الأربعاء، 2 يناير 2019

الرمزية في قصيدة وريث الربابنة الشاعر غسان الحجاج بقلم الاديب غازي احمد الموسوي




افاق نقديه هدا مدخل شعري مهيب ايها المبدع العميق..
"كأني وريثُ الربابنة الحالمين.."
في سفين الشعرية الدفين..!!

ما اروع هذا الدخول الهابط من غمامة الرؤئ والذاكرة العميقة..
ذاكرة تستوعب في اعماقها رموز التاريخ الوطني الحية المعبرة عن اقدم شعرية عرفها العالم..حيث ملحمة جلجامش ،وقصيدة الخلق السومرية،متمثلتين بالقيثارة المدهشة..
وها انت تشير بكل وضوح الى ذلك الموروث الحي القديم الذي لايبيد..
بل مايزال يشير الينا باصابع الاتهام ،لاننا ماحفظناه ولا استكملناه..
نعم ياصديقي المبدع،ان رحلتنا مقطوعة عن ريادة السندباد الذي رسم لنا مثابتنا ..أنْ تعالوا ورائي ولكننا نكصنا على اعقابنا ،عاجزين..
لم يتبق لدينا سوى احلام الرؤاة،وتعويذة العرّافين السراة..
" فلدي الصواري معبأة بالقصائد
والكلمات نوارس
ان قلتها لن تعود!!"
كل مافي هدا النص كشوف تنطوي على اسرار يتم ترحيل بعضها الى الكي بورد..ويتم كظم وكتم اكثرها فيما وراء الضلوع..خيفة عليها مرتين..
مرة من الهدر والضياع
ومرة خيفة الغيلة ومخالب الضباع..
" صوت انخابها 
ايقظ الليل
قبل تثاؤب روح الفنار" !"
فنار مجدنا الاثيل المطمور تحت ركام الكسل والتداعي،وغبار التواكل والاهمال..
لقد أنسنه شاعرنا المهندس غسان الحجاج فعبر من خلاله عن اكثر مشاعر السأم والضجر حد الاحساس بالوحشة الموجعة في هدا المنقطع من التاريخ المظلم الكسيح..
ايها الشاعر الجميل العميق..
ان ابرع ما فعلته في هذا النص الثمين..يتجسد في اختيارك لرموز تعبيرية من صلب الفن والابداع..وكانك تجد فيها رحماً مسيسة وبنية حمل ناطقة باسمك وعنك في مركب حبوي ادى ماعليه بنجاح كبير..
مرة اخرى كعادتك..تثبت لنا قدرة العروض الحر على التفكير العميق،مع هذا المتقارب الفسيح ،بروح حداثية بالغة الاقناع..اجدت يا ابا علي الرائع..تحياتي..

نص الشاعر غسان الحجاج
وريث الربابنة
..........
كآني وريثُ الربابنةِ
الحالمينَ
ٱمتطيتُ العبابَ
تلمستُ قلبي 
الذي كان منهمكاً 
بشعورٍ غريبٍ 
ليضبطََ نبضةَ إيقاعهِ
مثل قيثارةٍ
هبطتْ 
من تخوم الزمان القديم
على وقع امواجهِ الهادرة 
لقد كان غرّاً ولم ينتبهْ
انَّ للموج صولتهُ الجامحة 
اذا أوعزتْ بالصهيل الرياحُ
فسرعان ما ستحلُّ 
مواقيت حنجرة الصخب المحتفي
قلت ليس عليك جناحٌ
فحتماً
هناك طريقٌ مؤدٍّ
الى الغرق المرتجى
هو اقرب في سحرهِ للنجاة
تأرجحتُ مغتبطاً
مثلما ساحرٍ عندهُ سرُّ تعويذةٍ
فلديَّ الصواري معبأةٌ بالقصائد
والكلمات نوارسُ
لو قلتها لن تعود
الى ان ترى شاطئ السندباد
الذي كنزه لايضاهيه كنزٌ
سوى قبلةٍ لم يحنْ وقتها
صوتُ أنخابها
ايقظ الليل
قبل تثاؤب روح الفنار
من الضجر الموحش
أخذتْ تزحفُ من مقلتيهِ
جحافل أضوائهِ
(كمشاحيفنا) في الحروب
رسا اليختُ لكنني
لم اجدْ موطئاً
غير ظل السراب
يلوح لي
كنت مثل كف الغريق
الذي ما نجا..!
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق