الاثنين، 28 يناير 2019

بغداد.. بقلم الشاعر/ غسان الحجاج

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏سحاب‏، و‏سماء‏‏، و‏‏شجرة‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏




شفتاكِ خمرٌ والخدود كنافهْ
قد أسكرتْ باللون كل سلافهْ

شعر العذار ملائكٌ لا ترعوي 
عن لثم هالة وجنةٍ بلطافهْ

بهما غفا نجمٌ وحيدٌ ثاقبٌ
وكأنما قتلَ الجوى اسلافهْ

و ثوى بجانبه الممرد صنوهُ
أخذ الحفيدُ من الندى أوصافهْ

ومنارتانِ تبثُّ أدعية الورى 
وكأنما هي للسماء مسافهْ

بغدادُ للشمس المضيئة شرفةٌ
مسرى أشعتها نمير حصافهْ

ليست مغالاةً فتلك حقيقةٌ
اذ بعض أشكال الجمال خرافهْ

فهي التي كضفاف دجلة شعرها 
ما بين كرخٍ عرشها ورصافهْ

لولاكِ دجلةُ ما جرى ينبوعهُ
فالنهر يذبحُ في الجفافِ ضفافهْ

هو ما يزال يجيء حضنكِ والهاً 
حتى وان قطف الردى اطرافهْ

اذ انكِ القلب المهيمن نبضهُ
بل انتِ يا كل الزمان ثقافهْ

للرائعات وللاحاجي بردةٌ
أدنى مفاتنها الزلال خلافهْ

بغداد يا ذات الجلال سيرتدي 
منكِ الوجود لمبسميكِ قيافهْ

هو كالكتاب الصبُّ يشرح وجدهُ
تعريشةً يا قلبهُ وغلافَهْ

هو في انسكابِ السكْرِ ظلٌّ عالقٌ
لم ينتبهْ منذ التقى العرّافهْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق