السبت، 12 يناير 2019

فن الإيقاع في شعر دنيا حبيب بقلم / الاديبة وفاء كمال الخشن

فن الإيقاع في شعر دنيا حبيب
*************************
الإيقاع في الشعر هو من أهم عوالم التوافق مع المتلقي ,خصوصاً إذا كان الإيقاع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمضمون القصيدة . ويصنع سلسلة متصلة الحلقات . كما هو عند الشاعرة المصرية " دنيا حبيب " . فهو ليس مجرد تلوين صوتي , إنما فاعلية تدغدغ مشاعر القارئ والسامع لرقتها ووقعها العذب.
هذا الايقاع يشبه توالي الربيع والصيف ,وتوالي دقات القلب . فوقع جرس الألفاظ عند " دنيا حبيب " يمنح الألفاظ جسدها الكامل .حيث تجعل اللفظة ترتدي إيقاعاً بمقاسها تماماً , فلا يسقط عن جسد الَّلفظة ولايعريها , بل يجعلها تتراقص في ثوبها البهي.
دون ان تفقد شيئاً من شاعريتها الزاهية والأنيقة.
فهي تنجح في تنمية حركتها الشعرية في إطار موزون بنضارة مميزة بصدقها وعفويتها وبساطتها . بحيث تتساوق الأبيات في قصائدها مع حالتها الشعورية . لتعود وتهز مشاعر المتلقي وأعماقه . فتتوالى الحركات والسكنات حافلة بالمفاجآت . مؤذنة بولادة شاعرة جميلة وانيقة ذات إشراقة بهية
وفاءكمال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقاطع من قصائد الشاعرة دنيا حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقلي عليهِ وإنما.. قلبي معَهْ
هذا يردَّهُ حين ذلك يمنعهْ
والحقُّ؟ إنَّ الحقَّ جدّ مُحيِّرٌ
إذ كنتَ تشكو مَنْ تكونَ مُشفّعهْ!
وكأنني سكرانةٌ تهذي بما..
تخشى صباحا أن تفيقَ وتسمعهْ!
ضري ونفعي أصبحا في واحدٍ..
فيضرُّ نصفي مَنْ لنصفي ينفعهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كفا بكف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
للهِ ما أَمَرَ الهوى
جبرا أُقرّ وأعترفْ:
-
من بعدِ نيّةِ ذبحهِ
قد متُّ فيهِ مع الأسفْ!
-
أشتاق يومَ عرفتهُ
كم كان يملؤني الشغفْ!
-
وأظنّ أن شاكستهُ
أربكته حتى اختلف ْ!
-
أبدى صدودا بينما
دنت العيونُ.. الرمشُ رفْ!
-
-
يا ليلُ هذي قصتي..
والحبّ ذنبي المقترفْ
-
والحبّ أيضا توبتي
وببابه قلبي وقفْ!
-
يا ليل أنت.. رفيقهُ
ندمي إليكَ.. إليهِ صفْ
-
واعتبْ وقل: عاقبتني
لا تكتفي؟... آآآهٍ وأفْ!
-
ما دمتَ لم تغفرْ..فلم..
ودعتني.. كفا.. بكف ْ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق