السبت، 12 يناير 2019

" قالت له امرأة" قصيدة للشاعر اليمني وليد الشواقبه


شاعرية من وادي العقيق:
………………………………….
أية ارادة باسلة هذه التي توقظ الحب بمعناه الواسع النطاق بين اجفان الردى،وتعلن انحيازها الى جهة الحياة بعزيمة مذهلة حقاً،فكيف اذا كان المقصود بحديثنا فتىً شاعراً مايزال في ريعان الشباب..وكيف اذا كانت موهبته لافتة حد الإدهاش!!،بما يملك من روح تداعب اروقة الحداثة الكلاسيكية بمجازها المفكر النابه..ولكنها اليمن ،وقلب سيف بن ذي يزن الماجد،والبردوني الخالد،
انه الشاعر الشاب وليد الشواقبه ،مع التقدير :
،،،
النص:( من بحر الكامل التام):
" قالت له امرأة"
…….………………………………..
قالـُوا لَهُ : أتُحِبُّها ؟ فَتأوَّهَـا
هل كان يكتُمُ عُذرَها أم عَذلَها ؟
.
هيَ بنتُ هَذا الغَيمِ أُنثَى دهشَةٍ
عسلِيَّةُ العَينَينِ لم يرَ مِثلَها
.
وهُوَ ابنُ هَذي الأرضِ وابنُ جِراحِها
لم تُغرِهِ الأوجَاعُ أن يتألَّهَا
.
قد كانَ يندَمُ بَعدَ أن يَأوي إلى
أخطَائِهِ واليومَ يندمُ قبلَها
.
لا يَطمَئِنُّ إلى غَدٍ وكأنَّما
تمشِي لهُ الأيَّامُ لا يمشِي لَها
.
ما آزرتهُ النَّاسُ في أحلامِهِ
حتى تملَّكها .. فشاؤوا قتلَها
.
قالَت لَهُ امرأةٌ : سأحمِلُ عنكَ مِن
هَذا الأسَى والآنَ يحمِلُ حِملَها
.
هُوَ لَمْ يكُن معنَىً يخُونُ مجَازَهُ
لِتُشِيحَ عنهُ الأبجَدِيَّةُ شكلَها
.
هُوَ لمْ يكُن إلَّا صَبِيَّاً شاعِراً
كانت تُسمِّيهِ الخسارةُ طِفلَها
.
ما زالَ يذرِفُ دَمعَهُ لحَبيبَةٍ
كانت ولا زالت تُرتِّبُ كُحلَها
.
لو ينزِفُ الشَّوقَ الَّذي في قلبِهِ
لأذاب عَينَيها وأذهلَ عقلَها
.
في كُلِّ بَيتٍ دَمعةُ امرأةٍ تَرى
رجُلاً بِغيرِ الحُبِّ أمسى بَعلَها
.
مَن قالَ أن الحُزنَ فِكرَةُ عاشقٍ
أجفانهُ صَدِئت فجرَّبَ صقلَها
.
أو عادَ مِن مقهَى السَّعادةِ لم يجِد
أحداً فقالَ : الحُزنُ صفَّدَ أهلَها
.
أو ر رُبَّما هَذي البِلادُ بِلادُهُ
تبكي تعاسَتهُ ويبكي ثُكلَها
.
لَمْ يَرجُ منها غيرَ حُضنٍ دافِئٍ
وشريطِ أُغنِيةٍ ليقطَعَ ليلَها
.
يا مَن أحَبَّ غزَالَـةً شرقـيَّةً
فغدا يُطارِدُ في الصّحاري ظِلَّها
.
ذُقتَ النَّوى ما دُمتَ تجهلُ ما الهَوى
لأسرتها لو كُنتَ تفهَمُ دَلَّها
.
قالَت لكَ : النَّبعُ البَعيدُ أنا .. فهَل
كَذَّبتَ حَدسَكَ كي تُصدِّقَ قولَها ؟
.
ستَعُودُ لَيلاً ما لِبَيتِكَ حافِياً
والذكرياتُ عسى تُعِيرُكَ نعلَها
.
وعَسى يُدثِّرُكَ الحَنِينُ وتحتَسي
شاياً لِأُمـِّكَ لمَّ تنعُسُ حولَها
.
في الحُبِّ يُصبِحُ كُلُّ شيءٍ قابِلاً
لِلفَقدِ لا تفقِد حياتَكَ كُلَّها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق