشور الا النزر اليسير من المعاني الميسرة ، اما البواقي فهي تندرج ضمن عوالم الطلسم والتشفير .
• لنأخذ هذا المثال لمؤلف صديق قد نبهتهُ عليه :
" ويستلُّ جبيني
حين تهافت الولَه
من وقتٍ لوقتٍ
وايقونةٌ
تلفلفُ منافذ الاقحوان ...
ومنافذ الحدّ بالحدِّ
كأبجدية
لاتقوى على الحراك .
وتتمات القصيد
محافل
تستثقل الزمن المعتاد. "
إذاً عند قراءة المتلقي لهكذا نسج فمن المؤكد بأنه سيُصعَق لا لبلاغة النص وإنما للفاجعة الرمزية والابهام الذي شوّه النص .
قلت له : " يا أخي العزيز ... انت تقول في نهاية المقطع (و تتمات القصيد هي التي تستثقل الزمن) فليس تتمات القصيد وحدها تستثقل الزمن ، بل جعلتَ حتى ادراكنا يستثقل هذا الشواء للّغة "
أية لغة شعرية هذه ، وأي استخفاف في النسج هذا . فالنصوص لا ترتفع وتشمخ برمزيتها المُبهَمة انما بالفصاحة والبيان والوضوح والبلاغة .
3- ابتعاد الكاتب والمؤلف عن فهم ودراسة علامات الترقيم ( الفواصل ونقاط التوقف والعلامات الاخرى) وفهم اسس وقوانين رسمها بين الجمل والعبارات ، لهوَ من الاسباب الكارثية التي تجعل المتلقي يضيع ويتيه في قراءته للنص ، فلا يدري اين فعل العبارة واين فاعلها وأين مفعولها ، ولايدري من اين تبدأ العبارة واين تنتهي.
وعلى العكس من ذلك ، ان التزام المؤلف برسم هذه العلامات ضمن فضاءاتها الصحيحة يؤدي إلى إزالة اللبس ، وإزالة الرَيّن عن المعاني في ذهن القارئ والمتلقي. فكيف يمكن لكاتبٍ ما يريد ان يركب هودج الشعر او النثر وهو لايفقه علامات الترقيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت متحرجا من طرح هذا المقال كي لايؤاخذني ممن يكتوبون القصيدة النثرية ، فالهدف من كلامنا هو الايماءة لا الإشارة وشتان بين الاثنين .
من خلال تطلعي الى بعض النصوص التي من المفروض انها تمتلك طعم الادب الجاذب واللفظ الرشيق والتي يجب ان تتكدس فيها معاني الجمال وصور البلاغة ، وجدت عدة ملاحظات بودي الايمائة والتنويه اليها ، خدمة للهدف العام وخاصة كون هذه النصوص تعنى بهذا المولود الجديد الذي يسمى بـ (القصيدة النثرية) وكذلك نصوص (السرد النثري) وهي تساير الحداثوية من خلال السرد والنسج النثري .
ومادامت النصوص هي سرد أو نسج نثري ، علينا ان نفهم كيفية تشكيل النصوص بنائياً وهذا ما سأتطرق اليه لزيادة الفائدة ،بل ونفهم كيفية نسج العبارات ذات الفكرة الواحدة التي يتكون منها جسد النص .
نسج العبارة ، يعني كتابة مفرداتها بتتابع وسياق متناسق مفهوم . لأن الكاتب لايكتب لنفسه ، بل يعرض نتاجه لفضاء المتلقي الذي تختلف ذائقته ومدركاته الفكرية والحسية والشعورية ، وطريقة استقباله للنص وتحليله للافكار المعروضة من شخص الى آخر . إذا نحن امام مسؤولية كبيرة في كيفية عرض نتاجنا الادبي .
من هذه الفائدة المتقدمة ننطلق الى مايلي :
1- للأسف مازال الكثير من الاخوات والاخوة ينشرون نصاً من غير (عنوان) ، بحيث لاندري هل ان هذا النص هو مقطع من قصيدة ام هو نص كامل . وذلك بسبب ابتعاد الكثير عن فكرة الدرس والمتابعة والتعلم ــ ولاعيب في ذلك ابدا فكلنا طلاب معرفة حتى آخر رمق ــ لان النشر له أسلوبه واركانه ، فالنص يبدأ بالعنوان ثم اسم المؤلف ثم ادراج النص بالكامل وانهائه بخط او خط منقط مع تاريخ التأليف (اختياراً) ، اما اذا كان مقطعا مُقتَطَعاً من نصٍ ما ، فعلى المؤلف ان يشير الى ان المقطع من قصيدة بعنوان (كذا) . وهذه الأمور ليست بالاختيارية ، وانما هي اسلوب النشر واساس التعامل مع المتلقي كي تساعده على فهم وادرك ما تنشر ، فهو ليس مكلفاً بمتابعة حيثياتك المخفية .
2- من خلال قاعدة (الكاتب مفتون بما يكتب) نجد المؤلف يضع الحَجْرَ على قلمه ونصوصه الادبية . فعليه ان يدرك ان الرمزية يجب ان يستدركها ويدركها المتلقي كي يتفاعل مع النص . لكننا ــ وللأسف ــ نجد بعض الكتّاب يختفي خلف قلمه ، ولايفقه القاريء من النص المنشور الا النزر اليسير من المعاني الميسرة ، اما البواقي فهي تندرج ضمن عوالم الطلسم والتشفير .
• لنأخذ هذا المثال لمؤلف صديق قد نبهتهُ عليه :
" ويستلُّ جبيني
حين تهافت الولَه
من وقتٍ لوقتٍ
وايقونةٌ
تلفلفُ منافذ الاقحوان ...
ومنافذ الحدّ بالحدِّ
كأبجدية
لاتقوى على الحراك .
وتتمات القصيد
محافل
تستثقل الزمن المعتاد. "
إذاً عند قراءة المتلقي لهكذا نسج فمن المؤكد بأنه سيُصعَق لا لبلاغة النص وإنما للفاجعة الرمزية والابهام الذي شوّه النص .
قلت له : " يا أخي العزيز ... انت تقول في نهاية المقطع (و تتمات القصيد هي التي تستثقل الزمن) فليس تتمات القصيد وحدها تستثقل الزمن ، بل جعلتَ حتى ادراكنا يستثقل هذا الشواء للّغة "
أية لغة شعرية هذه ، وأي استخفاف في النسج هذا . فالنصوص لا ترتفع وتشمخ برمزيتها المُبهَمة انما بالفصاحة والبيان والوضوح والبلاغة .
3- ابتعاد الكاتب والمؤلف عن فهم ودراسة علامات الترقيم ( الفواصل ونقاط التوقف والعلامات الاخرى) وفهم اسس وقوانين رسمها بين الجمل والعبارات ، لهوَ من الاسباب الكارثية التي تجعل المتلقي يضيع ويتيه في قراءته للنص ، فلا يدري اين فعل العبارة واين فاعلها وأين مفعولها ، ولايدري من اين تبدأ العبارة واين تنتهي.
وعلى العكس من ذلك ، ان التزام المؤلف برسم هذه العلامات ضمن فضاءاتها الصحيحة يؤدي إلى إزالة اللبس ، وإزالة الرَيّن عن المعاني في ذهن القارئ والمتلقي. فكيف يمكن لكاتبٍ ما يريد ان يركب هودج الشعر او النثر وهو لايفقه علامات الترقيم .
• المقطع الاتي خير مثال على بعض هذه الاخطاء :
تزحف ...... الارض #
على
.
.
بقايا ذاكرتي .. تلتهمُ كلماتي ،،،،،،
كل حروف الوجد !!
والهيام الزمن كفيل بحكايتي # #
على
.
.
بقايا ذاكرتي .. تلتهمُ كلماتي ،،،،،،
كل حروف الوجد !!
والهيام الزمن كفيل بحكايتي # #
ــ من خلال هذا المثال يتضح لنا تخبط النص بتخبط صاحبه وضياع المعنى وتشتت الفكرة برمتها . فالمثال يتكون من ثلاث جمل او عبارات تامة المعنى هي ( تزحف الارض على بقايا ذاكرتي ) و(تلتهم كلماتي كل حروف الوجد والهيام) و(الزمن كفيل بحكايتي) .
فلو تتبعنا الشطر الاول لوجدنا مجموعة نقاط (......) عددها (6) لاداعي لرسمها بعد مفردة الفعل (تزحف) ، بل يوجد عندنا أربعة نقاط ترسم بشكل افقي (....)او ثلاث (...) او اثنتان (..) وهذه توضع بعد عبارة او مفردة تحتاج الى فضاء وتوقف طويل اكثر من الزمن المحسوب علمياً لنقطة التوقف الواحدة (.) ثم علامة # بعد مفردة الفاعل (الارض) لاداعي لها ، ولانعلم ماعلاقة هذه العلامة بالنسج اللغوي العربي وبعلامات الترقيم . ثم جعل حرف الجر (على) شطرا كاملا لاداعي له كذلك . بعدها رُسِمَتْ نقطتان واحدة فوق الاخرى حتى نصل الى شطر يمتزج به الاسم المجرور للجملة السابقة (بقايا ذاكرتي) مع فعل وفاعل للجملة الجديدة (تلتهم كلماتي) . علما ان (تلتهم كلماتي) تابعة للشطر الذي يليها (كل حروف الوجد ) لان اصل العبارة (تلتهم كلماتي كل حروف الوجد) وهذا اخلال كبير بالنظام البنائي العام لتركيب الجملة في النص ، وهكذا في العبارات الاخرى .
فلو تتبعنا الشطر الاول لوجدنا مجموعة نقاط (......) عددها (6) لاداعي لرسمها بعد مفردة الفعل (تزحف) ، بل يوجد عندنا أربعة نقاط ترسم بشكل افقي (....)او ثلاث (...) او اثنتان (..) وهذه توضع بعد عبارة او مفردة تحتاج الى فضاء وتوقف طويل اكثر من الزمن المحسوب علمياً لنقطة التوقف الواحدة (.) ثم علامة # بعد مفردة الفاعل (الارض) لاداعي لها ، ولانعلم ماعلاقة هذه العلامة بالنسج اللغوي العربي وبعلامات الترقيم . ثم جعل حرف الجر (على) شطرا كاملا لاداعي له كذلك . بعدها رُسِمَتْ نقطتان واحدة فوق الاخرى حتى نصل الى شطر يمتزج به الاسم المجرور للجملة السابقة (بقايا ذاكرتي) مع فعل وفاعل للجملة الجديدة (تلتهم كلماتي) . علما ان (تلتهم كلماتي) تابعة للشطر الذي يليها (كل حروف الوجد ) لان اصل العبارة (تلتهم كلماتي كل حروف الوجد) وهذا اخلال كبير بالنظام البنائي العام لتركيب الجملة في النص ، وهكذا في العبارات الاخرى .
• ولنأخذ مثالا آخر في السرد النثري :
(كلما هتف ،،،،، بلبلٌ في ،،، روضتي ايقنتُ ان ...... الحبيب يناديني # )
ــ هذه الفضاءات المتقطعه بهذه الصورة ، تنذر بالهدم والزوال لقيمة النص وبنائه ، وتُنذِر بنسف تركيب الفاظه الجميلة . فكلّ المثال عبارة عن فكرة جميلة تامة المعنى ، لاتحتاج سوى توقفات بعلامات ترقيم محسوبة لغويا وعلميا (كلّما هتف بلبلٌ في روضتي ، ايقنتُ ان الحبيب يناديني) او قد لايحتاجها ان أرادها عبارة واحدة مقروءة . فهي تحتاج الى علامة واحدة فقط وهي الفاصلة (،) للفصل بين فضائين لغرض الاستراحة القصيرة وتوقف القاريء كي يتهيأ لاستدراك بقية المعنى المترابط مع ما سبق .
من هذا نفهم ان وضع نقاط ورموز بين مفردات العبارة الواحدة دون ضوابط ، يؤدي بالفهم والادراك الى توقف الفضاء الادبي او بعثرة المتابعة في القراءة وضياع الفهم لمعاني النص ، وفقدان الصورة الإيجابية الصحيحة ، فتنهدم فكرة النص ، من خلال هدم بناء العبارة .
4- لابأس من وضع علامات الهوامش عند كل كلمة تحتاج الى تفسير للإشارة الى معناها في نهاية النص ، أو وضع علامة لمراجعة الهامش ولتوضيح شيء ما يقصده المؤلف ، كي لانترك المتلقي في حيرة وارباك وعدم الفهم .
5- المعرفة والمَلَكَة التأليفية تحتاج الى طاقة مُستدامة كي تعينها على القدح والإنتاج ، وطاقتها هو الزاد المعرفي ، فمن غير هذا الزاد يبقى الشاعر رهين بعض المفردات والألفاظ والتي يشكّل منها مائدته الفقيرة ، ويأتي يوما سيجد نفسه لايقوى على الحراك ولا يتمكن من تجديد طبخته التأليفية ، لان مابجعبتهِ اصبح في عالم النفض .
اما المؤلف الذي يقرأ ويحفظ كل ماهو جديد من نتاجات أدبية محترمة رائدة فخمة او ماهو معروف بقيمته الأدبية من آراء نقدية تحمل سمة الدلالة والبرهان ، فبالتأكيد سيختزن زادا معرفيا جديداً ولغة متطورة تضاف الى رصيده الادبي مع صقل تجربته الادبية .
6- لابد للمؤلف ان يعمل مقارنة نقدية ذاتية بين نصوصه وبين مايقرأ للرواد ، كي يقف على مواطن الضعف والقوة ، ولمعرفة عناصر الابداع والابتكار وكيفية صياغة العبارات وتشكيل الصور الشعرية .
7- على المؤلف أن يرتكز جيدا في كل خطوة خطاها ، للتهيؤ من جديد الى انطلاقة جديدة أبعد او تسلق مرتبة اعلى واكثر اشراقاً . فعند وصوله الى عتبة الابداع في نصٍّ شعري او نثري ، عليه بعدها أن لا يركن الى الخمول والوهن والضعف ، فليس مجبرا على الإتيان بنصٍّ هابط يقلل من شأنه ويزيح بعض الاحداثيات عن بصمته التي ارتقاها ، كي لاتعتاد مَلَكَته التأليفية على التذبذب والتأرجح وعدم الاستقرار . وهذه من سمات المؤلف غير النبيه .
8- وأخيرا .... التعلم والتقاط المعلومة الدسمة والاخذ والعمل بها ـ وخاصة عندما ننشر مثل هذه المقالات المكثفة والمكتنزة بالعتاد المعلوماتي ـ فالمؤلف هاويا كان ام محترفا ، عليه الاستزادة من التعلم والاستذكار .
فالعلم لايُوطَّنُ بالحفظ فقط ، انما بالكتابة وتكرار التردد على المعلومة . أما إذا أَصَرَّ الكاتب على العناد والاخذ برأيه رغم معرفته بالصحيح ، فهو بمرتبة العاق والمتمرد ، وبالنتيجة سيصبح رقما وهميا ، او كالبصمة على الماء ، فلا أثر لها الا في عالمه الخاص وهذا هو الخسران المبين .
من هذا نفهم ان وضع نقاط ورموز بين مفردات العبارة الواحدة دون ضوابط ، يؤدي بالفهم والادراك الى توقف الفضاء الادبي او بعثرة المتابعة في القراءة وضياع الفهم لمعاني النص ، وفقدان الصورة الإيجابية الصحيحة ، فتنهدم فكرة النص ، من خلال هدم بناء العبارة .
4- لابأس من وضع علامات الهوامش عند كل كلمة تحتاج الى تفسير للإشارة الى معناها في نهاية النص ، أو وضع علامة لمراجعة الهامش ولتوضيح شيء ما يقصده المؤلف ، كي لانترك المتلقي في حيرة وارباك وعدم الفهم .
5- المعرفة والمَلَكَة التأليفية تحتاج الى طاقة مُستدامة كي تعينها على القدح والإنتاج ، وطاقتها هو الزاد المعرفي ، فمن غير هذا الزاد يبقى الشاعر رهين بعض المفردات والألفاظ والتي يشكّل منها مائدته الفقيرة ، ويأتي يوما سيجد نفسه لايقوى على الحراك ولا يتمكن من تجديد طبخته التأليفية ، لان مابجعبتهِ اصبح في عالم النفض .
اما المؤلف الذي يقرأ ويحفظ كل ماهو جديد من نتاجات أدبية محترمة رائدة فخمة او ماهو معروف بقيمته الأدبية من آراء نقدية تحمل سمة الدلالة والبرهان ، فبالتأكيد سيختزن زادا معرفيا جديداً ولغة متطورة تضاف الى رصيده الادبي مع صقل تجربته الادبية .
6- لابد للمؤلف ان يعمل مقارنة نقدية ذاتية بين نصوصه وبين مايقرأ للرواد ، كي يقف على مواطن الضعف والقوة ، ولمعرفة عناصر الابداع والابتكار وكيفية صياغة العبارات وتشكيل الصور الشعرية .
7- على المؤلف أن يرتكز جيدا في كل خطوة خطاها ، للتهيؤ من جديد الى انطلاقة جديدة أبعد او تسلق مرتبة اعلى واكثر اشراقاً . فعند وصوله الى عتبة الابداع في نصٍّ شعري او نثري ، عليه بعدها أن لا يركن الى الخمول والوهن والضعف ، فليس مجبرا على الإتيان بنصٍّ هابط يقلل من شأنه ويزيح بعض الاحداثيات عن بصمته التي ارتقاها ، كي لاتعتاد مَلَكَته التأليفية على التذبذب والتأرجح وعدم الاستقرار . وهذه من سمات المؤلف غير النبيه .
8- وأخيرا .... التعلم والتقاط المعلومة الدسمة والاخذ والعمل بها ـ وخاصة عندما ننشر مثل هذه المقالات المكثفة والمكتنزة بالعتاد المعلوماتي ـ فالمؤلف هاويا كان ام محترفا ، عليه الاستزادة من التعلم والاستذكار .
فالعلم لايُوطَّنُ بالحفظ فقط ، انما بالكتابة وتكرار التردد على المعلومة . أما إذا أَصَرَّ الكاتب على العناد والاخذ برأيه رغم معرفته بالصحيح ، فهو بمرتبة العاق والمتمرد ، وبالنتيجة سيصبح رقما وهميا ، او كالبصمة على الماء ، فلا أثر لها الا في عالمه الخاص وهذا هو الخسران المبين .
احترامي وتقديري ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق